Share

الفصل 479

Author: ون يان نوان يو
دخلت لينا إلى غرفة النوم في الطابق الثاني، دون أن تُشغل الأضواء، ظلت تحدق في الضوء الخافت للسيارة الفاخرة في الطابق السفلي والرجل بداخلها...

من نافذة السيارة نصف المفتوحة، بدا وكأنه يكتب على هاتفه، وما هي إلا ثوانٍ حتى اهتز هاتف لينا...

أخرجت هاتفها من جيبها وفتحت الفيسبوك، لتجد أنه أرسل صورتهما معًا على الشاطئ.

مع رسالة مرفقة: [لينا، لا تحذفيها، احتفظي بها كتذكار.]

تذكار...

لماذا "تذكار"؟

أرادت لينا الرد، لكن صورة ملفه الشخصي تغيرت فجأة إلى صورتها.

ثم أرسل رسالة أخرى: [لينا، أحبك، تصبحين على خير.]

فكرت لينا لبضع ثوانٍ قبل أن ترد: [تصبح على خير...]

في صباح اليوم التالي، استلمت لينا زهور الفاوانيا، لكن الذي أوصلها كان سامح، ولم يأتِ هو بنفسه.

أوضح سامح: "سيدة لينا، السيد أنس لديه عدة اجتماعات دولية اليوم، لذلك أرسلني بدلًا عنه، أرجو ألا تمانعي."

هزت لينا رأسها: "لا بأس، من فضلك اشكره نيابةً عني..."

رد سامح: "حسنًا،" ثم استدار وركب السيارة، واتصل بأنس.

"سيد أنس، لقد فعلت ما طلبته."

كان الرجل المستلقي على سريره، يعاني من صداع شديد، ولم يستطع الرد حتى عندما سمع صوت سامح.

ارتجفت أصابعه وهو
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 514

    كانت رسالتان نصيتان لن لن يُرَدّ عليهما أبدًا، وكأن الوقت في مربع المحادثة توقف هنا.لم تستطع أن تميز طوال حياتها من أحبت أكثر، وليد أم أنس، لكن كل ما تعرفه الآن هو أنها لا تحب غير أنس.كان هذا الاسم كأثر أسنان غائر تركه على كتفها، محفور بعمق في قلبها، ممتزجًا بعظامها ودمها، يستحيل أن تنفصل عنه.لقد عاشت معه من قبل الألم والجرح والفرح، لكنها لم تتبع قلبها قط، لذا أرادت هذه المرة أن تحبه بصدق وبجرأة.وضعت لينا هاتفها جانبًا، ووضعت معه إحساسها بالذنب، ثم أمسكت بثبات بالقلم والمسطرة لتعيد رسم المخطط من جديد.ستعطي هذا التصميم إلى أنس في اليوم الذي سيتقدم فيه للزواج منها، وستخبره أن حبها له لم يتغير أبدًا منذ ثماني سنوات.سهرت لينا طوال الليل، وأنهت المسودة المبدئية، ثم وضعت القلم جانبًا، وهمّت بالذهاب لغسل وجهها، لكن جاءتها مكالمة فيديو من أنس.عبست قليلاً عندما رأته على الشاشة، ملامحه أكثر وضوحًا وحدة من ذي قبل، فيما بدا جسده أنحف."ألم تكن تتناول الطعام بانتظام؟"اهتمامها اللطيف هدأ من قلبه المضطرب.ارتفعت زوايا فمه، وانسابت ضحكة خفيفة ببطء من بين شفتيه."لينا، كوني في المطار في الساعة

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 513

    ارتجفت أصابع لينا وهي تمسك بطرف بنطال أمير، دون أن تتمكن من السيطرة عليها، وجعلها وجهها الشاحب تبدو في حالة ذهول.رفعت رأسها ببطء، ونظرت إلى أمير الذي يعلو وجهه الاحتقار، وقالت: "ما... خطبه؟"أمسك أمير بمنى التي كانت تركله بجنون، وسخر قائلاً: "أنتِ لا تستحقين أن تعرفي."ركل يد لينا التي كانت تمسك به بشدة، وحمل منى وسار بخطوات سريعة نحو المصعد.مظهر لينا وهي مطروحة على الأرض عاجزة، جعل قلب منى يغمره شعور شديد بالذنب.لكن ما كانت تخشاه أكثر هو أن تستفزها تلك الكلمات القليلة التي تفوه بها أمير، فتقرر الانفصال عن السيد أنس مرة أخرى.لقد وصلا إلى ما هما عليه اليوم بصعوبة بالغة، فكيف يمكن أن ينفصلا مجددًا بسببها؟وعندما فكرت في هذا، غمرت عينيها كراهية عارمة، وقالت: "أمير، سأجعلك تندم طيلة حياتك!"عندما قالت ذلك، ارتجفت فجأة يد أمير التي تمسك بظهرها، لكنه لم ينبس ببنت شفة، وعانقها بقوة أكبر."منى، كل ما أريده هو أن أعيدكِ إلى المنزل، إلى العاصمة، إليّ. حتى لو كان الثمن ندمًا يرافقني طوال حياتي، فلا بأس، طالما أنكِ ستعودين."في اللحظة التي انغلق فيها باب المصعد، رأت منى لينا تكافح لتنهض عن الأ

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 512

    نهض شكري عن الأرض ليراه يُجبر منى مجددًا، فشدّ قبضتيه واندفع نحوه.وقبل أن تصل القبضة إلى وجهه، قام أمير، الحاصل على الحزام التاسع في التايكوندو، بركله وإيقاعه أرضًا.نظر أمير إليه بنظرة متعالية متعجرفة، وقال: "هل تجرؤ على انتزاع امرأتي مني؟!"بعد أن قال ذلك، أمسك بيد منى ورفع قدمه وبدأ يركل شكري بقسوة مرارًا وتكرارًا."هل تجرؤ على الاعتراف بحبك لامرأتي؟! عليك اللعنة!"رأت الممرضات والأطباء الآخرون الدكتور أمير المعروف بـ"الطبيب العبقري" يعتدي على شخص في مستشفاهم، فأرادوا جميعًا التقدم للمساعدة، لكن حاصرهم حراس أمير الشخصيين.ضربه أمير بدقة بحذائه الجلدي الثقيل في نقاط الضغط الحيوية لديه، التي تمنعه من النهوض، وكانت كل ركلة قاتلة.وعندما رأته منى يتقيأ دمًا من شدة الركل، ارتجف جسدها كله غضبًا، ففتحت فمها وعضّت ذراع أمير.استجمعت كل قوتها وعضّته بقوة حتى شعر بالألم، فاضطر عندها للتوقف.رفع أمير عينيه بنظرات غاضبة ومتعطشة للدماء، وحدق في منى لبرهة طويلة، ثم انحنى ورفعها بين ذراعيه.عندما رأته منى يريد أخذها بالقوة، صرّت على أسنانها وقاومته بكل ما أوتيت من قوة، قائلة: "أمير، اتركني وإلا س

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 511

    غطت لينا وجهها، وتبعت منى إلى قسم النساء والتوليد، وبعد فحص شامل، أعادتها منى إلى المكتب لانتظار التقرير.كان أنس بعيدًا في واشنطن، لكنه كان أكثر قلقًا منهما، ولم يتوقف عن الاتصال، فوضعته منى على مكبر الصوت بدلاً من قطع الاتصال.أما لينا، فكانت تجلس على الأريكة، وتحتضن وسادة صغيرة، وتدفن رأسها داخلها، يغمرهل خجل لم تستطع بسببه أن ترفع حتى رأسها لتنظر إلى منى.ولحسن الحظ، جاءت الممرضة سريعًا بالتقرير، فأخذته منى بسرعة، ثم ألقت نظرة سريعة عليه، لكن تلاشى البريق من عينيها تدريجيًا.عندما رأت لينا تعابير وجه منى، عرفت أنها ليست حاملاً، وغمر قلبها شعور خفي بالخيبة. يبدو أنها من الصعب حقًا أن تتمكن من الحمل.وضعت منى التقرير جانبًا، ثم نهضت وسارت نحو لينا، وواستها قائلة: "لينا، ربما الوقت قصير جدًا، ولن يظهر ذلك في الفحص حاليًا، وربما لم تتناولي الدواء لفترة كافية، انتظري قليلاً، ولا تتعجلي أو تفقدي الأمل."حين سمع أنس كلمات منى، شعر وكأن يدًا ضخمة تطبق على قلبه، واعتصره الألم حتى بات عاجزًا عن التنفس، فهو من آذاها.قبض على الهاتف بقوة، وكبح ألمه، وقال لها: "لينا، أنا أريدكِ أنتِ فقط، لا أري

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 510

    حين رأى الرجل الذي كان بعيدًا في العاصمة هذه الأخبار، بدأ وجهه الشاحب يفقد الدماء تدريجيًا.لم يظهر وجهها، لكن تلك الهيئة نُقشت في عظامه، ولن يستطيع أن ينساها طوال حياته.لا بد أنه سيسمع خبر زواجهما قريبًا... قريبًا جدًا.رفع الرجل، الذي كان حبيسًا على كرسي متحرك في الفناء، رأسه، ونظر إلى السماء الزرقاء والغيوم البيضاء خلف الجدار.يا له من دفء، ويا لها من شمس مشرقة، لكن لماذا يشعر دائمًا بالبرد؟التف البرد حوله كما يلتف نبات الكرمة، ليبقيه مستيقظًا طوال الليل.تبادل منير ويارا اللذان كانا خلفه النظرات، ثم أحضرا بطانية، ووضعاها على ساقيه."سيد باسل، هل نذهب إليها؟"ارتسمت ابتسامة دافئة على شفتيه حين سمع ذلك، وبينما ينظر إليهما، انبعثت منه روح الصبا النقية."غير مسموح لكما بإزعاجها."طوال هذه الحياة، سواء عاش أو مات، فلن يخبرها، بل سيتركها تعيش هانئة مع الرجل الذي تحبه أكثر من أي شيء آخر.استيقظت لينا من نومها شاردة بعض الشيء، ونظرت إلى أنس بجانبها، لتراه متكئًا على مسند السرير، ويفرك صدغه بيد واحدة.تلاشى الشرود وحل محله القلق، فسألته: "ألا تتناول دواء الصداع النصفي في موعده كل يوم؟ لما

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 509

    خرجت لينا من مركز التدريب وهي تحمل كتابًا باللغة الفرنسية، فرأت مجموعة من الرجال يرتدون بدلات رسمية وربطات عنق يتجهون نحوها.أخبرها أنس أنه سيرسل حراس شخصيين لإعادتها إلى المنزل بعد انتهائها من الدرس، فظنت لينا أنهم رجال أنس.وقفت في مكانها ولم تتحرك، لكنها رأت الرجل ذا الندبة، الذي يقف في المقدمة، يتقدم نحوها وتعلو وجهه تعابير غير ودّية."سيدة لينا، هل تعرفين السيد فراس؟"ما إن سمعت كلمة "السيد فراس"، حتى انقبض قلبها فجأة، وارتجفت يدها التي كانت تمسك بكتاب الفرنسية.لقد أخبرها أنس من قبل أنه إن كُشفت هوية السيد فراس، ستكون حياته في خطر، فكيف عرف هذا الرجل عنه؟شدّت قبضتيها، وأجبرت نفسها على الهدوء، وتعمدت أن تقول بملامح حذرة: "من أنت؟ وكيف تعرف اسمي؟"لم يكن الرجل سيخبرها بالطبع من هو أو ما هي هويته، فقال فقط بصوت بارد: "أجيبيني فقط، هل تعرفينه أم لا؟"شعرت لينا بالذعر، ولكنها تظاهرت باللامبالاة، وقالت: "أنت لم تُجب عن سؤالي، فلماذا عليّ أن أُجيبك؟"رأى الرجل أنها تبدو صعبة المراس قليلاً، فبان في عينيه نفاد الصبر، وقال: "لقد قدمتِ بلاغًا للشرطة من قبل، وقلتِ إنه في السيد فراس، ألست مُ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status