Share

الفصل 2

Penulis: الحي
خفق قلبي بشدة، ولا أدري كم سمع بالضبط.

بما أنني قررت الرحيل تمامًا، فربما يجدر بي، ولو من باب العِشرة التي امتدت خمسة عشر عامًا، أن أخبره.

أغلقت الشاشة وكتمت تعبير وجهي: "أنا و..."

لكن قبل أن أُكمل، رنّ هاتفه.

هرع إلى غرفة المعيشة ليرد.

وحديثي الذي لم يكتمل، لم يعد هناك ما يدعو لإكماله.

بعد أن أنهى المكالمة، أمسك معطفه وغادر مباشرة.

أخرجت هاتفي، واشتريت تذكرة الطائرة، وأرسلت رسالةً إلى عمتي بخبر زفافي، ورسالة وداع.

لكن عمتي لم تكتفِ بالرسالة، بل هرعت إلى بابي بنفسها.

وحالما رأتني، عانقتني بحرارة.

"وعد، لماذا لم تُخبريني إلا قبل زفافكِ بثلاثة أيام؟ حتى ياسر لم يُخبرني أيضًا."

رغم أن عمل عمتي خاص ولم تستطع أن ترعاني في بيتها، إلا أنها كانت تدعوني كل عطلة أسبوع لقضائها معها، وقد كانت الأقرب لي في عائلة البرهان.

في نظر عمتي، كنتُ أنا وياسر حبيبين منذ الطفولة، وارتباطنا قوي، وقدرنا أن نبقى معًا.

هززت رأسي مبتسمة: "لا يا عمتي، من سأتزوجه ليس هو."

اتسعت عينا عمتي، وسألتني في ذهول: "ماذا حدث؟"

قلت بلا مبالاة: "أنا متعبة، وأريد التغيير."

لم تسألني عمتي أي أسئلة أخرى، بل دخلت المنزل مباشرةً لحزم ملابسي، وقالت: "تعالي إلى منزلي الليلة، وسأُعدّ لكِ المعكرونة المفضلة لديكِ."

وافقتها بابتسامة.

خرجنا من المصعد وحملنا أمتعتنا.

لكن لم نكن نتوقع أن نصطدم وجهًا لوجه مع ياسر وسارة العائدين.

أغمضت سارة عينيها، ولفّت ذراعيها حول عنق ياسر، ثم طبعت قبلة على وجهه قائلة: "ياسر، رأسي يؤلمني. هل يمكنك البقاء معي الليلة؟"

نظر إليها بعين مملوءة بالشفقة: "حسنًا حسنًا، لا تخافي يا عزيزتي، سأعدّ لكِ حساءً ليزيل أثر السُكر، وسأبقى بجانبكِ الليلة."

تلك النظرة الرقيقة، كانت نفسها التي كان يرمقني بها ذات يوم.

فعندما أسس ياسر شركته، كان يعاني من ألمٍ في المعدة ولم يكن يشرب، وكنت أشرب نيابة عنه لأفاوض على المشاريع.

وكلما سكرت، كان يهدئني بهذا الشكل، بعين دامعة، ويبقى بجانبي الليل كلّه ليعتني بي.

لكن الآن، من يشعر بالشفقة عليها هي سارة.

بعد أن انتهيا من تدللهما علنًا، لاحظني ياسر أخيرًا.

كنت أنوي تجاهله، لكنه أوقفني قائلًا: "جيد! من الأفضل أن تخرجي الليلة، لأن سارة شربت مع أصدقائها، وأخشى أن تنزعج إن رأتكِ."

وقبل أن أجيب، ردّت عمتي من خلفي بحدة: "لا حاجة لأن تطردها، وعد ستبيت عندي الليلة!"

لم يتوقع ياسر وجود عمتي، فأبعد يد سارة الملتفة حول ذراعه، واستبدلها بإمساكها دعمًا لها.

حيّاها بدهشة، ثم بدأ يبرر بتردد: "صديقتي ثملة، ولم أستطع تركها في الخارج بمفردها، وخشيت أن تزعج نوم وعد فقط..."

تغيّر وجه عمتي تمامًا، ثم دفعتهما جانبًا، وسحبتني مبتعدة.

فقط عندما وصلنا إلى منزلها، عانقتني بنظرة ألم.

ودون أن تنطق بكلمة أخرى، أعدت لي طبقًا من المعكرونة.

تناولت طعامي بدفء، ونمت ليلتها نومًا هادئًا طال انتظاره.

لكن على غير المتوقع، أرسلت لي سارة صورة في وقت متأخر من الليل.

حيث كانت ترتدي بيجامتي ذات الحمالات، وياسر نائم بسلام بين ذراعيها.

تلتها عدة رسائل أخرى.

"أختي وعد، ياسر كان يعتني بي ونام دون قصد، لن تمانعي، أليس كذلك؟"

"إذا كنتِ تمانعين، يمكنني إيقاظه فورًا."

لم أرغب في الرد، لكن الرسائل استمرت، فكتبت لها: "لا حاجة لذلك، دعيه يواصل نومه."

بعد الكتابة، وضعت هاتفي على الوضع الصامت.

في صباح اليوم التالي، ذهبت إلى الشركة لأقدم استقالتي.

وبعد صباحٍ حافلٍ آخر، انتهيت من تسليم جميع أعمالي وكنت على وشك الذهاب إلى غرفة الشاي لشرب كوبًا.

لكنني رأيت الزملاء يتحدثون في المجموعة الخاصة عن فضائح الأمس.

"هل رأيتم المنشور على الفيسبوك؟ السيد ياسر يُحب الآنسة سارة حقًا!"

"أخيرًا خرج مديرنا من العزوبية، على الأرجح تلك الأخرى ستحترق ألمًا."

"هي مجرد يتيمة عاشت في كنفه، ولم يرَها سوى كأخت له، فكيف لها أن تقارن بحبيبته الأولى، الآنسة سارة؟"

أحرق الماء المسكوب إصبعي، فسارعت بإغلاقه على الفور.

أنا وياسر كنا معًا لعشر سنوات، ونتواعد منذ خمس سنوات، لكن الآخرين لم يروني إلا كفتاة يتيمة تعيش في ظله، تُحبّه في الخفاء، لا أكثر.

لمجرد أنه قال إنه يُريد إبقاء الأمر سرًا.

لكن الآن وبعد أنعادت سارة، بات يُعلن كل شيء بفخر، كأنه يتمنى أن يعرف الجميع.

المحبة وعدمها، باتت جلية لا تحتاج لتفسير.

فتحت تطبيق الفيسبوك ورأيت منشور عيد ميلاد سارة.

[سمعتُ أن هذا الخاتم نادر، وإنه يرمز إلى الحب الأبدي، أنا محظوظة حقًا بوجودك معي هذا العام!]

تُظهر الصورة ياسر راكعًا على ركبة واحدة ويضع الخاتم في إصبعها.

وهذا الخاتم هو خاتم الزواج الذي استغرقت ستة أشهر في تصميمه.

أعاد ياسر مشاركة المنشور، وامتلأ قسم التعليقات بالتمنيات الطيبة لهما.

فضغطت على زر الإعجاب دون مبالاة.

ثم رنّ الهاتف على الفور، وكان الاتصال من ياسر.
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • أجهضتُ طفله سرا وتزوجت غيره... فجن خطيبي السابق   الفصل 8

    مرت ذكرياتي مع ياسر أمام عيني كأنها شريط سينمائي، استعرضت فيها كل ما جمعنا على مدار تلك السنوات الطويلة.كانت هناك لحظات جميلة، وأخرى مؤلمة.وكلما فكرت فيها، وجدت دموعي تنهمر دون وعي.ففي النهاية، خمسة عشر عامًا من حياتي كانت تدور حوله.لكن قراري بالمضي قدمًا كان حقيقيًا، عليّ أن أقطع صلتي بذاتي القديمة.من اليوم فصاعدًا، سأبدأ حياة جديدة.ولنعتبر وعد التي لطالما كانت مهووسة بياسر قد ماتت. عندما رأت خبيرة التجميل دموعي، لم تتوقف عن مواساتي.بعد أن استعدت شتات نفسي، مسحت دموعي برفق، وابتسمت وقلت: "لا بأس، أنا بخير، فقط أشعر وكأن هذا اليوم غير حقيقي."دخلت أختي ورأت ما حدث، لكنها لم تحاول أن تقنعني بشيء، لأنها فهمت حقيقة ياسر منذ زمن.فلو بقيت معه، لما وجدت يومًا بلا خذلان أو جرح جديد.اكتفت بابتسامة خفيفة وقالت: "تبدين جميلة جدًا."بعد وضع مكياجي، اقتادوني إلى قاعة الزفاف.لم أرَ مثل هذه المشاهد إلا في المسلسلات التلفزيونية.ولم أتخيل يومًا أنني سأتمكن من حضور حفل زفاف بهذه الروعة.سار الزفاف بسلاسة، وكان عمرو منتبهًا لي للغاية، واهتم بي طوال الوقت.قلّما يُرى حفل زفاف بهذه الروعة، وقد

  • أجهضتُ طفله سرا وتزوجت غيره... فجن خطيبي السابق   الفصل 7

    حوّلت أختي غضبها إلى طاقة، واختارت لي أكثر من عشر فساتين زفاف لأجربها.وفي تلك اللحظة، اتصلت بي عمتي عبر الفيديو: "وعد، ألم تخبري ياسر عندما غادرتِ؟""لقد جاء إليّ للتو كالمجنون، يسألني عن مكانكِ، عندها أدركت أنكِ لم تُخبريه، فلم أجرؤ حتى أن أذكر له أمر زواجكِ.""وعد، هذه أول مرة أرى فيها ياسر بهذا الارتباك والهلع..." لم أتوقع أن يسأل ياسر عمتي عني، لكنني مع ذلك قلت بهدوء: "عمتي، ما يحدث له لا يعنيني."عندما رأت عمتي تعبيري اللامبالي، ربما أدركت أنني لم أعد أبالي به فعلًا.ثم تنهدت وابتسمت مرة أخرى: "صحيح، لا علاقة لكِ به بعد الآن، يكفي أن تكوني سعيدة يا وعد."ويبدو أنها لاحظت فستان الزفاف الذي أرتديه، فتلألأت عيناها وقالت: "دعيني أراكِ وأنتِ بفستان الزفاف."بعد سماع ذلك، طلبت من أختي أن ترفع الهاتف وتديره لعمتي: "ما رأيكِ يا عمتي؟ أليس جميلًا؟"أومأت عمتي بسرعة: "أنتِ الأجمل دائمًا."ابتسمت وقلت لها: "اطمئني يا عمتي، سأكون بخير وسعيدة، فالحياة بلا حبّ أكثر راحة.""حسنًا، حسنًا، من المؤسف فقط أنني لا أستطيع حضور زفافكِ."وكانت على وجهها ملامح الأسى والندم.فطمأنتها قائلة: "لا بأس، سأر

  • أجهضتُ طفله سرا وتزوجت غيره... فجن خطيبي السابق   الفصل 6

    دخلت حمّام المطار، وأخرجت أدوات التجميل لأُصلح مكياجي، محاوِلةً إخفاء ملامح الإرهاق عن وجهي.وبعد أن رتبت نفسي، غادرت المطار.لمحتني أختي على الفور، وركضت نحوي بحماس، وعانقتني بحرارة.شعرت بالمرارة تتسلّل إلى قلبي وأنا أشتم منها تلك الرائحة المألوفة.عندما وقع حادث والديّ، كانت أختي لا تزال في الجامعة ولم تستطع اصطحابي معها، فاضطررت للإقامة في منزل عائلة البرهان.وبعد تخرجها واستقرارها في العمل، أرادت أن تأخذني للعيش معها.لكن بحلول ذلك الوقت، كان ياسر قد احتل قلبي بالفعل، وكنت أعلم أنني لو رحلت، فلن أراه مجددًا.ولكي أكون قريبة من ياسر، رفضت عرض أختي. والآن حين أفكر في الأمر، أرى كم كنت ساذجة، لماذا تخلّيت عن مَن امتلأت أعينهم بي، من أجل من جرحني بشدة؟ضممت وجه أختي وقبلتها، والدموع تنهمر على وجهي.أخذت تواسيني كطفلة صغيرة: "يا إلهي، ما الذي حدث لوعد الصغيرة؟"زادني عطفها بكاءً، فانفجرت بالبكاء أكثر.امتلأت عينا أختي بالقلق، وعانقتني مجددًا وهي في حيرة: "وعد، إن كنتِ لا ترغبين بالزواج، فسأشرح الأمر لعائلة شوقي."هززت رأسي بقوة في حضنها.ثم رفعت رأسي، أضحك والدموع لا تزال على وجهي: "ل

  • أجهضتُ طفله سرا وتزوجت غيره... فجن خطيبي السابق   الفصل 5

    التقطت الهاتف فرأيت أنه ياسر.رن الهاتف بإزعاج، فأغلقت الهاتف مباشرة، وارتديت قناع العين واستلقيت.نمت نومًا عميقًا، وحلمت حلمًا جميلًا.في عالم أحلامي، لم تظهر سارة قط، بل كنت أنا وياسر معًا، تمامًا كما تخيل الجميع، وتزوجنا أيضًا.بعد الزواج، رُزقنا بتوأم، ولد وبنت. كان يدللني كثيرًا، ويعاملني كأميرة صغيرة، وكان كثيرًا ما يرافقني لرؤية البحر.أسرة من أربعة أفراد، وكنا سعداء حقًا. استيقظت لأدرك أنني بكيت لأن الحلم كان سعيدًا إلى حد يفوق احتمالي.تأثير الحلم كان قويًا، فحدّقت بشرود إلى السماء الزرقاء والغيوم البيضاء في الخارج.شعرت بألم في حلقي من البكاء، وفي تلك اللحظة انفجرت المشاعر التي كنت أكتمها طويلًا.ألستُ جيدة بما يكفي؟ لماذا عاملني بهذه الطريقة؟دفنت رأسي في ذراعي وبكيت بصوت خافت.لم تفهم العمة التي بجانبي ما يحدث، لكنها ناولتني منديلًا بنظرةٍ حزينة.شكرتها، ثم أسندت رأسي إلى النافذة، وأغمضت عيني، محاولةً تهدئة نفسي.ربما هذه حياتي السعيدة في عالمٍ موازٍ.أما أنا، فعليّ أن أمضي قدمًا.بعد أن هبطت الطائرة، فتحت هاتفي لأتصل بأختي.لكن ما رأيته هو عدد لا يُحصى من المكالمات من يا

  • أجهضتُ طفله سرا وتزوجت غيره... فجن خطيبي السابق   الفصل 4

    أومأت برأسي وقلت بهدوء: "بخير. "سأرحل قريبًا، فلا داعي لأن يعلم.عندها فقط تنفس الصعداء، وقال معتذرًا: "وعد، أنا آسف، لم أكن أعلم حقًا أنكِ تتحسسين من المانجو."أنت تعلم، وكنت تتذكر أذواقي وتفضيلاتي، لكنك نسيتها الآن.أغمضت عيني، لا أرغب في الكلام.مكث في المستشفى قليلًا، ثم اتصلت به سارة ورحل. بعد أن أنهيت المحلول الوريدي، خرجت من المستشفى وعدت إلى البيت وحدي.اليوم هو آخر أيام العد التنازلي، فبدأت بتجهيز أمتعتي.فتحت خزانة الملابس، ووجدت أنها ممتلئة بملابس صغيرة حضرتها للطفل بكل فرح.للأسف، لم أعد بحاجة إليها الآن.لذا جمعت كل شيء، حتى بعض ملابسي، وكل الهدايا التي كان ياسر يقدمها لي في كل عيد ميلاد، تلك التي كنت أعتز بها ذات يوم.بينما الآن، ودون تردد، رميتها جميعًا في سلة المهملات بالأسفل.عاد ياسر بعد الظهر، وعندما رأى الغرفة فارغة، شعر بالحيرة"لماذا المنزل فارغ هكذا؟ أين ملابس الطفل؟ ولماذا اختفت هدايا عيد ميلادكِ من الخزانة؟"وضعت كوب الماء من يدي، وكذبت بسهولة: "آه، كانت الأشياء كثيرة، والرطوبة في الغرفة أفسدتها، فرميتها."عندما سمع هذا، سأل بغضب: "هل رميتِ جميع هدايا عيد ال

  • أجهضتُ طفله سرا وتزوجت غيره... فجن خطيبي السابق   الفصل 3

    قال بنبرة مترددة: "وعد، لا تسيئي الفهم، أنا فقط لم أتمكن من تحضير هدية عيد ميلاد سارة في الوقت المناسب، سأشتري لكِ واحدًا أفضل لاحقًا.""حسنًا، فهمت، فإن إعادة تدوير المهملات أمر جيد أيضًا."سأتزوج قريبًا على أي حال، لذا فإن الاحتفاظ بهذا الخاتم لن يسبب لي سوى الضيق.تنفس ياسر الصعداء ثم سأل: "رأيت خطاب استقالتكِ، لماذا قررتِ ترك العمل فجأة؟"إذًا هو رآه منذ فترة، لكنه لم يكلف نفسه حتى بالرد، فأجبت: "تعبت، وأريد بعض الراحة."وافق دون تردد: "هذا أفضل، الآن وقد قررتِ الاستقالة، يمكنكِ البقاء في المنزل والاهتمام بالحمل، وأنا سأعتني بكِ، ولنعد إلى المنزل لاحقًا لتناول العشاء."لمست بطني الفارغة غريزيًا وقلت: "حسنًا."بعد أن جمعت أغراضي، استقليت سيارة أجرة وعدت إلى المنزل.بينما ياسر الذي لم يدخل المطبخ من قبل، كان قد أعد مائدة مليئة بالأطباق.ألقيتُ نظرة، فقد كان الطعام كله حار، وأنا أعاني من التهاب في المعدة ولا أتحمل هذا النوع من الطعام.ثم اتضح أن هذا الطعام لم يكن من أجلي.رآني ياسر وقال: "اليوم عيد ميلاد سارة، وهي لا تحب تناول الطعام في الخارج، لذا فكرتُ في إعداد وجبة لها بنفسي، اجلسي

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status