نائبُ سيّد ذُروة الذهب السماويّ اليومَ هو مَنّانُ بنُ عُباب. فإنّ سيّدَ الذُّروة قُتادةَ لما قصّر في تأديب التلامذة، ما زال يتلقّى العُقوبة. وهذه الدَّورة يفتتحها مَنّانُ بنُ عُباب، فلمّا قدم عبدُ الرقيبِ الليثيّ كان مَيدانُ العرض قد غُصَّ بالتلامذة. قال مَنّانُ بصوتٍ وقورٍ: "ما أُلقِّنُكم اليومَ، سوى طُرقِ إخراجِ السّيفِ الأُسِّ، سِوى ذلك طَريقةٌ أُخرى تميلُ إلى الوَقْعِ والهِجَام، وهي من أُصولِ السّيف." "وعلاوةً على سَبْعَ عشرةَ طريقةً أُسًّا لاستعمال السّيف، فإنّ ضمَّ هذه الأصول إلى طَريقةِ الجِسمِ يبلغُ أثرًا أقوى." "يا عبدَ الرقيبِ الليثيّ، هاتِ فاذكر لنا ما هذه السَّبعَ عشرةَ أُسًّا؟" ثمّ أمرَ عبدَ الرقيبِ بالصعودِ إلى المِنصّةِ، وسلّمه سيفًا من حديدٍ مُحكَم. وكان مئاتٌ من المُستجدّينَ في الأسفل يرمقون عبدَ الرقيبِ بأنظارِ الإعظام. فهزَّ عبدُ الرقيبِ منكِبَيْهِ، وقامَ مُمسِكًا بالسّيف. وتحرك السّيفُ مع الجِسم، فأطلق الطّويلُ منه حنينًا خفيًّا في لمحةٍ، وأخذت هيئتُه تتبدّلُ في الميدان آنًا بعد آن. وكان، وهو يلوّحُ بالسّيف، يشرحُ بلسانه. "أمّا الأُسُ السّبعُ عشرةُ فهي: ق
اقرأ المزيد