LOGINفي اليوم الثالث بعد موتي، تلقى محمود طه اتصالا للتأكد من الجثة. كان يلتف حول المرأة التي في حضنه وقال بلا مبالاة:" هي ماتت، فاتصل بي بعد حرق جثتها." تم إرسال جثتي إلى الفرن، وبعد تحولي إلى رماد، اتصل به الموظفون مرة أخرى. أصدر صوتا غير راض وقال. "عرفت، جاي حالا."
View Moreتسير السيارة بسرعة، والانعكاس من نافذة السيارة يمر بسرعة.يضغط أسامة الناصر على أسنانه، وفكه الحاد مشدود.يعشر بالتوتر الشديد، وعيناه مثبتتان على الطريق أمامه.أريد أن أخبره أنه لا داعي للقيادة بهذه السرعة، فأنا لست مستعجلة.في اللحظة التالية تبطؤ سرعة السيارة كأنه سمع صوت أفكاري.يقول لي وهو يبتسم: "سنصل قريبا، هل تشعرين بالخوف؟"كانت عيناه تحمل مشاعر لا أستطيع فهمها.هززت رأسي إنكارا: "لا أخاف."يبتسم أسامة ابتسامة خفيفة ويقول بطمأنينة: "الحمد لله، أنت لا تخافين. أتمنى لك عدم تدمير نفسك بهذه الطريقة في الحياة الآخرة."أنا في حالة حيرة للحظة، فأفتح فمي لمحاولة نطق الكلام، فأنطق بصوت خافت: "طبعا."توقفت السيارة على جانب شاطئ البحر.لكن أسامة لم يخرج منها على الفور.هو يمسك بالمقود ويده ترتجف.كل منا نعرف أن هذا الوداع نهائي بعد نزول السيارة.أضع يدي على ظهر يده، أعلم أنه لن يشعر بها، لكنني أريد فعلها على أي حال.يبتسم أسامة ويقول: "لننزل."هو ينزع قلادة من عنقه.في طرفها زجاجة صغيرة يملأها رمادي.يمشي أسامة على الشاطئ، وأنا خلفه.يضع يديه في جيوبه، وابتسامته لا تفارق شفتيه.ألاحظ أن جس
يضح الحضور.لا إراديا، نظرت إلى المنصة.في اللحظة التالية، فتحت البوابة فجأة، ودخل عدد من رجال الشرطة.ابتسم أسامة الناصر فجأة وقال: "يبدو أن هناك شخصا لم يفقد ضميره بعد بشكل كامل، ليلى، العرض يبدأ."نظرت إلى أسامة وهو يضغط على الزر.الشاشة الكبيرة التي عرضت صور الزفاف سابقا، تظهر عليها الآن لقطات من كاميرات المراقبة.أحد الفيديوهات كان لحظة حادث المرور الذي تعرضت له.والآخر كان مشهد هروب جمانة طه من منزل عائلة محمود طه.فهمت أخيرا ما الذي كان يقصد أسامة بالهدية الكبيرة.هو سيكشف اليوم سر جمانة الشريرة.الزفاف الذي يجب أن يكون مليئا بالتهاني يتحول فجأة إلى فوضى، يهمس الجميع ويدور حديثهم في الهمسات.جمانة في حالة من الفزع، تبحث عن حماية محمود.لكنه فقط دفعها بلا مشاعر، ونظراته لها مثل نظرته إلى القمامة."جمانة، هل تعتقدين أنك قادرة على إخفاء كل ما فعلته؟""أنت تسببت في موت أمي، ثم تسببت في موت ليلى.""أنت تستحقين الموت."انهارت جمانة وهي تصرخ، ورأى محمود بنظرات فاترة الشرطة تأخذها بعيدا.تم كشف جريمتها، وأصبح هذا الزفاف مجرد مزح.يبدو أن أسامة هو مجرد متفرج يغادر هذا المكان بعد مشاهدة ه
انحنى محمود طه لمسح الأوساخ على نصب أمه، ووجهه هادئ."أمي، هناك خبر جيد أخر، سأتزوج من جمانة طه.""هي نشأت أمام عينيك، يجب أن تكوني سعيدة جدا لزواجنا.""أما ليلى خالد، فأشعر بالندامة يا أمي."انفجرت السماء بصوت الرعد، والغيوم الداكنة ازدادت كثافة.لكن كلمة محمود "الندامة" كانت أوضح من صوت الرعد، كأنها دوي قوي يكاد يصم أذني.تبعت محمود بصمت، ونظراتي فارغة.رأيته يفتح الباب بلطف لجمانة، ويختار معها تاريخ زفافهما المبارك.كأنهما زوجان محبان في عالمهما الخاص، بينما كنت أنا مجرد عائق في طريقهما. عائق يجب أن يتجاوزه في النهاية.الآن زال هذا العائق، أصبح لديهما حقا ما يتمنونه: أن يكونا معا إلى الأبد.الزفاف الذي كنت أتوقعه، قدمه محمود تماما كما كان يريد لجمانة.فستان الزفاف، الخاتم، الدعوات.لم يعد يهتم بأي شيء، ولا بالشركة، بل انغمس تماما في تحضيرات زفافه مع جمانة طه.ومن حسن الحظ.بدا أنه بإمكاني الابتعاد عن محمود أخيرا.عندما خرج في موعد مع جمانة، لم أعد أتابعه بإرادتي.أستطيع البقاء في السيارة بعيدا عنه بمسافة آلاف الأمتار، وهما يلتقطان صور فستان الزفاف.حاولت عدم متابعته.وحاولت الابتعاد
حين أردت إخبار محمود طه بالحقيقة، تذكرت أنه قد أضاف رقم هاتفي إلى القائمة السوداء.قال لي إنني شريرة للغاية، ولا يريد أن يكون له أي علاقة بي.لذا، قررت أن أذهب إليه شخصيا، لكن في طريق الذهاب إليه تعرضت لحادث مرور وفقدت الحياة على الفور.الآن، أفكر في هذا الأمر، أدركت أنني كنت أتوهم كثيرا.في قلبه، كانت جمانة طه نقية وبريئة، فكيف لها أن تكون القاتلة التي تسببت في وفاة أمه؟جذبني رنين الهاتف من أفكارينظر محمود العابس إلى شاشة الهاتف بابتسامة معقدة حين رأى من يتصل."محمود، غدا هو ذكرى وفاة أمك، هل نذهب معا؟""نعم، سآتي لأخذك.""طيب."فجأة، قالت بتردد:" ماذا عن ليلى خالد؟ هل ستأتي أيضا؟"تغير وجه محمود فجأة وقال بصوت خافت: "هي قد ماتت."أغلق الهاتف، ثم فجأة غير وجهة السيارة.تبعته إلى مكان حرق الجثث.في الليلة، حتى وإن كنت شبحا، شعرت بشيء من الرهبة خوفا من هذا المكان.لكن محمود بدا وكأنه قد أغلق نفسه عن العالم من حوله، وكان يطرق الباب بعنف."أين رماد ليلى خالد؟ أحضره إلي."كان الموظف في مكانه في حالة من الارتباك، واعتقد أنه هو الشخص الذي قد قام بنثر رمادي سابقا."آسف، رماد السيدة ليلى قد