"لعلّكم قد أدركتم عَجائبَ قصرِ الحُلْمِ العُلويّ." فقال عبدُ الرقيبِ مُتردِّدًا: "يا الشيخَ غَيْث، إن كان قصرُ الحُلْمِ العُلويّ بهذه العَجائبيّة، أَلا يُغري أطماعَ سائرِ الناس؟" فابتسمَ غَيْثٌ وقال: "سؤالُكَ على غيرِ وجهِه، لأنّ لهذا السِّرِّ علّةً." "وهي أنّ هذا المخبإَ لا يدخُلُهُ إلا أبناءُ طورِ التهذيب، وما يُستَخْرَجُ منه في كلِّ مرّةٍ قلّ أن يعلوَ ذُروةَ الجُمانِ الذّهبيّ." "فهو إذن قليلُ الجدوى لأهلِ المراتبِ العُلا." "ولكنّه موضعُ ابتلاءٍ صالحٌ لأبناءِ الطائفة، وخطرُهُ دونَ ذلكَ بكثير." فأومأ عبدُ الرقيبِ إيماءةَ الفَهْم. "فلذلكَ لم يُنازِعْهُ أحدٌ — لقِلّةِ الغَناء…" وفي تلكَ السّاعةِ دوّى صوتُ روحِ السّيفِ في خاطرِ عبدِ الرقيب. "أوه؟ مقامُ المِئةِ الوِصالِ الصغير — طريفٌ." فسألَهُ بلسانِ القلب: "وما مقامُ المِئةِ الوِصال؟" فأتاهُ صوتُها الوادعُ: "هو نفسُ ما تسمّونه قصرَ الحُلْمِ العُلويّ." "أثرُ قُدرةٍ لِعالٍ من أهلِ العالمِ العُلويّ خلّفَ مثلَ هذا السِّرّ." "فتنجذبُ هذه الأسرارُ طبعًا إلى فُتاتِ الفضاء في العدمِ فتتّصلُ بها." فعقَدَ عبدُ الرقيبِ حاجبَيْه؛ وإن
اقرأ المزيد