اخترتَ حبَّك الأوّل… وأنا اخترتُ نفسي のすべてのチャプター: チャプター 11 - チャプター 20

30 チャプター

الفصل11

لكن شادي المنير لم يعاود الرد. امتلأ قلب ماهر الهاشمي بالغيرة كلما تذكّر أن لشادي زوجةً ذات عائلة قوية. منذ الصبا كان شادي متفوّقًا في دوائر أبناء الأثرياء، وكانت علاقته بليان عذبةً لافتة. كان يتقدّم ماهر في كل موضع... حتى جاءت العاصفة المالية فأسقطت مجموعة المنير، فتنفّس ماهر الصعداء. الآن لاحظ أن شاديًا يبدو كمن يجهل حقيقة نسب يارا. لو كان يعلم، أكان ليجاهر بالخروج مع خطيبته السابقة؟ أما سبب شقاق الزوجين فلا يعنيه. كل ما رآه أن حظ شادي أوشك أن ينقلب. ولحظةً قصيرة داخله شيءٌ من الشفقة عليه. زوجةٌ بهذا العمق من النفوذ وشادي غافل... أمرٌ مثير للاهتمام."ابتسم ماهر بابتسامة عريضة وقال: "شادي المنير، أراك منشغلًا، سأستأذن الآن." فكّر في نفسه أن يارا إن قلبت ظهر المجن يومًا لشادي فسيُسعده أن يمدّ يد العون للسيدة يارا. أما شادي الواقف في مكانه فشعر أن في سؤال ماهر ما لا يطمئن، ولم يلتقط الخيط. حسبه لمزًا لا أكثر. عاد شادي إلى غرفة الاستراحة. ما إن رأته الجدة أمينة حتى أمسكت بيده بمودّة وقالت: "شكرًا لأنك رعيتنا، رتّبت عملًا لليان، وهيّأت لي مسكنًا كريمًا، لو كنت صهري قديمًا لك
続きを読む

الفصل12

المطر كان يهطل بغزارةٍ فعلًا. لم تحمل يارا مظلّة، فلفّت بجاكيت البدلة قامة ربى الصغيرة. قالت: "حازم، قف خلف أمك." لم تجد سوى جسدها لتصدّ به المطر عن ابنها. وبينما همّت بالعودة إلى السيارة، ظهر رجلان يحملان مظلّتين وأسرعا نحو يارا. قال أحدهما: "آنسة يارا، دعيني أحمل الصغيرة." وتناول ربى برفق. فهمت يارا أن رجالات وائل صفوان قد وصلوا، وكان وصولهم سريعًا بما يكفي. دفعت ربى إلى الحارس، ثم انحنت ورفعت حازم بين ذراعيها. قال حازم خجلًا: "ماما، أستطيع المشي وحدي." سارت يارا تحت مظلة الحارس في عتمة المطر، وهمست: "أنتِ وأختكِ كنزان لأمكما، وتحتاجان إلى حضنها." ما إن سمع حازم حتى تشبّث بعنقها قائلًا: "شكرًا لكِ يا ماما." كان الصغيران يتحدّثان في السرّ؛ يعرفان أن ليان هي الأمّ البيولوجية، لكنّ قلبهما لِيارا أقرب وأدفأ. واجب رعايتهما كان على تلك التي تُدعى ليان، وقد حملته أمّهما بدلًا عنها، لذا فهما يحبّان "أمّهما يارا" أكثر. عند مدخل المستشفى، خرج شادي المنير مسرعًا، فرأى يارا تُصعِد الطفلين إلى سيارة فارهة. لوحة السيارة بدت كأنها من مدينة جلان. تاه شادي لحظةً وهو يتأمل. هيئة يارا ه
続きを読む

الفصل13

خارج المستشفى. "إلى اللقاء يا خال!" لوّح حازم لوائل صفوان. رفعت ربى رأسها وقالت: "خال، هل ستزورنا مرةً أخرى؟ غدًا عيد ميلادي أنا وأخي، هل نستطيع أن ندعوك؟" قالت يارا بسرعة: "ربى، خالك مشغول." لم تكن تمانع حضور وائل، لكنها عرفت أن شادي وليان سيكونان هناك. إن عرف وائل حالها الآن فسيعرف والداها وأخوها أيضًا. تشعر بالخجل ولا تريد أن تقلق أهلها. أمورُها الخاصة قادرةٌ على تدبيرها بنفسها. نظر وائل إلى يارا نظرةً ذات معنى ثم قال للصغيرين كاذبًا: "غدًا عندي رحلة عمل، لكن الهدايا ستصل في وقتها." كانا يتعلّقان بمثل هذا الكبير كثيرًا. فالأب لم يلاعبهما هكذا من قبل، وآخر مرةٍ ربما حين لم يكونا يمشيان. خاب رجاء التوأم قليلًا فقالا: "إذًا… سنمضي." ابتسم وائل وأومأ: "إلى اللقاء." بعد أن صعد الطفلان إلى السيارة، سأل وائل: "هل ستعودين إلى البيت؟" خفضت يارا عينيها وزفرت بصمت. هي ستعود. قال وائل: "احفظي رقمي." قالت: "حسنًا." مضى وائل. جلست يارا في السيارة وحفظت رقم هاتفه، ودوّنته بالاسم الكامل لتتذكر حدودها. تناديه "خالًا"، لكنه ليس خالًا حقيقيًّا، وكثرة الاعتماد عليه غير لائقة. قالت
続きを読む

الفصل14

ارتفع الغضب في عيني شادي المنير، وقال: "لا تُشاغبا." قالت ليان بامتعاض: "لا أفهم لماذا تُصرّان على الجدال أمام أطفالي كل مرة، هذه أمور بين الكبار، فلا تؤثّروا في أطفالي، أيمكن ذلك؟" وقفت ثم قالت: "يا أحبابي، هيا، ماما تُرافقكم للعب." لكن الطفلين لم يتحرّكا، جلسا في مقعديهما دون أن يرمشا. قالت ربى وهي تنظر إلى ليان: "في السابق لم يكن أبي وأمي يتشاجران أبدًا، كنّا سعداء جدًا، وزملاؤنا كانوا يغبطوننا على عائلتنا السعيدة وعلى ماما الجميلة الودودة." كانت كلمات ربى صفعة مباشرة في وجه ليان. التفتت ربى إلى شادي المنير وقالت: "بابا، عيد ميلادنا غدًا، لا نريد كثيرين، نريده فقط بيننا نحن الأربعة." قال حازم مؤيدًا: "نعم." كان ذلك استبعادًا صريحًا لليان. تألمت ليان وقالت والدمع يلمع في عينيها: "يا أحبابي، لماذا تكرهون ماما هكذا؟ إن كنتُ قصّرت فأخبراني، سأُصلح خطئي، حياتي كلّها من أجلكما." قالت ربى بجدّ: "لسنا مُعتادَين عليكِ، تقولين إنكِ أمّنا فنحن نسمع، لكن لماذا تُصرّين على إبعاد ماما يارا؟" قالت ليان: "لم أُبعد يارا عنكما." قال حازم بعفويّة: "لأنكِ حين تكونين هنا يُوبّخ بابا ماما، وإ
続きを読む

الفصل15

هذا المنطق لا يعجب يارا النجار. كان والداها لا يقولان لها ذلك أبدًا، بل يلازمانها في عيد ميلادها بسرور ورضًى، ويحتفيان بأن صغيرتهما كبرت عامًا بسلام. لماذا يُحكَم على يومٍ يستحق الاحتفال والتذكّر بأنه يومٌ مؤلم؟ قالت يارا فورًا: "أرجو ألّا تخاطبي الأطفال بهذه الطريقة. نعم، عليهم شكر الأم على عطائها، فهذا أصل الإنسان وامتداد دمه، لكن عيد الميلاد للاحتفاء بقدومهم إلى هذا العالم، إنه اليوم الأهمّ والأكثر تفرّدًا في حياتهم، وليس يومًا يجلب الكوارث." بدت أمينة زهران وكأنها لم تتوقع أن تردّ يارا عليها: "أنتِ! أنا جدتهم من جهة الأمّ، أنا..." نبّهها شادي المنير وهو يقف جانبًا: "يارا، جدّة ليان من الكِبار، انتبهي لأسلوبك." نظرت يارا إليه نظرةً عميقة، ولم تستطع منع المرارة من الفَوَران في صدرها. ألم تبرُد مشاعرها فعلًا؟ فلماذا لا تزال تشعر بخيبةٍ قاسية؟ تماسكت يارا وحافظت على اتّزانها، وسارت بين الموائد تستقبل السيّدات الحاضرات. أما ليان زهران فمع رغبتها في الشكر، فلم تجد منفذًا لتقول شيئًا. ومع ذلك، التفّ بعض المقرّبين حول ليان، وأكثرهم من أصدقاء ليان وشادي القدامى. قالت صديقة قديمة
続きを読む

الفصل16

عند الساعة الثامنة وعشرين دقيقة، لم يكن شادي المنير قد ظهر بعد. إلى أن اتصلت به. قال ببرود: "سأسافر في مهمة طارئة ثلاثة أو أربعة أيام تقريباً." تنفست يارا بحدة وشعرت باختناق شديد، فأغلقت المكالمة فوراً. إذًا لا بد من انتظار عودته لإتمام الأمر. عند التاسعة، وصلت يارا على عجل إلى مجموعة الهاشمي. كان ماهر الهاشمي بانتظارها مبكراً في مكتبها. قالت: "مرحباً، سيد ماهر." أومأ لها بالجلوس: "هناك أمر أود سؤالك عنه." قالت: "تفضل." قال ماهر: "هل يعلم شادي المنير بعملك في الهاشمي؟ إن واصلتِ هنا، فستلتقين به في بعض المناسبات، وعندها ستكونان خصمين في السوق." ولأنها تعرف ذلك تحديداً، فقد أرسلت سيرتها إلى الهاشمي بلا تردد. ابتسمت يارا: "في أوقات الدوام أنا مستشارة مخاطر مشاريع لدى الهاشمي، لا أكثر. واجبي تعظيم الربح وتقليل المخاطر. والمنافسة التجارية جزء من عملي." أحسّ ماهر بإعجاب تلقائي بهدوئها وحزمها: "حسناً." "إذن رافقيني في رحلة عمل إلى قرب مدينة جلان، هل يناسبك؟ لقد أجّلت السفر خصيصاً لانتظارك." جلان… فكرت يارا لحظة: "مناسب. اسمح لي أن أتصل أولاً." اتصلت بالمربية لتُحسن ترتيب أمور
続きを読む

الفصل17

عند هذه الفكرة، تقدم شادي المنير خطوةً، وعلى مسافة مترين تقريباً ناداها: "يارا النجار." فالتفت الحاضرون جميعاً نحوهما. والتقت عينا شادي المنير بلا وعي بعيني وائل صفوان الهادئتين المبتسمتين. فاشتعل في صدر شادي المنير ذلك التحفز والعداء الذي لا ينشأ إلا بين الرجال. بادر ماهر الهاشمي قائلاً: "السيد شادي أيضاً هنا، يا لها من مصادفة." أهي مصادفة حقاً؟ فكل مشروع تضع مجموعة المنير عينها عليه، يزاحمه ماهر الهاشمي لا محالة. لكن كيف تقف يارا النجار إلى جانب ماهر الهاشمي؟ تذكر فجأة قول يارا يومها إنها ستعمل. أيمكن أن تكون يارا قد التحقت بمجموعة الهاشمي؟ وما إن خطر له ذلك حتى عجز عن كتمان غضبه، فسحب يارا النجار سريعًا جانبًا. وسأل أحد رجال وائل صفوان من خلفه همساً: "سيدي صفوان؟" فاكتفى الرجل بهز رأسه بخفة. عند الباب الجانبي للقاعة. رمقها شادي المنير ببرود: "أخرجتِ للعمل فعلاً؟ ولإغاظتي التحقتِ عند ماهر الهاشمي؟" لم يتوقع أن يارا لم تعبأ بكلامه أصلاً. كانت يارا أمامه وكأنها شخص آخر. لم تعد ملابسها كربّة بيت، ونظرتها حادة، وزينتها متقنة هجومية لم يرها عليها من قبل. رفعت يارا النجار
続きを読む

الفصل18

ثم بدأت المنافسة. مالت يارا النجار نحو ماهر الهاشمي وهمست بكلمات، فأومأ ببطء كأنه يأخذ برأيها. هذا المشهد ضايق شادي المنير الجالس في الصف الخلفي الأيسر. في قاعة المناقصات لا تُعلَن النتائج فوراً؛ فهذه الجلسة شكلية، والأهم هو قدرة كل شركة الحقيقية التي سيُقيّمونها لاحقاً. وبعد جلوسٍ دام أكثر من ساعة، وحين انفضّ الاجتماع وسُلِّمت عروض المناقصة، خرج شادي المنير. لكنه ظل يفتش بعينيه عن يارا النجار. وفي الزحام كان مسؤول المشروع وسام الحاتمي يتحدث مع يارا، وابتسامتهما ودودة جداً. فأورث ذلك شادي شعوراً بالخطر. إذ كان ماهر الهاشمي يقف إلى جوارهما. غير أنه لم يُطِل التفكير؛ فمجموعة الهاشمي قياساً بالمنير أقل كفاءة دون شك. ولن يطول الوقت حتى يُحسَم لمن ستؤول الصفقة. وكان شادي واثقاً بالفوز. لأنه لاحظ أن مجموعة صفوان لم تُشارك في هذا المشروع. وباستبعاد صفوان لا تبقى سوى مجموعة المنير بقدرة التوريد الأقوى. خرجت يارا من القاعة. صافحت يارا وسام الحاتمي مودِّعةً، بلباقة لا إفراط فيها ولا تفريط، وكلامٍ محسوبٍ متقَن لا يدل أبداً على مبتدئة. فانعقد حاجبا شادي الذي كان ينتظرها في السيارة.
続きを読む

الفصل19

يارا عبست وقالت: "بماذا تريدني أن أوضح؟" إصراره على عدم الطلاق لم يمنح يارا أي شعور بالطمأنينة أو الفرح. ذلك محض نزوة تملّك ونزعة ذكورية تتحكّم فيه. هو يرفض الطلاق لأن المبادِرة به هي. كيف يسمح شادي لنفسه أن تتركه امرأة؟ ثم سأل شادي بحدّة: "ما قصتك مع ماهر الهاشمي؟ وكيف تعرفين وائل صفوان؟ وهل أخفيتِ عن زواجنا شيئًا أو خنتِه؟ أليس عليكِ أن تقدّمي تفسيرًا؟" وأضافت ليان بعد أن نزلت من السيارة: "يارا، أنتِ فعلًا تقتربين من رجالٍ آخرين أكثر مما ينبغي، وهذا لا يصح." انتزعت يارا يدها بقوة. قبل قليل كانت في نظرهم أمًّا بديلة غير مسؤولة. والآن يريدان وصمها بأنها امرأة لا تصون زواجها؟ قالت ببرود: "مَن أعرف ومَن أُخالط شأنٌ لي، ولستُ مُلزمة بإبلاغك. هذا حقي. قبل أن تتّهمني، تفضّل وانظر إلى نفسك أولًا." قالت ذلك واستدارت راحلة دون أن تلتفت. لم يكن ينبغي لها أن تعقد أملًا على رجلٍ مثل شادي. لن يعترف بخطئه أبدًا، كل ما يحسنه إلقاء اللوم على الآخرين. يا للسخرية حقًا. سخرية من عمى قلبها طول هذه السنين. مجرّد التفكير بالأمر يبعث على الضحك المرّ. يُبرّر لنفسه أنه يشفق على ليان، ثم يظهر
続きを読む

الفصل20

ماهر هزّ رأسه وقال: "كان الأمر كذلك سابقًا، أمّا الآن فالمستشارة يارا موظفة لدى مجموعة الهاشمي، وإذا تجرأ أحد على استغلال موظفتي فلن أقف متفرجًا على تعرضها للظلم." كان قد فكّر في هذا منذ زمن. إن حدث يومًا أن تصادمت يارا مع شادي فسوف يقف إلى جانبها بلا تردد. لا لأنه يريد معاكسة شادي فحسب، بل لأنه يطمح أيضًا إلى استمالة فتاة مدينة جلان المدللة مثل يارا. ولن يتفوه أبدًا ويخبر شادي طوعًا بحقيقة هوية زوجته. إنه يتطلع بشدة إلى اليوم الذي يندم فيه شادي. ازداد وجه شادي قتامة وحدّق في يارا وقال: "الوقت تأخر، عليكِ العودة لمكالمة الطفلين بالفيديو." كان يرى أنَّ هذه أمورٌ ينبغي أن تقوم بها يارا، فالأطفال يعتمدون عليها أكثر من أي أحد. ما داموا يحبونها إلى هذا الحد، أليس من الطبيعي أن ترافقهم وتعتني بهم؟ في مكان كهذا وبمثل هذه النبرة يأمرها شادي، وكأنها مجرد مربية، دون أن يترك لها ذرة احترام. بما أن الأمر كذلك، فلا حاجة ليارا لأن تخشى كشف ما يسمى بفضيحة البيت. صرحت يارا: "قلتُ إنني أقدر على رعاية الطفلين، لكن بشرط أن يحتملا اسمي العائلي، أما إن ظللتم تنادونني بالأم البديلة، فكل ما أبذله
続きを読む
前へ
123
コードをスキャンしてアプリで読む
DMCA.com Protection Status