Semua Bab مغيب الأرواح، والكفن المسلول، والسيّاف الأعمى: Bab 91 - Bab 100

100 Bab

الفصل91

ابتسمَ عبدُ الرقيبِ ولم يُجِبْ، فهزَّ قيسُ القُنَنِ منكِبَيْه وقال. "حين دخلنا، أراد أولئك الأوغاد أن يكيدوا لنا، فقتلنا ثلاثةً منهم." وانكمشَ بؤبؤا أنور السَّويِّ، غيرَ أنّ وجهَهُ ظلّ ساكنًا لا يضطرب. ورأى عبدُ الرقيبِ ذلكَ كلَّهُ، ولم يَمْنَعْ قيسًا من ذِكْرِ الخبر. إذِ الحِذْرُ واجبٌ من الناسِ، فَلْنُوقِفْ رجالَ جبلِ السَّنَد على الجادَّةِ لئلّا تسولَ لهم الأنفُسُ السُّوءَ. وحينَ لم يبقَ بينَهم وبينَ طائفةٍ كأنّها مدينةٌ إلاّ يسيرٌ، وقفَ عبدُ الرقيبِ فجأةً. وجثا يَجُسُّ الأرضَ بكفِّه، فتبدّلَ لونُهُ بغتةً! "اهربوا! الأمرُ مُريب!" فما إن سمعَ فتيانُ طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبر قولَهُ حتّى انطلقوا لا يلتفتون. وهذه الطاعةُ أدهشتْ أنورا قليلًا، ثمّ جرى يتلوهم ونادى أصحابَهُ أن يلحقوا. "يا أخا لِي! ما الخبرُ؟ لِمَ الفرار؟" وصاحَ أنور من خلفٍ على بُعدِ مائة ذراع. فقالَ عبدُ الرقيبِ مُكفهرَّ الوجهِ: "سِرْبٌ عظيمٌ من الدوابِّ الرُّوحيّةِ يكرُّ إلينا!" "كثيرٌ! كثيرٌ!" ولمّا عَدَوْا قليلًا، وكانَ بينَهم وبينَ الأسوارِ الشامخةِ والبابِ نحوُ ثمانية ألف ذراع، إذا الغبارُ يثورُ من
Baca selengkapnya

الفصل 92

وقد طارَ أبناءُ طائفةِ سيفِ أُلوفِ الخالدين ورَواقِ سيفِ الأُفُقِ الأُرجوانيّ فتخطَّوا الأسوارَ إلى الداخل. "دَوِيٌّ! دَوِيٌّ!" فارتفعَ حاجبُ عبدِ الرقيبِ قائلًا في نفسِه: أجلْ! وكان المصراعانِ العظيمانِ للبابِ يَنطبِقانِ رُويدًا. وأمّا رجالُ جزيرةِ التِّنينِ الأزرق وبابِ السُّبعِ أوتار فقد أخذوا يَحتشدونَ نحوهُ على مَهَلٍ. ورمى رجُلا السُّبعِ أوتار عشراتٍ من الأسلحةُ الخفيّة تقطَعُ الهواءَ إلى عبدِ الرقيب. "شِحْ شِحْ!" فماجَ سيفُ عبدِ الرقيبِ يدفعُها جميعًا ضربةً ضربةً بإصابةٍ لا تَخْطِئ. وانطوتْ مسافةُ مائة ذراع طَيَّ لَحْظة. وأحاطَ السبعةُ بعبدِ الرقيبِ إحاطةَ السِّوارِ بالمعصم. وكان يُصاولُ سبعةً وحدَهُ لا يَنْقَصُهم، بسِمْنَةِ جِسمٍ وقَطْعِ سيفٍ، حتى أبطأَ مَسيرَهُم. فلمّا نظرَ مُقَدَّمُ الجزيرةِ وهو في طورِ العاشر — خَلْفَهُ، وجدَ البابَ لم يَبْقَ منهُ إلاّ نحوُ عشرة أذرع، فصاحَ: "اِنْسَحِبوا! عَجِّلوا! البابُ يُطْبِق!" فانفجروا قوةً، ودفعوا عبدَ الرقيبِ عدّةَ أذرُعٍ، وألقوا حَبَّ اللَّهبِ الناسفَ وخَفايا لا تُحصى. فأجبرَتْهُ نارُ الانفجارِ وما فيها من خَفايا على ا
Baca selengkapnya

الفصل93

استدار عبدُ الرقيبِ فحمّل صندوقَ السيفِ على ظهرِه، ثمّ نطحَ بغِرّتهِ أنور فدَحَرهُ إلى فمِ المَمُّر الخفيّ. وباليُمنى أمسكَ التُّرْسَ وغرزَهُ في الأرضِ غرزةً شديدةً، فمالتْ هامةُ ثَوْرِ التُّرابِ، فخطفَ عبدُ الرقيبِ التُّرْسَ ورَفَعَهُ رفعًا. فإذا بالدابّةِ وزنُها ينيفُ على آلاَفُ الأَرْطَالِ تطيرُ طيرانًا. "أَسْرِعوا!" "قيسُ القُنَنِ! امضِ أنتَ أيضًا!" وتقدّمَ عبدُ الرقيبِ وحدَهُ بسيفٍ وتُرْسٍ، فوقفَ بالتُّرْسِ على ثلاثِ خُطًى من المَمُّر الخفيّ. فصاحَ قيسٌ وهو لا يلتفتُ: "عَجِّلْ أنتَ كذلك!" ثمّ اندفعَ زاحفًا داخلَ المَمُّر الخفيّ. وكانتْ جُثَثُ الدوابِّ أمامَهُم قد سدّتْ على غيرِها سبيلَ الدُّخول. فأسندَ عبدُ الرقيبِ تُرْسَهُ باليُسرى، وانغمسَ في المَمَرِّ الخَفِيّ. ثمّ هَمَّ فطوى التُّرْسَ في كيسِ الحفظِ، وضربَ الصخرَ الذي إلى جانبِه ضربةً. "دَوِيّ!" فهَوَتْ حافّةُ الجرفِ، فحَجَبتِ الدوابَّ كلَّها في الخارج. وهو مُستلْقٍ في المَمُّر الخفيّ يلهثُ لهثًا شديدًا، فأخرجَ لُجينتَيْ قُوًى روحيّةٍ وقبضَهُما. فإنّ العَدْوَ والقتالَ طوالَ هذا الزمانِ قد استهلكا من جوهرِ قوّتِه
Baca selengkapnya

الفصل 94

قَلَّبَ عبدُ الرقيبِ الخَزائنَ، فوجدَ القواريرَ اليشبيّةَ خاويةً، غيرَ أنّ الصُّندوقَيْنِ اليشبيَّيْنِ حَوَيَا حَبَّتَيْنِ من إكسيرِ التأسيسِ طيّبتي العَرْف. فابتهجَ وجَمَعَهما، بل لم يُهْمِلِ القواريرَ الفارغةَ، ثمّ انصرفَ يقول: "لا ينبغي تضييعُ شيء." "غيرَ أنّ أولئك القومَ — أين صاروا؟ حَبَسوني خارجَ البابِ أترقّبُ الهَلَكَة؛ وسيُحاسَبون." ولم يكنْ خبيرًا بمسالكِ هذه الطائفة، فدارَ واحتالَ حتى جهلَ موضعَه. وكانتِ البُنيانُ شامخةً ولكنّها مُمَزَّقةٌ جدًّا؛ أركانٌ منهدِمَةٌ وصدوعٌ غائرةٌ لا تُدركُ قاعَها الأبصار. وإذْ بهِ يبصرُ عند جدارٍ منكسرٍ طَرَفَ ثوبٍ رثًّا. فاقتربَ، فإذا هي هيكلٌ عَظْميّ. وقد تفتّتتْ أضلاعُ صدرِه، كأنّهُ جُرِحَ جُرحًا مُهلكًا في حياتِه. وأسمالُه من نَسْجِ رداءٍ ناموسيٍّ رفيعِ المنزلة، غيرَ أنّ فصمَهُ أذهبَ روحَه؛ لمّا لمَسَهُ بأُصبُعِه تهافتَ رَمادًا. لكنّ تميمةً يَشْبيّةً أُرْجوانيّةً استوقفتْه؛ حفظتْها الأيّامُ كأنّها جديدةٌ، وعلى وجهِها نقشُ «الطائفة». فارتجفَ قلبُهُ وقالَ في سرِّه: "أترى هذا كانَ سيّدَ الطائفة؟" ثمّ نزعَ عن إصبعِ الهيكلِ خاتمًا يَش
Baca selengkapnya

الفصل 95

نظرَ عبدُ الرقيبِ إلى موضعِ الإدراجِ على معراجِ نقلٍ، فوضعَ التميمةَ اليشبيّةَ التي بيده. هُمّ! فأومضَ المعراجُ بضوءٍ خافتٍ ولم يتبدّلْ شيء، فلمّا رأى مواضعَ إدراجٍ أخرى عَلِمَ الأمر. وفي لَفْتةٍ أدرجَ ستَّ عشرةَ لُجَيْنةً روحيّةً في المعراجِ، فتلألأ الرسمُ ولم يتحرّك. "أإلانةُ المعراجِ تستوجبُ لُجينًا من المنزلةِ الوسطى؟" قَقْ قَقْ! وحقًّا، لمّاعَ الضياءُ فاختفى خيالُ عبدِ الرقيبِ من الحجرةِ لِوَقْتِه. طَقْ طَقْ قَقْ قَقْ! وما إن فَتَحَ عينيه حتى أيقظتْهُ لَذْعاتٌ في سائرِ جسدِه. فرأى نفسَه قائمًا على مِذْبحٍ عتيق! وحولَهُ تنتشرُ الصواعقُ إلى الآفاق؛ وخيوطُها الدقيقةُ إذا لامستْهُ أرجفتْ بدنَه. ورفعَ طرفَهُ فإذا فوقَ المذبحِ كأنّه غديرُ رعدٍ. وفي وسطِ الغديرِ شيءٌ كأنّهُ يَجْذِبُ قوى الرعودِ إليه. وإذا روحُ السيفِ تظهرُ ببطءٍ في هذهِ الساعة! ومعلومٌ أنّ ظهورَها يستهلكُ قُوًى جمّةً، فلا تُبدي ذاتَها هيّنًا. فقالَ عبدُ الرقيبِ: "ما هذا الشيء؟" قالتْ وهي تُثبّتُ طرفَها في صواعقِ قلبِ المذبحِ هامسةً: "كيفَ يظهرُ هذا في عالمِ الأرواحِ البشريّة؟" فقالَ مُقْعِدًا حاجبَيْه: "
Baca selengkapnya

الفصل 96

كان عبدُ الرقيبِ مُصابًا بالخَدَرِ، مُتَصَلِّبَ الجسدِ مُلقًى على المذبح؛ وتورَّمتْ عروقُ جبينِه وتصبَّبَ العَرَقُ الباردُ، وأصابعُه تتحرَّفُ ملتويّةً، وألمٌ كأنّ سكِّينًا يَشُقُّ الأحشاءَ شوّه ملامحَه. وتجلّدَ عن الوجعِ فشرعَ يُجري سِفرَ الرعدِ المُؤدِّبَ في تسعِ دَوراتٍ، فإذا الخيوطُ البرقيّةُ الدِّقاقُ في جوفِه تُسحَبُ شيئًا فشيئًا إلى حقلِ الطاقة. وكانتْ لَذْعاتُها تُفني الصبرَ، فعضَّ على نواجذِه وهدرَ خافتًا: "قُوَى الرعدِ الحقيرةُ — صَيِّرْنِيها صِرْفَ جوهرٍ!" "دَوِيّ!" ومع جريانِ البرقِ في الجسدِ تحوَّلَتِ الأقواسُ الصغارُ إلى خيوطٍ من القوّةِ الروحيّةِ شديدةِ الكثافة. "دَوِيّ!" ثمّ طَقَّ طَقًّا خفيفًا، فارتخى جِسمُه، وابتسمَ هامسًا: "الطبقةُ الثانيةُ عشرة!" واتّسعَ حقلُ الطاقةِ فوقَ ما كانَ بثلاثةِ الأعشار، حتى كأنّهُ لُجَّةٌ واسعة. وبعدَ بُرهةٍ نهضَ، فرأى التُّرسَ الناموسيَّ قد صارَ جُرْحًا على جُرْحٍ لا وَهَجَ له. وههنا تذكّرَ أن ينظرَ ما في خاتمِ الحفظ؛ فإذا فيه بيضةٌ أُرْجوانيّةٌ بقدرِ رأسِ إنسانٍ، ساكنةٌ تطفو، قد غُلّفتْ بقِشورٍ كاللُّبانِ الصُّنْبُريّ لونُ
Baca selengkapnya

الفصل 97

امتدَّ الوِشاحُ الناموسيُّ الملوَّنُ جُنُونًا، فأحاطَ بأنور وقيسِ القُنَنِ في لَحْظَةٍ واحدة! "اعملوا! اقتلوهم!" وفي طَرْفةِ عينٍ اندفعتْ بُروقُ السيوفِ طاعنةً إلى الملتفَّيْنِ! فجأةً! وعلى صخرةٍ على بُعدِ نحوِ مائة ذراع تجلّتْ فجأةً هيئةٌ واحدة! وانفجرَ زئيرٌ غاضبٌ صادحٌ! "أتجترئون؟!" فلمّا بلغَ الصوتُ أسماعَ تلامذةِ الجهاتِ الثلاثِ اضطربتْ قلوبُهم وارتعدوا! "عَجِّلوا الضربَ! قد أتى!" طائفةُ سيفِ الصَّيفِ الأكبر — عبدُ الرقيبِ الليثي! ومشهدُهُ آنفًا وهو يُنازِلُ سبعةً وحدَهُ لا يَغْلِبُهُم ما يزالُ حاضرًا للأذهان. وفوقَ ذلك فكلُّ من في الساحةِ يُحِسُّ أنّ نَفَسَهُ اليومَ أضخمُ ممّا كانَ قبلُ! وفي لَحْظَةٍ انغرزتْ سيوفٌ عدّةٌ بعنفٍ في الوِشاحِ الملوَّن! وتحطَّمَتِ الصخرةُ تحتَ قدمَيْ عبدِ الرقيبِ، وانفجرتْ في الجوِّ هسيساتُ الرعدِ الدقيق! وأصحابُهُ من خَلْفِه يَجْهَدونَ في قَطْعِ الوِشاحِ فلا يَنْفَعُ، فلم يجدوا إلّا صَدَّ القومِ. ومع ذلكَ نفذتْ أربعُ سيوفٍ فغرزتْ في الوِشاحِ دفعةً! فَلَفَّ أنور السَّويّ جسدَهُ وحمى قيسَ القُنَنِ بظهرِه. ونفذتْ ثلاثُ سيوفٍ مُجتازةً، وأ
Baca selengkapnya

الفصل98

هُم! وقفَ شيوخُ الطوائفِ الستِّ في الساحةِ ووجوهُهم مشوبةٌ بالتوتّر. فكلُّ دخولٍ إلى الحَوْزِ الخفيِّ يجرُّ قتلى وجَرحى من التلاميذ. فضحكَ شيخٌ أحدبُ القامةِ من بابِ السَّبعِ أوتار خافتًا وقال: "لِمَ تُبدونَ الكآبةَ هكذا؟" "وهذه المرّةُ ونحن نرقبُ تموّجَه ليس الحَوْزُ بالعنيفِ، ولعلّهُ لا خطَرَ فيه." "وأرى… أنكم قد بالغتم في التهيّب." فتبسّمَ ساخرًا رجلٌ أَوْحَدُ العينِ من أبناءِ سيفِ أُلوفِ الخالدين في رداءٍ أبيض وقال: "هَه، ومن لا يدري أنّ الخطرَ بعدَ الدُّخولِ ليس من الحَوْزِ نفسِه؟" "غيرَ أنّ الستَّ قد اصطلحتْ منذُ قديمٍ: في الحَوْزِ — النفسُ مسؤولةٌ عن نفسِها." "فلا يَضِقْ صدرُ أحدٍ عندئذٍ، فيضحكَ الناسُ منه سِرًّا." ثمّ لم يملكْ طرفُهُ أن يرمقَ غيث بطرفٍ مُوارٍ. فرمقَهُ غيث اللُّجّيّ ببرودٍ وقالَ يردُّ: "يا حُذيفةَ الحَكيم، أتُلمِّحُ إلى طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبر؟" "لا أدري من أينَ لك الجرأةُ كي تُلاسنَني بهذا التلوين!" "لو حضرَ نُعيمُ بنُ تَيْمٍ اليومَ أكنتَ لتقولَ هذا؟" "ولئن لم يَقلَعْ لك عينَك الأُخرى لَأعدُّكَ صُلبَ الحظِّ." فارتجفَ وجهُ حُذيفةَ وأشارَ إليهِ
Baca selengkapnya

الفصل 99

لعلّها صنائعُ تلامذتِهم هم أنفسُهم. قال رجلٌ من طائفةِ سيفِ أُلوفِ الخالدين ساكنُ الملامحِ متبسّمًا: "يُرى أنّ أوفَرَ الغنيمةِ هذه المرّةَ نحنُ أبناءَ الطوائفِ القلائل." "غير أنّي لا أدري أيَّ البيوتِ سيفقدُ تلامذةً." قهقهتْ امرأةٌ من رَواقِ سيفِ الأُفُقِ الأُرجوانيّ وقالت: "وبكلِّ حالٍ لن يكونوا أبناءَ رَواقِ سيفِ الأُفُقِ الأُرجوانيّ." "وبعدّةِ أولئك من طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبر، فالظاهرُ أنّهم توارَوا في الحَوْزِ الخفيّ فسَلِموا." ولكنّهم مكثوا طويلًا فلم يخرجْ من أيِّ طائفةٍ أحدٌ. ضحكَ حُذيفةُ الحَكيم مُسَلِّيًا وقال: "هاه… هاها، لا بأس، لقد انصرفَ المُشوِّشون، ومن ثَمَّ فالظَّافرونَ يَخْلُصونَ للكنوزِ في الداخل." "أليسَ هذا مألوفًا؟ فلا تَهلَعوا." فهزَّ القومُ رؤوسَهم باسمين؛ إذ جَرَتِ العادةُ في مثلِ هذا الأوان أن يُقَلِّبَ الفائزونَ المغانمَ في الداخل. وما إن حلّقَ قومُ طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبر في الجوِّ حتى قال عبدُ الرقيبِ خافتًا يحثّ: "يا شيختَنا غَيْثَ اللُّجّيّ، هل نزيدُ السُّرعةَ؟ فلنَنْصرفْ حالًا!" وكانتْ غَيْثُ اللُّجّيّ بعدُ غارقةً في غُمومِ مصرعِ رَباب،
Baca selengkapnya

الفصل100

عادَ فِتْيانُ طائفةِ سيفِ الصَّيْفِ الأكبرِ فقصّوا في القاعةِ العُظمى ما كانَ في قصرِ الحُلْمِ العُلويّ من أمرٍ لا يخفى ولا يُوارى. وكان في المجلسِ شيوخُ الذُّرى كافّةً، ومعهم السَّيّدُ لُكانُ بنُ كَرَّامَ، وناظر السُّنن على الأحكامِ قُدامةُ بنُ نُعمانٍ. ووقفَ نُعيمُ بنُ تَيْمٍ دونَ الدَّرَجِ إلى جانبِ عبدِ الرقيبِ وأصحابِه. ووجِلَ قلبُ عبدِ الرقيبِ — وقد أفنى من سائرِ الرُّقَع أربعَ طوائفَ — إذ فيمن هلكَ ذوو جذرٍ مَلِكيٍّ، وخشيَ أن تثورَ الثّأراتُ. فأشارَ لُكانُ بنُ كَرَّامَ بيدِه وقال: "لا تَهَبوا؛ إنّما هلكَ نفرٌ من التلاميذ." وقال: "ما كانَ في الحَوْزِ فإلى الحَوْزِ يُرَدّ؛ وقد سُنَّ هذا منذُ ألفِ عام." وقال: "فمن قَدَرَ عليكم فليَقْهَرْكم في الداخل؛ ومن قصّرَ فليس لهُ على أحدٍ طريق." وقال: "إنْ جاءوا، جاؤوا؛ وأنتم على سكونِكم، فالزَموا السُّقيا من العلمِ والزَّادَ من الرياضة." فسُرَّ عبدُ الرقيبِ سرورًا شديدًا، إذ رأى ظهرَ الطائفةِ أصلبَ من الحديدِ المَطروق. وانصرفَ القومُ، ونُعيمُ بنُ تَيْمٍ يضحكُ ملءَ فيه، فلمّا أحسَّ بنَفَسِ عبدِ الرقيبِ أغزرَ ولم يرَهُ قد عبرَ طورَ ال
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
5678910
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status