ما هي اسباب حموضة الدم عند مرضى السكري؟

أنا دائمًا أبدأ بتخيّل المشهد: مريض سكري يدخل الطوارئ وكيمياء الدم عنده مشتتة، وهذا يقودني لفهم الأسباب بعين المتابع والمهتم. السبب الأكثر شيوعًا لحموضة الدم لدى مرضى السكري هو ما نسميه 'الحماض الكيتوني السكري'؛ يحدث عندما يقل الإنسولين بدرجة كبيرة أو يصبح الفعّال غير كافٍ، فيبدأ الجسم بتحطيم الدهون لإنتاج طاقة بديلة، وينتج عن ذلك أجسام كيتونية مثل بيتا-هيدروكسي بيوتيرات وأسيتوأستات التي تخفض الرقم الهيدروجيني في الدم. غالبًا ما يكون مصحوبًا بارتفاع السكر، عطش شديد، تبوّل متكرر، غثيان وقيء، والتنفس العميق السريع.

لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي أفكر فيه. قد تتسبب حالات نقص الأكسجين أو صدمة أو عدوى شديدة في تراكم اللاكتات (حماض لبني)، وهذا يُعرف بالحماض اللاكتاتي، وهو خطير خاصةً إذا كان المريض يتناول 'الميتفورمين' وكان لديه فشل كلوي أو حالة تؤدي لانخفاض تدفق الدم للكلى أو الأنسجة. كما لا أنسى الفشل الكلوي المزمن عند مرضى السكري طويلي الأمد: اختلال وظيفة الكلية يقلل قدرة الجسم على طرح الحمض واحتفاظه بالبلازما الحمضية مما يؤدي إلى حماض استقلابي تدريجي.

هناك أسباب إضافية قد تبدو أقل وضوحًا مثل الحماض الاستقلابي ذو الثغرة الطبيعية (مثل الإسهال الحاد الذي يفقد فيه الجسم بيكربونات) أو حماض فرط الكلوريد بعد تسريب محاليل ملحية بكمية كبيرة. ولا يفوتني أن أذكر حالات خاصة مثل الحماض الكيتوني السكري ذو سكر طبيعي أو منخفض نسبيًا المرتبط بمثبطات ناقل الجلوكوز 2-س، والذي قد يخفي التشخيص إذا اعتمدنا على قياس السكر فقط. باختصار، عند ملاحظة حموضة الدم عند مريض سكري يجب التفكير سريعًا في: نقص الإنسولين والحماض الكيتوني، الحماض اللاكتاتي، فشل الكلى، وأسباب فقد البيكربونات أو تراكم الأملاح، وكل حالة لها مقدماتها وعلاجها الذي يتطلب تدخلًا سريعًا.

أعطي هذه النظرة من زاوية شغوف شاب يحب ربط المعلومات ببعضها: أول ما أفكر فيه هو الحماض الكيتوني السكري لأنه السبب الكلاسيكي، وهو ناتج عن نقص الإنسولين ما يجعل الجسم يحرق الدهون بكثافة وينتج أجسامًا كيتونية تُحمض الدم. هذا النوع عادةً يرافقه ارتفاع ملحوظ في جلوكوز الدم، لكن لا تخدعك الحالة عندما تكون بسبب أدوية جديدة؛ أحيانًا تكون مستويات السكر طبيعية أو منخفضة نسبياً في ما يُعرف بالحماض الكيتوني السكري 'المعاكس' المرتبط بمثبطات ناقل الجلوكوز.

أضف إلى ذلك الحماض اللاكتاتي الذي قد ينتج من نقص التروية أو العدوى الشديدة أو أدوية مثل 'الميتفورمين' في حالات القصور الكلوي أو الجفاف. كذلك، المرضى المصابون باعتلال كلوي مزمن يفقدون القدرة على التخلص من الأحماض، فترتفع الحموضة تدريجياً. عناصر أخرى أقل شيوعًا تشمل فقدان البيكربونات عن طريق الإسهال أو الحماض الناتج عن تراكم الكلوريد بعد تعويض سوائل غير متوازن.

في الميدان السريري، لا أستطيع تجاهل المسببات المحفزة مثل العدوى، عدم الالتزام بالأنسولين، الجراحة، أو الأدوية الجديدة؛ كل هذه قد تدفع مريض السكري نحو حالة حماض تحتاج لتشخيص سريع وتدخل مناسب.

أحكي لكم من منظور شخص أكبر سنًا مرّ بتجارب قريبة: أكثر الأسباب التي شاهدتها لحموضة الدم لدى مرضى السكري هي الحماض الكيتوني الناتج عن نقص الإنسولين أو نسيان الجرعات، حيث يتحول الجسم لحرق الدهون وينتج أجسامًا كيتونية تحمّض الدم. كذلك، شاهدت حالات حماض لبني مرتبط بعدوى شديدة أو ضعف وظائف الأعضاء، خصوصًا عند من يستخدمون 'الميتفورمين' ولديهم مشاكل كلوية.

مرض الكلى المزمن عند المصابين بالسكري سبب مهم آخر لأنه يعيق التخلص من الأحماض، وهناك أسباب ثانوية مثل فقدان البيكربونات بسبب الإسهال أو تأثير محاليل ملحية كثيفة الكلوريد. من تجربتي، الوقاية تتطلب مراقبة السكري بعناية، الامتثال للدواء، واليقظة عند وجود عدوى أو أعراض مقلقة؛ التدخل المبكر يغيّر النتائج كثيرًا.