بحلول العاشرة مساء، جلس عمر في مقعد السائق داخل سيارة رولزرويس، يحدق بحسرة نحو نافذة في الطابق الثامن من فندق بارك هانتس، ينساب منها ضوء أصفر دافئ.انعكس على زجاج النافذة ظلان متداخلان يتحركان فوق الزجاج؛ يقتربان أحيانًا كأنهما يتعانقان، ثم يبتعدان كخيطٍ يكاد ينقطع، فيبدوان كلوحةٍ ضبابية مموّهة ببخارٍ خفيف.كان يعلم تمامًا ما يجري خلف تلك النافذة، فمديره مراد، ذاك الرجل في منتصف العمر، ذو البطن المنتفخ بسبب البيرة، الذي يعرف أن يقتحم قلوب الفاتنات بماله، ومعه سكرتيرته ليلى التي تشبه الوردة الحمراء المتفتحة في ذروة جمالها.تمتم عمر شاتمًا: "ملعون!"كانت نيران الغيرة تغلي في معدته كخمرٍ فاسدٍ.حيث إن مديره مراد لديه في منزله نادين المرأة الفاتنة، ولكنه غير مكتفٍ بها، ويصر على خيانة أسرته والبحث عن غرام خارجي، فلديه عشيقات في الشركة، ويولي الاهتمام لسكرتيرته ليلى، ويتودد لها منذ أكثر من نصف عام، حتى أدرك أخيرًا مراده اليوم.وماذا عنه؟ فهو ليس سوى سائق لمديره، يتقاضى راتبًا شهريًا قدره ستمائة دولار، لا يتبقى منه بعد الإيجار ومصاريف المعيشة إلا القليل، هاتفه لا يزال قديمًا اشتراه منذ ثلاث س
Read more