Semua Bab مغيب الأرواح، والكفن المسلول، والسيّاف الأعمى: Bab 51 - Bab 60

100 Bab

الفصل51

لمّا رجع عبدُ الرقيبِ الليثيُّ إلى الدارِ الملحقةِ رأى شيخهُ قائمًا على بابِها. فأسرعَ إليهِ ضاحكًا يقول: "يا شيخي، ما الذي جاء بك؟" فضحكَ الشيخُ وقالَ خافتًا: "أردتُ أن أرى ما الذي ظفرتَ به من كتابِ سلوك." ففتحَ الفتى البابَ وأدخلَهُ القاعة. وقالَ مُستحييًا: "إنّما أخذتُ جزءًا منقوصًا…" فقطّبَ نُعيمُ بنُ تَيْمٍ حاجبَه وقالَ بوقار: "أوَما نِلتَ «سُنَّةَ الرعدِ السماويّ الأوَّليّ»؟" غيرَ أنّ الشيخَ لم يُكثِرِ القول، بل قالَ مُسَلّيًا: "لا ضير. فإذا بلغتَ طورَ الجُمانِ الذهبيّ صحبتُك إلى بعضِ المزاداتِ نلتمسُ فيها ما هو أَوفى وأجود." فسرى الدِّفءُ في صدرِ الفتى بكلماتِ الشيخ. وأمّا سببُ اختيارِه لهذه السِّفْر فلا يسوغُ له أن يُفضيَ به إلى الشيخِ الآن. ثمَّ لم يبرَحِ الشيخُ، بل أخذهُ إلى الحُجرةِ الهادئةِ للسلوك. وكان في الدارِ الملحقةِ حُجرةٌ للسكونِ غيرُ صغيرة. فلمّا دخلا رفعَ الشيخُ يدَه، وغرَزَ عشرَ قطعٍ من لُجينٍ داني المنزلة في مِصفوفةِ جمعِ الروح. فغَلُظَ في الحجرةِ نَفَسُ السماءِ والأرض. وقالَ الشيخُ مبتسمًا: "أُعينُك في ترتيبِ مسائلِ الكتاب؛ فهي أوّلُ مرّةٍ لك، لِئلّ
Baca selengkapnya

الفصل 52

قبضَ بكفّيه على حاشيةِ ثوبِه قبضًا شديدًا، مُتهيِّئًا أن ينهضَ في أيِّ لحظةٍ ليعمَلَ. وقد أحسَّ عبدُ الرقيبِ الليثيُّ بأنفاسِ السماءِ والأرضِ الغِزار، فأخذَ يَستجلبُها إلى جوفِه رويدًا. وأهمُّ ما يكونُ الآنَ أن يَسوقَ تلك الأنفاسَ ليقتحمَ بها السُّدَدَ في جوفِه اقتحامًا تامًّا! وقليلًا قليلًا شعرَ بأنَّ ضبابًا في حقلِ الطاقةِ يغلُظُ ويكثُف. فجَرّبَ أن يُحرِّكَ ذاك الضبابَ الذي لم يتحوّلْ بعدُ إلى قوّةِ الأصل، ودفعَهُ في العروقِ من موضعِ ابتداءِ الكتابِ اندفاعًا! طَراق! وانفجارٌ صامتٌ دوّى في رأسِه. واحمرَّ لونُهُ فجأةً، وتقبّضَ حاجباهُ كأنّهُ يعاني أوجاعًا. وكان الشيخُ يُثبِّتُ طرفَهُ على تقلُّباتِ الفتى، ولم يمدَّ يدًا في هذه الساعة. وغمغمَ في قلبِه قائلًا: "اثبُتْ يا فتى!" دَوِيّ! وفي تلك اللحظةِ اقتحمتْ أنفاسٌ غزارٌ العروقَ في جوفِ الفتى اقتحامًا قَسريًّا، وعذابُها ممّا لا يُوصَف. كأنّ أمعاءَه في جوفِه قد اختلطتْ بعضها ببعضٍ عَصْرًا. غيرَ أنّ هذا القَدْرَ من الألمِ ممّا يَحتملُهُ فتى ذاقَ ما ذاق. وبالمقايسةِ إلى أوجاعِ حمّامِ الدواءِ الأوّلِ، فهذا ألطفُ ما يكونُ وأهونه
Baca selengkapnya

الفصل53

بعدَ مُضِيِّ ساعةٍ. لمّا أحكمَ عبدُ الرقيبِ الليثيُّ إدارةَ كتابِ السلوكِ خرجَ نُعيمُ بنُ تَيْمٍ في سكونٍ من الحُجرةِ الهادئةِ للسلوك. لقد جاوزَ أعسرَ العقباتِ، وما بقيَ فلا يَحتاجُ إلى عنايتِه. وما إن غادرَ نُعيمُ بنُ تَيْمٍ حتّى فتحَ عبدُ الرقيبِ عينَيهِ فجأةً. ثمَّ حوّلَ رأسَهُ نحوَ صندوقِ السيفِ عندَ قدمَيه! فنصَبَ عبدُ الرقيبِ صندوقَ السيفِ قائمًا، وأعملَ طرفَهُ فيه يَتفحّصُهُ تفحّصًا. وما نُقِشَ عليه من الغرائبِ والوحوشِ لم يرهُ قط. بل لم يسمعْ بهِ سَمْعًا. وكان قد سألَ نُعيمَ بنَ تَيْمٍ من قبلُ: أتعرفُ هذه المخلوقاتِ المنقوشةَ على الحجر؟ فأخبرَهُ نُعيمٌ صريحًا أنّ هذه الكائناتِ لا وجودَ لها، وإنّما هي مُختَرَعُ الخيال. إلا ما نُحِتَ فيهِ من الوحوشِ الأربعةِ المقدَّسة، فجلُّ ما سواها لا يُصادفُ له شَبَهًا في «ديوانِ المَرَدَةِ والوحوش» للطائفة. ظلَّ عبدُ الرقيبِ طويلًا ساكتًا ثمَّ خرَّ على ركبَتَيهِ أمامَ صندوقِ السيفِ ونَطَحَ الأرضَ بجبينِه. غيرَ أنّهُ لم يحدثْ شيءٌ بعدَ مُضِيِّ حينٍ، فقامَ الفتى وقال مُتعجِّبًا: "أفليسَ هذا هو الطريق؟" "ألم تقلْ أسفارُ الأنهارِ وال
Baca selengkapnya

الفصل 54

قال نُعيمُ بنُ تَيْمٍ بعد أن تفكّرَ وجلسَ على المِقعدِ إلى جانبِ السرير: "يا عبدَ الرقيب، وإن كنتُ إنّما بلغتُ طورَ الجُمانِ الذهبيّ، فمتى عرضَ لك أمرٌ فحدِّثْني به لا تَكتُم!" "ودَعْ ما سِوى ذلك؛ ففي طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبرِ ما خلا صاحبَ الطائفةِ، إن لقيتَ ظُلمًا فشيخُك يَستَخرِجُ لك الحقَّ!" "فلذلك… إيّاكَ وسُوءَ الظنِّ بالحياة." "وطريقُكَ في السلوكِ رحبٌ واضحٌ، فكيفَ يَروغُ عقلُك إلى قصدِ الفناء؟" "هَلُمَّ، حدِّثْ شيخَك: لِمَ كان ذلك؟" فاستمعَ عبدُ الرقيبِ إلى نجوى الشيخِ الرقيقةِ، فدَفِئَ قلبُه. غيرَ أنّهُ آنَسَ الحرجَ أن يُبيّنَ سببَه الآن… أفيقولُ لشيخِه: "قد ظننتُ صندوقَ السيفِ ليس كسائر الصناديق، فأردتُ عهدَ الدم، فأغرقَني النَّزفُ حتى غِبتُ عن الوعي؟" ونظرَ نُعيمُ إلى تلميذِه المتحيّرِ الوجهِ، فظنَّ أنّ لهُ ظهرًا وقُوّةً يَحذَرُ ذِكرَهما فهبَّ الغضبُ في صدرِه دفعةً. دوٍّ! فوثبَ الشيخُ قائمًا عن المِقعدِ، وقالَ بوجهٍ صارمٍ وصوتٍ غليظ: "لا بأس! قُلْ!" "لأعلمنَّ مَن ذا الذي تجرّأ على تلميذِ نُعيمِ بنِ تَيْم!" وبعدَ حينٍ يسير. خرجَ الشيخُ من البابِ مُغمِضَ العيني
Baca selengkapnya

الفصل 55

ليلاً جلسَ عبدُ الرقيبِ الليثيُّ في الحُجرةِ الهادئةِ فأدرجَ آخرَ عشرِ قطعٍ من لُجين داني المنزلة في مِصفوفةِ جمعِ الروح. وهمسَ: "اليومَ يسوغُ أن أُجَرِّبَ اختراقَ المرتبةِ السادسةِ من تهذيب النَّفَس…" وخلالَ هذا الشهرِ أحسَّ بيقينٍ تبدُّلًا عظيمًا في بدنِه. وصارتْ مُشاعرُهُ لأنفاسِ السماءِ والأرضِ أبينَ كثيرًا. فلمّا تَربَّعَ ودخلَ حالَ السلوكِ، تسارعَ جَرَيانُ الكتابِ في جوفِه أشدَّ فأشدَّ. وانقلبَ نَفَسُ الحُجرةِ الهادئةِ قوسَ قُزَحٍ طويلًا يدخلُ جوفَهُ فيتحوّلُ سريعًا قوّةَ الأصل. غيرَ أنّهُ في اللحظةِ التي أحسَّ فيها أمارةَ الاختراق. فجأةً! انفجرَ صندوقُ السيفِ عندَ قدمَيه بجذبٍ مُفزعٍ شديدٍ! وعقِبَهُ قبضَ عبدُ الرقيبِ عينَيهِ وترقّى في السكينةِ، فإذا بقوّةِ الأصلِ في جوفِه تنسابُ على غيرِ ضبطٍ انصبابًا مُهلكًا! وفي أنفاسٍ قلائلَ هَوَتْ مرتبتُهُ إلى الرابعةِ من تهذيب النَّفَس! فغلبَ عبدُ الرقيبِ فَزَعَهُ وقسرَهُ، وأرادَ أن يُسرِّعَ جريانَ الكتابِ في جوفِه ليكظِمَ هذا السَّيْلَ الغريب. لكنْ مهما صنعَ كانت قوّةُ الأصلِ في دوّامةِ الحقلِ كالماءِ إذا فُتِحَ له السِّدادُ ته
Baca selengkapnya

الفصل 56

غير أنّ تلكَ المرأةَ إذ ذاكَ عينُها تحملُ صقيعًا، وبينَ حاجبَيها كِبْرٌ مُقِيم. وذاك النظرُ الذي يزدري الخلقَ أجمعين مع برودِ شمائلِها يوحي كأنّها إنّما تليقُ بالعالمِ العُلويّ حوريةً منه. بل إنّ عبدَ الرقيبِ الليثيَّ الرصينَ القلبِ هالَتْهُ طَلْعةُ المرأةِ الفريدة. ولم يمهِلْها أن تتكلّم، فأَجْمَعَ وجهَهُ وقالَ جادًّا. "مهًا مهًا… حِيَلُ الإغراءِ لا تُجْدِي معي." فانفرجَ فمُ المرأةِ ولم ينطقْ، ثمّ ما لبثتْ عند سماعِه أن تقطّبَ حاجبُها. وفي عينيها قبسٌ من الغضبِ لاح. وطفِقتْ تطيرُ فتجلِسَ على صندوقِ السيفِ المُعلّق، ومسّتْهُ بيمينِها مسًّا ليّنًا، فانحدرتْ كمُّها عن منكِبِها قليلًا. وانكشفَ شطرُ عاتقٍ عاطِرٍ، ولم تعبأْ، ثمّ رمَتْ عبدَ الرقيبِ بطرفٍ من جَفْنٍ فُوينيٍّ طويل. وقالتْ بصوتٍ كنبعِ شتاءٍ باردٍ: "ليس لكَ أيُّ أهليةٍ لامتلاكي." وكان في قولِها شيءٌ من المهانةِ كخنجرٍ نُفِذَ إلى قلبِ عبدِ الرقيب. وقد كان في صباهُ لم يلبسْ ثوبًا جديدًا قطُّ ولا انتعلَ خفًّا جديدًا. "ليس لكَ أهليةٌ لتلبسَ ثوبًا جديدًا." وهذه كانتْ أكثرَ ما يردّدُهُ مروانُ الليثيُّ آنفًا! حرّكَ عبدُ ال
Baca selengkapnya

الفصل 57

لمّا بلغتِ المرأةُ غرفةَ عبدِ الرقيبِ الليثيّ، كانت في مُقلتيها – على حالِها – أماراتُ الكِبْرِ قائمة. غيرَ أنّ ملامحَ وجهِها لانتْ كثيرًا. ولم يدرِ عبدُ الرقيبِ كيف لانَتْ بغتةً هكذا. ونظرَ إلى المرأةِ مبتسمًا قليلًا وقال: "ما الخبر؟ أَصِرْتِ تُلازمينني؟" فلمّا رأتْ ابتسامتَهُ المُستفِزّةَ وددتْ لو داسَتْ وجهَهُ بقدمٍ واحدةٍ فتهشِّمَه. لكنّها إذ تذكّرتْ تهديدَ الشيخِ آنفًا وموضعَها الآن أحجمتْ عن ذلك. ثمّ استجمعتْ نفسَها وقالت همسًا: "يمكنُنا أن نتحدّثَ رُوَيًّا." "وأستطيعُ أن أردَّ إليكَ ما امتصصتُهُ من قوّةِ الأصل." فقعدَ عبدُ الرقيبِ على كرسيٍّ ولم يُبدِ كثيرَ ملامحٍ، وأشارَ بيدِه إلى المرأةِ أنِ اقعدي. فلمّا لم تتحرّك قال ضاحكًا: "اقعدي نتحادثْ." فلمّا جلستْ قال صريحًا: "مَن أنتِ؟" فلم تَكْتُم قالت بصوتٍ خفيض: "روحُ السيف." فعقدَ عبدُ الرقيبِ حاجبَه وسأل: "أهيَ روحُ سيفِ صندوقِ السيف؟" فلمّا لم تُنكر سكتَ هُنَيّةً ثم قال خافتًا: "وكم سيفًا في صندوقِ السيف؟" فمدّتِ المرأةُ على مهلٍ ثلاثَ أنامل. فهزَّ عبدُ الرقيبِ رأسَه، ثم قال: "ألكِ اسمٌ؟" فما إن قالَها حتى جَمُد ج
Baca selengkapnya

الفصل 58

وإذا بطريقةِ دورانِ تلكَ اللمعةِ الروحيّةِ على خلافٍ تامٍّ لما كان يُدَرِّبُه. وهاجَ العجبُ في قلبِ عبدِ الرقيبِ؛ إذ وجدَ أنّ هذا المسارَ يزيدُ سُرعةَ سلوكِه الآن ثلاثةَ أعشارٍ كاملة! وظهرتْ إلى جانبهِ كثيرٌ من الألفاظِ المُستغرَبةِ للأُصولِ والكَلِم. رفعَ عبدُ الرقيبِ حاجبَه وقالَ مُتعجِّبًا: "أهذه تَتِمةُ ذلك الكتابِ المنقوص؟" فهزّتْ روحُ السيفِ رأسَها على سجيّتِها، ثمّ قلّصتْ شفتَها وقالت: "كتابٌ رديءٌ كهذا، أليس استنباطُ تِلوِه أبسطَ ما يكون؟" "غيرَ أنّ هذا الكتابَ ملائمٌ لجذرِكَ، فلا عَجَلَةَ بتبديله قبلَ طورِ تَألُّهِ الرّوح." قبضَ عبدُ الرقيبِ شفتَيهِ ولم يُبدِ اعتراضًا، وهمسَ في نفسِه: "ومن لم يَستحسنْهُ فلِمَ لا يهديني كتابًا أعلى طبقة؟" لكنه آثرَ أن يحفظَ سِياقَ الألفاظِ ومسالكَ الجريان؛ فذلكَ الآنَ أَولى. وبعدَ هُنَيهةٍ انحلّتِ اللمعة. وَرَنتْ روحُ السيفِ إلى الفتى الراضي وقالت خافتًا: "أثمّةَ سؤالٌ آخر؟" لوّحَ عبدُ الرقيبِ مبتسمًا وقال: "لا، لا بأسَ أبدًا." "غيرَ أنّي… أُريدُ أن أسأل: إلى متى تمتصّين؟" فقامتْ روحُ السيفِ على مهلٍ وقالتْ بكِبرياء: "أمضي." فتغيّر
Baca selengkapnya

الفصل 59

"يا عَبدَ الرَّقيب! يا عَبدَ الرَّقيب! ما الذي أصابَكَ؟" "سمعتُ من رَيحانةَ أنّكَ ذهبتَ إلى هاويةِ الجبلِ الخلفيّ؟" "أين أنت؟ لا تُسيءِ الظنَّ بالحياة! إن عَرَضَ لكَ شيءٌ فقلْه لشيخِكَ!" "صريرٌ—" ابتسمَ عبدُ الرقيب وهو يدفعُ البابَ وقالَ مستحييًا: "ذاك… يا شيخي، لا شيء، إنّما ذهبتُ إلى سفحِ الجبلِ لأرميَ نُفاية." "يا وَغد! مَن تقولُ له نُفاية؟!" فتجمّدَتِ البِسمةُ على وجهِ عبدِ الرقيب؛ إذ دوّى صوتُ روحِ السيفِ في رأسِه! وانتقلَ الشيخُ إلى جانبِه خاطفًا، وبثَّ في جسدِه قوّةَ الأصلِ يتفقّدُ حالَه. فلم يجدْ بأسًا؛ غيرَ أنّ نَفَسَهُ أضعفُ قليلًا مما كان، فاطمأنّ. ورأى نُعيمُ أنّ خَفوتَ نَفَسِه يسيرٌ، فحملهُ على تعجُّلٍ في السلوك، فنَبَّهَه. "لا تُضيّقْ على نفسِكَ كلَّ يومٍ." "فمنذُ دخلتَ البابَ سُرعتُكَ في السلوك لا تقصرُ عن سُرعةِ خاصّةِ أبناءِ القوى." "والسلوكُ طريقٌ طويلٌ؛ فلا تعجل." فهزَّ عبدُ الرقيبِ رأسَه مبتسمًا: "سمعًا وطاعةً يا شيخي." فعندئذٍ هدأ قلبُ الشيخِ وقال باسِمًا: "بعدَ يومين إن لم يَعرِضْ لكَ شاغلٌ فاذهبْ إلى رِواقِ المهامّ." "وانزلْ إلى السَّفحِ قليلًا، تُ
Baca selengkapnya

الفصل 60

رفعتْ روحُ السيفِ طرفَها إلى هذا المذبحِ وقالت همسًا: "وأيُّ شيءٍ ذلكَ يَستحيلُ؟" "غيرَ أنّ… عشرَ قطعٍ من أحجارِ الروحِ الدُّنيا لا تُبقِي إلا ساعةً ثم تُستَهلكُ كلّيًّا." "فإن كانت من الوسطى دامتْ يومًا، وإن كانت من العُليا ثبتتْ شهرًا." وإن كان قلبُ عبدِ الرقيبِ يَجزَعُ للنفقةِ فقد عَلِمَ الأمرَ. فمثلُ هذا وحدَ السماعِ به عجيبٌ يُدْهِشُ العقول! وقُدرةٌ كهذه تَخرِقُ المألوفَ جدًّا، فلا بُدَّ أن تُكْتَمَ عن الناسِ جميعًا! ثمَّ اكفهرَّ وجهُه لمّا رأى الأحجارَ قد نُقِصَ خُمُسُها فانتزعَها عَجِلًا. "حسنٌ هو… غيرَ أنّه مُسْرِفٌ في أحجارِ الروح." ولمّا رأتْ كمدَهُ قلّبتْ روحُ السيفِ مُقلتيها ثمَّ غابتْ عن المذبح. "عليكَ أن تُجهِدَ في السلوكِ لتُسْرِعَ إلى طورِ التأسيس." "فإذا اجتزتَ التأسيسَ أمكنكَ أن تُجريَ أوّلَ سيفٍ في صندوقِ السيف." فلوى عبدُ الرقيبِ شفتَهُ وقد غلبَ على همِّه جمعِ الموارد. سَحّ! بدا ظلُّهُ في الغرفةِ، وحملَ صندوقَ السيفِ إلى حُجرةِ التدريبِ في الساحةِ الخلفيّة يعدو. فلمّا بلغَ الحُجرةَ أحصى ما بيدِه من أحجارِ الروح فإذا هي غيرُ قليلة. فأخرجَ مئةً وزيادةً
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
45678
...
10
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status