All Chapters of لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي: Chapter 81 - Chapter 90

100 Chapters

الفصل 81

أصيبت راندا بالذهول لوهلة، ثم تمتمت باندفاع، "لم أفعل ذلك".فجاء صوت شادي حاسمًا، لا يقبل الجدل، "سواء فعلتِ أم لا، ستذهبين وتعتذرين لمنيرة!"لم تكترث راندا لوجع مرفقها الذي كاد يخترق العظم من شدّته، وتوقفت بعناد، ترفض أن تخطو خطوة واحدة مهما جرّها وقالت، "قلت لك لم أفعل ذلك، فلماذا أعتذر؟""راندا..."توقف شادي لحظة، ينظر إليها من علٍ، وصوته ممزوج بثقل لم تعهده منه، "لو كان هذا في الماضي، لكنتُ صدّقتك بلا تردد، لكن الآن لم أعد أفهمكِ".ففي تلك الفترة، كان شادي يلحظ بعينيه التغيّرات التي طرأت على راندا.حين ضربت منيرة حتى سال دم رأسها، أقنع نفسه بأنها كانت غاضبة فحسب، وأن الانفعال أعمى بصيرتها.وحين انشغلت بالعيادة، وكانت تخرج مع الفجر وتعود متأخرة، مهملة شؤون البيت، وحتى عندما طلبت منها العمة كريمة وصفة دواء للطفل وقوبلت بالرفض، قال في نفسه إنها ما زالت صغيرة، وتحتاج لأن تنضج.وفي المرة التي أحرجته فيها مع منيرة في المطعم، وأطلقت كلمات جارحة بلا تردد، بلع الأمر ولم يحاسبها.لكن مشهدًا بعد مشهد، لم تبقَ من الفتاة اللطيفة الهادئة الحكيمة التي عرفها أي شيء.فعلى أي أساس يثق بها بعد الآن؟
Read more

الفصل 82

كان الأمر غريبًا إلى حد أن شادي شعر وكأنه يفقد السيطرة على نفسه.حدّق في راندا دون أن يرمش، حتى راودته فكرة أنه إن اعترفت… فسيخنقها بيديه!لكنها، من غير أن ترفع عينيها، ردّت بسؤال عكسي، "أَلسْتَ أنت كذلك؟"إنها مجرد تبادل منفعة، لا أكثر.من فيهما أرقى من الآخر؟أمسك شادي بذقنها بقوة، مجبرًا إياها على النظر مباشرة إلى عينيه وقال لها، "سأعيد سؤالي مرة أخرى، وفكري جيدًا قبل أن تجيبي"."هل كنتِ تستغلينني طوال هذا الزواج؟"ضغطه على فكّها كاد يخلعه من مكانه، واحمرّت عيناها من شدة الألم، فيما كانت بقايا عقلها تتساقط واحدةً تلو الأخرى، فأجابت بحسم قاطع، "نعم! قلت نعم!"ثم صاحت بصوت مخنوق بالغضب، "يا شادي، أنت من خان هذه الزيجة، فبأي حق تقف أمامي بكل هذه الثقة لتسألني؟"وأخيرًا، أطلقت السؤال الذي ظلّ محبوسًا في صدرها طويلًا!كانت قد فكرت في أن تُعهد إليه ببقية حياتها.وحاولت أن تكسب وده، وأن تبقى دومًا تلك الزوجة المطيعة للسيد الشاب الثاني في عائلة شاهين.نعم… لقد فكّرت بذلك حقًا.لكن قبضة شادي اشتدت أكثر، وكأنه استنفد كل ما بقي لديه من ضبط النفس كي لا يخنقها في تلك اللحظة.وقال ببرودٍ مشوب بال
Read more

الفصل 83

"لا أندم".جاء جواب راندا سريعًا، قاطعًا.فهذا السؤال كانت قد طرحته على نفسها من قبل، وعثرت على الجواب منذ زمن.فلولا هذا الزواج، ولولا أنّ الجدة أمينة كانت تراعي مكانة عائلة شاهين، لكانت قد تحوّلت منذ زمن طويل إلى شخص عاجز، كطائر مكسور الجناحين.حتى في عيادة الأمل، لو اكتشفت عائلة الشناوي أمرها، لما استطاعت البقاء فيها طويلًا.في نهاية المطاف، لا يمكن القول إن عائلة شاهين، أو حتى شادي نفسه، قد أساؤوا معاملتها حقًا.لقد علّقت عليه آمالها ذات يوم، ظنّت أنه سيكون زوجًا صالحًا، لكنه لم يكن كذلك. ومع ذلك، فهذا لم يعد أمرًا جللًا بالنسبة لها.وكانت راضية على مدار هذه السنوات الثلاث.ابتسم هيثم ساخرًا بمجرد أن سمع جوابها وقال، "أأحببتِه إلى هذا الحد؟"كانت نبرته تحمل سخرية واضحة، لكن عيناه القاتمتان ظلّتا تحدّقان في وجهها، كأنهما تحاولان تمزيق كل أقنعتها والنفاذ إلى أعماقها.ابتسمت راندا وقالت بهدوء، "نعم".رفعت رأسها لتنظر إليه، وعيناها صافيتان كالماء، ثم سألته بابتسامة ماكرة، "لماذا يا هيثم؟ هل أنت مهتم بهذا الأمر إلى هذا الحد لأنك بقيت أعزب لفترة طويلة ولا تحتمل أن ترى صديقك ينال حبًّا لا
Read more

الفصل 84

لم يتوقع شادي أن يسمع هاتين الكلمتين فقط.قالت الشرطية وهي تلتفت نحوه، "أنت هنا، سيد شادي".ثم أضافت بنبرة هادئة، "هذا الأمر… إن شئنا القول فهو خطير، وإن شئنا فهو مسألة عائلية. إن استطعتم تسويته وديًا فذلك أفضل".لكن ملامحها اللامبالية جعلت شادي يشعر بغصّة حادة في صدره، وقال ببرود، "لندع الشرطة تتولى التحقيق".رمشت راندا برموشها الطويلة، وبدت ملامحها النقية خالية من أي أثر للانفعال. كانت كما قالت سابقًا، لا تكترث له في شيء.عقد شادي حاجبيه، عاجزًا عن فهم كيف فقدت حتى القدرة على إظهار الضعف أمامه. بل خطر له أنه حتى لو كانت هي الفاعلة، فما دامت مستعدة لتتظاهر بالطاعة، لكان مستعدًا أن يصفح عنها بدافع ما كان بينهما.فتمتم ببرود، "حتى لو كان تصرفًا طائشًا، فالأخطاء لها ثمن".ثم غادر بخطوات واسعة.أنهت الشرطية طرح أسئلتها الروتينية لفهم ما جرى، ثم سمحت لراندا بالمغادرة.كان البرد القارس في عز الشتاء يتسلل إلى عظامها ما إن خرجت من مركز الشرطة.وعند المدخل، توقفت سيارة مايباخ المألوفة.وحين مرّت بجوارها، فُتحت نافذة السيارة لتكشف عن وجه شادي المشرق، لكن ملامحه اليوم كانت باردة كالجليد، وقال له
Read more

الفصل 85

كانت راندا قد خمّنت سبب رغبة شادي في اصطحابها إلى القصر، لكنها لم تكن واثقة من نوايا والدته.لكن حين وصلت، ورأت إلى جوارها عدة فتيات من أسر مرموقة، أدركت الأمر بسرعة.فالوليمة التي أُقيمت اليوم كانت في الظاهر احتفالًا بعيد ميلاد الجدة شاهيناز، لكنها في الحقيقة مجلس خطبة لشادي.وانتهزت السيدة منى هذه المناسبة أيضًا لتنفيس عن غضبها من مطالبها الباهظة السابقة.وأرادت أن تخبرها أنه إذا طلقها، فبإمكان شادي دائمًا إيجاد فتاة أفضل منها في أي وقت.وكأنما تقول لها إنّ هذا الزواج كان رفعةً لها لم تكن تستحقها."شادي، أنت هنا".عندما رأت السيدة منى أن شادي وراندا يتقربان منها، قالت بابتسامة ودودة تخفي ضيقها وهي تلقي نظرة على يد راندا الممسكة بذراع ابنها، "راندا، كانت الجدة تسأل عنكِ للتو، اذهبي إليها".أجابت راندا بهدوء، "حسنًا".فهي لم تكن ترغب في لعب دور الشاهدة المزعجة، وغادرت دون جدال.فقال لها شادي، "سأذهب معكِ".لكن السيدة منى أوقفته، "انتظر قليلًا! اليوم جاءت ابنة عمّك شاكر وابنة العم زيد لتهنئة الجدة، خذهُنّ إلى غرفة الشاي ولا تُقصّر في الضيافة".تجهم شادي قليلًا، لكنه لم يشأ أن يُحرج والد
Read more

الفصل 86

حتى الفتيات الجامعيات الرقيقات كُنّ يحطن به، لكن بالمقارنة مع راندا، كنّ يفتقدن دومًا شيئًا يصعب تحديده.في ذلك اليوم، ارتدت راندا فستانًا قصيرًا بلون أخضر داكن، بسيط القصّة، لم يكن ليلفت الأنظار وسط حفيدات العائلات الثرية الحاضرات، بل بدت عادية إلى حد ما.لكن قوامها ووجهها كانا فاتنين حقًا بحيث يصعب صرف النظر عنهما.ابتسم سامح وهو يلعق أسنانه قليلًا وقال، "هذا الخصر وهذا القوام… لا بد أن لمسهما ممتع"فقالت بهدوء، "المسهما إذن".ثم بدت وكأنها تذكرت شيئًا، فأرخَت كتفيها واستندت بخفة إلى الحائط، وارتسمت على شفتيها ابتسامة مائلة وقالت، "تخيّل لو علم هيثم بما تفعله، هل سيقطع يدك اليسرى أم اليمنى؟"كان الخوف من هيثم فطريًا في نفس سامح، وبمجرد ذكر اسمه، انكمش قليلًا بلا وعي.لكنه تدارك الأمر وأجاب باستهزاء، "هل تظنين أنني غبي؟ منذ مأدبة العائلة الأخيرة، لم يعد بينكِ وبينه أي تواصل، أليس كذلك؟"كان يعلم كل شيء تقريبًا.ورغم أنه لم يكن صاحب نفوذ كبير، إلا أنه ابن من أبناء عائلة الشناوي، ويعرف بعض الخفايا.قالت راندا بابتسامة هادئة، وأصابعها تضغط في راحة يدها بلا وعي، "لو لم يكن هناك تواصل، كيف
Read more

الفصل 87

بعد أن انتهى شادي من مجاملة تلك الفتيات المدللات، بدأ يستعيد هدوءه شيئًا فشيئًا.وما إن خرج من غرفة الشاي، حتى التقى وجهًا لوجه بالسيدة منى، التي بادرته قائلة، "ما رأيك في الفتيات اليوم؟"فسألها متعمدًا التظاهر بعدم الفهم، "أي رأي؟"تجهمت ملامحها قليلًا، وقالت بلهجة العارف، "لا تتظاهر بالغباء، فأنت ابني، وأعرف جيدًا كم أنت ذكي".تردد لحظة، وكان ينوي إنهاء الحديث دون خلاف، لكن بما أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، لم يمانع في التحدث بصراحة قائلًا، "أمي، الأفضل أن لا تتدخلي في شؤوني الخاصة".وكانت نبرته باردة بعض الشيء.لكن السيدة منى، التي لطالما دللت ابنها الصغير، لم تغضب، بل سألت بجدية، "إذا لم أتدخل، فما الذي تنوي فعله إذًا؟"قطّب شادي حاجبيه قليلًا.هو لم يفكر يومًا بخطة بديلة، فكما قال لراندا، زوجته لن تكون سوى هي.صحيح أنها أصبحت في الفترة الأخيرة أكثر تمردًا، لكن في النهاية كان ذلك بسببه هو.فمن الطبيعي أن تغار الفتاة الصغيرة وتُسبب المشاكل.ولمّا ظل صامتًا، ذهبت السيدة منى بخيالها بعيدًا، وعقدت حاجبيها قائلة بلهجة صارمة، "هل تنوي السماح لمنيرة بالدخول إلى عائلة شاهين مرة أخرى؟ كيف
Read more

الفصل 88

سألتها راندا، "لماذا لا ترغبين في ذلك الآن؟"ابتسمت السيدة منى وقالت، "ماذا لو سلّمتكِ شهادة الطلاق ثم قررتِ ألا تُخفي أمر الطلاق، ماذا سأفعل حينها؟"ذكّرتها راندا، "لقد وقّعنا اتفاقًا".قالت السيدة منى ببرود، "الاتفاقات لا تُقيّد إلا النبلاء".وكانت تعني ضمنًا أنّ راندا ليست كذلك.لم تغضب راندا، وسألتها، "إذن متى يمكنكِ إعطائي إياها؟"أجابتها، "حين يوافق شادي على الزواج مرة ثانية…"قالت راندا فورًا، "هذا مستحيل".ثم أضافت وهي تنظر إليها، "من قبل، وافقت فقط على إخفاء الأمر مؤقتًا حتى تجدي شخصًا مناسبًا، لا أكثر".فإرادة شادي في الزواج مجددًا أمر غير مضمون، وهي لا تريد أن تُهدر وقتها.فقالت بهدوء، "على أي حال، شهادة الطلاق قد صدرت، فما الفرق بالنسبة إليكِ بين وقت إعلانها ووقت استلامها؟"أجابتها، "هناك فرق".كل يوم تُخفي فيه الأمر، تبقى زوجة شادي أمام الجميع، وتضطر لمجاراة تمثيلياته.لكن ما حدث مؤخرًا جعلها تتمنى أن تقطع هذه الصلة في أسرع وقت.لم تتوقع السيدة منى أن ترى ابنها العزيز في نظر راندا أشبه بعبء تتمنى التخلص منه، فحبست غضبها وقالت، "شهر واحد".وأضافت بتأكيد، "بعد العيد، لا بأس؟
Read more

الفصل 89

لم تكن راندا في مزاج يسمح لها بمجاراة منيرة في جدال عقيم، فاكتفت بأن توجه بصرها نحو الجدة قائلة، "يا جدة، لقد أبلغنا الشرطة بالفعل، والتحقيق ما زال جاريًا".قاطعتها منيرة بثورة مفتعلة، وكأنها أسد يحمي شبله، "لا تحاولي قلب الحقائق! حين أُصيب زين، لم يكن هناك سواكِ، فلو لم تكوني أنتِ، فمن إذًا؟! ثم مرّت أيام ولم تكلفي نفسك عناء زيارته في المستشفى، أليس هذا دليل خوف المذنب؟"لم تتوقع راندا أن تصل بها الوقاحة إلى هذا الحد من المنطق المقلوب.حدّقت الجدة في راندا بنظرة حادة، وقالت نبرة صارمة، "راندا، هل ما قالته منيرة صحيح؟""صحيح، لكنني لست خائفة كمن ارتكب ذنبًا...""يكفي!"قاطعتها الجدة ببرود وقالت، "كفى! مهما كان الخلاف بينكِ وبينها، فالطفل بريء. واليوم لدينا ضيوف كُثر، فاذهبي إلى قاعة الأسلاف لتقضي الليل هناك وتفكري في أفعالكِ".قاعة الأسلاف في بيت شاهين لم تكن مجرد مكان لعبادة الأسلاف، بل كانت مقرًا لتنفيذ قوانين العائلة. كانت تقع في ركن معزول من الحديقة الخلفية، قاسية البرد في الشتاء وملتهبة في الصيف. ورغم أن العقوبة ليست كالسير على الحصى كما فعلت عائلة الشناوي بها سابقًا، إلا أن المبي
Read more

الفصل 90

في لحظة ارتباكها، وجدت السكرتيرة لارين تقف أمامها فجأة، تمسك يدها بألفة وكأنهما صديقتان قديمتان، وتقول، "سيدة راندا، هل تتذكرينني؟"أومأت راندا برأسها قائلة، "نعم، أتذكركِ".إنها سكرتيرة هيثم.قد يتعجب البعض، فشخصية مثل هيثم، ببروده وبعده عن الناس، يُفترض أن يفصل تمامًا بين العمل وحياته الخاصة، فلا يُتصوَّر أن يرتبط بعلاقة مع موظفة لديه.لكن راندا تعرف الحقيقة؛ فهو رجل يتبع هواه حتى أقصى حدوده.حين يقرر أن يدلل أحدهم، لا يكتفي بجعله قريبًا منه كموظف، بل يمكنه أن يضع نفسه تحت أمره إن أراد.ولديه القدرة على أن يرفع شخصًا حتى يظن أنه فوق كل شيء…ثم يرميه من أعلى السلم بلا رحمة.ابتسمت لارين بود، "كنت أسمع منذ زمن أن السيد هيثم لديه أخت صغيرة، لم أتوقع أن تكوني أنتِ"."همم…"لم تعرف راندا كيف ترد، فاكتفت بقول، "ولا أنا توقعت".جاء صوتها منخفضًا حتى أن لارين لم تسمعها بوضوح، فسألت مبتسمة، "ماذا قلتِ؟"فأجباتها، "لا شيء".شعرت راندا أن لارين تريد حقًا أن تحسن علاقتها بها.ففي الماضي، قبل أن يتخلى عنها هيثم، كانت تتملقها الفتيات الساعيات للتقرب منه، فكونها أخته كان أقصر الطرق للوصول إليه.أما
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status