Share

الفصل 4

Author: قطة برائحة البطيخ
أثناء الرحلة في السيارة، وضعت أحمر شفاه لإضفاء بعض الحيوية على وجهها الشاحب.

بعد نصف ساعة، توقفت سيارتها أمام ملهى المرح.

دخلت بحذاء بكعب عالٍ، وعندما فتحت باب الغرفة الخاصة، رأت مجموعة من الرجال والنساء، منهم من يغني وآخرون يحتسون الخمر.

انبعثت منها رائحة دخان كثيفة ممزوجة بالكحول والعطور، مما جعلها تسعل. بحثت بنظرها عن حسن بين الحضور.

لم تجد حسن، لكنها رأت رفيق منطرحًا على الأريكة.

كان مستلقيًا بشكل غير متزن، يواصل صب الخمر في فمه كأسًا تلو الأخرى.

عضت نور شفتيها، وقالت في نفسها: "يا للقرف!"

أدركت أن حسن كان متواطئًا مع رفيق لخداعها وجذبها إلى هنا، فاشتعل غضبها.

عندما استدارت لترحل، كان رفيق قد رآها بالفعل.

تغيرت عينا الرجل الضبابيتان فجأة وأصبحتا منتبهتين، فأسرع نحوها وأمسك بذراعها: "نور، لا تذهبي، دعينا نتحدث."

قالت نور ببرود: "ليس بيننا ما يستحق النقاش."

حاولت سحب يدها، حيث أن مجرد لمسه لها كان يقززها.

لكن رفيق أصر على الإمساك بها، مستمرًا في التوسل: "اسمعيني يا نور، ما بيني وبين مريام ليس كما تظنين، لقد أغوتني!"

"كفى!" التفتت نور إلى رفيق بعبوس: "لو اعترفت بخطئك لاحترمتك كرجل، لكنك تلقي باللوم على المرأة؟"

"مريام ليست ملاكًا، وأنت أيضًا لست أفضل منها! "كادت تلفظ عينيها من شدة الاستياء.

لكنها تذكرت أن عينيها جميلتان جدًا فلا داعي لإهدارهما في هذا الأمر، فكتمت غضبها.

أصيب رفيق بالذهول، فهو لم يعتد على الإهانة طوال حياته، خاصةً وأن نور كانت دومًا من تلاحقه.

بكبريائه المفرط، بدأ يفقد صبره وتغيرت ملامح وجهه: "أنا أعتذر لكِ، فماذا تريدين أكثر؟ هل حقًا تريدين إلغاء الخطوبة؟"

"نور، هل نسيتِ كيف توسلتِ إليّ حتى وافقت على الارتباط بكِ؟"

أصابها كلامه بالغثيان، حتى كادت تتقيأ فعليًا.

حاول رفيق تهدئتها: "نور، ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟"

انتزعت يدها منه باشمئزاز: "سأكون بخير عندما تبتعد عني!"

"لا تذكر الماضي، لأن مجرد تذكره يشعرني بالغثيان!"

انفجر رفيق غضبًا: "نور، لا تستهيني باحترامي!"

"هل حقًا يوجد رجل آخر في حياتك؟"

أمسك بمعصمها بقوة وسأل بشراسة: "أخبريني، من هو ذلك الرجل؟!"

ضحكت نور ساخرة: "هذا ليس من شأنك! كل ما عليك تذكره هو أنني أنا نور من تخلّص منك!"

لكن رفيق تجاهل كلامها، تجاهل مشاعره المتناقضة نحوها.

فهو في الواقع يحبها.

لكن كم من الأشخاص في هذه الدوائر الاجتماعية يمكن اعتبارهم نقيين؟

أمثاله من أبناء الأغنياء لا يعانون من هموم المعيشة، لذا يبحثون دائمًا عن وسائل لتضييع الوقت، والنساء وسيلة مثالية لذلك.

مريام هي من ألقت بنفسها عليه، لم يبادر هو بالأمر، ظن أن حب نور الجنوني له سيجعل اعتذاره كافيًا لنسيان الموضوع.

لكنه لم يتوقع أن نور جادة هذه المرة في إنهاء العلاقة.

هو في الواقع يرغب في الزواج منها، فمنذ أن بلغت الثامنة عشرة وأصبحت أكثر نضوجًا، لم توجد في دوائرهم الاجتماعية فتاة تضاهي جمالها.

براءة تختلط بالفتنة، والأهم أنها كانت مخلصة له وحده، أليس كل الرجال حوله يحسدونه على هذه النعمة؟

توقف للحظة، ثم استأنف: "وصلنا إلى ما نحن عليه بصعوبة، أنا أعتذر بصدق يا نور، لقد أخطأت."

أثناء كلامه، دفعها نحو الحائط محاولًا تقبيلها.

ظن أن تنازله بهذا الشكل كافٍ لتخفيف غضبها، لكن المفاجأة كانت عندما رفعت قدمها وركلته بقوة بين فخذيه.

الألم الشديد جعل وجه رفيق يتحول من الشحوب إلى الاحمرار.

قالت نور بازدراء: "هذا ما تستحقه!"

عندما همت بالمغادرة، اصطدمت فجأة بشخص آخر.

فركت رأسها المؤلم ورفعت نظرها لتواجه ذلك الوجه المثالي الذي لا يبدو حقيقيًا.

لم ينبس مالك ببنت شفة، فقط عيناه الباردتان كانتا تلمعان بسخرية خفية.

Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (1)
goodnovel comment avatar
اميرة الجهني
... حلوه مستمتعه
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • إدمان الإغراء، الرئيس التنفيذي القاسي يبكي كل ليلة بحزن   الفصل 600

    غلب الجبن على نور في النهاية.تحت نظرات مالك، لم تصمد أكثر من خمس ثوان.سكتت قليلًا، ثم نهضت تحت نظرات مالك الباردة.ربما بسبب الحمل، وبعد يوم كامل دون طعام، كانت يداها ترتعشان عند النهوض.وكادت تسقط مرة أخرى.لاحظ مالك حركتها وتمتم بسخرية.بعد صمت قصير، قالت نور: "ليس لدي شهية للأكل."بمجرد أن انتهت من الكلام، سخر مالك."أماذا، تخططين لقتل نفسكِ جوعًا، أم لقتل الجنين في بطنكِ جوعًا؟"بعد أن قال ذلك، مد ساقيه الطويلتين وجلس أمام طاولة الطعام.ورفع أصابعه الطويلة وطرق على الطاولة بلا مبالاة: "تعالي."نبرة صوته كانت باردة، تخلو من الدفء.ولما لم تتحرك نور بعد، ضيق مالك عينيه أكثر، وكأن صبره قد نفد."إما أن تأتي، أو سآتي أنا."هذه المرة، حملت نبرة صوته تهديدًا.لم تستطع نور الحفاظ على جرأتها أمام مالك سوى بضع ثوان.إذا أغضبته حقًا، لا تعرف ما الذي قد يحدث.لذلك فكرت قليلًا، ثم نزلت من السرير وجلست عند طاولة الطعام."كلي."رفع مالك ذقنه قليلًا، وأشار إلى العشاء الذي أحضرته الخادمة للتو.كان جالسًا هناك، حتى أن وجهه لم يظهر أي تعابير إضافية.لكن نبرة صوته جعلت من المستحيل مقاومته.أدركت نور

  • إدمان الإغراء، الرئيس التنفيذي القاسي يبكي كل ليلة بحزن   الفصل 599

    أدركت نور الحقيقة تمامًا.لقد تم حبسها حقًا.ماذا ينوي مالك فعله؟!هل يريد حقًا الاحتفاظ بالطفل في بطنها؟بمجرد ظهور هذا التفكير، رفضته على الفور.مستحيل.حتى لو وافق مالك، فلن توافق كل عائلة العلايلي."أين هو؟ أريد رؤيته."رفعت نور رأسها نحو الحارس.هز الحارس رأسه: "لا نعرف مكان السيد مالك."اكتفى بهذا الرد.لم يكن أمامها إلا العودة إلى الغرفة بصمت.عندما رأت الخادمة أنها أدركت الوضع، تنفست الصعداء، كانت تخشى حقًا أن تثور نور.ابتسمت لنور: "لا داعي للقلق يا سيدة نور.""قال سيد مالك قبل مغادرته أن نعتني بكِ جيدًا.""إذا كان لديكِ أي طلبات، يمكنكِ إخباري مباشرة."كان كلامها لطيفًا.لكن نور لا تزال تضحك بسخرية.بغض النظر عن مدى جمال الكلام، لا يمكن تغيير حقيقة أنها تحت الإقامة الجبرية."إذن تناولي طعامكِ أولًا، سأذهب الآن.""إذا كان هناك أي طعام ترغبين فيه في المساء، يمكنكِ إخباري أيضًا."لم ترد نور، فتوقفت الخادمة قليلًا، ثم استدارت وتركت الغرفة.في لحظة، لم يتبق في الغرفة سوى نور وحدها.التفتت نحو صينية الطعام الموضوعة على الطاولة، لكنها لم تشعر بأي شهية للأكل.جلست على السرير في صمت.

  • إدمان الإغراء، الرئيس التنفيذي القاسي يبكي كل ليلة بحزن   الفصل 598

    "ماذا تريد مني أن أقول؟""أيجب أن أتبع الإجراءات المعتادة؟ أخبرك عن الحمل، ثم تمنحني مئات الآلاف إلى ملايين الدولارات.""ثم أتخلص من الجنين، أليس كذلك؟" رفعت نور رأسها، تتحدث بثقة.مثل هذه الأمور شائعة في دائرتهم.والنتيجة النهائية هي دائمًا أخذ المال والمغادرة.لم ترد الوصول إلى هذه النقطة، بل كانت ترغب فقط في الحفاظ على كرامتها للمرة الأخيرة، أليس هذا حقها؟حدق مالك فيها غاضبًا، لو كانت النظرات تقتل، لكانت نور قد لاقت حتفها عدة مرات الآن.عضت على شفتيها الرقيقتين: "أنا فقط أحاول إنقاذ ما تبقى من كرامتي.""دعنا..." ثم توقفت، متذكرة كلمات مالك على قمة الجبل.لم تجرؤ على قول ما تبقى.أرادت أن تقول: دعنا نفترق بسلام.في الأصل، كان بإمكانها الانتظار حتى يمل مالك ويطلب ذلك.لكن الآن هناك حنين بجانب مالك.علاقتها بمالك قد تجاوزت حدودها، ولم ترد الانخراط في هذه العلاقة الثلاثية المضحكة."ماذا عن دعنا؟ استمري."طلب مالك منها المواصلة.ابتلعت ريقها، ورفعت نظرها لمواجهة مالك.همهم الرجل، وحرك يده الكبيرة من ذقنها إلى الأسفل.مرورًا ببشرتها الناعمة البيضاء.تراجعت نور إلى الوراء، ونظرتها إلى مال

  • إدمان الإغراء، الرئيس التنفيذي القاسي يبكي كل ليلة بحزن   الفصل 597

    أثارت الضوضاء غير الاعتيادية اهتمام المارّة.ولكن عندما رأوا الهيبة المرعبة التي يشع بها مالك، أصيبوا جميعًا بالصمت.دُفعت نور بخشونة إلى السيارة المتوقفة عند مدخل المستشفى.عندما همّت نور بالشكوى من الألم، رأت مالك يصعد إلى السيارة بوجه مكفهر.فأغلقت فمها بحكمة.مواجهة مالك في هذا الوقت تعني الخسارة بالتأكيد.أدار معاذ السيارة بفطنة.طوال الطريق، لم يتحدث مالك.ووجهه العابس كان كالسماء قبيل عاصفة ممطرة، تعج بالغيوم الداكنة.حاولت نور الابتعاد عنه قدر الإمكان، منكمشة بجسدها النحيل ملاصقةً للباب.طوال الطريق، لم يكن هناك سوى صوت الرياح خارج النافذة وأنفاس نور المرتعشة قليلًا.كان الجو داخل السيارة صامتًا بشكل مرعب.سارت السيارة بسرعة، وتوقفت أخيرًا في مرآب الفيلا التي كانت تقيم فيها سابقًا.بمجرد أن توقفت السيارة، سحب مالك نور بقوة نحو الفيلا."أطلق يدي، أطلقني!"كان سحب مالك مؤلمًا بعض الشيء لنور، فحاولت بجهد التحرر من قبضته.التفت مالك نحوها.نظراته كانت مخيفة للغاية، حتى نور، بكل بساطتها، استطاعت أن ترى أن مالك هذه المرة أكثر غضبًا من أي وقت مضى.أرهبتها هيبة مالك.بلعت ريقها بخفة، و

  • إدمان الإغراء، الرئيس التنفيذي القاسي يبكي كل ليلة بحزن   الفصل 596

    من البداية إلى النهاية، لم تلقِ على مالك نظرة أخرى.أطلق مالك عليها نظرة باردة ثم قال فجأة: "لماذا أتيتِ إلى المستشفى؟"قبضت نور حاجبيها قليلًا.التفتت إليه: "هل يجب أن أقدم تفسيرًا لك يا سيد مالك عن سبب مجيئي إلى المستشفى؟""هل هذا المستشفى ملكًا لعائلتك؟"لو كان هذا في الماضي، لما تجرأت على التحدث مع مالك بهذه الطريقة.لكنها اليوم، لا تعرف من أين أتت الجرأة، فتحدثت بوقاحة.أطرقت حنين رأسها وومضت عيناها قليلًا.وعندما رفعت رأسها مرة أخرى، كان وجهها مليئًا بالابتسامات."يا نور، هذا المستشفى فيه بالفعل استثمارات لمالك."ثم رفعت رأسها ونظرت إلى مالك بنظرة خجولة.واحمرّ وجهها قليلًا."مالك استثمر بعض الأموال لتسهيل فحوصاتي وزياراتي للطبيب."عندما سمع مالك ذلك، نظر إليها.نظراته لم تكن باردة كما كانت عندما نظر إلى نور.شعرت نور وكأن شيئًا قد طعن قلبها.ثم ابتسمت وكأن شيئًا لم يكن: "إلى اللقاء."بعد أن قالت ذلك، لم تقل شيئًا آخر.استدارت على الفور وغادرت، فكل شيء خلفها جعلها لا تريد البقاء.لكن بمجرد خروجها من باب المستشفى، شعرت أن شيئًا ما ليس على ما يرام.هذا المستشفى به استثمارات من مالك

  • إدمان الإغراء، الرئيس التنفيذي القاسي يبكي كل ليلة بحزن   الفصل 595

    مع إغلاق الباب، انزلقت نور ببطء على الأرض.لا تعرف كم من الوقت مر، حتى سمعت طرقًا على الباب مرة أخرى."سيدة نور، رأيت أن ذلك الشخص قد غادر، هل أنتِ بخير؟"شمّت نور أنفها: "لا بأس، نم باكرًا.""غدًا في الصباح يجب أن نعود إلى فيندور."…في صباح اليوم التالي، عادت نور إلى فيندور.بما أنها كانت عطلة نهاية الأسبوع، لم تعد إلى فيلا عائلة كرم، ولم تعد إلى مكان مالك.عادت إلى شقتها السابقة، ونامت نومًا عميقًا طوال اليوم.عندما اتصلت بها سهيلة، كانت لا تزال مستغرقة في النوم.عندما التقطت الهاتف، سمعت صوت سهيلة من الطرف الآخر."يا نور، أين أنتِ؟"فتحت نور عينيها، واكتشفت أن الغرفة أصبحت مظلمة تمامًا.لقد نامت طوال اليوم.نظفت حنجرتها، وجلست على السرير: "نائمة في المنزل.""نائمة؟" كان صوت سهيلة يحمل بعض الدهشة."ماذا حدث بينكِ وبين مالك؟""كنت في موعد مع عاصم، ورأيت مالك كان..."قبل أن تكمل كلامها، قاطعها نور مباشرة."لا تذكريه أمامي، فأنا وهو بالأصل لا تربطنا أي علاقة.""وأنا لست مهتمة البتة بمعرفة ما يفعله."ذهلت سهيلة عند سماع ذلك.عندما أرادت قول المزيد، كانت نور قد أنهت المكالمة بالفعل.تمتم

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status