Share

الفصل 121

Author: لان تشي مينغ
أخذت نورة الخوري نفسا عميقا.

لا بأس، لا بأس.

لا يهم أنهما يديران شركة كبيرة، فهما بشر مثلنا، وليسا نمرين.

أمسكت بيد خالد الرفاعي، وقادها للنزول من السيارة.

حتى من على بعد، استطاعت نورة الخوري أن تشعر بنظراتهم تركز عليها، ثقيلة الوطأة.

"الأستاذ خالد..." أرادت نورة الخوري قول شيء ما.

لكن خالد الرفاعي نظر إليها بحاجبين مقطبين: "أمام العائلة، ألا يجب أن تغيري طريقة مناداتي؟"

"ماذا؟" نظرت إليه في حيرة.

كانت زوايا فم خالد الرفاعي تحمل ابتسامة: "قولي خالد الرفاعي، أو... زوجي؟"

يا إلهي!!!

كاد قلب نورة الخوري أن يقفز من صدرها.

لم تجرؤ على مناداة خالد الرفاعي باسمه مباشرة.

لكن، "زوجي"؟

مجرد التفكير في هذا اللفظ يجعلها تشعر بالخجل.

امتدت الحرارة برفق إلى خديها، وشعرت نورة الخوري بالذعر الشديد.

اقتربت خطوات، فاشتدت تعابير وجه نورة الخوري على الفور، وتوقفت عن التفكير والتفتت إلى القادمين.

في المقدمة كانت هناك جدة، شعرها فضي بالكامل، على الرغم من كبر سنها، إلا أنها لا تزال تبدو مشرقة، مليئة بهوية أنيقة ونبيلة.

وراءها كان هناك رجل وامرأة في الخمسينات من العمر، يبدوان أنيقين، الرجل وسيم، والمرأة هادئة
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 405

    عندما التفتت نورة، قابلت نظرة خالد العميقة والثابتة.قبل أن تتمكن من التفاعل، رفعت بأكملها بين ذراعيه.كادت نورة أن تصرخ، لكنها تذكرت أن أنيسة نائمة فغطت فمها بسرعة."كن لطيفا."همست نورة غاضبة وخجلا وطرقت ذراعه.كانت أنيسة نائمة، وقصدها تذكيره بالتحرك بهدوء، حتى لا يصطدم بأي شيء ويوقظ أنيسة.لكن خالد رد بابتسامة على شفتيه بعبارة غامضة: "سأحاول.""..."أعيدت نورة إلى الغرفة، ووضعت على السرير.حاول خالد تقبيلها، لكنها ركلته بقدمها."الباب."باب الغرفة كان مفتوحا، لو استيقظت أنيسة بالخطأ ورأت ذلك، لكان الإحراج كبيرا.نهض خالد لإغلاق الباب، وسمعت نورة صوت قفله.ذلك الصوت القصير للقفل، كأنه يقول: سأقوم الآن بعملية كبرى، لا تزعجوني.عندما عاد خالد، رأى نورة قد لفت نفسها باللحاف كلفافة البيض، تظهر رأسها فقط وهي تبتسم له.كانت ابتسامتها ماكرة بعض الشيء.ذهب خالد وسحب اللحاف، لكنه ظل ثابتا تحت جسمها.انحنى عليها مباشرة، فتدحرجت نورة ضاحكة إلى الجانب، وفي هذه اللحظة ظهر ضعف في ظهرها، فمدت يد وسحبت حافة اللحاف.انفتح اللحاف الذي كان ملفوفا بإحكام، وألقي في زاوية السرير.اقترب وجه خالد، وأصبحت ال

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 404

    "ماما."صدر صوت ناعم حنون، ولكنه غير واضح تماما.عندما وصلت نورة إلى هذه اللحظة، كانت الدموع قد غمرت وجهها.في تلك اللحظة، مد منديل نحوها، ومن خلال رؤيتها الضبابية، ظهر محيا خالد اللطيف."كنت أعلم أنك ستبكين، فأعددته لك."لم تأخذ نورة المنديل، بل دفنت وجهها في صدره.ابتلت ملابسه بدموعها، التي بدت وكأنها لا تزال تحمل دفئها."بوجود مقاطع الفيديو هذه، يبدو الأمر وكأنك شاهدت أنيسة وهي تكبر، ربما يقل أسفك بعض الشيء."مرر خالد يده برفق على ظهرها.انتحبت نورة بين ذراعيه: "خالد، لماذا أنت طيب معي إلى هذا الحد؟"ما جعلها تبكي لم يكن مجرد رؤية مقاطع فيديو عن نمو أنيسة، بل أيضا حرص خالد وعنايته.الصور ومقاطع الفيديو التي شغلت ذاكرة الهاتف تقريبا، تثبت أن الأمر لم يكن مجرد نزوة عابرة، بل تسجيل متأن وحقيقي.أسفها لعدم تمكنها من المشاركة في نشأة أنيسة، بدا وكأنه يعوض بطريقة أخرى.كيف يوجد في العالم شخص طيب مثله؟انبعثت ضحكته الخفيفة من فوق رأسها: "أنت زوجتي، إن لم أكن طيبا معك فمع من أكون؟""بهذا سأحبك أكثر فأكثر." قالت نورة بنبرة بكاء متوددة."فليكن، فأنا أيضا سأحبك أكثر فأكثر."تدفقت دموع نورة أكث

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 403

    التفتت نورة نحو أنيسة، وصادفت نظراتها، فظهر شيء من التكلف على وجهها، ثم غيرت وضعيتها.عاد صوت مجفف الشعر يملأ الغرفة، شعرت بنقرة خفيفة على رأسها، تهب رياح دافئة بين خصلات شعرها، وتشعر بين الحين والآخر بنظرات أنيسة التي تختلس النظر نحوها.في هذه اللحظة، شعرت نورة وكأن شيئا ما قد ملأها تماما.بعد أن نامت أنيسة، دخل خالد الغرفة، فرأى نورة تمسك بالهاتف المخصص لتصوير أنيسة وتشاهد محتوياته، مبتسمة ومنحنية الحواجب.رفع اللحاف واستلقي بجانبها، فاتكأت نورة بشكل طبيعي جدا في حضنه، واتكأ الاثنان على السرير، يشاهدان الصور في الهاتف."أنيسة التقطت الكثير من الصور مع صديقها لبن."مررت نورة بأصابعها على الألبوم، واقتربت منه: "هذا على الأرجح باتور، صاحب لبن الذي ذكرته أنيسة."بدا عمر باتور صغيرا، حوالي عشر سنوات، التقط الثنائي مع الحصان صورة معا.نظر خالد إلى الصورة، ثم سألها: "هل شاهدت مقاطع الفيديو والصور السابقة؟""لا، لم أصل إليها بعد."كان واضحا أن جيهان مولعة جدا بتصوير أنيسة، ففي رحلة واحدة التقطت أكثر من ألف مقطع فيديو وصورة، ولم ترغب نورة في تفويت أي واحدة، لذا كانت تشاهد حتى الآن.أخذ خالد ا

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 402

    نظرت إليها بنظرة إعجاب، حتى أن نورة شعرت بالحرج من إخبارها أن كل حاوية زجاجية مكتوب عليها اسم السمكة."لأن...لأنني أكلت الكثير من الأسماك."جاء صوت ضحكة خافتة من الخلف.التفتت نورة بغضب، ونظرت بعينين محذرتين إلى خالد الذي كان يخفي ضحكته.عندما استقبل نظرتها التهديدية، كتم خالد ضحكته على الفور، ونظر إلى أنيسة بجدية: "نعم، السمك يحتوي على الكثير من البروتين، عندما كنت في بطن ماما، كانت تأكله كثيرا."نظرت أنيسة إلى أبيها ثم إلى أمها، وصدقت الكلام.لو كانت حاصلة على شهادة تخرج من الروضة، لما انخدعت بهذا الكلام.بعد اكتمال المشتريات وتوجههم للدفع، عندما جاء دورهم في الطابور، أخذ خالد بسرعة علبتين من على الرف ووضعهما على المنضدة.!!!انطلقت أجراس الخطر في رأس نورة، وسمعت أنيسة تسأل بالفعل: "بابا، ماذا أخذت؟"خشيت نورة أن يقول خالد حقا "أداة اختفاء الإخوة والأخوات الصغار"، فأسرعت بالشرح: "علك، بابا أخذ علك."صدقت أنيسة، وأومأت برأسها.نظرت نورة إلى خالد بعينين غاضبتين وهي تتعرق من التوتر.بدا خالد وكأن الأمر لا يعنيه: "نعم، أخذت علك، لماذا أنت متوترة؟"كيف يتجرأ على قول هذا الكلام؟لو لم تكن

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 401

    حتى تأكل أنيسة أكثر، لم يلمساه عمدا، مما يعني أن كل هذا أكلته هي.رؤية نورة تفرح كالطفلة لأجل أمر صغير كهذا، جعلت خالد يبتسم أيضا.بعد الظهر، ذهب الثلاثة إلى السوبرماركت، في البداية كان خالد يحمل أنيسة، ثم وضعها لتمشي وحدها، فركضت بساقيها القصيرتين داخل المتجر، وبخبرة وجدت علبة الخوخ المعلب التي تحبها، وقفزت على أطراف أصابعها لوضع العلبة في عربة التسوق.كانت مفعمة بالنشاط، كالملاك السعيد يمرح بين أرفف السوبرماركت.شعرت نورة بأن السماء تحنو عليها، فحين كانت ترقد في الحضانة بعد ولادتها، لم تكن تطلب سوى أن تكبر بصحة جيدة."بابا،" قال صوت أنيسة النقي: "هل يمكنني شراء علبة لبن أخرى؟ نفس اسم صديقي."لم تكن طفلة عابثة، بل تستأذن خالد قبل شراء أي شيء.نظر إليها خالد بدفعه لعربة التسوق وهو يبتسم: "اسألي ماما، اليوم تدفع ماما."توقفت نظرة أنيسة لحظة، ثم التفتت لا إراديا نحو نورة، لكن كلمات الاستئذان تأخرت في الخروج.بادرت نورة بالقول: "بالتأكيد، أنيسة، يمكن لك أن تأخذي ما تريدينه، اليوم أنا أدفع."وقالت ذلك وهي تضرب صدرها بسخاء.على الرغم من أن أنيسة لم تتكلم بعد الموافقة، إلا أنها كانت مسرورة ب

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 400

    نظر خالد إلى نورة وهي تبتسم له بعينين محمرتين، وكأنه يشعر بمشاعرها المعقدة، فداعب رأسها برفق، وكأنه يواسيها ويشفق عليها في آن واحد.بقيت نورة جاثمة بجانب السرير تطيل النظر، حتى نبهها خالد فنهضت لتخرج.بمجرد أن وقفت، شعرت وكأن أعدادا لا حصر لها من النمل تعض ساقيها."ماذا هناك؟" رأى خالد تعبير وجهها المتألم.قالت نورة وهي بين الضحك والبكاء: "ساقاي مخدرتان."أمسك خالد بذراعها، وكأنه يسند جدة في مشيتها، وأخرجها من الغرفة.عندما أغلق الباب بهدوء، تبادلا نظرة واندفعا في الضحك.عندما استيقظت أنيسة كان الوقت قد قارب الظهيرة، فركت عينيها وهي تنزل من السرير، وفتحت باب الغرفة فسمعت صوتا يأتي من المطبخ، ورائحة طعام زكية تملأ الهواء.مشت إليها بساقيها الصغيرتين، فرأت شخصين واقفين في المطبخ."هل تحب أنيسة الطعام المالح أم الخفيف؟""جرب الطعم، هل هو مناسب؟ هل ستحبه أنيسة؟""هل يحتاج إلى قليل من الملح؟"كان صوت خالد ناعما: "سواء كان مالحا أو خفيفا فلا يهم، أنيسة ستأكله في كل الأحوال.""كيف يمكن ذلك؟ هذه هي أول وجبة أعدها لأنيسة، يجب أن أحصل على الدرجة الكاملة، جربها لي بسرعة."غرفت نورة ملعقة ووضعتها

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status