كانت تشعر بثقل النظرات التي تراقبها في صمت، تلك النظرات التي تحمل شيئًا من التفكير المريب.لم تكن تدري إن كان اتصالها الهاتفي السابق قد بدا ساذجًا، ولا إن كانت رحلتها الأربعون دقيقة ستنتهي بسلام.كل ما كانت تعرفه أنّ خوفها وقلقها يجعلانها في حالة تأهّب دائم، تحدّق بعينين يقظتين في الطريق خلف زجاج النافذة.كلما انحرفت السيارة عن الطريق الذي تحفظه في ذاكرتها، كانت تشعر بجسدها يتوتر كوتر قوس مشدود.والسائق لا يكفّ عن محاولة فتح حديث معها، وكلماته تنضح بتلميحات خادشة،"يا فتاة، بشرتكِ بيضاء ناعمة، من يكون زوجكِ فهو محظوظ بكِ"."السيارة دافئة، اخلعي معطفكِ"."قلتِ إن زوجك طبيب؟ إذن لا بد أنه ثري، فكيف يعيل امرأة جميلة مثلكِ إن لم يكن كذلك؟"وبعد حوالي عشرون دقيقة، رن هاتفها، وظهر اسم باهر على الشاشة.فأجابت فورًا قائلة، "ألو".فقال لها باهر، "أنا عند مدخل المجمع الآن".ورغم أنها كانت جملة موجزة، لكنها ملأت قلبها بالامتنان.فسارعت تقول، "أنا الآن قرب شارع السلام، بقي نحو عشرين دقيقة وأصل".إنها لم تكن تتوقع أن يعاود الاتصال، لكن صوته أعاد إليها بعض الطمأنينة.ومع دخول السيارة إلى حي الصفوة و
Read more