أقرَّ شيوخُ القِممِ السبعِ جميعًا وهزّوا الرؤوس؛ فمكانةُ نُعيمِ بنِ تَيْم وقدرتُه معروفتان لهم. ومع موهبةٍ كهذه، كان مفهومًا أن يخرجَ نُعيم من عزلته ليتّخذَ عبدَ الرقيبِ الليثيَّ تلميذًا خاتمًا لبابه؛ فمَن ذا لا يودُّ أن يورِّث ما راكمه من صنعةٍ قبل أن يطويَه الدهر؟انصرفَ الجمعُ. وعاد نُعيمُ بنُ تَيْم بعبدِ الرقيبِ إلى بستانه المنفرد. وجرت طقوسُ التتَلُّمِ في غاية البساطة: سجودٌ، فشايُ توقيرٍ، ثم إعلانُ تمامِ النسك.قال الشيخُ في رِفق: "يا عبدَ الرقيب، اليومَ جمعتْنا الأقدارُ على صِلةِ التلميذِ والمعلّم." "وليس لديَّ ما أهديك إلا هذه الحَبّة."شهِق الضوءُ في خاتمِه، فبان في يدِه صندوقٌ يَشبيّ. تناوله عبدُ الرقيب برفقٍ، فلمّا فتحَه رأى حَبّةً صافيةً ملساء تتلألأ بوميضٍ خافت. قال متسائلًا: "يا أستاذي، ما هذه…؟" تبسّم الشيخُ وقال: "إكسيرُ التأسيس رفيعُ المنزلة."تجمّدَ عبدُ الرقيب لحظةً، ثم ردَّ الصندوقَ بأدب: "لا يصلح، هذا نفيسٌ جدًّا؛ أبقِه عندك." ضحك نُعيم وقال: "خذْه، فليس عند الشيخ من النفائس إلا قليلٌ كهذا. وكان السيّدُ لُكانُ بنُ كَرَّام يهمُّ أن يمنحَك إكسيرُ تأسيسٍ، غيرَ
Baca selengkapnya