مغيب الأرواح، والكفن المسلول، والسيّاف الأعمى의 모든 챕터: 챕터 11 - 챕터 20

100 챕터

الفصل 11

ذاك الرجلُ في ثوبٍ أبيضَ كلِّه، وعلى خصرِه حُليّةٌ من اليَشْم، يعدو شديدَ السُّرعة.ولمّا مرَّ بقربِه لم يَنْسَ أن يُرسِلَ ضِحكةَ استهزاءٍ خفيّة.وعقَدَ عبدُ الرقيبِ الليثيُّ حاجبَيْه؛ فإنّ صاحبَه لا يُشبهُ أهلَ تهذيب النَّفَس، فلِمَ أسرعُه هكذا؟ثم أبصرَ لوقته تحت قدمي الفتى رُقيتَيْنِ للنَّسيمِ الصافي مُلتصقتَيْن!فهزَّ عبدُ الرقيبِ رأسَه، وشرع يُسوّي نَفَسَه وخُطاه؛ إذ لا يدري كم بقي من الدرجات، وعليه أن يصون قواه ما استطاع.فلمّا بلغَ سُلّمَ الألفِ درجةٍ، وكان عرضه مائة ذراع تقريبًا، وجده قد غصّ بالناس، ولم يُبقوا إلا شِقًّا في الوسطِ يعرضُ قيدَ قدمين للصعود.فإذا بمتقدّميه يبطُؤون، فيقِفُ من وراءَهم وقوفَ المضطرّ.والصبيانُ والصبايا القاعدون على الدرج للنَّفَس ينظرون إلى المارّين نظرَ المتلذّذِ المُستهين.بل إنّ في وجوهِ بعضِهم ابتسامًا لا سترَ عليه.ويظهر أنّهم أُغْروا بأقاويل تُزَيّن لهم هذا الحشرَ، ليُبقوا دربًا ضيّقًا يحبسُ سرعةَ الصاعدين.فتبسّمَ عبدُ الرقيبِ تبسّمًا باردًا عند شَفَتِه."حقًّا: من ابتُلِيَ بالمطرِ، أحبّ أن يَشُقَّ مظلاّتِ غيرِه!""هُم!"وطافت عينُ قلبِه حولَ
더 보기

الفصل 12

"يا صاحِ، قوّتك عجيبةٌ حقًّا!"التفتَ عبدُ الرقيبِ الليثيُّ إلى الفتى الأسمرِ جلدِ البشرة وتبسّم قائلًا: "أطنبتَ في الثناء، وأنتَ غيرُ دوني."ضحكَ الفتى ملءَ فيه وحكّ رأسَه."لقد طاردتُك طريقًا ولم أُدركك، ولمّا شققتَ الزحامَ على الدرابزين قبضتُ على قلبي من الفزع؛ إنك جريءٌ حقًّا!""وعلى ذكرِ ذلك، تعارفٌ بيننا: اسمي سَهْل بن رِفادة."نظرَ عبدُ الرقيبِ إلى اليدِ الممدودة فتلكّأ هنيهةً، ثمّ صافحه وقال همسًا: "الضرير، عبدُ الرقيبِ الليثي."تحيّر سَهْل لحظةً، ثم رمق العصابةَ على عينيه وابتسم."الناسُ يدعونني سَهْلًا؛ فادعُني كذلك من بعدُ.""هَلُمَّ بنا؛ فالوقتُ قاربَ الانقضاء."استحسنَ عبدُ الرقيبِ طبعَ الفتى الأليف، ومضيا كتفًا إلى كتفٍ نحو الساحة.ورفعَ عبدُ الرقيبِ بصرَ قلبِه يتتبّعُ الجهات، فإذا المنصّةُ فسيحةٌ تُناهزُ نحو عشرين ألف ذراع في كل اتجاه.وخلفَ الساحةِ درجاتٌ تربو على المئة، وفوقها فجوةٌ عُظمى خلّفتْها ذروتا جبلَيْن.وفوقَ الفُوّهةِ كُتِبَ نقشًا نافذًا: "طائفةُ سيفِ الصَّيفِ الأكبر".وتطوفُ حولها سُيوفٌ روحانيّةٌ تتشعّبُ ألوانًا وتتقاطعُ أنفاسًا.وأخذَ سَهْلٌ يُحدّثُ عبدَ ا
더 보기

الفصل 13

تلك الهيئةُ الراكبةُ سيفَها ويديها وراء ظهرِها أذهلتِ الجمعَ كلَّه!وكان الواقفون في الساحةِ يقاربون ثلاثةَ آلافٍ، فلمّا رأَوا ذلك حبسوا الأنفاس.وجعلت العيونُ تلتهبُ نظرًا إلى تلكما الصورتين الخافيتين عن دَنَسِ الأرض.رجلٌ وامرأةٌ؛ أمّا الرجلُ فوسيمٌ، حاجباه كسِنَانٍ، وعيناه كالنُّجوم، وملامحُه صُلبة.وأمّا المرأةُ فطبعُها باردٌ نقيّ، وبشرتُها كالمَلاسِ المُمَدَّد.وجهٌ بيضويّ، وحاجبان كغُصنيْ صفصاف، وأنفٌ شامخ، وشفتانِ رقيقتان.يا لِحُسنٍ يفوقُ وصفَ البَشَر!وحتّى عبدَ الرقيبِ الليثي اضطربَ قلبُه، ونظرَ بعين القلب.وتخيّلَ أنّه يومًا يطأ السيفَ، ويطيرُ بين السماء والأرض!وتمتمَ مِعوانُ الليثي حين أبصرَ الاثنين."يا للعجب، كبيرُ إخوانِ ذُروة الذهب السماوي للبابِ الخارجي أسيدُ العازم، وكبيرتُهم سُهى الرصينة، أقدِما بنفسيهما للاستقبال؟"فحرّك عبدُ الرقيبِ أذنَه، وحفظَ الاسمَيْنِ والمنصبَيْنِ.وبحسبِ ما لاحَ لهُ ظنَّ أنّ مِعوانًا ليس من عامّةِ الدَّهماء.وهويا رِقاقًا إلى الأرض، فاجتمعتِ الأنظارُ عليهما.وكان الصاعدونَ على الدَّرَجِ قليلينَ جدًّا.ومسحَ أسيدُ العازمُ ما حولَهُ بوجهٍ جامد
더 보기

الفصل 14

" ما شربتُ إلا سَفوفًا مُنشِّطًا للدَّم نافعًا للقوى، وقد بلغتُ ذروةَ تهذيب النَّفَس، فبأيِّ حقٍّ تُنزع أهليّتي!"التفت أسيدُ العازمُ فجأةً إلى الفتى، وضاقَتْ عيناه وقال خفيضًا."أأنتَ… تريدُ منّي بيانًا؟"الفتى شَدَّ عُنقَه وقال ساخطًا: "نعم! ولستُ ذروةَ تهذيب النَّفَس فحسب، بل إنّ أبي وكلَ إلى أهل الخبرة اختبارَ جذرِ روحي منذ قَبلُ.""أنا ذو جذرٍ روحيٍّ صادقٍ، ذي فرعين: الخشبِ والنار! فَلِمَ أُسوّى بشراذمَ من السُّقّاط!"رفع أسيدٌ شفتَه عن ابتسامةٍ باردةٍ، وهبط من الجوّ، ومضى قِبَلَ القائل.وكان أسيدٌ أطولَ منه شِبرًا، فحدّق في عينيه من علٍ وقال ساخرًا."أتراكَ تحسبُ موهبتَك بجذرِ الخشبِ والنار رفيعةً، فلا ترى الناسَ شيئًا؟"وأحسّ الفتى تحت طرفِ أسيدٍ بضغطٍ شديدٍ حتى احمرّ وجهُه وأذناه.ومع ذلك قال: "أجل! فبأيِّ حق!"دار أسيدٌ على عَقِبَيْه ونظر في الناس وقال هادئًا: "أمِنكم من يرى رأيَه؟"فلمّا لم ينبسْ أحدٌ ببنتِ شفةٍ قَهْقَهَ أسيدٌ قَهْقةَ ازدراء."لَسْتُم بأجسرَ منه!""ما اسمُك؟"رفع الفتى رأسَه إلى أسيد وقد سكنَ جأشُه وقال: "نُميرُ بنُ ضرغام!"تأخّر أسيدٌ طائرًا، ووقف معلّقًا في
더 보기

الفصل15

نُميرُ بنُ ضرغامٍ حدَّقَ في عبدِ الرقيبِ الليثيّ بحَنَقٍ، ثم مضى خُطًى واسعةً إلى مصفوفةِ النقل.كان طالبةُ الطائفةِ الصاعدينَ إلى الجبلِ زهاءَ ثلاثةِ آلافٍ، فلم يبقَ إلا ألفٌ وثماني مئةٍ إلى جبلِ المَلِك!ثم إنّ الوجوهَ كلَّها أشرقتْ حماسةً تنتظرُ ما يلي من الاختبار.في تلك الساعة فَطِنَ عبدُ الرقيبِ إلى أنّ مقدارَ احتراقِ الرُّقيّة لا أثرَ له أصلًا.فها هو مِعوانُ الليثيّ، ولم يبقَ في يده إلّا قدرُ ظُفرٍ من ورقةٍ صفراء، وقد جازَ الاختبارَ الأوّل.وليس ذلك ببابٍ من الأبواب، إنما هو امتحانُ قلوبِ طالِبي الانتماء.وفي مقدارِ ساعتين إذا لم يَنْثَنِ أتمَّ الأمرَ لا مَحالة.فهذه المرحلةُ إنما تُناطُ بالعزيمةِ وحدَها.وعلى الطريق أخذ الناسُ يتحدّثون بما وقعَ آنِفًا.وأمّا صاحبُ الجذرِ المزدوجِ الخشبيِّ الناريِّ فكيف يُترَكُ ويُرْفَض!فبانَ أنّ طائفةَ سيفِ الصَّيفِ الأكبر طائفةٌ عجيبةُ السَّمتِ بينَ الطوائف.ولو حُوِّل الأمرُ إلى طائفةٍ أُخرى لتخاطفوا نُميرًا تلميذًا، ورُبّما صيّروه صائغَ إكسيرٍ.والفارقُ بينَ الجذرِ المُركَّبِ والجذرِ الخشبيِّ الناريِّ ليس بالهيّن.وذاكَ من الجذورِ المتوال
더 보기

الفصل 16

مِعوانُ الليّثيِّ لعلَّه أدرك حيرةَ عبدِ الرقيبِ الليثيّ، ففسَّرَ همسًا: "لا تتوهَّمْ أن الأمر مُبالَغٌ فيه." "بعضُ الطوائفِ يومَ تُوسِّعُ أبوابَها قد يحضرُ رئيسُ الطائفةِ نفسُه." "والنابتةُ الصالحةُ من أهلِ السلوكِ التي يُبرزُها هذا الامتحانُ ستتخاطفُها الشيوخُ لا محالة!" "وربّ نابغةٍ يُعفى من تجرِبةِ البابِ الخارجيِّ فيُدخَلُ إلى الداخلِ رأسًا!" "هيهاتَ؛ فالداخلُ أرزقُ أضعافًا من المقامِ في الخارج." غيرَ أنّ عبدَ الرقيبِ لَفَتَه شيخٌ خلفَ الشيوخِ مُغمِضُ الجفنِ كأنّه وادِع. في وجهِه أخاديدُ لا تُحصَى، ومحجرُه غائرٌ، وأنفُه معقوفٌ، وشفتاه رقيقتان، وتحت ذقنه لِحيةُ تيسٍ. وعلى جِسمِه رداءٌ رماديٌّ بسيطٌ لا يُشاكِلُ لِباسَ القوم، يزيدُه مَهابة. وإنَّ النظرةَ إليه لتُوقِعُ في النفسِ حَرَجًا كأنّها جنحةٌ تُكتم. وهذا هو ناظر السُّنن في طائفةِ سيفِ الصَّيفِ الأكبر، وهو قُدامةُ بنُ نُعمان، وقد بلغَ جَنينَ الروحِ في أوسطِ مراتبِه! وانقسمَ الجمعُ ثماني فِرَق. وارتجَّ وجهُ الساحةِ قليلًا، ثم ارتفعَ ستارُ مَصفوفةٍ يُومِضُ بالخُضرةِ بغتةً! ففتحَ الشيخُ فوقَ المُصطَبَةِ عينيه فجأةً. "(
더 보기

الفصل17

"أنا سيّد ذُروة الرعد السماوي، وقد مضت ثلاثةُ أعوامٍ ولم يُضمَّ إلينا تلميذٌ واحد، ثلاثةُ أعوامٍ!" "أتدرون كيف قضيتُ هذه الأعوامِ الثلاثةِ؟!" داخلَ عبدِ الرقيبِ الليثيِّ شيءٌ من العَجَب: لِمَ اشتجرَ الشيوخُ على المُصطبةِ العالية؟ وكان أحدُ الشيوخِ النُّحَلِ أشدَّهم انفعالًا… وأمّا الفتى المُسمّى نُهَيرَ الليثيَّ فغمرتْ عيناهُ العَبَراتُ على منصّةِ القياس، فبركَ أرضًا لا يملكُ عبرةً. ما خطرَ له أن يطأ بابَ السلوكِ يومًا ويُتاحَ له طريقُ الزكاة! ثم انصرفَ به فتيانُ الطائفةِ في لِباسِها، فتنبهَ عبدُ الرقيبِ إلى أن شارتَه على الصدرِ تُخالِفُ لباسَ فتيانِ البابِ الخارجيّ. على صدرِه صورةُ ذُروة الذهب السماوي تُناطحُ السحابَ، وعلى المَنْكِبِ تطريزٌ ذهبيّ؛ فدلَّ ذلك على ذُروة الذهب السماوي. ومع امتدادِ الاختبارِ أُخذَ من الفِتيةِ عددٌ بعدَ عدد. ثم اضطربَ الجمعُ فجأةً. إذِ انبعثَ من الكرةِ البلوريّةِ أمامَ فتىً ضياءٌ ذهبيٌّ باهِرٌ! ولاحَ شيوخُ القِمَمِ الثمانِ في الجوِّ على حينِ غِرّة. "جذرٌ سماويٌّ من عنصرِ الذهب!" وكأنّ الفتى كان يُوقنُ بما يكون؛ فما بدا على وجهِه فرطُ تعجّب. وت
더 보기

الفصل 18

فجأةً! وفي الجموعِ اضطربَ عبدُ الرقيبِ الليثيُّ رجفةً خفيفةً، وشدَّ قبضتَيه. وأبصرَ مِعوانُ الليثي ما به من تبدُّلٍ، فقال في نفسه: قد ساء الأمر. فبادر يَرُدُّه قائلًا: "يا أخي! لا تتهوّر! اصبر قليلًا." ورأى أنّ قُدرةَ عبدِ الرقيبِ كفيلةٌ بإدخاله طائفةَ سيفِ الصَّيفِ الأكبر. وفي هذه الساعةِ كانت العَجَلةُ سَفَهًا! وثبَّت عبدُ الرقيب طَرْفَه الخفيَّ نحو الفتى على المُصطبة، حتى عضَّ شفتَه فأَدماها. ولاحظ مِعوانٌ أنّ عينيه قد احمرّتا في لَمْحِ البصر. دَوِيّ! تفتّتت صُفُحُ الحجرِ تحت قدمِه، وصاح مغتاظًا. "أيُّ صبرٍ هذا؟!" واندفع عبدُ الرقيبِ كالرّيح، فما شعر الفتيانُ إلّا بخيالٍ يمرقُ أمامَ العيون. ولم يَرَ الناسُ إلا خُطاهُ الواثقةَ كخُطا الأسد، يَثِبُ بقدميه على مشيِ الأركان، حتى علتْ به القَدَمُ إلى المُصطبة! ورفع قبضتَه نحو برهانَ الزاهريّ المُمعِنِ في القول على المنصّة. لكنّ مَنّانَ بنَ عُبابٍ قطّبَ، وكاد يمدّ يدَه ليصدَّه. فحجزه الشيخُ الثاني من ذُروة الرعد السماوي، رَزينُ بنُ جَذيمة. وقال: "لم يظهرِ المُحِقُّ من المُبطِل بعدُ، فكيف نأخذُ بقولِ واحدٍ؟!" "ثمَّ إنّ الغل
더 보기

الفصل 19

"بلْ بعضُهم لمّا سمع مقالة سَهْل بن رِفادة ضحك مستهزئًا." لم يظنَّ عبدُ الرقيبِ الليثي أن يقوم سَهْلٌ في مثل هذا المقام ناصرًا له. أشار عبدُ الرقيب بكفِّه إشارةَ كفاية، ثم أمال رأسه قليلًا ونظر كأنّما إلى وجوه آلافٍ من أبناء الطائفة، وعلى فيه ابتسامةُ سخرٍ باردة. ومع أنّ عينيه محجوبتان، أحسّ القومُ كأنّه يحدِّق في كلِّ واحدٍ منهم، فداخَلَهم وَجَلٌ وخَجَل. قال بصوت لا فرحَ فيه ولا حزن: "نَبَحَ كلبُ الساقية، فنبحت سائرُ الكلاب." "وما دروا لِمَ نَبَحوا." "وما بين الإنسان والبهيمة، أن يكون للإنسان رأيٌ يَميز به الحقَّ من الباطل." "فإن عيِيَ العقلُ عن التمييز… فَهَهْ!"وأقبل يمشي خطوةً إثر خطوةٍ نحو برهانِ الزاهري، وثباتُ خطوه وثِقَلُ صندوق السيف على ظهره ألقى في القوم رهبة. قال برهان مرتاعًا وقد علا نبرُه: "ما الذي تريد؟!" وكان الغيظُ في عينه غيظَ مَن مسَّت كِبْرَهُ يدُ الحقّ، إذ لا يحتمل أن يُغلبه من كان بالأمسِ يتسوَّل خُبزًا. "أنا الجذر السماوي، فكيف يُدانيني هذا الأعمى؟!" هكذا حدّث نفسَه.لمّح رَزينُ بنُ جَذيمة في عبد الرقيب معنًى راقَه — لا صندوقُ سيفٍ ولا صلابةُ جسد، بل تلك
더 보기

الفصل 20

رأى عبدُ الرقيبِ الليثي ذلك بعينِ قلبِه، ورأى أنَّ معاقبةَ برهانِ الزاهري لا كبيرَ جدوى لها. غيرَ أنّه لم يَحُل، أصابت أم أخطأت؛ حسبُه أن يُضرَبَ برهان. هوى السَّوطُ الرعديّ، فانفلقت جلودُ برهانَ وتفحَّم اللحمُ وطلع دخانٌ أزرق. "آه! كُفَّ! لا..." "بأيِّ حقٍّ؟ بأيِّ حقٍّ تضربني؟!" "آه! أغيثوني، لا... لا تضرب!" ملأت الصرخاتُ الفضاء، وقد أعملَ رَزينُ بنُ جَذيمة فيه سبعًا أو ثمانٍ. "يا برهانُ الزاهري! فما نفعُ جذرٍ سماويٍّ، ومع السِّيرةِ خبيثة؟ طائفةُ سيفِ الصَّيفِ الأكبر لا تأخذُك!" طُرح برهانُ أرضًا حتى خفَّ نَفَسُه، غير أنّ عينيه ظلَّتا شاخصتين إلى عبدِ الرقيب. وأحسَّ عبدُ الرقيب ذلك، فقال بغتةً. "إذا كان الأمرُ هكذا، فليأذنِ السادةُ أن أبتدئَ اختبارَ الجذر." ثم قام فوقف بإزاءِ جوهرةِ قياسِ الرُّوح. والتفت إلى برهانَ المطروحِ كالجيفة وقال. "ألم تكن تَوَدُّ أن ترى: أَلِهذا السائلِ جذرٌ أم لا؟" "فأشخِصْ عينيكَ وانظرْ جيِّدًا... إيّاكَ أن تطرِف!" إنما أراد أن يطأَ بكعبِه كبرياءَ برهانَ المسكين. وأمّا تسميتُه نفسَه سائلًا... فلا يُبالي أن يكشفَ ما يُسمّى بالثَّلْم؛ إذا كشفه
더 보기
이전
123456
...
10
앱에서 읽으려면 QR 코드를 스캔하세요.
DMCA.com Protection Status