في صباحِ اليومِ التالي. وكان عبدُ الرقيبِ الليثيُّ نائمًا في دارِ شيخهِ الملحقة، فانتبهَ على صليلِ ناقوسٍ مُزعِج! فلما نهضَ وجدَ الشيخَ واقفًا ينتظرُ عند الباب. فقال الشيخُ بوجهٍ مغمومٍ خافتِ الصوت: "هَلُمَّ قُم، إلى ساحةِ ذُروةِ السيفِ السماوي!" فارتبكَ عبدُ الرقيبِ الليثيّ، غيرَ أنّهُ تعجَّلَ فتهيّأ ونهض. ولمّا تبِعَ الشيخَ في الهبوطِ من الجبل رأى جميعَ تلامذةِ الباب يهرعون إلى ذُروةِ السيفِ السماوي. وكلُّ من كان في الطائفةِ من التلامذةِ كاد أن يكونَ قد قصدَ ذاك الموضع. وفي الطريقِ سأل: "يا شيخُ، ما الخبر؟ وما شأنُ ذاك النَّاقوسِ آنفًا؟" فأجابهُ الشيخُ مُغتمًّا: "ذلكم ناقوسُ الإنذارِ في طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبر، قلّما يُضرَب." "فإذا ضُرِب، وجبَ على كلِّ من في الطائفةِ من التلامذةِ أن يُسرِعوا إلى ساحةِ ذُروةِ السيفِ السماوي." "ولعلَّ تلميذًا قد خالفَ نُظُمَ الباب!" فاقشعرَّ قلبُ عبدِ الرقيبِ الليثي: أيُّ مخالفةٍ هذه تستوجبُ هذا الاستنفارَ العظيم! غيرَ أنّهُ كفَّ عن السؤال، وفي الطريقِ كان كثيرٌ من التلامذةِ يقفونَ للشيخِ مُسلِّمين. وأبدَوْا للفتى بَشاشةً ومودّة. وكان
اقرأ المزيد