رغم أنّ باهر كان يدرك تمام الإدراك أنّ نيرة وصفاء شخصان مختلفان، ولا يختلطان إلا في منامه، فإنّ صدره ظلّ يثقل كأنّ غيمة من الضباب جاثمة فيه.في داخله، تمتم باسمها ببطء، نيرة…طرقت المعلمة على الطاولة لينبّه الجميع، وقالت، "سيد باهر، تفضّل، هذه والدة سارة، تفضّلا بالجلوس لنتحدث كأولياء أمور".كان ظهر نيرة مستقيمًا بشيء من التوتّر، وأصابعها التي تدلّت طبيعيًا قبل لحظة انقبضت بلا وعي ثم ارتخت من جديد.ولم تكن تتوقّع أنّ "خال مهند" سيكون باهر.استدارت سوسو بدهشة نحو الرجل، وعيناها السوداوان الواسعتان تتلألآن كحبتَي عنب وقالت، "عمو الطبيب باهر!"أجاب بصوت منخفض وهو يقترب، "نعم".انحنى قليلًا حتى صار بمستواها، ومع ذلك ظلّ فارع الطول إلى حدّ مهيب. مدّ يده، وأصابعه الطويلة تلامس خصلات شعرها برفق وهو يقول لها، "أعتذر لكِ بالنيابة عن مهند، لم يكن عليه أن يشدّ شعرك".تردّدت الصغيرة لحظة، ثم رفعت عينيها نحو أمها، كأنّها تستشيرها.أما نيرة فبقيت في مواجه المعلمة، لم تلتفت، لم تحرّك رأسها ولا نظرت إلى باهر.ابتسمت المعلمة إذ لاحظت أنّ الاثنين يعرفان بعضهما، وقالت، "هذا جيّد، سيسهل الأمر كثيرًا. ما ح
Read more