السائق وحرم الرئيس الفاتنة

السائق وحرم الرئيس الفاتنة

에:  سيدتي المفضلة방금 업데이트되었습니다.
언어: Arab
goodnovel4goodnovel
평가가 충분하지 않습니다.
30챕터
1.3K조회수
읽기
서재에 추가

공유:  

보고서
개요
목록
앱에서 읽으려면 QR 코드를 스캔하세요.

لم يحلم عمر، السائق الخاص براتب شهري ستمائة دولار، أن تتزوجه المديرة الفاتنة ذات الست والعشرين عام، بثروة تزيد على المليار، بعد وفاة مدير الشركة...

더 보기

1화

لفصل 01

بحلول العاشرة مساء، جلس عمر في مقعد السائق داخل سيارة رولزرويس، يحدق بحسرة نحو نافذة في الطابق الثامن من فندق بارك هانتس، ينساب منها ضوء أصفر دافئ.

انعكس على زجاج النافذة ظلان متداخلان يتحركان فوق الزجاج؛ يقتربان أحيانًا كأنهما يتعانقان، ثم يبتعدان كخيطٍ يكاد ينقطع، فيبدوان كلوحةٍ ضبابية مموّهة ببخارٍ خفيف.

كان يعلم تمامًا ما يجري خلف تلك النافذة، فمديره مراد، ذاك الرجل في منتصف العمر، ذو البطن المنتفخ بسبب البيرة، الذي يعرف أن يقتحم قلوب الفاتنات بماله، ومعه سكرتيرته ليلى التي تشبه الوردة الحمراء المتفتحة في ذروة جمالها.

تمتم عمر شاتمًا: "ملعون!"

كانت نيران الغيرة تغلي في معدته كخمرٍ فاسدٍ.

حيث إن مديره مراد لديه في منزله نادين المرأة الفاتنة، ولكنه غير مكتفٍ بها، ويصر على خيانة أسرته والبحث عن غرام خارجي، فلديه عشيقات في الشركة، ويولي الاهتمام لسكرتيرته ليلى، ويتودد لها منذ أكثر من نصف عام، حتى أدرك أخيرًا مراده اليوم.

وماذا عنه؟ فهو ليس سوى سائق لمديره، يتقاضى راتبًا شهريًا قدره ستمائة دولار، لا يتبقى منه بعد الإيجار ومصاريف المعيشة إلا القليل، هاتفه لا يزال قديمًا اشتراه منذ ثلاث سنوات، وليس في حياته حتى فتاة واحدة تقول له : "طابت ليلتك".

كان دائِمًا ينكمش بحُزنٍ في مقعد السَّائق، يتنفس بقايا رائحةَ تَّبْغ مديره، مُنتظرًا انتهاء لَذَةٍ لا علاقة لهُ بها.

وبينما كان غارقًا في التأمل في حياته البائسة، اهتز هاتفه فجأة، فظهر على الشاشة اسم: المدير.

أسرع بالرد، وصوته يفيض تملقًا: "ألو، سيدي المدير، ما الخطب؟"

جاءه صوت مراد مرتبكًا على غير عادته: "عمر! اصعد فورًا! غرفة 805! لقد جاءت زوجتي نادين! تلك المرأة قادمة لتمسكني متلبسًا! والممر مليء بحراسها! تعال وساعدني في تمثيل مشهدٍ سريع!"

أجاب عمر مشوشًا: "تمثيل مشهد!"

أجابه مراد: "قل إنك أنت من دعا السكرتيرة ليلى إلى هنا، وأنا سأختبئ أولًا، فتولَّ أنت دفة الموقف، سأمنحك خمسمائة دولار مكافأة لاحقًا، هيا أسرع! كادت تصل!"

ثم انقطع الخطّ فجأة، تاركًا في أذنه طنينًا حادًا كسكينٍ صدئ يجرح أعصابه ببطء.

كان قلبه ينبض بشدة في صدره، أيطلب منه أن يمثل دور حبيب ليلى؟

اندفع يفتح باب السيارة، مستعجلًا لدرجة أنه استخدم يديه ورجليه معًا.

كانت أرقام المصعد تقفز كعداد الثواني، وراحت كفاه تتصببان عرقًا، وهو يفكر كيف سيمثل؟ وهل ستتعاون معه ليلى؟

مجرد فكرة الاقتراب من تلك الجنية ليلى، أو حتى مجرد لمس أطراف أصابعها، جعلته يحمر خجلًا، وينبض قلبه بسرعة. كان متوترًا متشوقًا، مترقبًا وخائفًا.

وصل المصعد حتى الطابق الثامن، وانفتح الباب.

السجادة في الممر كانت سميكة إلى حدّ أنها امتصّت وقع خطواته تمامًا، فلم يبقَ مسموعًا سوى خفقان قلبه عند حنجرته بوضوحٍ شديد.

وعندما دق باب الغرفة 805، تسارعت نبضات قلبه، حتى كاد أن يتوقف.

فتح مراد الباب وسحبه إلى الداخل بسرعة، وأغلق الباب بقوة.

نظر الحارسان بريبة إلى الغرفة 805، وقالا بضع كلمات بجدية عبر جهاز الاتصال اللاسلكي.

داخل الغرفة، كانت ليلى مستندة إلى النافذة، بفستان أحمر خمري، مجعد من العبث، وياقته مفتوحة تكشف عن جزءٍ صغير من بشرتها البيضاء النقية، تلمع كاللؤلؤ الندي.

وعندما رأت عمر داخلًا، احمر وجهها البيضاوي الناعم بسطوع، وارتجفت رموشها الطويلة كأجنحة الفراشة.

قال مراد وهو يدفع عمر نحوها: "ليلى! تَعاوني قليلًا! سأزيد راتبك بعد هذه المهمة." ثم تسلل إلى خزانة الملابس بخفة، وأغلق بابها.

لم يكن عمر قد استوعب ما يحدث بعد، حتى أحاطته رائحةٌ عطرةٌ حلوة. اقتربت ليلى منه دون أن يدري، وأمسكت بذراعه بأناملها الرقيقة الباردة قليلًا، وقالت بصوتٍ مرتجفٍ فيه أنوثة تذيب العظام: "انتظر قليلًا، ثم ضمّني بقوة."

انتقل دفء جسدها عبر القماش الرقيق الناعم كالحرير، كأنما يحتضن فراشةً مرتعشة، ترفرف بأجنحتها الحريرية على ذراعه.

حتى دوى في رأسه طنينٌ حاد، كأنه تلقى ضربةً قوية، فعانق خصرها بدون وعي.

كان ملمس خصرها رقيقًا لدرجة جعلته يخشى أن ينكسر لو شدَّ عليها أكثر، وبشرتها من خلف الثوب ملساء كاللؤلؤ.

قالت وهي ترمقه بنظرةٍ غاضبةٍ خجولة: "لم أقل الآن، بل بعد قليل". ثم سحبت اللحاف وتغطيا.

وتظاهرا بأنهما عاشقان غارقان في الود، فتنهد عمر في نفسه بمرارة مبتسمًا: "ليت هذه هي الحقيقة".

لكنه ليس سوى مجرد سائق فقير، فامرأة في مستوى ليلى لا يمكن أن تكون من نصيبه أبدًا.

تذكر حين دخلت ليلى الشركة لأول مرة منذ عام، فأصيب المكتب بالكامل بالذهول وصمت دام نصف دقيقة.

كانت ترتدي فستانًا أحمر خمريًّا ضيّقًا بالكاد يغطي أعلى فخذيها، وحين تمشي تتماوج أطرافه كموج البحر.

وصوت كعبها العالي على الرخام، كأنه يطرق قلوب الجميع.

خصرها رقيق كالصفصاف، وصدرها ممتليء كالخوخ، ولمعة عينيها الساحرة تكفي لإغراق الأحياء، رقيقة كالماء ولكن تخفي لهيبًا.

حينها كنت أنظّف السيارة في الأسفل، ومن خلف ثلاث طبقاتٍ من الزجاج، لم أستطع إلا أن أقع في هواها.

وفجأة دق الباب وانفتح بعنف.

فظهرت امرأة فاتنة الجمال عند مدخل الباب.

انسكب عليها ضوء الممرّ، كأنه يكلّلها بحلية ذهبية.

وجهها بيضاوي الملامح محدد، يشع على عظام الوجنتين حمرة طبيعية، كأنها قطعة من اليشم الناعم مدهونة بأحمر الخدود الفاخر.

عيناها المائلتان كعيني العنقاء تلمعان ببريقٍ حادّ، وعند طرف عينها شامةٌ صغيرة كدمعةٍ لامعة، تارةً كغلالة ضباب تنساب في الصباح، وتارةً كسيفٍ قد غمده الحرير.

يقف خلفها الحارسان الشخصيان كأنهما تمثالان من حديد، يزيدانها أناقةً وهيبةً؛ مرأة بهيّة القوام، يسبقها هيبة الملكات.

تلك كانت نادين، في السادسة والعشرين من عمرها، فاتنة الملامح والهيئة، لا تدير ثروة زوجها الضخمة فحسب، بل اجتهدت في إنقاذه مرارًا في أوقات كان لا حول له ولا قوة. زوجة كهذه كانت هبةً من السماء لمراد، فمن كان يصدّق أنه رغم ذلك، لا يزال يطارد النساء خارج بيته دون توقف!

تصبّب العرق من ظهر عمر، بينما شدّت ليلى ذراعه بقوةٍ أكبر، وخرج من شفتيها أنينٌ خافت، كأنها مندفعة بالعاطفة.

وعندما انكسر الباب ودخلت نادين، تظاهرا بالارتباك والدهشة، وقالت ليلى وهي ترفع يديها بتوترٍ متصنّع: "سيّدتي… ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"

تجولت نظرات نادين في الغرفة، وما أن وقعت عيناها على عمر، لمعت عيناها في ذهول، ولكن سرعان ما تداركت أمرها لتخفي اضطرابها وفقدان اتزانها، وقالت بنبرة فيها شيء من الحرج: "ارفع بنطالك، أين مراد؟"

كان صوتها رقيقًا لكنه مفعم بالبرودة، حادًّا كالنصال.

سارعت ليلى بالردّ، وهي تتصنّع الهدوء وقد لاح التوتر في وجهها: "الأستاذ مراد غير موجود هنا."

كان عمر مذهولًا لا يقوى على الكلام، فتابعت ليلى لتخفف الموقف بسرعة: "فقط أنا وعمر كنا في موعدٍ معًا."

رفعت نادين حاجبيها ببطء، وحدّقت في وجه عمر مليًّا. في عينيها الجميلتين— كزهرة خوخٍ تتفتح في الربيع - ظهر بريقُ سخريةٍ لاذعة، وقالت بصوتٍ باردٍ ساخر: "تتواعدان؟ أيها السائق عمر، إنني أذكر أنك تقود سيارة مراد منذ عشر سنوات، لم أكن أعلم أن لديك هذه الجرأة، حتى لتتجرأ على لمس امرأةٍ تخصه."

خشيت ليلى أن ينطق عمر بكلمةٍ تفضح الموقف، فقاطعت بسرعة قائلة: "سيدتي لقد أسأتِ الفهم، فأنا لست رفيقة الأستاذ مراد، أنا صديقة عمر، بل أنا. أنا التي بادرت بملاحقته".

ابتسمت نادين ابتسامةً ساخرة، ثم قالت: "بما أن لقاءكما القائم قد بدأ، فاستمرا، تظاهرا بأني غير موجودة، وإلا فلا تلوماني على قسوتي!"، ثم جلست على الأريكة بهيئة تفوح بالوقار والسلطة.
펼치기
다음 화 보기
다운로드

최신 챕터

더보기
댓글 없음
30 챕터
لفصل 01
بحلول العاشرة مساء، جلس عمر في مقعد السائق داخل سيارة رولزرويس، يحدق بحسرة نحو نافذة في الطابق الثامن من فندق بارك هانتس، ينساب منها ضوء أصفر دافئ.انعكس على زجاج النافذة ظلان متداخلان يتحركان فوق الزجاج؛ يقتربان أحيانًا كأنهما يتعانقان، ثم يبتعدان كخيطٍ يكاد ينقطع، فيبدوان كلوحةٍ ضبابية مموّهة ببخارٍ خفيف.كان يعلم تمامًا ما يجري خلف تلك النافذة، فمديره مراد، ذاك الرجل في منتصف العمر، ذو البطن المنتفخ بسبب البيرة، الذي يعرف أن يقتحم قلوب الفاتنات بماله، ومعه سكرتيرته ليلى التي تشبه الوردة الحمراء المتفتحة في ذروة جمالها.تمتم عمر شاتمًا: "ملعون!"كانت نيران الغيرة تغلي في معدته كخمرٍ فاسدٍ.حيث إن مديره مراد لديه في منزله نادين المرأة الفاتنة، ولكنه غير مكتفٍ بها، ويصر على خيانة أسرته والبحث عن غرام خارجي، فلديه عشيقات في الشركة، ويولي الاهتمام لسكرتيرته ليلى، ويتودد لها منذ أكثر من نصف عام، حتى أدرك أخيرًا مراده اليوم.وماذا عنه؟ فهو ليس سوى سائق لمديره، يتقاضى راتبًا شهريًا قدره ستمائة دولار، لا يتبقى منه بعد الإيجار ومصاريف المعيشة إلا القليل، هاتفه لا يزال قديمًا اشتراه منذ ثلاث س
더 보기
الفصل 2
قال عمر والعرق يتصبب على جبينه: "السيدة نادين الفرماوي حازمة جدًا، فكيف نكمل التمثيل الآن؟"كانت ليلى تشعر بصراع داخلي، ولكن بريقًا حاسمًا لمع في عينيها للحظة.فلو اكتشفت نادين الفرماوي أنها لم تكن مع عمر بل مع مراد المختبئ في خزانة الملابس، لربما اختفت من الوجود دون أثر. ومع امرأة ذكيةٍ مثل نادين الفرماوي، ذات البصيرة الثاقبة وسرعةِ القرار، لا بُدَّ من تضحيةٍ حقيقيةٍ لإقناعها.فاقتربت ليلى فجأة من عمر، وجذبته إلى الفراش، وهمست في أذنه متوسلة: "عمر... أرجوك انقذني!"كانت عيناها تفيضان بالدموع، وقد ابتل وجهها بآثارها، مما أثار في عمر المضطرب غريزة حماية الرجل للمرأة الجميلة.فسألها: "كيف أنقذكِ؟ أنا مجرد سائق، لا أجيد سوى القيادة."فأجابته: "كن رفيقي ليوم واحد فقط، من هذه اللحظة، أنت رفيقي، أنا لم أكن قد سلمت نفسي تمامًا لمراد بعد، إذا وافقت أن ترافقني اليوم، فسأهبك عذريتي!"عندما سمع ذلك امتقع وجهه متعجبًا: "ماذا؟""أرجوك، وافق، أرجوك!""أنا. حسنًا، أوافق أن أرافقك ليوم واحد.""إذًا الآن نحن عاشقان رسميًا."خاطرت ليلى بحياتها، وتقدمت بلا خوف أو وجل، وفورًا دفعته وأسقطته، ومن هذه اللحظة
더 보기
الفصل 3
توقف مراد فجأة، وتجمد الغضب على وجهه لحظة.أجل، إن ذكاء نادين محكم كشبكة العنكبوت، وبما أنها استطاعت اقتحام المكان فجأة اليوم، فليس مستبعدًا أن تكون تنتظر في الأسفل. إذا غادر عمر الآن، وعادت هي على الفور مع آخرين، واكتشفت وجوده مع ليلى في الغرفة، ألن يذهب كل ما مثلوه سُدى؟ألقى نظرة سريعة على الملاءة المبعثرة فوق السرير، ثم نظر إلى فستان ليلى الأحمر الخمري المتجعد، الذي كان يظهر جزءًا صغيرًا من بشرتها البيضاء الثلجية بسبب اتساع ياقة الفستان، وعلى تلك المساحة المكشوفة بدت بعض العلامات الحمراء الغامضة التي خلفها عمر للتو.اشتعلت نيران الغضب في قلبه مرة أخرى، ممزوجة بشعور قوي بالضيق والاستياء.ارتفع صوت مراد قائلًا بحدة: "إذًا، يجب أن أغادر أنا؟" ، ناظرًا إلى عمر بعينين تزدادان شرًا، وسأله: "وأنت ستبقى؟"أن يترك سائقه في فندق ليبقى مع سكرتيرته، هل هناك موقف أكثر إهانة من هذا في العالم؟لكن ليلى تظاهرت بعدم الاكتراث لإحراجه، وبدأت بخفة ترسم بأناملها على صدره، قائلة بنبرة تحمل شيئًا من الدلال: "الصبر مفتاح الفرج، وعندما تهدأ الأمور، سيكون لدينا متسع من الوقت".تعمَّدت أن تُطيل نبرة صوتها، ح
더 보기
الفصل 4
تحركت تفاحة آدم في حلق عمر، لكنه لم يستطع أن ينطق بكلمة.كانت ليلى قد اقتربت منه حتى صار يفصل بينهما مسافة تكفي لأن يرى في بؤبؤي عينيها انعكاس ارتباكه.لم تقل شيئًا بعد ذلك، واكتفت بالنظر إليه بصمت، وعيناها الجميلتان تشعّان بصفاءٍ يفيض بمشاعر غامضة يصعب وصفها.أإغراء هذا؟ أم جد؟ أم أن في الأمر حقًا شيئًا من المودة؟ازداد خفقان قلب عمر بسرعة، وكأن دماءه تجري في عروقه كالماء المغلي.أمكنه أن يشم رائحة شعرها، وأن يبصر أثر أحمر الشفاه الذي لم يزل برقته، وأن يحس بقربها منه على مسافة قبضة، لو أنه أحنى رأسه قليلًا لتمكن من تقبيلها.اندفعت الرغبة الجامحة في داخله بجنون، حتى كادت تجتاح سدود المنطق والوعي.حتى إنّ فكرة مجنونة خطرت بباله، وهي أنه لو اضْطُرَّ أن يموت تحت وطأة مديره، فما ذلك ثمنًا يُذكر إنْ أتيحت له ليلة أخرى بين ذراعيها.ولكن هذه الفكرة لم تكد تطفو على سطح وعيه، حتى طفت في المقابل صورة والديّه المسنين بأحزانهما البادية على ملامحهما، فغمرتها وطغت عليها.ظل يردد في قرارة نفسه: "لا... لا يجوز"، وهو يقبض كفيه بقوة حتى غاصت أظافره في راحته، مستلهما من الألم وقودًا لإشعال شرارة الوعي ال
더 보기
الفصل 5
رفع عمر اللحاف ببطء، ثم استلقى مبعدًا جسده المتصلب عنها قدر الإمكان. ورغم أن الفراش كبيرًا جدًا، إلا أنه استطاع أن يشم عبيرها، ويحس بحرارة جسدها منسابة إليه عبر الهواء.ظهرت على وجه ليلى ابتسامة مازجة بين التهكم والفضول، وسألت عمر: "أتحبني؟ أم معجب بي في السر؟"فأجاب متنهدًا: "أنتِ بهذا البهاء والفتنة، فهل من رجل في الشركة كلها لا يكن لكِ إعجابًا أو لا يعشقكِ سرًا؟"ورغم وصف الجميع لها بأنها مثيرة ومغوية، لو أتته هذه المغوية لتغريه، بالتأكيد كان سيشعر بسعادة غامرة.قالت ليلى: "إذًا اطمأن قلبي. أنت الأجدر أن تمثل دور رفيقي، والأقدر على خداع نادين. لقد كان أداؤك في البداية رائعًا جدًا." أمعنت ليلى النظر إليه بدلال، ثم تحركت نحوه، حتى كادت أطراف أنوفهما تلتصق، ولامست أنفاسها العطرة شفتيه.مرت خصلة من شعرها على خده، حاملة معها لمسة من الدغدغة، وقد انسدلت ياقة ثوب نومها بقدر كاف لتكشف عن مفاتنها. أما الشوق فكان يتضخم في أعماقه، يلح عليه أن يقترب، وأن يعود فيضم ذلك الجسد الناعم مجددًا.إلا أن الإحساس بالدونية غمره فورًا! فما هو إلا سائق لا يتجاوز راتبه الشهري ستمائة دولار، لا يستطيع حتى إعال
더 보기
الفصل 6
عند الساعة السابعة إلا خمس دقائق.بينما لا يزال ضباب الصباح يعانق الأفق، كان عمر قد أوقف السيارة رولزرويس، أمام البوابة الحديدية لفيلا مراد الفاخرة.يعبق الجو بعبير العشب الأخضر والتربة الرطبة.يظهر المبنى أبيض اللون، مبنيًا على الطراز الأوروبي، كقصر نائم بين الضباب، النقوش البارزة على الأعمدة تظهر وتختفي في الضباب، والبوابة الحديدية المزخرفة بارتفاع شخصين، وتماثيل الأسود الحجرية على عمود البوابة تحدق بعيون واسعة إلى الأجراس النحاس، وكأنها تحرس عالمًا لا تمت إليه بصلة.المسطحات الخضراء المستوردة في الحديقة كسجادة من الزمرد، وفي وسطها كانت نافورة ترش الماء، فكان خرير الماء كلحن صامت.كان الخادم يدفع آلة التقليم ببطء، وجزازة العشب تركت الحشائش مرتبة، مطلقة رائحة عشب وخشب منعشة، كان صوته لطيفًا، كأنه يخشى إزعاج صاحب البيت.كان عمر يشعر بالاختناق في كل مرة يأتي فيها إلى ذلك المكان، كل قطعة حجر في هذا المكان محفورًا عليها كلمتي طبقة اجتماعية، تثقل على صدره حتى لا يقوى على التنفس، فكل قرميدة في السقف، وكل زهرة في البستان تشع بثراء لن يستطيع بلوغه طوال حياته.جلس في مقعد السائق، وبدأت أصابعه
더 보기
الفصل 7
كانت ليلى تحمل في يدها كيسًا من فطائر اللحم الساخنة في يدها. وعندما توجهت إلى السيارة، كانت النظرة الساحرة في زاوية عينيها أكثر إشراقًا من ضوء الصباح، وقالت: "لقد أحضرت لك الإفطار".فتح عمر باب السيارة على عجل، وتناول منها الكيس، فانكمشت أطراف أصابعه من الحرارة، تلك الحرارة كانت مثل أنفاسها التي لامست صدره الليلة الماضية، أحرقت قلبه بارتباك، ومع ذلك لم يشأ أن يتركها.وفي اللحظة التي تلامست فيها أطراف أصابعهما، توقف كلاهما للحظة وجيزة. كانت يداه خشنتين وقاسيتين، بينما كانت يداها ناعمتين رقيقتين. كانت اللمسة كأنها تيار كهربائي خفيف، عبر الذراع ووصل مباشرة إلى القلب. وقال: "شكرًا لكِ سكرتيرة ليلى."كان وجهه محمرًا قليلا، وألقى نظرة سريعة نحو مدخل المبنى خشية أن يظهر مراد فجأة.سقطت أشعة الشمس على وجه ليلى، فبدت بشرتها بيضاء كالخزف، وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة، وكان دلال عينيها أقل من الليلة الماضية، لكنها اكتسبت حزم المرأة العاملة، وقالت: "نحن نمثل دور العاشقين، لذا من الطبيعي أن أحضر لك الإفطار، لا تبالغ في التفكير."أخذ عمر يأكل فطيرة اللحم مطرق الرأس، كانت شهية وطرية، ألذ بمراحل من تلك ا
더 보기
الفصل 8
سألت نادين الفرماوي بفضول، مستغلةً الموقف: "أيتها السكرتيرة ليلى، بما أنك أقمتِ في غرفة واحدة مع السائق عمر، وهو أيضًا موهوب إلى هذا الحد، فلِمَ لا تسكنان معًا إذن؟ لكي تستمتعا بسعادة أكبر؟"تلعثم لسان ليلى، وتطايرت نظراتها قلقًا نحو مراد، وتمتمت بتردد: "أنا... نحن ما زلنا في مرحلة التعارف. إن العيش معًا سابق لأوانه.""سابق لأوانه؟" وضعت نادين الفرماوي الملف جانبًا، واقتربت من ليلى.كانتا متقاربتين في الطول، فرفعت رأسها قليلًا لتنظر إليها بعيون لا تخفي حدتها، "في هذا العصر، أليس من الطبيعي عند المواعدة أن يعيش الاثنان معًا؟"تعمَّدت إطالة نهاية الجملة، ومسحت عيناها كالكشاف على ليلى ومراد، وتابعت: "هل تمثِّلان أمامي؟ وهل هذا يؤكد صحة شكوكي؟"كان مراد يستمع بجوارها، فشعر باحتقان في الدم، وكاد يتقيأ دمًا في الحال. قبض على قبضتيه بشدة حتى ابيضَّت مفاصل أصابعه؛ لقد كانت نادين الفرماوي تدفعه دفعًا نحو الهاوية!أخذ مراد نفسًا عميقًا، قامعًا غضبه بالقوة، لكن نبرته حملت شيئًا من الحذر الذي يصعب إخفاؤه: "نادين! لا تسيئي الظن!" السكرتيرة ليلى والسائق عمر جادّان!"ولكي يستر الكذبة، لم يجد إلا أن ي
더 보기
الفصل 9
كلما واصل مراد الحديث ازداد انفعالًا، حتى بدا كوحش مفترس غاضب: "لكنني أيضًا رجل! إنها تتصرف يوميًا بتعال واستعلاء، وقد سئمت! ما العيب فيّ؟ ما العيب في أن أكون رومانسيًا لعوبًا؟ وما العيب إن لم أستطع كبح شهوتي؟ ومع ذلك فأنا ما زلت أحبها كثيرًا! لكنها تصر على إجباري!"ارتعدت ليلى من صراخه، فلم تجرؤ على النطق بكلمة. كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها مراد يفقد رباطة جأشه، فذلك الذي كان أمامها ينفق المال ببذخ، مفعمًا بالثقة والنفوذ، يتحول أمام زوجته إلى إنسان مكسور إلى هذا الحد، حتى أنه الليلة الماضية اختبأ في خزانة الملابس ولم يجرؤ على الخروج.بعد أن أفرغ مراد غضبه، بدأ يهدأ تدريجيًا، ثم رمق ليلى بنظرة غير مفهومة قائلًا: "لقد ظلمتكِ، لكن لا توجد طريقة أخرى، اطمئني، سأزيد لكِ راتبك، واعتبري ذلك تعويضًا عن الظلم."سكت قليلًا، ثم عادت نبرته لتشتد، وقال: "لكن تذكري جيدًا، إن كان لا بد من العيش معا، فلا يسمح بأي تجاوز بينكِ وبين عمر! وإلا سأطردكما معًا!"أمالت ليلى رأسها صامتة، غير أن قلبها كان يضطرب بعنف.أحقًا ستعيش مع عمر؟تذكرت قبلته الحارة الليلة الماضية، وتلك الخدوش الحمراء على ظهره الت
더 보기
الفصل 10
حدّق مراد في ليلى في ما لا يقل عن دقيقة، ساد المكتب صمت يمكن خلاله سماع صوت عقارب الساعة المعلقة على الحائط.كانت ليلى فاتنة آسرة، مميزة وبارعة، تؤدي دورها كسكرتيرة له بكفاءة ووفاء، مما منحه راحة وبهجة لم يشعر بهما من قبل.لم يكن ليستطيع تحمل فكرة التخلي عنها بهذه السهولة.لكنه كان يشك حقًا في أن ليلى وعمر قد لا يقاومان إغراء الاقتراب سرًا، بل وقد حدث ذلك بالفعل مرة على الأقل.والآن تأتي ليلى وتضع حدودًا مسبقة، وتطلب منه ألا يشك؟أليس هذا كأنه يدفع من جيبه ليقدم لعمر رفيقة بهذا الجمال والفتنة؟كان هذا أمرًا خانقًا ومثيرًا للضيق حقًا.أخيرًا، قال ببرود: "حسنًا، لن أشك فيكما بسهولة. لكن تذكري جيدًا: إذا تجرأتِ على الدخول في علاقة حقيقية مع عمر، فلن أكون متسامحًا أو لطيفًا معكِ، وأنتِ تعرفين أساليبي!"ارتفعت ابتسامة ليلى على الفور، وطبعت قبلة مسموعة على خد مراد، ثم قالت بنعومة متذمرة: "يا لطافة مديري، أحبك. عمر مجرد سائق، كيف يمكن أن يعجبني؟ لذا اطمئن تمامًا، لن أدخل معه في علاقة حقيقية بأي حال، ولن أسمح له باستغلال أي فرصة مرة أخرى."...اتصل مراد بعمر واستدعاه فورًا، وأشار إلى الكرسي أم
더 보기
좋은 소설을 무료로 찾아 읽어보세요
GoodNovel 앱에서 수많은 인기 소설을 무료로 즐기세요! 마음에 드는 책을 다운로드하고, 언제 어디서나 편하게 읽을 수 있습니다
앱에서 책을 무료로 읽어보세요
앱에서 읽으려면 QR 코드를 스캔하세요.
DMCA.com Protection Status