عندما نطق بتلك الكلمات، لم تظهر راندا أدنى تعبير عن المفاجأة.فعندما قررت الزواج من شادي في الماضي، حاول إيقافها بنفس الطريقة.لكنه الذي ولد في برج عاجي لم يدرك أبدًا أن زواجها من رجل مثل شادي كان آنذاك أفضل حل ممكن لحياتها.ولم يفهم أن الطلاق لم يكن سوى مجرد كلمة عابرة تُنطق بسهولة.لو قرر شادي الطلاق، بينما ترفض هي، لامتلك ألف وسيلة لفرض إرادته.بل قد تُختم شهادة الطلاق بختمها الرسمي دون أن تعلم هي بذلك أصلًا.أما هي...طالما تمسكت عائلة شاهين برأيها، ورفض شادي الموافقة، فستظل سجينة في هذا الزواج إلى الأبد.خلال سنواتها بين عائلة الشناوي، تعلمت راندا درسًا قاسيًا وهو عجز الإنسان العادي أمام سطوة النفوذ.لم تُجدِ محاولة الشرح، فانثنت شفتاها في ابتسامة خفيفة، تمايلت فيها غمازتها الصغيرة، "لكنني، لا أقوى على فراقه."تلك النظرة الطفولية العاشقة مرة أخرى!اغرورقت ملامح هيثم بالغضب، وصدر صوته وكأنه يُقتلع من بين أضراسه، "راندا، هل عانيتِ من سوء معاملتي لكِ في الماضي؟"بعد أن ألقى كلمته، لم يتحلى حتى بالصبر لانتظار ردّ راندا، فأطفأ سيجارته بفظاظة وولى مدبرًا، حاملًا في ظهره غضبًا لم يُفرّغ
Read more