Share

الفصل 4

Author: سيدتي المفضلة
تحركت تفاحة آدم في حلق عمر، لكنه لم يستطع أن ينطق بكلمة.

كانت ليلى قد اقتربت منه حتى صار يفصل بينهما مسافة تكفي لأن يرى في بؤبؤي عينيها انعكاس ارتباكه.

لم تقل شيئًا بعد ذلك، واكتفت بالنظر إليه بصمت، وعيناها الجميلتان تشعّان بصفاءٍ يفيض بمشاعر غامضة يصعب وصفها.

أإغراء هذا؟ أم جد؟ أم أن في الأمر حقًا شيئًا من المودة؟

ازداد خفقان قلب عمر بسرعة، وكأن دماءه تجري في عروقه كالماء المغلي.

أمكنه أن يشم رائحة شعرها، وأن يبصر أثر أحمر الشفاه الذي لم يزل برقته، وأن يحس بقربها منه على مسافة قبضة، لو أنه أحنى رأسه قليلًا لتمكن من تقبيلها.

اندفعت الرغبة الجامحة في داخله بجنون، حتى كادت تجتاح سدود المنطق والوعي.

حتى إنّ فكرة مجنونة خطرت بباله، وهي أنه لو اضْطُرَّ أن يموت تحت وطأة مديره، فما ذلك ثمنًا يُذكر إنْ أتيحت له ليلة أخرى بين ذراعيها.

ولكن هذه الفكرة لم تكد تطفو على سطح وعيه، حتى طفت في المقابل صورة والديّه المسنين بأحزانهما البادية على ملامحهما، فغمرتها وطغت عليها.

ظل يردد في قرارة نفسه: "لا... لا يجوز"، وهو يقبض كفيه بقوة حتى غاصت أظافره في راحته، مستلهما من الألم وقودًا لإشعال شرارة الوعي الأخيرة.

دخل الحمام وفتح صنبور الماء الساخن، فاندفعت المياه المتدفقة تغسل السيراميك الأبيض، وتزيل عن أعصابه المتوترة شيئًا من التوتر.

غطى الضباب المرآة، فمسحه بيده ليظهر وجهه في المرآة محمرًا، بينما برزت في الضباب العلامات الحمراء على عظمتي ترقوته، كأنها طُبعت هناك من قبل ليلى.

حين مررت أناملها على الخدوش في ظهره، أيقظ ذلك الإحساس اللاذع ذكريات الأمس، شعرها المتشابك حول ذراعه، ونفسها الحار على عنقه، ولهاثها الخافت الناعم، بينما كانت أظافرها تغوص في جسده.

أغلق عمر الماء الساخن، وغسل وجهه بالماء البارد بعنف. إنه ليس سوى سائق وضيع المكانة، لا ينبغي له أن يستسلم لهذه الأوهام البعيدة.

أتمّ عمر استحمامه على عجل، ثم خرج من الحمام ملفوفًا بثوب الاستحمام، ليفاجأ بليلى واقفةً أمام الباب تحمل ملابسًا نظيفة.

ارتد عمر إلى الوراء فجأة، كأنما لمس جمرًا متقدًا، وارتخت ربطة ثوب الاستحمام مظهرة جزء من صدره الممتلئ.

مرّ نظر ليلى على صدره للحظة، وسألته: "هل انتهيت من الاستحمام؟"، بينما ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها، ثم مرّت إلى جانبه متجهة إلى الحمام، وقالت: "إذًا سأستحم أنا الآن."

في اللحظة التي أُغلق فيها باب الحمام، عادت نبضات قلب عمر تُخيم عليها الفوضى من جديد.

ثم جلس على حافة الفراش، وصوت الماء المتدفق من الداخل يقرع مسامعه، كأن كل قطرة تقع على أوتار قلبه.

كان صوت الماء تارةً متسارعًا وتارةً رقيقًا، حتى كان خياله يرسم قطرات الماء منحدرة على ظهرها الناعم، ثم تتزحلق على خصرها النحيل، قبل أن تتدفق على ساقيها الممشوقتين.

ثم قرص على فخذه بشدة وبكل قوة، ومن شدة الألم استعاد وعيه للحظة، قائلًا: "كفى!"

لكن خرير الماء ظل يتسلل كالسحر إلى أذنيه، يلف أعصابه بشدة، حتى أخذ جسمه كله يحترق من الشهوة.

لم يعُد يدري كم من الوقت مضى، حتى انفتح باب الحمام.

خرجتْ ليلى وهي ترتدي ثوب نوم حريريًا أسود اللون، بالكاد يصل إلى أعلى فخذيها، وكانت حمالته تتدلىّ بخفة على ذراعيها، تنسدل خصلات شعرها الأسودِ الرطبةِ خلفَ ظهرها، تتساقط منها قطراتُ الماء لتنزلق على عُنُقِها الأبيضِ، ثمَّ تَختفي في ياقة ثوب النوم.

مشَت نحو طاولة الزينة، وأمسكت بمجفف الشعر، وقالت بصوتٍ خافتٍ مفعمٍ بالدفء والكسل بعد الاستحمام، ونغمةٍ رقيقةٍ في آخره كأنها تدلل: "هل تساعدني في تجفيف شعري؟"

لمّا سمعَ عمر ذلك، اضطربَ قلبُه، واندفع بالقول: "لا، لا أظن أن هذا مناسب."

سألت ليلى وهي تلتفت، ويتمايل ذيل ثوبها مع حركتها مظهرًا بقعة صغيرة من جلدها الأبيض الثلجي: "ولم لا يكون مناسبًا؟" ،ثم تابعت: "نحن الآن رفيقان، أليس من المفترض أن تساعد رفيقتك في تجفيف شعرها؟"

دفعت مجفف الشعر إلى يده، ثم جلست على الكرسي ظهرها تجاهه، وشعرها الأسود الطويل كشلال من الحبر الأسود، منسدل على ثوب نومها، وأطراف شعرها لا تزال تحمل رطوبة الماء، تتلألأ ببريق ناعم.

ارتجفت يد عمر وهو يمسك مجفف الشعر، وأحس ببرودة الغلاف البلاستيكي عن طريق أنامله.

وقف خلفها، قريبًا إلى حدّ يستطيع أن يشمّ العبير العابق من شعرها، وهو رائحة متآلفة من غسول الاستحمام ونفحاتها الخاصة، رائحة نقية تحمل في طياتها إغراء لا يقاوم.

فأخذ نفسًا عميقًا، ثم ضغط على زر التشغيل.

رفع يده اليسرى ممسكًا بشعرها الطويل المتدلي حتى خصرها، فيما كانت الرياح الدافئة تعصف مبعثرةً بخار الماء، وأخذت أنامله تداعب خصلاتها دون وعيٍ منه، فكان ملمسها ناعمًا كالحرير يصدر عنه حفيفٌ خفيف.

كانت ظهرها الأبيض ينزلق أحيانًا ملامسًا ظهر يده، أملس كالهلام.

وكان كتفاها ضيقين محددتي الخط كأنهما منحوتتان، يُبرزهما ثوب النوم بتقاطيع ناعمةٍ فاتنة.

وخصرها نحيلٌ، يكاد أن يطوقه كفٌّ واحد.

تدلت أطراف شعرها عند خصرها، فتتمايل برقة مع حركة مجفف الشعر.

وقع بصره على خصلات شعرها صاعدًا، حتى استقر على عنقها العاري، حيث كانت بشرتها بيضاء ناعمة كلؤلؤة مصقولة، تنساب قطرات الماء على ثنايا عنقها لتغوص في أعماع ثوب نومها، فتُثير في قلبه حكةً لا تُحتمل.

فقالت ليلى مبتسمة: "اقترب أكثر"، ومالت بنحو خفيف، فمست كتفها ذراعه بلا قصد.

ارتجف جسد عمر ارتعاشًا مفاجئًا، ثم تحرك نصف خطوة إلى الأمام بلا وعي.

هنا‏،‏ كاد يلتصق بظهرها،‏ وأحاطه عبيرها الزكي،‏ فكأنما تسلل إلى أعماق قلبه‏،‏ وامتزج بروحه.‏

حجب صوت مجفف الشعر لهاثه المتقطع، لكن دقات قلبه في صدره كانت واضحة جدًا. أمعن النظر في المشهد المنعكس في المرآة: رأسها مائل قليلًا للخلف، وابتسامة خفيفة تعلو شفتيها، وهو واقف خلفها يمسك بمجفف الشعر ببراعة، تاركًا الضوء يلقي بظلاله المتشابكة عليهما. كانت اللحظة مفعمة بالدفء لدرجة أوهمته بأنهما حقًا عشيقان، يؤديان أبسط الأمور المعتادة قبل النوم.

"يا ليتها كانت حبيبتي حقًا". انبثقت هذه الفكرة بلا سابق إنذار، كبذرة غرست في قلبه، وشرعت تترعرع وتكبر في الحال.

تخيل نفسه يستيقظ كل صباح ليرى جفنيها المتثاقلين من النعاس، وتخيل نفسه يعود من العمل ليجفف شعرها مرة أخرى، تخيل الإمساك بيدها أثناء السير في الشارع، دون الحاجة التسلل أو القلب من نظرات الآخرين...

كانت هذه الأحلام كالمخدّرات، تغرقه في متعة قصيرة، ناسيًا مكانته الحقيقية، متناسيًا تحذيرات مراد، بل وذاك الهوة السحيقة التي تفصل بينهما. وأخيرًا جف شعرها، فبات ناعمًا كالحرير، كثيفًا كالسحاب. أطفأ عمر مجفف الشعر، وهو مغمور بالحسرة.

"شكرًا لك."

ثم استدارت ليلى، فتهادى ثوب نومها مع حركتها، كاشفًا عن رقعة من بشرتها البيضاء الثلجية، ثم انسابت مُسترخيةً على الفراش، فغاصت المرتبة الناعمة تحت جسدها مشكِّلةً تقوُّسًا رقيقًا.

تجمّد عمر في مكانه، محدّقًا في هيئتها المستلقية، خصلات شعرها المنتشرة على الوسادة، وثوب النوم الذي ارتفع قليلًا ليكشف عن ساقها الناعمة البيضاء، تتلألأ تحت الضوء وتتوهّج بإغراء لا حدود له.

"تعال للنوم، الوقت متأخر." ربتت ليلى على المكان بجانبها، وعيناها الجذابتان لهما لمعة رطبة تحت الضوء.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 30

    قاد عمر السيارة خارج المجمع السكني الراقي حيث تقع فيلا نادين الفرماوي، وكانت نافذة السيارة مفتوحة قليلًا، فهب نسيم المساء محملًا برائحة الأعشاب والأشجار، وفجأة اهتز هاتف عمر، وظهرت على الشاشة "سارة"، مما جعل أصابعه تتوقف للحظة، كان يعتقد أنه بعد افتراقهما المرة الماضية، لن يكون بينهما تواصل مرة أخرى.ما إن رفع السماعة حتى تسلل صوت سارة الناعم والمثير، وبدلال قالت: "يا وسيم! ألا نتواعد؟"نبرة آخر كلمة ارتفعت قليلًا، مما جعلت قلبه يشعر بالحكة،وكأنه يمكن رؤية نظراتها المتمايلة في هذه اللحظة.فقال عمر بدون تفكير: "ألم أقل لكِ من قبل لا تتواصلي معي من الآن فصاعدًا؟"وكانت أصابعه تفرك عجلة القيادة بلا وعي، فهو يرفض بلسانه، أما قلبه بدأ يضطرب.جمال ودلال سارة كانا بأسلوب مختلف تمامًا عن أسلوب ليلى، مثل وردة تحمل أشواكًا، ورغم معرفة المرء أن الاقتراب منها قد يجلب المتاعب، إلا أنه لا يستطيع منع نفسه من الاقتراب منها.جاء صوت سارة ماكرًا: "لكن ليلى لم تعد حتى اليوم، أليس كذلك؟ لقد تحدثت معها على فيسبوك منذ قليل، وقالت إنها لن تعود إلا غدًا، فلا تكذب علي."صمتت قليلًا، ثم صار في نبرتها قليلًا من

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 29

    تنهدت بخفة قائلة: "عمر! قل لي، أليس مراد قد تمادى كثيرًا؟ فهو في الخارج يلهو مع نساء أخريات، ويتركني وحدي في هذه الفيلا الخاوية."تدفقت قطرات العرق البارد فورًا على جبين عمر، وتلعثم قائلًا: "سيدتي! هذا أمر عائلي بينكِ وبين السيد مراد، لا يليق بي التدخل."كان قلبه مفزوعًا، فكيف يجرؤ سائق مثله التدخل في مثل هذا الموضوع؟لكن نادين الفرماوي لم تتركه، ورفعت رأسها، وحدقت فيه مباشرة بعينيها الجميلتين، وقالت: "قل لي، أنا الأجمل، أم ليلى أجمل؟"تسارعت ضربات قلبه، ورفع رأسه، ونظر إليها بسرعة، ثم أخفض رأسه فورًا، وأجاب: "بالتأكيد... بالتأكيد أنتِ الأجمل. جمالكِ وقوامكِ يفوقان ليلى، وذوقكِ أيضًل يفوقها بكثير. الجميع في الشركة يقولون إنكِ المرأة الأكثر جمالًا، وهي الثانية."كان يقول الحقيقة دون مبالغة، فجمال نادين الفرماوي وقوامها يتفوقان على ليلى حقًا، كما أن ذوقها أرقى قليلًا.ارتفعت زاوية فم نادين الفرماوي قليلًا، لكن بلا ابتسامة: "إذًا لماذا لا يزال يلهو مع النساء في الخارج؟"توقفت قليلًا، وقال ببرود: "لو كان ممتازًا في ذلك الجانب لكان الأمر مقبولًا، لكنه يستمر ثلاث دقائق فقط، أو حتى أقل. في ذل

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 28

    حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، اهتز الهاتف، كانت رسالة من ليلى على فيسبوك: "عمر، لن أعود الليلة أيضًا، سأعود غدًا، نم مبكرًا، ولا تنتظرني."حدق عمر في الشاشة لبضع ثوان، شاعرًا بالفراغ في قلبه، ليس حزنًا، بل لأنه اعتاد على وجود ليلى في المساء، حتى لو كل منهما منشغلًا بشؤونه، فالشقة لم تكن مهجورة هكذا.رد عليها: "حسنًا."، ووضع الهاتف في جيبه، واستمر في الدردشة مع السائقين، لكن عقله قد شرد بالفعل.وما إن حل وقت انتهاء العمل، كان عمر على وشك ترتيب أغراضه والعودة إلى البيت، حتى تلقى اتصالًا من السيدة نادين.رد، فجاء صوت نادين باردًا، حاملًا نبرة لا تقبل الرفض: "أيها السائق عمر! سائقي في إجازة، أرجو أن توصلني إلى الفيلا."فأجاب عمر: "سأكون هناك على الفور!"، وأغلق هاتفه، وسرعان ما قاد السيارة إلى مدخل المبنى الإداري.كانت نادين واقفة تنتظر عند المدخل، مرتدية بذلة وتنورة سوداء مصممة بشكل متقن، شعرها الطويل مربوط على شكل كعكة، كاشفًا عن رقبة طويلة، حاملة حقيبة يد سوداء، وتبدو متعبة أكثر من المعتاد.فتحت باب السيارة وجلست في المقعد الخلفي، وقالت بهدوء: "انطلق."طوال الطريق، ساد الهدوء السيارة،

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 27

    قالت ذلك وهي متجهة نحو الحمام، ولم تغلق الباب بإحكام، تاركة فجوة.جلس عمر على الأريكة، وامتلأت أذناه بصوت الماء.فهذا الإغراء جعل قلبه مشتتًا.لم يستطع كبح نفسه من النهوض، فتوجه ناحية باب الحمام، وألقى نظرة من خلال الفجوة إلى الداخل.كان الحمام مصنوعًا من الزجاج البلوري، فلا يُرى إلا ظل أبيض ضبابي، يختفي ويظهر بين بخار الماء، مما جعلها أكثر إثارة.وبينما كان مترددًا، توقف صوت الماء في الحمام.خرجت سارة وهي ملتفة بمنشفة حمام وردية اللون، شعرها مبلل، وقطرات الماء تنساب على عظمة الترقوة حتى أسفل، فتتساقط على المنشفة، فأغرته أكثر.مشت إلى غرفة الاستقبال، وفجأة مدت يديها وأطفأت الضوء، فلم يتبق في الغرفة سوى ضوء القمر المتسرب من النافذة.التصقت سارة بظهر عمر، وكان صوتها رقيق مغر، وقالت: "في الحقيقة، لقد لاحظت أنك منذ وقت طويل تشعر بشيء تجاهي، أليس كذلك؟"تظاهر عمر بأنه يحاول الفكاك منها، وقال: "كفى عن ذلك، لدي رفيقة."ولكن سارة ضمته بشدة: "لست أقل من ليلى أبدًا، وأعرف جيدًا كيف أرضي الرجل، ولن أخيب أملك."شعر عمر بكتلتين من العجين على ظهره، وتجمد جسده لحظيًا، وثارت الشهوة عليه كالأمواج، لكنه

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 26

    خفق قلب عمر بشدة، مفكرًا: هل تتواصل معي حقًا؟فتذكرعلى الفور المنشور الذي نشرته ليلى بعد الظهر، فلا بد أن سارة قد رأته، وعرفت أن ليلى ليست في المنزل، ولذلك أرسلت إليه.توقف إصبعه لحظة، ثم رد: "لدي وقت، ما الأمر؟"جاءت رسالة سارة بسرعة بالرد: "أنا في الشركة أعمل وقتًا إضافيًا، وسأنتهي قريبًا، لقد قاربت الساعة العاشرة، وليس من الآمن لامرأة مثلي أن تعود إلى المنزل وحدها، هل يمكنك أن تأتي وتصطحبني؟"وأرفقت الموقع، مبنى مكاتب فاخر في وسط المدينة، وهي بالضبط الشركة الأجنبية التي تعمل بها.وأضافت في النهاية رمزًا تعبيريًا لوجه حزين، وكانت النبرة مليئة بالدلال.نظر عمر إلى الرسالة، وتسارعت نبضات قلبه على نحو لا يمكن تفسيره.تذكر شكلها يوم التقيا، مرتدية فستانًا أبيض، وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها، تبتسم كالزهرة البيضاء، جميلة كليلى، ولكن بجاذبية مختلفة.همس في نفسه: هذا تدريب مناسب، وهي جميلة بالفعل.ثم رد: "حسنًا، سآتي على الفور." أمسك بمفتاح السيارة، وركض إلى الخارج.قاد السيارة المرسيدس الخاصة بمراد، متجهًا إلى وسط المدينة.كان مبنى المكاتب فخمًا بالفعل، وجدرانه الزجاجية تلمع تحت ضوء الل

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 25

    لم يقل عمر شيئًا أيضًا، وكأن قلبه مسدود بشيء ما، فشعر بعدم الارتياح.كان يعرف أن ليلى قد كذبت حفاظًا على ماء وجهها، ويدرك أيضًا أنه لولا تلك السيارة المرسيدس، لعرفت سارة أنه مجرد سائق عادي، فإن نظرة سارة إليه ربما لن تكون دهشة، بل احتقارًا وسخرية.كان صوت عمر يحمل شيئًا من التعب، وقال: "لنعد إلى المنزل."بعدما وصلا، جذبت ليلى عمر للجلوس على الأريكة، وقالت بهدوء: "أنا وسارة كنا ملكتي جمال الجامعة، كنت أنا الأولى، وهي الثانية، لذلك كانت دائمًا تحب أن تقارن نفسها بي: الجمال، القوام، الملابس، الخلفية العائلية، والنتائج. وهي الآن مديرة قسم في شركة أجنبية، وراتبها الشهري أكثر من ثلاثة آلاف دولار، وتنشر يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي صور الشاي بعد الظهر، وتذاكر سفر العمل، إنها تتمنى فقط أن تكون حياتي أسوأ منها."همهم عمر، متذكرًا حقيبة يد سارة، وماكياجها الرائع، فشعر بضيق غامض في قلبه ، كان يعلم أن ليلى صادقة، ولولا السيارة المرسيدس، لسخرت منهما سارة اليوم.رفعت ليلى رأسها فجأة، وقال: "أخشى أنها تحاول أن تسألني عن وضعي."، كانت عيناها تحملان بعض التوسل، وتابعت: "أرجوك لا تقل الحقيقة أبدًا.

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status