แชร์

الفصل4

ผู้เขียน: سرو
مستشفى الأطفال، قسم الطوارئ.

قالت يارا وهي تلهث جريًا: "ما الأمر؟!"

قال شادي المنير بلهفة: "حازم تناول شيئًا خاطئًا وأصيب بحساسية."

اشتعل قلب يارا قلقًا: "حساسية؟ ألم أكتب لكم الأطعمة الممنوعة بوضوح؟ ألم تنتبهوا؟"

قالت ليان معتذرة على عَجَل: "الخطأ خطئي. لم أتوقّع أن يأكل بعض المانجو فيتحسّس. آسفة… آسفة…"

قال شادي: "ليان كانت حسنة النيّة. ثم إن الورقة التي كتبتِها ضاعت من غير قصد، وربما لم تكتبيها بوضوح أصلًا."

قالت يارا وقد فاض غضبها: "لم أكتبها بوضوح؟!"

كان كلُّ ما لا يجوز للطفلين من طعام حاضرًا في ذهنها، وقد راجعت القائمة قبل تسليمها لهم. كيف لا تكون واضحة؟! ثم فوق ذلك ضاعت؟!

قال شادي وقد شمّ رائحةً خفيفة: "هل شربتِ؟ الطفل على هذه الحال وما زال عندك متّسعٌ للشرب؟"

قالت يارا بحرقة: "الأطفال خرجوا معكما، والآن تلوم…"

قال شادي بصوتٍ حادّ: "يارا!"

ثم رماها بنظرةٍ غائرة وقال: "ما يجب أن تفعليه الآن هو الاطمئنان على الطفل، لا التهرّب من المسؤولية. زوجة الأب تبقى زوجة أب."

خفق قلب يارا خفقةً موجعة. لم تُصدّق أن هذه الجملة خرجت من فم شادي.

هي لا تدّعي الكمال، لكنها أفرغت قلبها في هذين الطفلين ستّ سنوات. والآن، دفاعًا عن مشاعر ليان، يجرحها بهذا الكلام، كأنّها هي سببُ الحساسية اليوم!

أفي عينه ليست سوى زوجةِ أبٍ غير كُفء؟

تكدّس الظلم في صدرها، ولم تجد له متنفسًا.

نادَى المُساعِد الطبي فجأة: "ذوو حازم! تفضّلوا إلى الداخل."

دخل الثلاثة معًا إلى المكتب.

سألت الطبيبة: "مَن والدا الطفل؟"

قالت ليان وهي تجذب شادي خطوةً إلى الأمام: "نحن!"

وقفت يارا وراءهما، كلُّ همّها أن تعرف حال الصغير.

قالت الطبيبة: "الطفل في السادسة. ألا تعرفون ما يأكل وما يمتنع عنه؟ الحساسية ليست لعبًا. بعضُها قد يُميت. ولولا أن الكمية التي أكلها اليوم قليلة، لجئتم بعد فوات الأوان."

اعتذرت ليان: "التقصير تقصيري."

قالت الطبيبة بصرامة: "وكذلك أنتِ، يا أمَّه."

تألّمت ليان وقالت وهي تواربُ الاتهام: "لم أرافقهما صغيرَين، لا أعرف حساسياتهما. ثم إنهما يتحسّسان كثيرًا أصلًا—أليس هذا من بيئة النمو؟"

أجابتها الطبيبة: "كثرةُ المُحسِّسات تعني كثرةَ العوامل: البيئة، الوراثة… وأهمّها غالبًا نمطُ تغذية الأمّ في الحمل."

طأطأت ليان قليلًا، وقد انكمشت من ذكر الماضي. كانت في حملها يوم اضطرابٍ وقسوةٍ في بيت أهلها، فلم تُحسن الامتناع، بل شربت الخمر مرّات.

قالت الطبيبة وقد أدركت طرفًا من القصة بخبرتها: "أنتم منفصلان؟ من يتكفّل بالطفلين؟"

رمق شادي يارا.

تقدّمت يارا وقالت: "مرحبًا دكتورة، أنا… أنا زوجةُ الأب."

سألت الطبيبة: "ألا تعلمين بحساسيات الطفل؟"

قبضت يارا على يديها وقد عزمت ألّا تحمل وزرَ غيرها وقالت: "أعرف. أمُّهما خرجتْ بهما، وكنتُ قد كتبتُ الملاحظات، لكن الورقة ضاعت."

تجهم جبين شادي، كأنه لا يحبّ أن تُلقي يارا بالمسؤولية على ليان.

لكن يارا لم تُبالِ بانقباضه، وسألت الطبيبة على عَجَل: "هل حالُه خطِرة؟ هل تقيّأ؟ هل عنده حرارة؟"

من أسئلتها أدركت الطبيبة أن هذه زوجةُ الأب تُتابع الطفل باهتمامٍ حقيقي، بخلاف الأمّ التي لم تسأل إلى الآن: كيف حاله؟

سحبت الطبيبة يارا جانبًا وأوصتها بتعليماتٍ دقيقة، ثم قالت: "نحتاج إلى مصلٍ وريدي وملاحظةٍ في القسم، وبإذن الله لا بأس."

قالت يارا: "حسنًا." وزفرت راحة.

ثم نظرت الطبيبة إلى الاثنين الآخرين دون مُجاملة: "إذا لم تُحسنوا رعاية الطفل فلا تُغامروا. تربيةُ طفلٍ ليست نفخةَ هواء."

احمرّ وجه ليان وغادرت تدمع عينيها.

وفي الطريق إلى الجناح قالت متألّمة: "شادي، أنا أمٌّ غيرُ كفؤة. بإهمالي تأذّى ابني."

قال شادي يُطمئنها: "ليس ذنبكِ. لم تكوني تعلمين بحساسيته. ثم إن الطبيبة قالت لا مشكلة كبيرة."

دخل الثلاثة غرفة التنويم.

أرادت يارا الاطمئنان على حازم، لكن ليان سبقتها إلى جانب السرير، ووقف شادي على الجهة الأخرى يحرسه.

قال شادي وهو يمسك بكفّ الصغير: "حازم، هذا تقصيرُ أبي. سأنتبهُ بعد اليوم. سامحني."

قطّب حازم، ولم تعجبه رؤية ليان هنا، فلم يُجب أباه. كان يريد أُمَّه.

لمّا رأت يارا ذلك أخذت ربى وخرجت إلى الممرّ.

جلست على المقعد، فالتفّت ربى حول عنقها وقالت: "ماما لا تحزني. إذا لم يُسايركِ أبي، فربى تسايركِ."

اشتعل حزن يارا أكثر، لكنها ابتسمت وقالت: "ماما ليست حزينة."

في الغرفة.

قالت ليان وهي تُحدّق في حازم بعينين رقيقتين: "يقولون الابن يُشبه أُمَّه. انظُر إلى عيني حازم، إنهما مثل عيني تمامًا. وحتى طبعُ ربى… كأنه انتقل إليّ حرفيًا. حين أراهما أشعر أنني أرى نفسي صغيرةً."

تذكّر شادي أيّام الصبا وطبْعَ ليان الحادّ الجسور، ورأى ربى نسخةً مصغّرةً عنها.

قال: "صحيح… يُشبهان."

قالت ليان وهي تُطأطئ: "للأسف فُقدت ألبوماتُ الصور القديمة."

ففي يوم انهيار العائلة، بيعَ البيتُ على عَجَلٍ، ولم ينجُ من الفوضى إلا الوثائقُ وبعضُ الملابس.

قال شادي: "لا بأس. نلتقط لهم صورًا جديدة."

تمتمت ليان والدمعُ يلمع في عينيها: "لا أنسى حين حملتُ بهما، تعلّمتَ لأجلي عملَ نودلز بالأنقليس، كانت لذيذة."

ارتعشت ذاكرةُ شادي لحظةً: "أتريدينها الآن؟"

قالت: "لا… مضى ذلك. سأذهب إلى الحمّام."

وما إن خطتْ خطوتين حتى اصطدمت بذيل السرير.

قال شادي وهو يُمسك بها سريعًا: "ليان… ماذا هناك؟" (يقصدها)

قالت وقد شحب لونُ شفتيها: "لا شيء، إنها قلّةُ قوّةٍ من سوء تغذيةٍ هذه السنين."

قال شادي مقطبًا: "ولِمَ تُجهدين نفسك إذن؟ أُعيدكِ الآن."

قالت: "لا، ألم تتذكّر أننا اليوم على موعدِ عشاءٍ مع رامز حيدر وأصحابه؟ تأخّر الوقت. لا يحسن أن نُخلف جميعًا. اذهب أنتَ، وأبقى أنا مع الطفل."

همَّ شادي أن يعتذر عن العشاء، فقالت: "إيّاك أن تتخلّف، وإلا ظنّوا أنّي لا أُريد لقاءهم. سلّم عليهم عنّي، وبعد أن تُحسن ضيافتهم أحضر لي بعض أدوات النظافة، هل تستطيع؟"

هذا يسير.

تذكّر كيف كانت ليان مرحةً وصديقةً مقربةً لرفاقه قديمًا… فوافق: "سأمرّ قليلًا."

قالت: "حسنًا."

ولمّا خرج من الغرفة، قال ليارا وهي تحتضن ربى: "لدينا عشاءٌ مع رامز حيدر والرفاق. القومُ كثيرون، ولا يليق التغيب. سأرجع سريعًا."

كانت يارا تعلم أنّه يُبلّغ فحسب، فأومأت بلا تعليق.

غادر شادي، فعادت يارا مع ربى إلى الغرفة.

ومع غياب الأب اشتدّت جرأةُ حازم فقال لليان: "لا أريد رعايتكِ. اخرجي. أمي ستُلازمني."

اعتصر الألم قلب ليان، لكنها تماسكت وقالت: "يا حازم، مرضُك يُقلق أمَّك."

وقطعته يارا: "حازم، ارتح الآن."

ضمَّ شفتيه وأغمض عينيه ولم يتكلّم.

وسكنت الغرفة، وأسندت ربى رأسها إلى ذراع يارا متلاصقتَين.

على أن ليان كانت تُلقي نظراتٍ متقطّعة على هاتفها الذي لا يكفّ عن الاهتزاز.

رفعت ربى رأسها وقالت: "يمكنكِ أن تنصرفي لشأنكِ. لا حاجة للبقاء عند أخي."

فالأطفال في السادسة لا يدركون بعدُ معنى البيولوجيّ وغير البيولوجيّ. يعرفون أمًّا رعتهم سنوات، ويشعرون الآن أن نعمتهم وحنان أمّهم مُهدَّدان، فيدفعون الطارئةَ عن حياتهم.

قالت ليان بصوتٍ رقيق: "لستُ مشغولة. هذه رسائل من أبيكما. طلبتُ منه أن يُحضر لي بعض أدوات العناية، وهو يسأل عن التفاصيل."

وعرضت ربى الهاتف عن عمد.

وفي تلك اللحظة انقبض قلبُ يارا، وارتجف صدرُها قليلًا. رأت بطرف عينها شيئًا من حنوّ شادي—لا لها، بل لغيرها.

وبعد دقيقةٍ واحدة، احمرّت وجنتا ليان قليلًا وقالت بخفوت: "عذرًا، يارا، شادي لم يعرفها، وبعضُها شخصيّ لا يُحسن اختياره. سأرجع إلى البيت لآخذها بنفسي وأعود سريعًا. أُوكِلُ الطفل، شكرًا."

อ่านหนังสือเล่มนี้ต่อได้ฟรี
สแกนรหัสเพื่อดาวน์โหลดแอป

บทล่าสุด

  • اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي   الفصل30

    كل هذه المنعطفات والخصومات في البيت مؤخرًا إذن منسوبة إلى يارا. طاقة يارا تتصادم مع طاقة شادي، لذا حدث كل هذا. قالت ليان: "دعنا من هذا الآن، يا ياسر خليل، كيف نُعدّل طاقة المكان في البيت؟" تلفّت ياسر خليل حوله وقال: "اطّلعتُ قبل قليل. بعض القطع يجب رميها. مثل صورة الزفاف تلك؛ يغلب عليها الأبيض والأسود وموضوعة في الجهة الغربية، وهذا يضرّ وئام صاحبي البيت. وكذلك كل غرف النوم التي تتجه أبوابها شرقًا يجب تبديل ساكنيها بمن يَمنحك الازدهار. عندها تظهر النتيجة فورًا." أبواب تتجه شرقًا؟ تذكّر ليث عمران أن كل غرف النوم في هذا البيت أبوابها شرقًا على صف واحد. وغرف الضيوف فارغة أصلًا. إن كان لا بدّ من تبديل الساكن، فالمقصود جناح النوم الرئيسي. قالت ليان: "لا أحد هنا يطابق سنة ميلادك غيري يا شادي." انعقد حاجبا ليث. هل يعني ذلك أن على ليان أن تنتقل إلى غرفة النوم الرئيسية؟ قال شادي بصرامة: "يا ليث، أنزل صورة الزفاف." قال ليث: "سيدي، هذا…" قاطعت أمينة: "ألا تُنفَّذ كلمة صاحب البيت؟" ضاق صدر ليث، لكنه لم يستطع الرفض. وأثناء انشغال الخدم بإنزال الصورة التي يتجاوز طولها مترين، تلقّى شادي

  • اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي   الفصل29

    رغم أن يارا لا تعرف ذلك المدعو ياسر خليل، فإن هيئته تكفي لتخمين عمله. "أنا من مواليد سنة النمر، ما المشكلة؟" ليان تفاجأت: "إذًا يا يارا أنتِ من مواليد النمر؟" ثم التفتت إلى شادي قائلة: "شادي، هذا…" لم تمكث يارا، واستدارت إلى المطبخ. بدت كالغريبة، تدخل وتخرج ثم تصعد إلى الطابق العلوي. رنّ الجرس. ليان كانت الأقرب إلى الباب ففتحته، "جدّتي؟" دخلت أمينة زهران على كرسي متحرك يدفعه أحدهم، وسألت بلهفة: "كيف الحال يا ياسر خليل؟" كان ياسر خليل بدعوة من أمينة. قال ياسر خليل: "يا سيدة أمينة، طاقة المكان هنا غير مستقرة، ولإعادتها للاتّزان يجب إبعاد كل شخص أو شيء يتنافر مع البيت. وقد تأكدتُ أن هنا ثلاثة أشخاص لا يصلحون للبقاء طويلًا. أما الأشياء فيمكن ترتيبها لاحقًا." قالت أمينة بجدية: "شادي، خيرٌ أن نأخذ بالحيطة. هذا يخصّ الطفلين ومسارك المهني. أذكر أن والديك في حياتهما كانا يثقان بطاقة المكان، وكذلك أهل ليان." كانت أمينة من عائلة زهران، ووالدا ليان من العائلة نفسها. نظر ليث عمران إلى أمينة. إن كانوا يؤمنون بطاقة المكان ويستدعون الخبراء، فكيف انهارت أسرة زهران سابقًا؟ دنت أمينة وهي ت

  • اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي   الفصل28

    بدت ليان متفاجئة وقالت: "لقد أصبتَ في كل شيء يا أستاذ." لم يُبدِ شادي رأيًا فورًا، وسأل: "إذًا كيف نعالج الأمر؟" صرّح ياسر خليل بحزم: "هناك من يضرب انسجام هذا البيت. مواليد النمر، ومعهم مواليد الكلب، يجب إبعادهم." قالت ليان: "مواليد الكلب والنمر؟ هل في البيت خدم من مواليد النمر أو البقر؟" استدعى ليث جميع الخدم. أخذ الجميع يذكرون أبراجهم. وكان اثنان منهم من مواليد الكلب، هما ليث والمربية. حدّقت ليان طويلًا في هذين الاثنين. فولاؤهما ليارا يزعجها كثيرًا. تظاهرت ليان بالبحث وقالت: "أنتما من مواليد الكلب؟ وأين مواليد النمر؟" تجهم شادي. يارا من مواليد النمر، وهي أصغر منه بعام. سألت ليان: "بالمناسبة، ما برج يارا؟" كان ليث يعرف، لكنه لزم الصمت. قال شادي: "تفضل يا أستاذ، أكمل." قال ياسر: "إن كنت من مواليد الثور فلا انسجام مع مواليد النمر، وسيكثر الشجار. أما مواليد الكلب فقد يضرّون بصحّة الأطفال." شجار؟ غاص شادي في التفكير، ففي الآونة الأخيرة ما إن يلتقي يارا حتى يحتدم الخلاف. تبادل ليث والمربية نظرة قلقة. أيعني هذا الأستاذ أنهم يضرّون بصحة الصغيرين؟ تابع ياسر بنبرة ثقيلة: "م

  • اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي   الفصل27

    ربى ابتسمت وقالت: "لا يؤلمني يا ماما." كانت تتظاهر بأنها بخير خوفًا من أن تقلق أمها. دموع يارا اليوم لا تسيل إلا من أجل هذين الطفلين. احتضنتهما بجسدها النحيل وقالت: "تتناولان الطعام؟" "نعم نعم." كانت رُبى تُطوِّق عنقها بذراعيها ولا تفلتها، ومشهد التعلّق هذا كان يزعج ليان. حملتْهما يارا إلى غرفة الطعام وجلست. قالت ليان: "يارا، ربى قالت قبل قليل إنها تريد من يطعمها. في هذا العمر عليها أن تتعلّم الاعتماد على نفسها." رفعت ربى رأسها فورًا وقالت: "كنتُ أقصد حين أكون مريضة، لقد فهمتِ خطأ." احمرّ وجه ليان قليلًا وقالت: "أوه، نعم." لَزِمت يارا الصمت ومدّت يدها لتناول الملعقة كي تُطعِم ابنتها. لكن ربى خطفتها وقالت: "سأتناول طعامي بنفسي يا ماما." عَبَس شادي. فلماذا أصرت قبل قليل أن يُطعمها هو؟ وللحظة عاد إليه ظنّه بأن يارا دلّلت ربى أكثر مما ينبغي. كانت ربى لا ترفع لقمةً إلى فمها إلا وتنظر إلى يارا كأنها تخشى أن ترحل. قرأت يارا ذلك وابتسمت: "اطمئني، لن أغادر. كُلي على مهل، فالشبع يعطيكِ قوةً لهزيمة الجراثيم." "حسنًا." وأخذت ربى تُدخل الطعام في فمها. في تلك اللحظة ارتسمت الابتسام

  • اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي   الفصل26

    أيُّ طفلٍ يُتحدَّث عن حظّه أصلًا؟ لكن أهل التجارة يهتمون بما يسمّى طاقة المكان. وخاصةً حين يتعلّق الأمر بطفلين. لم يكن شادي المنير دقيقًا كالنساء ولا بارعًا في التعبير ككثيرٍ من الآباء. لكنّه في الحقيقة يحبّ الطفلين. حُبّه صامت؛ وهو من الذين يظنون أنّ توفير بيئة نموّ جيّدة للأولاد هو أداء واجب الأب. قال شادي: "حسنًا." ففي الآونة الأخيرة تراكمت أمور غير موفّقة. ابتسمت ليان زهران وقالت: "سمعتُ أنّ بعض الأطفال يكثر لديهم الشغب وتعلو حدّة مزاجهم بسبب طاقة المكان. وأعرف خبيرًا في هذا المجال، أأدعوه إذًا؟" كان شادي ما يزال مُتعَبًا فقال: "شكرًا لتكلّفك." عند الظهر. قالت المربية: "سيدي، الآنسة الصغيرة لا تأكل." كان شادي في غرفة المكتب وقد أنهى لتوّه أمرًا يخصّ الشركة. قطّب حاجبيه وذهب إلى غرفة الطعام. ربى لا تزال مريضة، والمربيات يعتنين بها ويُطعمنها بأنفسهنّ. لكنّها لم تقبل أن تُطعِمها المربية. تقدّمت ليان من تلقاء نفسها، فمَنَعها حازم من الاقتراب من أخته. قال شادي بضيقٍ بدأ ينفد صبره: "ما الأمر هذه المرّة؟" لمعت عينا ربى بالدموع وقالت: "بابا، أطعمْني أنت." قال: "لقد صرتِ

  • اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي   الفصل25

    لكن هذا ذكّرها بشيء ما... أخرجت ليان زهران هاتفها واتصلت قائلة: "جدتي، هل أزعجت راحتك؟" ... داخل غرفة المستشفى. جلس شادي المنير عند حافة السرير وقال: "رُبى، حازم. بابا ليس منحازًا إلى أمكما البيولوجية، لكن عليكما التحلي بالأدب، وإن كان لديكما شيء فقولاها بهدوء." "لكننا لا نحبها، نحن نريد أمّنا فقط." ومهما يكن، فهو والدهما، فكيف لا يقلق؟ زفر نفسًا، وامتلأت عيناه بضيق. "قبل قليل ارتفع صوت بابا." احتضن حازم وقال: "بابا يعتذر منك، آسف. لا تغضب من بابا، حسنًا؟" شعر حازم بظلم وكتم دموعه ثم قال: "نريد أمّنا أن تعود." أمي... يارا... الأطفال يعتمدون عليها إلى هذا الحد. "إن لم تكن الأم موجودة، أليس بابا هنا؟" تذكّر شادي مجددًا جملة يارا: "هؤلاء أولادك." رحلت بهذه اللامبالاة، قالت وتوارت. عاد الغضب يعلو صدره؛ لم يصدق أن من دونها لا يستطيع رعاية الطفلين. سأل حازم مرة أخرى: "أبي، قلت إن أمّنا تخلّت عنا، أهذا صحيح؟" لم يُرِد شادي جرح قلب طفليه، لكن من تركهما أصلًا هي يارا. قال: "سيرافقكما بابا في الأيام القادمة، ما رأيكما؟" هذا الجواب جعل الشقيقين يشعران وكأن أمّهما حقًا لم تعد تري

บทอื่นๆ
สำรวจและอ่านนวนิยายดีๆ ได้ฟรี
เข้าถึงนวนิยายดีๆ จำนวนมากได้ฟรีบนแอป GoodNovel ดาวน์โหลดหนังสือที่คุณชอบและอ่านได้ทุกที่ทุกเวลา
อ่านหนังสือฟรีบนแอป
สแกนรหัสเพื่ออ่านบนแอป
DMCA.com Protection Status