All Chapters of لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي: Chapter 61 - Chapter 70

100 Chapters

الفصل 61

كانت العمة كريمة غارقة في نومها، حين أيقظها طرقٌ عنيف على الباب.فتحت الباب، لتجد أمامها شادي بوجه متجهّم وملامح غاضبة، فأصابها القلق فورًا وسألته، "ما الأمر يا سيدي؟ هل حدث شيء؟"تعلقت نظرات شادي بعينيها حادّة كالسهم وسألها، "متى كانت آخر مرة عادت فيها راندا إلى المنزل؟"في تلك اللحظة، شعرت منيرة بأظافرها تغرز في راحة يدها.لقد رحلت تلك الحقيرة أخيرًا… قضت أيامًا قليلة كسيدة هذا المنزل، ولن تسمح لراندا بالعودة لتنتزع مكانها من جديد!لكن العمة كريمة أجابت بتردد مصطنع، "السيدة الشابة؟ إنها تعود كل يوم…"ثم صممت قليلًا وكأنها تتذكر شيئًا، وأضافت بسرعة، "آه، لا، إنها لم تعد الليلة. تستعد الجدة لعيد ميلادها الثمانين، ودعتها إلى البيت الكبير لتساعدها في بعض الترتيبات".نظرت منيرة إليها بدهشة، وأفكارها تتلاطم في رأسها.لماذا تخفي العمة كريمة حقيقة انتقال راندا أيضًا؟ هل ترى أنها أجدر من راندا بأن تكون سيّدة هذا المنزل؟لكنها سرعان ما ارتسمت ابتسامة باردة على شفتيها، وقالت لشادي بخفة، "لا داعي للقلق، إنها ليلة واحدة فقط، لماذا تظن الأسوأ فورًا؟"تجاهلها شادي، وصوّب نظره نحو العمة كريمة وسألها
Read more

الفصل 62

ابتسم حسان حين رأى أن مزاج راندا لم يتأثر كثيرًا وقال ممازحًا، "الجميع في العيادة يتحدث عنكِ اليوم، يقولون نادرًا ما يرون الطبيبة راندا بوجه عابس، ويتساءلون إن كان بينكِ وبين منيرة خلاف ما".لم تعلّق راندا، بل حدّقت في الوعاء الذي يحمله بيده وسألته، "هل هذا لي؟"أجابها، "نعم".ووضعه أمامها قائلًا، "بطّ بالصلصة والبيرة، باذنجان حار بالصلصة، وملفوف بالخل. أوصتني زوجة أستاذي أن أحضرها لكِ خصيصًا".فتحت راندا الغطاء، لتفوح رائحة شهية تعبق في الغرفة، وتناولَت بسرعة قطعة من الباذنجان وقالت بفرح:"ذهبت إلى بيت الأستاذ إذًا؟""نعم، كنت أتناقش معه بخصوص مشروع مجموعة الشناوي".جلس حسان في المقعد المقابل، وسألها بابتسامة، "هل المذاق جيد؟"ابتسمت راندا بعينيها المشرقتين وأجابته، "بالطبع، رائع كالعادة… هل تناولت غداءك؟"تردد حسان للحظة، وكانت عيناه تلمعان وهو ينظر إليها وقال، "لا، ليس بعد".ناولتْه راندا عودَي طعام من الخشب وقالت، "فلنأكل معًا إذًا".ثم سألت، "وماذا عن مشروع الشناوي؟ متى يبدأ العمل فيه؟"أجابها بلطف، "دعينا نأكل أولًا!"ثم نظر إلى الساعة وقال، "لنتحدث في المساء بعد دوامكِ".ثم أضاف
Read more

الفصل 63

لم تكن تخطط راندا أن يأتي شادي ليصطحبها من العمل، لكنها حين رأت المشهد أمامها، اجتاحها شعور مرّ بالسخرية يصعب وصفه.أبعد شادي ذراعيه عن منيرة برفق، وهمَّ أن يقول شيئًا، وكان على وشك أن ينطق، لولا أن بعض زملائها ذوي العيون الثاقبة انفجروا ضاحكين ممازحين وقالوا، "أهذا حبيبكِ يا منيرة؟"منذ الصباح، لم تتوقف منيرة عن المباهاة، تُلمّح وتصرّح بأنها تملك حبيبًا وسيمًا وغنيًا وطيب القلب.حتى تلك السيارة الرياضية التي توقفت صباحًا أمام الشركة، قالت إنها هدية منه.والآن، بعدما رأوه بأعينهم، أدركوا أنها لم تكن تبالغ، بل هو حقًا مثال حيّ للرجل الثري الوسيم. لا، بل يتجاوز مستوى أي ثري وسيم عادي، فطلّته مهيبة، وأناقته نبيلة راقية.دسّت منيرة شعرها خلف أذنيها بخجل ونظرت إلى شادي بابتسامة رقيقة وقالت، "شادي، إنهم زملائي في العيادة".عبس شادي ووجه نظره نحوها للحظة، ثم بحث بعينيه في المكان. ووجد أن راندا كانت قد ابتعدت بالفعل.لم يعلّق على كلامها، وظنّ الحاضرون أنّه رجل قليل الكلام، منطوٍ بطبعه.وعندما صعدت منيرة معه إلى السيارة، كانت الهمسات تدور بين زملاء راندا كالإعصار،"يا إلهي! ما هذه الحظوة؟ حبيب
Read more

الفصل 64

قال حسان وهو يرمق راندا بنظرات حذرة، وكأنه يخشى أن تزعجها الفكرة، "لاحقًا، سنحتاج غالبًا إلى زيارة مجموعة شركات الشناوي كثيرًا..."كانت المجموعة تضمّ مبنيين كبيرين، ومعامل البحث العلمي في داخلهما، واحتمال لقاء هيثم الشناوي هناك وإن كان ضعيفًا، يظلّ قائمًا.ابتسمت راندا ابتسامة يائسة وقالت، "لماذا تتصرف مثل أستاذي تمامًا؟"وضعت عيدان الطعام جانبًا وتابعت بجدية، "اطمئن يا حسان، أنا أميّز بين الخاص والعام، ولن أسمح للأمور الشخصية أن تعيق العمل".في الطابق العلوي من المطعم، كانت يد رجل قوية تستند إلى السور عند باب إحدى القاعات المفتوحة. عيناه الداكنتان كانتا تتابعان بتركيز شديد رجلًا وامرأة يجلسان في الأسفل.الفتاة التي لا تُريه سوى البرود والجفاء عادة، تجلس الآن مطيعة وهادئة، تتحدث إلى رجل آخر بجدية، وكأنها تمنحه وعدًا غامضًا."هيثم، إلى ماذا تنظر؟ لم تدخل منذ زمن".جاء صوت رجل في مثل عمره من خلفه، ثم لمّا تبع نظره ضحك مستهزئًا، "آه، أترى أختك الصغيرة!"ردّ هيثم ببرود قائلًا، "اغرب عن وجهي". وألقى عليه نظرة جانبية قبل أن ينزل الدرج بيدين في جيبيه، قائلًا بلا مبالاة، "تولَّ ما تبقى من الاج
Read more

الفصل 65

بما أن هيثم طلب التحدّث بعيدًا عن حسان، فهذا يعني أن الأمر شخصي بحت.تغيّرت ملامح راندا، وقد فقدت أي بقايا من لطفها وهي تقول ببرود، "سيد هيثم، لا أتذكر أن بيننا ما يستدعي حديثًا على انفراد".رمقها بنظرة باردة حادة، وقال بفتور، "طلب مني ياسر أن أعيد لكِ شيئًا، ألا تريدينه؟"صمتت لحظة ثم التفتت نحو حسان وقالت، "اذهب أنت أولًا يا حسان".ظلّ القلق مرتسمًا على ملامحه، لكنه تراجع بخطوات مترددة. في النهاية، تذكّر أن هيثم وإن لم يكن شقيقها الحقيقي، فإن رابطة الأخوة بينهما تمنعه من التصرّف بتهوّر، فاختار الانصراف.بمجرد رحيله، مدّت راندا يدها لهيثم وسألته ببرود، "أين هو الشيء؟"لم يحرّك حتى جفنيه، بل وضع يده في جيبه وسار مباشرة نحو الخارج.اضطرت راندا إلى اللحاق به، وهي لا تعلم أصلًا ما الشيء الذي تركته عند ياسر.توقّف هيثم أمام سيارتها، شدّ مقبض الباب فلم يُفتح، فرفع عينيه نحوها.زفرت راندا بحدة وسألته، " هل يجب أن نصعد السيارة حتى تُعيد شيئًا؟"ابتسم بخفة ماكرة وقال لها، "سيارتي أخذت الدكتور حسان، ألن توصليني؟"فكّرت في نفسها، ليس ذنبها أنه أصر على إيصاله.لكنها تذكرت مساعدته لها في بيت عائلت
Read more

الفصل 66

ضم هيثم شفتيه وقال، "وإن قلتُ لا، هل ستتراجعين عن الانضمام؟"لم تتمكّن راندا من فهم ما يقصده تحديدًا، لكنها كانت تدرك أن هذا المشروع ملكه، لكنها لم ترغب في إغضابه حتى تتمكّن من الانضمام إلى المشروع، فقالت، "هذا مشروعك، ومن الطبيعي أن أحترم قرارك".منذ زواجها من شادي، أصبحت غريبة عنه أكثر من الغرباء أنفسهم.ساد الصمت لحظة قبل أن يخرج من صدره ضحكة قصيرة ساخرة، بلا أي أثر للدفء القديم، وعيناه غارقتان في برودة جارحة، ثم قال، "إذًا لا تأتي".وما إن أنهى كلامه، دفع باب السيارة، ومدّ ساقيه الطويلتين خارجها وغادر دون أن يلتفت وراءه.تجمدت راندا للحظة، لا تدري أي كلمة قالتها أزعجته، ليغيّر موقفه فجأة هكذا.لكنها تماسكت وقالت في سرّها: لا أذهب؟ إذًا فليكن!وفي تلك الليلة، حملت ضيقها إلى وسادتها، لكن نومها لم يجلب الراحة؛ إذ رأت نفسها في الحلم تركض خلفه متوسلة، "هيثم، إن منعتني من المشاركة، فلن أتحدث معك أبدًا!"رمقها بعينيه الضيقتين الخاطفتين وقال بابتسامة ماكرة، "بمَ ناديتِني الآن؟"تلعثمت وهي تخفض رأسها، "آسفة… أخي!"استيقظت فجأة، أنفاسها متقطعة وصدرها ينتفض.حدّقت طويلًا في السقف المظلم، تحاو
Read more

الفصل 67

أجابت الفتاة بصوت خافت، وقد تذكّرت ما سمعته صدفةً قبل أيام، "نعم، لكن أرجوكِ لا تخبري أحدًا، يبدو أن الدكتورة راندا لا ترغب بأن يعرف الآخرون".أومأت منيرة مطمئنةً، بينما بريق من النشوة يلمع في عينيها، ثم ربتت على كتفها ووقفت على عجل وقالت، "انتهيت من طعامي، استمتعن أنتنّ".وما إن خرجت من المطعم حتى أخرجت هاتفها بسرعة، وابتسامة الظفر ترتسم على شفتيها، لتتصل مباشرةً بشادي، "شادي! سمعت شيئًا للتوّ، ترددت إن كان عليّ إخبارك، لكن لا يصح أن أخفيه عنك…"كان شادي في اجتماع، فسألها بنبرة هادئة، "ما الأمر؟"همست بمكر، "يبدو أن علاقة راندا بالدكتور حسان ليست بريئة كما يبدو".انعقد حاجباه باهتمام، وقبل أن ينبس بكلمة أكملت منيرة، خفضت نبرتها وكأنها تكشف سرًا وقالت، "لقد قالت لزملائها بنفسها إنها مطلّقة، ويتحدث جميع من في العيادة عن ذلك، وأنا أيضًا صُدمت حين سمعت".فنهض شادي فجأة من كرسيه واتجه نحو الباب مغادرًا الاجتماع وسألها، "ماذا قلتِ؟!"لكن منيرة لم تفوّت الفرصة، فتظاهرت بالتردد والشفقة، "أخشى أنك… قد تكون مخدوعًا".وفي الوقت ذاته، كانت راندا تسلك الطريق المؤدي إلى بيت عائلة شاهين القديم.ففي
Read more

الفصل 68

قالت راندا، "لا أستطيع أن أضمن سوى أنني لن أبوح لشادي بالأمر بنفسي، أما إن شكّ في شيء، أو وصله الخبر من غيري، فذلك خارج إرادتي".رفعت السيدة منى حاجبيها بضيق وقالت بنبرة لا تخلو من تحذير، "إن لم تقولي أنتِ، ولم أقل أنا، فكيف سيعرف؟"رفضت تعديل البند وقالت بنبرة حاسمة، "راندا، أموال عائلة شاهين لا تنزل علينا من السماء..."لكن رنين هاتف راندا قطع حديثها.نظرت إلى الشاشة، وكان اسم المتصل ظاهرًا وهو شادي.ما إن أجابت، حتى جاءها صوته هادئًا لكن يحمل شيئًا من القلق، "راندا، ما قصة الشائعات التي تقول إننا سنتطلق؟"لم تتعمّد أن تُخفي المكالمة عن السيدة منى، فسمعتا الاثنتان العبارة بوضوح.رمقتها منى بنظرة صارمة محذرة إياها من قول الحقيقة.لكن راندا تماسكت، وخرج صوتها ساكنًا لا يشوبه اضطراب، "ومن قال ذلك؟ كيف يمكنني الحصول على الطلاق وحدي؟"تردد صوته من جديد، "أين أنتِ الآن؟"فأجابته بنبرة لطيفة مطمئنة، "في بيت العائلة، أحتسي الشاي مع والدتك".شعر شادي براحة أكبر بعد سماعه هذا، ثم قال وهو يتفقد الوقت، "سأنهي عملي وأمرّ لاصطحابكِ إلى البيت".قالت له، "حسنًا".أنهت المكالمة ونظرت إلى السيدة منى قا
Read more

الفصل 69

حدّقت راندا في ملامحه الواثقة، ولم تستطع إلا أن تبتسم بسخرية في داخلها.كم كان منافقًا هذا الرجل، ولم تكتشف ذلك إلا متأخرًا!لكن ما دامت تفصلها أربعة أيام فقط عن حريتها، لم تجد داعيًا للجدال معه. استعارت أسلوبها المألوف في التعامل مع عائلة الشناوي، وقالت بابتسامة هادئة وكلمات خالية من الروح، "لا تقلق، لا يوجد شيء بيني وبين الدكتور حسان".كانت هذه الجملة أشبه بما يردده الخائنون لتبرئة أنفسهم، لكنها قالتها وهي مدركة تمامًا لمفارقتها.مدّ شادي يده ليمسّد شعرها بحنوّ مصطنع، كما لو كان يهدّئ طفلة، وهمس، "بالطبع أصدقكِ".عاشت راندا سنوات طويلة تنخدع بمثل هذا الصوت الدافئ.حين كانت على خلاف مع هيثم، ولم يجرؤ أحد من أصدقائه على الوقوف في صفّها، كان شادي الوحيد الذي يدافع عنها.أدارت المفتاح لتشغيل السيارة، وبينما كانت تفكر في مبرر للانصراف، رنّ هاتفها فجأة، ليظهر اسم حسان على الشاشة.شعرت بنظرات شادي تخترقها، لكنها أجابت بثبات، ووصل الصوت عبر البلوتوث، "راندا، تجمعنا الليلة في مكاننا المعتاد، هل الساعة السابعة تناسبكِ؟""بالتأكيد". أجابت بسرعة، كمن يجد طوق نجاة.ضَحِك حسان بخفة وقال، "يمكنكِ إ
Read more

الفصل 70

أومأت راندا برأسها وقالت، "حسنًا".ثم اتجهت لتجلس في مقعدها، لتفاجأ بأن كفَّها به آثار حمراء غائرة من شدّة قبضتها عليه.لم يلبث أحد الحاضرين أن سأل بفضول، "راندا، كيف لم نرَ طليقك يومًا؟"ساد الصمت للحظات، ثم أجابت راندا بنبرة باردة خالية من أي انفعال، "ذلك لأنه خانني".تجاهلت النظرة الحادّة التي اخترقتها كالسهم من مكان قريب، وأتبعت كلماتها بوضوح أشدّ، "كان يخونني منذ فترة طويلة".فخيانة الروح… تُعتبر خيانة أيضًا.اعتلت علامات الصدمة وجوه الجميع.الحاضرون من كبار أطباء الطب الصيني في العيادة لم يكونوا من روّاد هذه التجمعات، أما اليوم فالحاضرون معظمهم من الشباب، في عمرٍ يسهل فيه أن يثوروا غضبًا على الظلم والخيانة.خصوصًا الممرضات الصغيرات سنًا اللواتي طالما حسدن منيرة على ارتباطها برجلٍ ثري ووسيم، فما إن سمعن بخيانة طليق راندا حتى تفجّرت ثورتهن، وانهالت الشتائم على الخائن وعشيقته الغامضة، دون أن يرحموا أحدًا، حتى سالت الكلمات الحادّة مثل السهام، مشبعة بلهيب الغضب.استشاطت منيرة غضبًا، لكنها كتمت غيظها قائلة بحدة، "راندا، أنتِ تتحدثين من طرف واحد، من يدري ما السبب الذي جعله يخونكِ؟"لكن
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status