Short
وعد قلب لعمر كامل

وعد قلب لعمر كامل

By:  لولوCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
7Chapters
59views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

في يوم الزفاف، ظهرت لارا صديقةُ خطيبي منذ الصغر بفستان زفافٍ مفصّلٍ يطابق فستاني. وأنا أراهما يقفان معًا عند الاستقبال، ابتسمتُ وأثنيتُ بأنهما حقًّا ثنائيٌّ خُلِقَ لبعضه. فغادرت لارا المكانَ خجلًا وغضبًا، واتهمني خطيبي أمام الجميع بضيقِ الأفق وإثارةِ الشغب بلا مسوّغ. وما إن انتهت مأدبةُ الزفاف حتى مضى مع لارا إلى وجهةِ شهر العسل التي كنّا قد حجزناها. لم أبكِ ولم أُثر ضجّة، بل اتصلتُ بالمحامي على الفور.

View More

Chapter 1

الفصل1

أنهيتُ كلّ شيء وعدتُ إلى البيت، وكان الليل قد انتصف.

تسلل ضوءُ القمر الفضيّ إلى غرفة الجلوس، فجعلها موحِشةً أكثر من المعتاد.

جررتُ جسدي المُرهَق إلى الغرفة، ولمّا رأيتُ كلمتي «السعادة المزدوجة» الحمراوين الكبيرتين، شعرتُ بسخريةٍ لا تُحتمل.

لم أكن قد نظّفتُ بتلات الورد على السرير بعد، لكنني اليوم مُتعبةٌ جدًّا، فكنستُها بعشوائية إلى الأرض، ثم ارتميتُ على السرير الوثير.

وأنا أضع الهاتف على الشحن، رأيتُ صدفةً حالةَ الواتساب التي نشرها ماهر.

(محظوظٌ بكِ، لن نُضَيِّع أجملَ العمر.)

والصورةُ له وهو يعانق لارا؛ يتبادلان نظراتٍ مترَفّة تكاد تُفضي إلى قُبلة، وفي أيديهما سواران متطابقان للعشّاق.

لو كان هذا قديمًا، لاندفعتُ إليه فورًا أُطالبه بتفسير.

أمّا الآن فأغلقتُ الهاتف بصمت، واستدرتُ لأنام.

مرّت الأيامُ التالية بلا رسالةٍ من ماهر، لكنني كنتُ أرى في حالاته منشوراتٍ عنها مرارًا.

يتعانقان، يلتقطان الصور، ويخرجان للتنزّه.

لم أُبالِ، بل تواصلتُ مباشرةً مع محامٍ لأُجهّز أوراق الطلاق.

لقد أحببنا بعضَنا ستَّ سنوات، من الثانوية حتى اليوم.

ورغم أننا لم نُقِم حفل الزفاف إلا مؤخرًا، فإننا بعد تخرجنا من الجامعة قد استلمنا وثيقة الزواج على عَجَل.

لم يكن هناك حفلٌ، لكن دُفع المهر، واشترينا مجموعة الحلي الذهبية للزواج، وكان بيننا حبٌّ غامر.

غير أنّ الحبَّ تبخّر اليوم ولم يَبقَ إلا الخراب.

بعد نصف شهرٍ تقريبًا، كنتُ في البيت أتصفّح المسودة الأولى التي صاغها المحامي، فإذا بصوت فتحِ الباب يأتيني من الخارج.

رفعتُ رأسي، فأبصرتُ ماهر يدخل وهو ممسكٌ بيد لارا.

تلاقَتْ عيونُنا؛ لمعت في عينيه فزعةٌ خاطفة، فأفلتَ يدَ لارا على عَجَل وقال بنبرةٍ غير طبيعية:

"لارا لم تسافر إلى الخارج من قبل، لذا أخذتُها معي."

"وعلى أيّ حال لديكِ عملٌ تُعالجينه، فذهبتُ بها…"

قبل أن يُكمل صرفتُ بصري إلى المسودة أمامي وهززتُ رأسي بلا مبالاة.

"همم، حسنًا."

"ذهبت بها لـ…"

اختنق كلامُه في حلقه؛ ولمّا رآني عند الحاسوب بلا ردٍّ ازداد غيظه وسأل ببرود:

"هل يجب أن تتصرفي بهذه الطريقة الُمبالغ فيها؟ قلتُ لك إن لارا لم تخرج من البلاد، لذا أخذتُها."

"ثم إننا يمكننا قضاء شهر العسل في أي وقت، فعلامَ هذه الضجّة!"

"وقلتُ لك مرارًا: أنا ولارا مجرد…"

ولما رأيتُه يهذر قطعتُّ عليه:

"أعرف…تراها مجرَّد أختك الصغرى."

نظرتُ إليه بهدوءٍ تام، بلا أثرِ غضبٍ على وجهي.

فازداد جمودُ ملامحه، وقطّب وقال بنبرةٍ مفعمةٍ بالعجز:

"ففيمَ تصنعين الشوشرة إذًا؟"

"أنا منشغلة."

أعدتُ أفكاري إلى ما بين يديّ ولم أنظر إلى وجهه.

رأت لارا الوضع، فتقدَّمت خطوةً وشبكت ذراعَها بذراع ماهر وقالت في مبالغة متعمَّدة:

"أخت ليان، لا تغضبي. أنتِ تعلمين أنني وماهر نشأنا معًا منذ الصغر."

"ثم إنه حتى وإن لم يأخذكِ هذه المرة، فقد جلب لكِ هديةً خصِّيصًا من الخارج."

ثم التفتتْ نحوه بعذوبة:

"ماهر، أعطِ الأخت الهدية لتراها."

أسرع ماهر فأخرج علبةً صغيرة وفتحها ودفعها نحوي.

"اشتريتها لكِ خصيصًا؛ افتحي وانظري."

كان يبدو مزهوًّا، كأنني سأغمره شكرًا وامتنانًا.

رفعتُ بصري لمحةً: زوجُ أقراطٍ بسيط التصميم، مُزدانٌ باللؤلؤ، وفيه حجرٌ أزرق على هيئة زهرة، مُنعشٌ ولطيف.

لكنني لم أتجاوز نظرة واحدة، ورددتُ العلبة إليه.

"لا حاجة، لستُ من هواة جمع الهدايا الترويجية."

تجمّدت الأجواء، وكان ماهر أوّل من تغيّر وجهُه.

"ليان، ما قصدُك؟"

رمقتُ ساعةَ ماهر الباهظة في معصمه بنظرةٍ هادئة، ثم حدّقتُ في عينيه وقلت:

"قصدي واضح: القرطان أهديتَهما لغيري، وأعطيتني الهديةَ المجانية. أتراني لا أستحقُّ إلا المجّان؟"

لم يتوقع أن أُفصح عن "الهدية المجانية" وجهًا لوجه، فأُحرج لِبرهة.

لكن لارا سبقتْ تقول بنبرةٍ لاذعة:

"أخت ليان، لا تغضبي. القرطان أعطاهم لي ماهر لأنه رآني مُعجبةً بهما جدًّا. إن ضِقْتِ حقًّا، فسأعطيكِ الأقراط."

"فقط لا تتشاجري مع ماهر بسببي؛ لا يستحق الأمر."

قالت هذا بلسانها، ولم تتحرّك يدُها قيدَ أنملة؛ نظرتْ إلى ماهر بنظرةِ "المسكينة المتألّمة"، ولمّا التفتت إليّ امتلأت عيناها بالسخرية.

وحين رآها ماهر كذلك قبض على معصمها ونظر إليَّ ممتعضًا:

"لارا، لا تُصغي لها. ما دمتُ أهديتُكِ القرطين فهما لكِ."

"هي هكذا دائمًا، تُدقّق في الصغائر وضيقة الأفق."

ألقيتُ عليهما نظرةً واحدة، ثم عدتُ إلى شاشة الحاسوب بلا تعليق.

وإذ رآني ماهر كذلك احتدّ غضبُ، فاحتضن لارا وخرج. ولدى العتبة فتح البابَ بعنف ووقف عنده يتطلع إليّ.

أعرفُ أنه ينتظر أن ألين، أن أعود كما كنتُ فأُراضيه.

كان هذا يحدثُ دائمًا: أتنازلُ أنا، فيتمادى هو.

لذلك لم أرفع حتى عينيّ إليه، بل أضفتُ ثمنَ القرطين اللذين اشتراهما للارا إلى بندِ قسمةِ الأموال.

ولما رأى ما فعلتُ، أغلق ماهر البابَ بعنف.

وبعد رحيلهما بقليل اتصل والداي يدعواني إلى عشاءٍ في البيت.

لم أرفض، لكنني صادفتُ ماهر حين بلغتُ باب بيت أهلي.

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
7 Chapters
الفصل1
أنهيتُ كلّ شيء وعدتُ إلى البيت، وكان الليل قد انتصف.تسلل ضوءُ القمر الفضيّ إلى غرفة الجلوس، فجعلها موحِشةً أكثر من المعتاد. جررتُ جسدي المُرهَق إلى الغرفة، ولمّا رأيتُ كلمتي «السعادة المزدوجة» الحمراوين الكبيرتين، شعرتُ بسخريةٍ لا تُحتمل. لم أكن قد نظّفتُ بتلات الورد على السرير بعد، لكنني اليوم مُتعبةٌ جدًّا، فكنستُها بعشوائية إلى الأرض، ثم ارتميتُ على السرير الوثير. وأنا أضع الهاتف على الشحن، رأيتُ صدفةً حالةَ الواتساب التي نشرها ماهر. (محظوظٌ بكِ، لن نُضَيِّع أجملَ العمر.) والصورةُ له وهو يعانق لارا؛ يتبادلان نظراتٍ مترَفّة تكاد تُفضي إلى قُبلة، وفي أيديهما سواران متطابقان للعشّاق. لو كان هذا قديمًا، لاندفعتُ إليه فورًا أُطالبه بتفسير. أمّا الآن فأغلقتُ الهاتف بصمت، واستدرتُ لأنام. مرّت الأيامُ التالية بلا رسالةٍ من ماهر، لكنني كنتُ أرى في حالاته منشوراتٍ عنها مرارًا. يتعانقان، يلتقطان الصور، ويخرجان للتنزّه. لم أُبالِ، بل تواصلتُ مباشرةً مع محامٍ لأُجهّز أوراق الطلاق. لقد أحببنا بعضَنا ستَّ سنوات، من الثانوية حتى اليوم. ورغم أننا لم نُقِم حفل الزفاف إلا مؤخرًا، فإننا ب
Read more
الفصل2
لمّا رآني بدا على وجهه شيءٌ من التكلّف، لكنه تظاهر بالتماسك وقال: "هل ندخل معًا؟" لم أرفض، بل أومأتُ ودخلتُ مباشرة. كان عشاءُ المساء محرجًا إلى حدٍّ بالغ، فوالداي ما زالا يُحاسبان ماهر على ما جرى يوم الزفاف، لذا لم تكن معاملتهما له لطيفة. لو كان هذا في السابق لربّما سعيتُ للتلطيف بين الأطراف، أمّا الآن فتركته يجلس وحيدًا في ذلك الحرج. وحين فرغنا من العشاء وهممتُ بطلب سيارة أجرة، كان ماهر قد أوقف سيارته أمامي، وما إن فتحتُ الباب وجلستُ حتى رأيتُ على مقعد الراكب الأمامي ملصقًا كُتب عليه "مقعد لارا المخصّص". تنحنح ماهر وقال على استحياء: "لارا هي التي أصرت أن تُلصق هذا هنا، وعلى أي حال أنتِ تقودين سيارتكِ بنفسك." هززتُ رأسي وقلتُ ببرود: "همم، في البداية… كلُّ شيءٍ يكون هكذا." قطّب حاجبيه كأنّه سيقول شيئًا، لكن هاتفي رنّ. لم أُعره اهتمامًا وانصرفتُ أردُّ على الرسائل. ولما أنهيتُ ما بيدي كان ماهر قد أوقف السيارة أمام فيلّا. ما إن نزلتُ حتى اندفعت لارا إلى حضنه قائلة: "ماهر، اشتقتُ إليك، أَمَا اشتقتَ إليّ؟" وغالبًا لأنه أمامي، بدا على ماهر شيءٌ من الحرج، فمنعها بسرعةٍ من أن تُقبّله
Read more
الفصل3
نظر ماهر إلى اتفاقية الطلاق على الطاولة، فتبدّل البريق في عينيه فورًا. ... راح يحدّق بي بوجهٍ قاتم. قال: "ليان، أعلم أن مزاجكِ غير مستقر." "لكننا تزوّجنا تَوًّا؛ إن كان هذا اندفاعًا لحظيًّا، فأنا أستطيع مسامحتكِ." حدّقتُ فيه ببرودٍ طويلًا قبل أن أتكلَّم. "ماهر، أأنا مندفعة أم لا، أنتَ أعرفُ الناس بذلك." تجمّد وجهُ ماهر في الحال، وهمّت لارا بالكلام فقطعها مباشرة. قال: "لارا، لدينا ما نتحدّث فيه، ارجعي الآن، حسنًا؟" وأرادت لارا أن تقول شيئًا، لكن ما إن رأت بنود تقسيم الممتلكات في اتفاقية الطلاق حتى اتسعت عيناها، وكادت تشتمني لولا أن ماهر دفعها إلى خارج الباب. وما إن خرجت حتى لان صوتُ ماهر على الفور: "ليان، أعلم أنّ قربي من لارا يُزعجكِ." "لكن اطمئنّي، هي عندي كأختٍ لا غير، وأنتِ زوجتي." "ثمّ كيف سيرانا الناس إن تطلقنا بعد الزواج مباشرة؟" لم أتكلّم، بل نظرتُ إليه في صمت. قلت: "ماهر، أنت لا تحبّني." "طلاقُنا يفسح مكانًا للارا؛ أفلستَ مسرورًا؟" فرمى ماهر اتفاقية الطلاق جانبًا في الحال. "كيف لا أحبّ…" رنّت نغمةُ اتصالٍ خاصّة، ولم أحتج أن أنظر لأعرف أنها لارا تتصل. وتحت نظ
Read more
الفصل 4
ما إن أنهى كلمته حتى كان أبي قد عاد حاملًا الماء، ولما رأى المشهد جذبني جانبًا فورًا. "اذهب، اذهب من هنا، فنحن في غنى عنك!" نظر إليّ ماهر غير مصدّق، وأصابعه ترتجف وهو يشير إليّ كأنه سيقول شيئًا. وفجأة سقطت لارا أرضًا خلفه، وهتفت إليه بضعف: "ماهر، إنني متوعّكة…" غير أن ماهر هذه المرّة لم يُجبها، بل حدّق فيّ بعينين محمرّتين. لم يُرِد أبي أن يجادله طويلًا، وخشيةً عليّ من أي طارئ أسرع يُسنِدني إلى غرفة المرضى. ولمّا حان وقت العشاء، وما إن وضعت أمي ما أحضرته أمامي، حتى دوّى طرقٌ على باب الغرفة. وفي اللحظة التالية دخل ماهر من الباب. "أبي، أمي، جئتُ لرؤية ليان." ... تبدّل وجه أبي في الحال وقال بنبرةٍ خشنة: "لا بد أنك تُمازحنا يا أستاذ ماهر؛ نحنُ عجوزان لا نحتمل أن تنادينا أبي وأمي." كان على وجه ماهر كثيرٌ من الخجل، وخلفه والدُه ووالدتُه. دخلت أمُّه وعلى شفتيها ابتسامةٌ متكلّفة، وقال أبوه وهو يبتسم مُلاطفًا: "ليان، عرفنا بما حصل، والذنب ذنبُ ماهر." "لقد وبّخناه أشدَّ التوبيخ، وهو الآن يعرف خطأه." "سامحينا على ما لقيتِ." رمتهم أمي بنظرةٍ ساخطة وهمّت بالكلام، فقبضتُ على معصمها لأُ
Read more
الفصل 5
في الأيام التالية، التزم ماهر فعلًا بألّا تكون له أي صلة بلارا. وحذف أمامي وحظر كل وسائل تواصله مع لارا. وبدأ يسألني عن حالي كل يوم، يخشى أن يصيبني مكروه. حتى بعد خروجي من المستشفى، عدتُ مع ماهر إلى بيت الزوجية. خلال ذلك، جاءت لارا تبحث عنه مرّاتٍ كثيرة، فرفضها كلَّ مرة. لكنني كنتُ أعلم أنّه لن يصمد طويلًا. ولم تمضِ مدةٌ طويلة حتى جاء يومُ المراجعة الطبية.نظرتُ إلى ماهر المرتبك في اليوم السابق للمراجعة، وتظاهرتُ بالجهل وقلتُ: "ماهر، لديَّ مراجعةٌ غدًا، سترافقني أليس كذلك؟" سارع ماهر يؤكّد مرارًا. "ليان، اطمئنّي، سأرافقكِ غدًا حتمًا." أومأتُ راضية، ثم استغليتُ خروج ماهر لشراء بعض الأشياء وأرسلتُ إلي لارا رسالة. (يبدو أنكِ لستِ مهمّةً كثيرًا في قلب ماهر.) (لقد قال إنّه سيصاحبني إلى المستشفى غدًا، وأخبرني أنّ علاقتَه بكِ مجرّدُ تسليةٍ عابرة.) ووقعت لارا في الفخ كما توقّعتُ؛ كتبت طويلًا ثم أنهت بلهجةٍ متحدّية: (انتظري فقط.) كنتُ أعلم أنّ لارا لن تُخيب ظنّي. وفي النهاية، ربحتُ الرهان. وفي يوم المراجعة لم يأتِ ماهر. لكن صورته وهو يقبّل لارا قبلةً حميمية تصدّرت البحث الرائج.
Read more
الفصل6
"مستحيل يا ماهر، لقد وقّعتَ سابقًا اتفاقية الطلاق، وهي تنصّ على خروجك صفرَ اليدين. إن جئتَ معي غدًا في الوقت المحدّد لاستخراج وثيقة الطلاق، فيمكننا التفكير في إعادة تقسيم الممتلكات، ويمكن إبقاء الشركة لك." "لكن إن لم تأتِ، فسأرفع الدعوى بهذه الاتفاقية، وعندها لا تحلم أن تنال قرشًا واحدًا." نظر إليّ ماهر في ذهول، كأنه لا يصدّق أن هذا كله يخرج من فمي. "ليان، هل تنوين حقًّا فعل هذا؟" حدّقتُ في زجاجات الشراب على الطاولة، بلا ذرة دفء في عينيّ. "بعض الأمور حين أحسمها لا أتراجع." ابتسم ماهر بمرارة، وأرخى جسده إلى الوراء وارتمى على الأرض. "ليان، أنتِ لا تعلمين. في طفولتي، كان والداي شديدَي التقييد، لا يسمحان لي بمخالطة الأصدقاء. ولم تكن هناك إلا لارا، قبلت أن تكون صديقتي، فـ…" انهمرت دموع الندم من عينيه وهو يكرّر أسباب إحسانه إلى لارا. لم يثر ذلك اهتمامي؛ عدتُ مباشرةً إلى الغرفة لأغتسل وأنام. في صباح اليوم التالي، ورغم أن نفس ماهر كرهت فعل ذلك، إلا أنه كان مضطرًا لفعله من أجل عائلة ماهر. وبمجرّد أن تسلّمتُ وثيقة الطلاق، شعرتُ لوهلة بانفراجٍ يسري في جسدي كله. تجاهلتُ ملامح ماهر، وخط
Read more
الفصل7
لكي تعود منتجات الشركة إلى سمعتها النقية كما كانت، اضطررتُ إلى نشر مقاطع الاستفزاز التي كانت لارا قد أرسلتها لي من قبل على الملأ. وما إن نشرتها تقريبًا حتى انهال روّاد الإنترنت بسيلٍ من الشتائم على لارا. وكثيرون علّقوا تحت مقاطع استعراضها للحب القديمة يتّهمونها بأنها تعلَم أنه مرتبط ثم تتدخّل، بلا حياء. وأمّا ماهر، صاحبُ الشرارة، فلم يُعفِه رواد الإنترنت أيضًا. تسرّب رقم هاتفه وكُشفت معلوماته الخاصة للعلن. فأُرغم على إغلاق هاتفه والابتعاد جسديًا ونفسيًا عن الشبكة. لكن مع امتداد الحال تفاقمت حالته النفسية سريعًا. من خوفٍ أوليٍّ من مغادرة البيت إلى خوفٍ لاحقٍ من رؤية أيّ إنسان. ورغم أن والد ماهر ووالدته سعيا سريعًا لكتم الأخبار، فإن روّاد الإنترنت ذوي الحيلة كشفوا معلوماتهما كذلك. حتى وقائعُ الرشوة والفساد القديمة كُشف عنها، وانهالت التعليقات لدى الجهات الرسمية. فانتهى بهما الأمر مفصولَين من الجهة الحكومية قبيل التقاعد. أمّا شركتي فارتفع نجمُها وازداد حجم المبيعات أضعافًا، فارتفعت معها قيمتي السوقية مرّاتٍ كذلك. وأمّا ماهر فلم أره منذ الطلاق. ولا يصلني عنه إلا أنّ حالته النف
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status