أصيبت راندا بالذهول لوهلة، ثم تمتمت باندفاع، "لم أفعل ذلك".فجاء صوت شادي حاسمًا، لا يقبل الجدل، "سواء فعلتِ أم لا، ستذهبين وتعتذرين لمنيرة!"لم تكترث راندا لوجع مرفقها الذي كاد يخترق العظم من شدّته، وتوقفت بعناد، ترفض أن تخطو خطوة واحدة مهما جرّها وقالت، "قلت لك لم أفعل ذلك، فلماذا أعتذر؟""راندا..."توقف شادي لحظة، ينظر إليها من علٍ، وصوته ممزوج بثقل لم تعهده منه، "لو كان هذا في الماضي، لكنتُ صدّقتك بلا تردد، لكن الآن لم أعد أفهمكِ".ففي تلك الفترة، كان شادي يلحظ بعينيه التغيّرات التي طرأت على راندا.حين ضربت منيرة حتى سال دم رأسها، أقنع نفسه بأنها كانت غاضبة فحسب، وأن الانفعال أعمى بصيرتها.وحين انشغلت بالعيادة، وكانت تخرج مع الفجر وتعود متأخرة، مهملة شؤون البيت، وحتى عندما طلبت منها العمة كريمة وصفة دواء للطفل وقوبلت بالرفض، قال في نفسه إنها ما زالت صغيرة، وتحتاج لأن تنضج.وفي المرة التي أحرجته فيها مع منيرة في المطعم، وأطلقت كلمات جارحة بلا تردد، بلع الأمر ولم يحاسبها.لكن مشهدًا بعد مشهد، لم تبقَ من الفتاة اللطيفة الهادئة الحكيمة التي عرفها أي شيء.فعلى أي أساس يثق بها بعد الآن؟
Read more