اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي のすべてのチャプター: チャプター 21 - チャプター 30

30 チャプター

الفصل21

ما إن قيلت هذه الجملة حتى تجمّد موظفو مجموعة المنير في أماكنهم. "زوجة شادي يارا؟" "ليست هي." بدت الحرج واضحًا على وجه ليان. وصادف أن فريق المشروع هنا وبعض وجهاء المدينة وصلوا ليتناولوا العشاء مع وائل صفوان. قال وسام الحاتمي: "هل وصلتم قبلاً يا صفوان؟" مال وائل صفوان قليلًا وقال: "وصلت الآن أيضًا. صدفة طيبة أنني التقيت بشادي." لشادي سمعة لا بأس بها، فمجموعة المنير هي الأولى في قطاع الأجهزة الطبية في الأقاليم الجنوبية الثلاثة. وله مكانته بلا شك. لكنهما تبادلا التحية سريعًا اليوم ولم تسنح فرصة للحديث المطول. ويبدو أن الفرصة لن تأتي أصلًا. بادر شادي إلى مصافحة وسام قائلًا: "أستاذ وسام." رد وسام بابتسامة. لكن وائل صفوان قدّم شخصًا فجأة قائلًا: "هذه هي زوجة شادي." هذا التعريف بدّل ملامح شادي في الحال. أيمكن أن يارا لم تقدّم نفسها أمام صفوان بوصفها زوجته؟ كان يظن دائمًا أن يارا عرّفت نفسها بلقب زوجة شادي كي تتعرّف إلى صفوان. وازدادت عينا ليان ارتباكًا فلم تجرؤ على الرد. وإن كانت تتمنى أن تكون زوجة شادي، فليست بهذه الصورة. تريدها صفةً شرعية معلَنة. الوافدون لاحقًا شخصيات مر
続きを読む

الفصل22

تحت نظرة شادي المنير الباردة قليلًا، بادر ماهر الهاشمي بالجواب: "هي الأم البيولوجية للأطفال. لكن السيد شادي وهي منشغلان بالعمل، لذا لم يجدوا إلا أن يوكلوا الأطفال إلى المستشارة يارا." لزم وسام الحاتمي الصمت. حتى باهر زيدان، الذي لا يميل عادةً إلى الخوض في شؤون الآخرين الأسرية، التفت بنظره حينها. أيعقل أن يترك الوالدان البيولوجيان رعاية الطفلين، ويطلبان من أم بديلة أن تتكفّل بهما؟ ويريدان فوق ذلك إعلان أن الأم البيولوجية للطفلين هي الزوجة أمام الناس؟ قال وائل صفوان بهدوء: "يا سيد شادي، في زيارتي الماضية إلى مدينة أزلان، قدّمت لي الآنسة ليان على أنها زوجتك، أليس كذلك؟" عند مدخل الغرفة الخاصة. شعرت يارا بأن قلبها فقد إحساسه تمامًا. لقد جعلتها درجته الفاضحة من الوقاحة ترى حبّها القديم رخيصًا إلى حد لا يوصف. أراد شادي المنير، وقد شعر ببعض الحرج، أن يفسّر: "أستاذ وائل، بخصوص ما حدث في المرة الماضية..." لكن وائل صفوان مرّ مباشرة. وألقى بطرف عينه نظرة نحو يارا وقال: "المستشارة يارا، والسيد ماهر. ما رأيكما أن ننضم إليكما؟ ونتحدّث على الهامش عن ترتيبات ما بعد المشروع." وافق ماهر الها
続きを読む

الفصل23

وهي تصغي إلى استجوابه، كادت أذن يارا تُصاب بالكلل. قالت يارا بنبرة هادئة: "يا شادي، هل يجب أن أعيش من أجلك فقط؟ أخدمك، وأرعى الأطفال، وأفعل لك هذا وذاك؟" قال شادي: "أنتِ لا تساعدينني، بل تحافظين على حياتك أنتِ. أليس الأطفال ينادونك أمي؟ ولم ينادوا ليان أمًا لهم ولا مرة. ثم ألم أوفّر لكِ حياة مرفّهة؟" من أين له هذه الجرأة؟ بردَت نظرة يارا: "ست سنوات وأنا أربيهما، فمِن الطبيعي أن ينادياني أمي. وأن لا ينادوا ليان أمًا فليس ذنبي. ومنذ تزوّجنا لم آخذ منك أدنى منفعة. وأما الحياة المرفّهة التي تتباهى بها فلا تساوي عندي شيئًا." لو كانت تطمع في مجده الراهن لاستحقت ما آلت إليه. "لا تساوي شيئًا؟" قهقه شادي بسخرية: "الآن بعد أن تعرفتِ إلى وائل صفوان ارتفع سقف نظرك؟ يا يارا، شيمة المرء أن يعرف قدر نفسه. افعلي ما يوافق قدرتك. إن أردتِ التعلّق برجل مثل وائل فعليكِ بهوية تعادله." كانت كلماته تحمل إهانة صريحة. ابتسمت يارا. إذًا يقصد أنها لا شيء، ومكانها المطبخ وتربية الأطفال، ومن دون حقّ في الاعتراض. "سواء تعلّقتُ أم لا، فذلك شأني، ولا حاجة لقلقك." استدارت يارا لتغادر. خطا شادي خطوةً وسدّ
続きを読む

الفصل24

وبينما تفكر ليان هكذا شدّت يدها بلا إرادة. لكن جسد ربى كان متعرقًا ويدها زلقة، فحين حاولت انتزاع يدها من قبضة ليان اندفع جسدها فجأة نحو أسفل الدرج وسقطت. "آه!" صاحت ربى بصوتها الطفولي. اتسعت عينا ليان وقالت: "ربى!" "آنستي الصغيرة!" ارتبكت المربّية والخدم واندفعوا بسرعة إلى أسفل الدرج. سقطت ربى عند منعطف الدرج. أسرعت ليان لتلتقط ربى، وما إن همّت بحملها حتى دُفعت فجأة من خلفها بيدين صغيرتين. "لا تقتربي من أختي!" كان حازم بملابس النوم حافي القدمين وعيناه ممتلئتان بالغضب. وبفعل الدفع المباغت اندفعت ليان على بقية الدرج وتهوت إلى أرضية الصالة. حين هرع شادي أمسك بليان أولًا وقال: "هل أنت بخير؟" "أنا بخير... أرجوك لا تلُمْ الطفل." لمّا رأى حازم أباه يحمي تلك المرأة بدل أن يطمئن على أخته أولًا امتلأ قلب الصغير غضبًا. صار يكره أباه. وفي تلك اللحظة تفجّر الدم من جبهة ربى وبان الجرح واضحًا بين خصلات شعرها. انفجرت ربى في بكاء لا يتوقف. "أختي تنزف!" ارتاع حازم لرؤية ذلك الدم الكثير. حملت المربّية ربى وهي في غاية القلق وقالت: "سيدي، علينا نقل الآنسة الصغيرة إلى المستشفى فورًا!" ر
続きを読む

الفصل25

لكن هذا ذكّرها بشيء ما... أخرجت ليان زهران هاتفها واتصلت قائلة: "جدتي، هل أزعجت راحتك؟" ... داخل غرفة المستشفى. جلس شادي المنير عند حافة السرير وقال: "رُبى، حازم. بابا ليس منحازًا إلى أمكما البيولوجية، لكن عليكما التحلي بالأدب، وإن كان لديكما شيء فقولاها بهدوء." "لكننا لا نحبها، نحن نريد أمّنا فقط." ومهما يكن، فهو والدهما، فكيف لا يقلق؟ زفر نفسًا، وامتلأت عيناه بضيق. "قبل قليل ارتفع صوت بابا." احتضن حازم وقال: "بابا يعتذر منك، آسف. لا تغضب من بابا، حسنًا؟" شعر حازم بظلم وكتم دموعه ثم قال: "نريد أمّنا أن تعود." أمي... يارا... الأطفال يعتمدون عليها إلى هذا الحد. "إن لم تكن الأم موجودة، أليس بابا هنا؟" تذكّر شادي مجددًا جملة يارا: "هؤلاء أولادك." رحلت بهذه اللامبالاة، قالت وتوارت. عاد الغضب يعلو صدره؛ لم يصدق أن من دونها لا يستطيع رعاية الطفلين. سأل حازم مرة أخرى: "أبي، قلت إن أمّنا تخلّت عنا، أهذا صحيح؟" لم يُرِد شادي جرح قلب طفليه، لكن من تركهما أصلًا هي يارا. قال: "سيرافقكما بابا في الأيام القادمة، ما رأيكما؟" هذا الجواب جعل الشقيقين يشعران وكأن أمّهما حقًا لم تعد تري
続きを読む

الفصل26

أيُّ طفلٍ يُتحدَّث عن حظّه أصلًا؟ لكن أهل التجارة يهتمون بما يسمّى طاقة المكان. وخاصةً حين يتعلّق الأمر بطفلين. لم يكن شادي المنير دقيقًا كالنساء ولا بارعًا في التعبير ككثيرٍ من الآباء. لكنّه في الحقيقة يحبّ الطفلين. حُبّه صامت؛ وهو من الذين يظنون أنّ توفير بيئة نموّ جيّدة للأولاد هو أداء واجب الأب. قال شادي: "حسنًا." ففي الآونة الأخيرة تراكمت أمور غير موفّقة. ابتسمت ليان زهران وقالت: "سمعتُ أنّ بعض الأطفال يكثر لديهم الشغب وتعلو حدّة مزاجهم بسبب طاقة المكان. وأعرف خبيرًا في هذا المجال، أأدعوه إذًا؟" كان شادي ما يزال مُتعَبًا فقال: "شكرًا لتكلّفك." عند الظهر. قالت المربية: "سيدي، الآنسة الصغيرة لا تأكل." كان شادي في غرفة المكتب وقد أنهى لتوّه أمرًا يخصّ الشركة. قطّب حاجبيه وذهب إلى غرفة الطعام. ربى لا تزال مريضة، والمربيات يعتنين بها ويُطعمنها بأنفسهنّ. لكنّها لم تقبل أن تُطعِمها المربية. تقدّمت ليان من تلقاء نفسها، فمَنَعها حازم من الاقتراب من أخته. قال شادي بضيقٍ بدأ ينفد صبره: "ما الأمر هذه المرّة؟" لمعت عينا ربى بالدموع وقالت: "بابا، أطعمْني أنت." قال: "لقد صرتِ
続きを読む

الفصل27

ربى ابتسمت وقالت: "لا يؤلمني يا ماما." كانت تتظاهر بأنها بخير خوفًا من أن تقلق أمها. دموع يارا اليوم لا تسيل إلا من أجل هذين الطفلين. احتضنتهما بجسدها النحيل وقالت: "تتناولان الطعام؟" "نعم نعم." كانت رُبى تُطوِّق عنقها بذراعيها ولا تفلتها، ومشهد التعلّق هذا كان يزعج ليان. حملتْهما يارا إلى غرفة الطعام وجلست. قالت ليان: "يارا، ربى قالت قبل قليل إنها تريد من يطعمها. في هذا العمر عليها أن تتعلّم الاعتماد على نفسها." رفعت ربى رأسها فورًا وقالت: "كنتُ أقصد حين أكون مريضة، لقد فهمتِ خطأ." احمرّ وجه ليان قليلًا وقالت: "أوه، نعم." لَزِمت يارا الصمت ومدّت يدها لتناول الملعقة كي تُطعِم ابنتها. لكن ربى خطفتها وقالت: "سأتناول طعامي بنفسي يا ماما." عَبَس شادي. فلماذا أصرت قبل قليل أن يُطعمها هو؟ وللحظة عاد إليه ظنّه بأن يارا دلّلت ربى أكثر مما ينبغي. كانت ربى لا ترفع لقمةً إلى فمها إلا وتنظر إلى يارا كأنها تخشى أن ترحل. قرأت يارا ذلك وابتسمت: "اطمئني، لن أغادر. كُلي على مهل، فالشبع يعطيكِ قوةً لهزيمة الجراثيم." "حسنًا." وأخذت ربى تُدخل الطعام في فمها. في تلك اللحظة ارتسمت الابتسام
続きを読む

الفصل28

بدت ليان متفاجئة وقالت: "لقد أصبتَ في كل شيء يا أستاذ." لم يُبدِ شادي رأيًا فورًا، وسأل: "إذًا كيف نعالج الأمر؟" صرّح ياسر خليل بحزم: "هناك من يضرب انسجام هذا البيت. مواليد النمر، ومعهم مواليد الكلب، يجب إبعادهم." قالت ليان: "مواليد الكلب والنمر؟ هل في البيت خدم من مواليد النمر أو البقر؟" استدعى ليث جميع الخدم. أخذ الجميع يذكرون أبراجهم. وكان اثنان منهم من مواليد الكلب، هما ليث والمربية. حدّقت ليان طويلًا في هذين الاثنين. فولاؤهما ليارا يزعجها كثيرًا. تظاهرت ليان بالبحث وقالت: "أنتما من مواليد الكلب؟ وأين مواليد النمر؟" تجهم شادي. يارا من مواليد النمر، وهي أصغر منه بعام. سألت ليان: "بالمناسبة، ما برج يارا؟" كان ليث يعرف، لكنه لزم الصمت. قال شادي: "تفضل يا أستاذ، أكمل." قال ياسر: "إن كنت من مواليد الثور فلا انسجام مع مواليد النمر، وسيكثر الشجار. أما مواليد الكلب فقد يضرّون بصحّة الأطفال." شجار؟ غاص شادي في التفكير، ففي الآونة الأخيرة ما إن يلتقي يارا حتى يحتدم الخلاف. تبادل ليث والمربية نظرة قلقة. أيعني هذا الأستاذ أنهم يضرّون بصحة الصغيرين؟ تابع ياسر بنبرة ثقيلة: "م
続きを読む

الفصل29

رغم أن يارا لا تعرف ذلك المدعو ياسر خليل، فإن هيئته تكفي لتخمين عمله. "أنا من مواليد سنة النمر، ما المشكلة؟" ليان تفاجأت: "إذًا يا يارا أنتِ من مواليد النمر؟" ثم التفتت إلى شادي قائلة: "شادي، هذا…" لم تمكث يارا، واستدارت إلى المطبخ. بدت كالغريبة، تدخل وتخرج ثم تصعد إلى الطابق العلوي. رنّ الجرس. ليان كانت الأقرب إلى الباب ففتحته، "جدّتي؟" دخلت أمينة زهران على كرسي متحرك يدفعه أحدهم، وسألت بلهفة: "كيف الحال يا ياسر خليل؟" كان ياسر خليل بدعوة من أمينة. قال ياسر خليل: "يا سيدة أمينة، طاقة المكان هنا غير مستقرة، ولإعادتها للاتّزان يجب إبعاد كل شخص أو شيء يتنافر مع البيت. وقد تأكدتُ أن هنا ثلاثة أشخاص لا يصلحون للبقاء طويلًا. أما الأشياء فيمكن ترتيبها لاحقًا." قالت أمينة بجدية: "شادي، خيرٌ أن نأخذ بالحيطة. هذا يخصّ الطفلين ومسارك المهني. أذكر أن والديك في حياتهما كانا يثقان بطاقة المكان، وكذلك أهل ليان." كانت أمينة من عائلة زهران، ووالدا ليان من العائلة نفسها. نظر ليث عمران إلى أمينة. إن كانوا يؤمنون بطاقة المكان ويستدعون الخبراء، فكيف انهارت أسرة زهران سابقًا؟ دنت أمينة وهي ت
続きを読む

الفصل30

كل هذه المنعطفات والخصومات في البيت مؤخرًا إذن منسوبة إلى يارا. طاقة يارا تتصادم مع طاقة شادي، لذا حدث كل هذا. قالت ليان: "دعنا من هذا الآن، يا ياسر خليل، كيف نُعدّل طاقة المكان في البيت؟" تلفّت ياسر خليل حوله وقال: "اطّلعتُ قبل قليل. بعض القطع يجب رميها. مثل صورة الزفاف تلك؛ يغلب عليها الأبيض والأسود وموضوعة في الجهة الغربية، وهذا يضرّ وئام صاحبي البيت. وكذلك كل غرف النوم التي تتجه أبوابها شرقًا يجب تبديل ساكنيها بمن يَمنحك الازدهار. عندها تظهر النتيجة فورًا." أبواب تتجه شرقًا؟ تذكّر ليث عمران أن كل غرف النوم في هذا البيت أبوابها شرقًا على صف واحد. وغرف الضيوف فارغة أصلًا. إن كان لا بدّ من تبديل الساكن، فالمقصود جناح النوم الرئيسي. قالت ليان: "لا أحد هنا يطابق سنة ميلادك غيري يا شادي." انعقد حاجبا ليث. هل يعني ذلك أن على ليان أن تنتقل إلى غرفة النوم الرئيسية؟ قال شادي بصرامة: "يا ليث، أنزل صورة الزفاف." قال ليث: "سيدي، هذا…" قاطعت أمينة: "ألا تُنفَّذ كلمة صاحب البيت؟" ضاق صدر ليث، لكنه لم يستطع الرفض. وأثناء انشغال الخدم بإنزال الصورة التي يتجاوز طولها مترين، تلقّى شادي
続きを読む
前へ
123
コードをスキャンしてアプリで読む
DMCA.com Protection Status