مدينة أزلان. ليلًا، الساعة الثامنة. في حفل الاحتفاء بمجموعة المنير، كان الجميع يتبادلون الكؤوس ويتجاذبون أطراف الحديث ببهجة. أُحيط صاحب المناسبة شادي المنير بالناس؛ فمنذ سنواتٍ خَلَت عصفت بأسرته الشدائد، ثم نهض من الصفر حتى أعاد إدراج مجموعة المنير المنهارة في السوق، وكان لزامًا أن تُقدَّم له التهاني. قال أحدهم: "مبارك يا سيد شادي، حقًّا أنت شابّ مميّز." وقال آخر: "فلنُكثِر التعاون في الأيام القادمة." وقال ثالث: "ليس عملك وحده مزدهرًا، أسرتك كذلك سعيدة يا سيد شادي. زوجتي دائمًا تقول: من رُزق بزوجةٍ صالحة كُفي همومه. حقًّا نحسدك على زوجةٍ كهذه." وكانت الغِبطة مفهومة؛ فالسيدة يارا، وهي في مقتبل العمر، ارتضت أن تكون أمًّا بديلة وربّت الطفلين على أحسن وجه، فأيّ رجل لا يغبط؟ وما إن ذُكرت يارا حتى مسح شادي المنير القاعة بعينيه. هناك، بين الناس، كانت المرأة الأنيقة بثوبٍ أسود للمساء وحديثٍ رصين، وهي السيدة يارا زوجته. كان هذا الحفل قد تولّت يارا تنظيمه منذ شهر، وعلى انشغالها لم تُغفل رعاية الطفلين. كبر الطفلان اليوم بصحة، واستقر عمل شادي، وليارا فضلٌ لا يُنكر. وقد أقرّ شادي بهذا ف
Read more