Share

الفصل 5

Author: سيدتي المفضلة
رفع عمر اللحاف ببطء، ثم استلقى مبعدًا جسده المتصلب عنها قدر الإمكان. ورغم أن الفراش كبيرًا جدًا، إلا أنه استطاع أن يشم عبيرها، ويحس بحرارة جسدها منسابة إليه عبر الهواء.

ظهرت على وجه ليلى ابتسامة مازجة بين التهكم والفضول، وسألت عمر: "أتحبني؟ أم معجب بي في السر؟"

فأجاب متنهدًا: "أنتِ بهذا البهاء والفتنة، فهل من رجل في الشركة كلها لا يكن لكِ إعجابًا أو لا يعشقكِ سرًا؟"

ورغم وصف الجميع لها بأنها مثيرة ومغوية، لو أتته هذه المغوية لتغريه، بالتأكيد كان سيشعر بسعادة غامرة.

قالت ليلى: "إذًا اطمأن قلبي. أنت الأجدر أن تمثل دور رفيقي، والأقدر على خداع نادين. لقد كان أداؤك في البداية رائعًا جدًا." أمعنت ليلى النظر إليه بدلال، ثم تحركت نحوه، حتى كادت أطراف أنوفهما تلتصق، ولامست أنفاسها العطرة شفتيه.

مرت خصلة من شعرها على خده، حاملة معها لمسة من الدغدغة، وقد انسدلت ياقة ثوب نومها بقدر كاف لتكشف عن مفاتنها. أما الشوق فكان يتضخم في أعماقه، يلح عليه أن يقترب، وأن يعود فيضم ذلك الجسد الناعم مجددًا.

إلا أن الإحساس بالدونية غمره فورًا! فما هو إلا سائق لا يتجاوز راتبه الشهري ستمائة دولار، لا يستطيع حتى إعالة نفسه، فكيف يطمع في امرأة مديره؟ وحتى لو كانت ليلى تبتسم له الآن، فهل يعقل أن يأخذها على محمل الجد؟

إنها تستخدمه لتمثيل مشهد، فما أن ينقضي أوج الخطر، ستعود إلى مكانتها السابقة كسكرتيرة نبيلة تحيط بها الأنظار كالنجوم حول القمر، أما هو فسيبقى سائقًا.

وفجأة نادته وفي صوتها لمحة خفية من الإغراء: "عمر! فيما تفكر الآن؟"

استفاق عمر فجأة، وقد احمرت وجنتاه، وأجاب: "لا شيء... لا شيء."

سألته ليلى ضاحكة ضحكة خفيفة: "هل تفكر في أمر سيء؟"، ثم حركت جسدها بخفة، واقتربت منه أكثر.

توقفت أنفاس عمر لحظة، واشتد توتر جسده، حتى انقبضت أصابع قدميه.

أحس بنسماتها تقترب منه أكثر، حتى كاد ذلك العطر الشهي يندس في أنفه، فيهيج نفسه.

جاء صوته مرتعدًا، وأجاب: "لا، لا"، وعيناه شاخصتان نحو السقف، لا يجسر على الالتفات، خوفًا من أن يرى وجهها القريب منه فيفقد السيطرة على نفسه.

كان يريد أن يشاركها الفراش مرة أخرى.

كانت هذه الفكرة في رأسه كالشيطان الصاخب...

فهي جميلة وجذابة إلى حد يأسر العقل، خاصة في هذه اللحظة، بعد أن تخلعت عن دفاعاتها، وبدا عليها نضارة الاستحمام، كانت أكثر إثارة له من السابق، مما جعله يفقد السيطرة أكثر.

لكنه لا يقدر! كان يعلم أن تجاوزه للحدود يعني السقوط في الهاوية، وعاقبته طريق لا مَفَرَّ منه.

قال بصوت مبحوح: "أيتها السكرتيرة ليلى! الوقت قد تأخر، حاولي النوم".

وبعد فترة طويلة، شعر بأنفاسها قد هدأت وغلبها النعاس. فاسترخى قليلًا، لكن دون أن يجرؤ على التحرك، أو حتى أخذ نفس.

وفي الظلام، كانت ملامحها واضحة في ذهنه، شعرها الطويل المتناثر على الوسادة، وكتفاها يرتفعان ببطء، وملامحها الرقيقة، وياقة ثوب نومها مفتوحة قليلًا.

أحس برغبة جارفة تكاد تذهب عقله، فقبض على كفيه بشدة حتى غاصت أظافره في راحتيه، فأبقاه الألم مستيقظًا.

"لماذا يضعني القدر أمام إغراء مثل هذا؟"

إنه مجرد سائق بسيط، لا يطمع إلا في حياة مستقرة، ولم يتمن يومًا ما ليس له.

غير أن القدر لعب معه مثل هذه النكتة القاسية، فأرسل له مثل هذا الجمال، ولكن بعد ذلك وضع أغلالًا حول رقبته.

يمكن لمراد أن يسامح مرة، لكن من المستحيل أن يسامح مرة أخرى.

لم يكن تحذيره تهديدًا بأي حال من الأحوال.ومع ذلك، كانت ليلى المستلقية بجانبه ساحرة ورائعة للغاية، وكأن كل جزء من جسدها يغريه ويدعوه.

خاصة حين تقلبت وغيرت وضع نومها عن غير قصد، ولامست يدها الناعمة يده، لكن هذه اللمسة جعلت عقله ينهار فورًا، ولم يستطع إلا أن يمسك يديها، فأطبق برفق على تلك الأنامل الرقيقة.

وللحظة توقفت أنفاس ليلى، ثم فتحت عينيها، فسقط الضوء الدافئ من جانب السرير في عينيها، متلألئا ببقع صغيرة من الضوء، كخطاف مخفي سحب روحه على الفور.

انحنت بالقرب من أذنه، وأنفاسها الدافئة تلامس أذنه مما جعل جسده يرتعش وقالت: "يا ساذج! ألم أخبرك من قبل أنك رفيقي ليوم واحد؟ لم ينته اليوم بعد، فكل ما تريد أن تفعله، افعله."

أضاءت عينا عمر على الفور متسائلًا: "ماذا؟"، وكان وجهه مليئًا بالنشوة، ومد يده مرتجفًا، محاولًا معانقة خصرها.

ولكن ليلى دفعت صدره القوي بيديها، واختفى بعض فتنتها من محياها، ثم قالت بعض بصوت جاد: "إلا أنني أحذرك، منذ غد لن أعود رفيقتك، سوف نتظاهر بالعشق أمام نادين فقط لنخدعها ، ولكن يجب ألا تكن لي مشاعر، فأنا من المستحيل أن أقع في حبك."

فجأة شعر قلب عمر بالمرارة، وتلاشت النشوة عن وجهه، وقال: "أعرف ذلك."

تلقى كلماتها كصفعة أيقظته من أحلامه، فلقد كانت لديه تخيلات غير واقعية من قبل، معتقدًا أنه طالما حصل على ليلى للمرة الأولى، فقد تكون لديه فرصة لجعلها تقع في حبه حقًا؛ ولكن الآن كانت كلمات ليلى بمثابة صدمة مفاجئة أيقظته من حلمه الجميل.

دون مزيد من التأخير، عانق فجأة جسدها الناعم والرشيق، ودفن أنفه في رقبتها، واستنشق الرائحة الجذابة بشراهة، ثم شهق وقبل شفتيها المثيرتين والساحرتين.

غمرته تمامًا المشاعر الناعمة والحلوة والدافئة وغيرها، مما جعله تائهًا ومهووسًا لدرجة أنه لم يعرف ماذا يفعل.

كما أنها أطلقت صرخة وانهارت بين ذراعيه، وعانقت رقبته بخجل، واستجابت بحماس.

مرت الليلة الجميلة في غمضة عين.

بدأ يسطع شعاع ضوء الصباح الأول من خلال فجوة في الستائر، فسقط بشكل مائل على وجه ليلى كشريط ذهبي، وألقي ظلًا خافتًا على رموشها، مما جعل وجهها النائم أكثر رقة وجمالًا.

أبعد عمر عنه اللحاف بهدوء، وغادر الفراش، وتوقف لحظة يتأملها من بعيد، ثم هم بالخروج بسرعة مثل اللصوص، كان خائفًا من أنه لا يستطيع إلا أن يكرر ما حدث مرة أخرى. فارتدى ملابسه بسرعة، لكن ليلى استيقظت.

فركت عينيها ونظرت إليه وهي تحرك رموشها الطويلة كمروحة صغيرة. كانت عيناها مشوشة كما لو أنها استيقظت للتو، ولكن كان هناك أيضًا تلميح من السحر المختبئ فيهما، وسألته: "هل ستغادر؟"

فأجاب عمر، وكان صوته لا يزال مبحوحًا بعض الشيء: "أجل، حان الوقت لأقل المدير."

لم يجرؤ على النظر في عينيها، وأخفض رأسه، وقال متوسلًا: "أيتها السكرتيرة ليلى! هل يمكنكِ أن تخبري المدير بأني قضيت الليلة الماضية على الأريكة، بينما نمتِ أنتِ في الفراش، ولم يحدث بيننا ما يخل بالآداب؟ إني أخشى أن يسيء الظن من كثرة التفكير."

جاء صوت ليلى كسولًا بعض الشيء، قائلة: "هذا سر بيننا، لكن من الآن فصاعدًا سنتظاهر بأننا عشيقان فقط، ولا تتجاوز حدودك بعد اليوم."

كان صوت عمر متأسفًا وهو يقول: "أنا أعرف ذلك."

اندفع يسرع خطاه نحو الباب، ولما وضع كفه على مقبض الباب، لازمته نظرة الوداع، فالتفت إليها.

وإذ بليلى جالسة برشاقة، وترفع يديها تجمع شعرها الطويل المتناثر على كتفيها.

عندما رفعت مرفقيها، انزلقت فتحة ياقة ثوب النوم قليلًا، فكشفت كتفيها. سقطت أشعة الشمس عليها عبر النافذة، وكأنها مغطاة بطبقة من الذهب، ترسم صورة ظليه رشيقة، جميلة مثل لوحة زيتية مرسومة بعناية. اشتد توتر عمر، فسحب نظره بسرعة وفتح الباب بقوة مغادرًا.

في أعماقه كان يدرك أن جمالًا ساحرًا كهذا، ليس من الممكن أبدًا أن يكون من نصيب سائق فقير مثله .إن القدرة على قضاء ليلة واحدة معها كان نعمة له من القدر، وأي أطماع إضافية لن تجلب له سوى المزيد من المعاناة .لكنه لم يكن يعلم أن حظه مع النساء لم يبدأ بعد...
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 30

    قاد عمر السيارة خارج المجمع السكني الراقي حيث تقع فيلا نادين الفرماوي، وكانت نافذة السيارة مفتوحة قليلًا، فهب نسيم المساء محملًا برائحة الأعشاب والأشجار، وفجأة اهتز هاتف عمر، وظهرت على الشاشة "سارة"، مما جعل أصابعه تتوقف للحظة، كان يعتقد أنه بعد افتراقهما المرة الماضية، لن يكون بينهما تواصل مرة أخرى.ما إن رفع السماعة حتى تسلل صوت سارة الناعم والمثير، وبدلال قالت: "يا وسيم! ألا نتواعد؟"نبرة آخر كلمة ارتفعت قليلًا، مما جعلت قلبه يشعر بالحكة،وكأنه يمكن رؤية نظراتها المتمايلة في هذه اللحظة.فقال عمر بدون تفكير: "ألم أقل لكِ من قبل لا تتواصلي معي من الآن فصاعدًا؟"وكانت أصابعه تفرك عجلة القيادة بلا وعي، فهو يرفض بلسانه، أما قلبه بدأ يضطرب.جمال ودلال سارة كانا بأسلوب مختلف تمامًا عن أسلوب ليلى، مثل وردة تحمل أشواكًا، ورغم معرفة المرء أن الاقتراب منها قد يجلب المتاعب، إلا أنه لا يستطيع منع نفسه من الاقتراب منها.جاء صوت سارة ماكرًا: "لكن ليلى لم تعد حتى اليوم، أليس كذلك؟ لقد تحدثت معها على فيسبوك منذ قليل، وقالت إنها لن تعود إلا غدًا، فلا تكذب علي."صمتت قليلًا، ثم صار في نبرتها قليلًا من

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 29

    تنهدت بخفة قائلة: "عمر! قل لي، أليس مراد قد تمادى كثيرًا؟ فهو في الخارج يلهو مع نساء أخريات، ويتركني وحدي في هذه الفيلا الخاوية."تدفقت قطرات العرق البارد فورًا على جبين عمر، وتلعثم قائلًا: "سيدتي! هذا أمر عائلي بينكِ وبين السيد مراد، لا يليق بي التدخل."كان قلبه مفزوعًا، فكيف يجرؤ سائق مثله التدخل في مثل هذا الموضوع؟لكن نادين الفرماوي لم تتركه، ورفعت رأسها، وحدقت فيه مباشرة بعينيها الجميلتين، وقالت: "قل لي، أنا الأجمل، أم ليلى أجمل؟"تسارعت ضربات قلبه، ورفع رأسه، ونظر إليها بسرعة، ثم أخفض رأسه فورًا، وأجاب: "بالتأكيد... بالتأكيد أنتِ الأجمل. جمالكِ وقوامكِ يفوقان ليلى، وذوقكِ أيضًل يفوقها بكثير. الجميع في الشركة يقولون إنكِ المرأة الأكثر جمالًا، وهي الثانية."كان يقول الحقيقة دون مبالغة، فجمال نادين الفرماوي وقوامها يتفوقان على ليلى حقًا، كما أن ذوقها أرقى قليلًا.ارتفعت زاوية فم نادين الفرماوي قليلًا، لكن بلا ابتسامة: "إذًا لماذا لا يزال يلهو مع النساء في الخارج؟"توقفت قليلًا، وقال ببرود: "لو كان ممتازًا في ذلك الجانب لكان الأمر مقبولًا، لكنه يستمر ثلاث دقائق فقط، أو حتى أقل. في ذل

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 28

    حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، اهتز الهاتف، كانت رسالة من ليلى على فيسبوك: "عمر، لن أعود الليلة أيضًا، سأعود غدًا، نم مبكرًا، ولا تنتظرني."حدق عمر في الشاشة لبضع ثوان، شاعرًا بالفراغ في قلبه، ليس حزنًا، بل لأنه اعتاد على وجود ليلى في المساء، حتى لو كل منهما منشغلًا بشؤونه، فالشقة لم تكن مهجورة هكذا.رد عليها: "حسنًا."، ووضع الهاتف في جيبه، واستمر في الدردشة مع السائقين، لكن عقله قد شرد بالفعل.وما إن حل وقت انتهاء العمل، كان عمر على وشك ترتيب أغراضه والعودة إلى البيت، حتى تلقى اتصالًا من السيدة نادين.رد، فجاء صوت نادين باردًا، حاملًا نبرة لا تقبل الرفض: "أيها السائق عمر! سائقي في إجازة، أرجو أن توصلني إلى الفيلا."فأجاب عمر: "سأكون هناك على الفور!"، وأغلق هاتفه، وسرعان ما قاد السيارة إلى مدخل المبنى الإداري.كانت نادين واقفة تنتظر عند المدخل، مرتدية بذلة وتنورة سوداء مصممة بشكل متقن، شعرها الطويل مربوط على شكل كعكة، كاشفًا عن رقبة طويلة، حاملة حقيبة يد سوداء، وتبدو متعبة أكثر من المعتاد.فتحت باب السيارة وجلست في المقعد الخلفي، وقالت بهدوء: "انطلق."طوال الطريق، ساد الهدوء السيارة،

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 27

    قالت ذلك وهي متجهة نحو الحمام، ولم تغلق الباب بإحكام، تاركة فجوة.جلس عمر على الأريكة، وامتلأت أذناه بصوت الماء.فهذا الإغراء جعل قلبه مشتتًا.لم يستطع كبح نفسه من النهوض، فتوجه ناحية باب الحمام، وألقى نظرة من خلال الفجوة إلى الداخل.كان الحمام مصنوعًا من الزجاج البلوري، فلا يُرى إلا ظل أبيض ضبابي، يختفي ويظهر بين بخار الماء، مما جعلها أكثر إثارة.وبينما كان مترددًا، توقف صوت الماء في الحمام.خرجت سارة وهي ملتفة بمنشفة حمام وردية اللون، شعرها مبلل، وقطرات الماء تنساب على عظمة الترقوة حتى أسفل، فتتساقط على المنشفة، فأغرته أكثر.مشت إلى غرفة الاستقبال، وفجأة مدت يديها وأطفأت الضوء، فلم يتبق في الغرفة سوى ضوء القمر المتسرب من النافذة.التصقت سارة بظهر عمر، وكان صوتها رقيق مغر، وقالت: "في الحقيقة، لقد لاحظت أنك منذ وقت طويل تشعر بشيء تجاهي، أليس كذلك؟"تظاهر عمر بأنه يحاول الفكاك منها، وقال: "كفى عن ذلك، لدي رفيقة."ولكن سارة ضمته بشدة: "لست أقل من ليلى أبدًا، وأعرف جيدًا كيف أرضي الرجل، ولن أخيب أملك."شعر عمر بكتلتين من العجين على ظهره، وتجمد جسده لحظيًا، وثارت الشهوة عليه كالأمواج، لكنه

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 26

    خفق قلب عمر بشدة، مفكرًا: هل تتواصل معي حقًا؟فتذكرعلى الفور المنشور الذي نشرته ليلى بعد الظهر، فلا بد أن سارة قد رأته، وعرفت أن ليلى ليست في المنزل، ولذلك أرسلت إليه.توقف إصبعه لحظة، ثم رد: "لدي وقت، ما الأمر؟"جاءت رسالة سارة بسرعة بالرد: "أنا في الشركة أعمل وقتًا إضافيًا، وسأنتهي قريبًا، لقد قاربت الساعة العاشرة، وليس من الآمن لامرأة مثلي أن تعود إلى المنزل وحدها، هل يمكنك أن تأتي وتصطحبني؟"وأرفقت الموقع، مبنى مكاتب فاخر في وسط المدينة، وهي بالضبط الشركة الأجنبية التي تعمل بها.وأضافت في النهاية رمزًا تعبيريًا لوجه حزين، وكانت النبرة مليئة بالدلال.نظر عمر إلى الرسالة، وتسارعت نبضات قلبه على نحو لا يمكن تفسيره.تذكر شكلها يوم التقيا، مرتدية فستانًا أبيض، وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها، تبتسم كالزهرة البيضاء، جميلة كليلى، ولكن بجاذبية مختلفة.همس في نفسه: هذا تدريب مناسب، وهي جميلة بالفعل.ثم رد: "حسنًا، سآتي على الفور." أمسك بمفتاح السيارة، وركض إلى الخارج.قاد السيارة المرسيدس الخاصة بمراد، متجهًا إلى وسط المدينة.كان مبنى المكاتب فخمًا بالفعل، وجدرانه الزجاجية تلمع تحت ضوء الل

  • السائق وحرم الرئيس الفاتنة   الفصل 25

    لم يقل عمر شيئًا أيضًا، وكأن قلبه مسدود بشيء ما، فشعر بعدم الارتياح.كان يعرف أن ليلى قد كذبت حفاظًا على ماء وجهها، ويدرك أيضًا أنه لولا تلك السيارة المرسيدس، لعرفت سارة أنه مجرد سائق عادي، فإن نظرة سارة إليه ربما لن تكون دهشة، بل احتقارًا وسخرية.كان صوت عمر يحمل شيئًا من التعب، وقال: "لنعد إلى المنزل."بعدما وصلا، جذبت ليلى عمر للجلوس على الأريكة، وقالت بهدوء: "أنا وسارة كنا ملكتي جمال الجامعة، كنت أنا الأولى، وهي الثانية، لذلك كانت دائمًا تحب أن تقارن نفسها بي: الجمال، القوام، الملابس، الخلفية العائلية، والنتائج. وهي الآن مديرة قسم في شركة أجنبية، وراتبها الشهري أكثر من ثلاثة آلاف دولار، وتنشر يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي صور الشاي بعد الظهر، وتذاكر سفر العمل، إنها تتمنى فقط أن تكون حياتي أسوأ منها."همهم عمر، متذكرًا حقيبة يد سارة، وماكياجها الرائع، فشعر بضيق غامض في قلبه ، كان يعلم أن ليلى صادقة، ولولا السيارة المرسيدس، لسخرت منهما سارة اليوم.رفعت ليلى رأسها فجأة، وقال: "أخشى أنها تحاول أن تسألني عن وضعي."، كانت عيناها تحملان بعض التوسل، وتابعت: "أرجوك لا تقل الحقيقة أبدًا.

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status