"هاهاها، أفيكَ خوفٌ؟"وانبعثتْ ضحكةٌ مُنْكَرةٌ كأنّها حاكمُ الهاويةِ يدعو إلى الأجلِ عندَ أُذُنَيِ الرجل.واتّسعتْ عيناه كجرسَيْ نحاسٍ، وشَحُبَتْ شَفَتاه، وتفصّدَ جبينُه عرقًا باردًا.ورعشةُ جسدِه لم تسترْ ما في صدرِه من رَهَب.ورفعَ يمناه القابضةَ السِّكِّينَ رويدًا، وكادتْ أن تهوي!فجأةً!فانبعثَ من ظلِّ الغرفةِ صوتٌ غريبٌ بغتةً."أأدعوكِ ليلى الزهراء… أم… زهراءَ بنتَ صَفْوٍ؟""مَن هناك!"والغُولَةُ المُجلَّلةُ بالدُّخانِ الأسودِ استدارتْ فجأةً إلى زاويةِ الجدار!وانطلقَ صوتُها بالغضب!"ما أنا بتلكَ البَغِيِّ زهراءِ بنتِ صَفْوٍ!""بَغِيّة! بَغِيّة!!"وهاجَ السَّوادُ حولَها واضطربَ وجدانُها أشدَّ الاضطرابِ حينَ سمعتِ الاسم.ونهضَ عبدُ الرقيبِ رويدًا ونزعَ عن صدرِه رُقيةَ كَتْمِ الأثر.فلمّا أبصرتِ الشَّبحُ وجهَ الفتى توقّفَ الدُّخانُ السَّابغُ عليها لَحْظة!وفي تلكَ اللَّحْظةِ رأى عبدُ الرقيبِ بعينِ القلبِ محيّا المرأةِ جليًّا.هي بعينِها التي لَقِيَها أمسِ في المعبدِ الخَرِبِ بينَ الجبال!غيرَ أنّ نَفَسَها اليومَ غيرُ نَفَسِ الأمسِ بُعدَ ما بينَ السَّماءِ والأرض.وحدّجتْهُ بنظرةٍ جلي
اقرأ المزيد