(لايكا)كانت المسافة إلى الجدول قصيرة، لم أعد أبالي إن التهمتني وحوش الغابة أو هاجمني مارق، كان من الأفضل لي أن أموت أهون من عيش هذه الحياة، بعد كل ما ذقته من عذاب. غاص حذائي في الطين مع كل خطوة أخطوها، لكني واصلت المسير. لقد أمطرت السماء في وقتٍ سابق، فصار الوحل يغمر الأرض، خاصة حول الجدول. كان الليل حالكًا، والغيوم الثقيلة حجبت السماء، فعمّ الظلام والسكون. لم يكن يُسمع سوى خرير الماء الجاري، ومع ذلك واصلت طريقي.كنت أعلم أن السيدة تيريزا لم تترك أي شالٍ هناك، ومع ذلك كنت ممتنة لأنها أبعدتني عن عدوتي اللدودة. البقاء بعيدًا عن الخيمة يعني أن الألفا لن يراني، وإذا لم يرني فلن يقوم بشيءٍ غريب، ولن تتاح لتيريزا وابنتها فرصة لتعذيبي من جديد. لم أستحم منذ الصباح، وكان جلدي يحكني، لذا عندما بلغت الجدول، خلعت ثيابي لأغتسل. علّقت فستاني وثوبي الداخلي على جذع شجرةٍ مائلة، ثم دخلت الماء رغم برودته التي كانت تنهش جلدي. لقد عانيت ما هو أشدّ، ولم يكن هذا جديدًا. أخذت جوي داخلي تتوسل أن أتركها تسيطر، فاستجبت لها. ما إن فعلت حتى انطلقت تركض كالسهم، تعانق ظلال الغابة بحريةٍ لم تذقها منذ زمن. كا
続きを読む