Share

الفصل8

Author: نور الدين
لكنها لم تملك أدنى فكرة عن العمل بعد أن دللها أبي طوال تلك السنوات كعصفور في قفصٍ من ذهب،

وكان علاج غادة يتطلب عشرات الآلاف،

فما كان لها سوى اللجوء إلى عشاقها القدامى حين كانت شابة،

لكنها قد خربت بيوتًا كثيرة باستغلالها لجمالها عندما كانت شابة، فوجدت نفسها اليوم بلا سند.

فلم تكد تطلب المساعدة،

حتى انهالت عليها الإهانات والانتقادات من كل صوب.

وفي النهاية، لم تفشل فقط في اقتراض المال، بل كادت ايضًا تُختطف من قبل تجار البشر.

وحين ضاقت بها السبل، حاولت إجبار تيم على تعويضها ماليًا،

لكن تيم كان قد عقد العزم على تدميرها هي وعائلتها بالكامل.

ففي يوم الحادث، قام بتحويل جميع ممتلكاته لي دون قيدٍ أم شرط،

وعندما ألقت الشرطة القبض عليه، لم يكن يملك سنتًا واحدًا،

وعندما وجهت ناهد نفسها بلا أمل، جن جنونها تمامًا.

وبما أنها لم تحب ابنتها بصدق، فقررت تركها بدون علاج،

وأخذت ابنتها المصابة بجروح بالغة إلى المنزل،

وعندما استعادت غادة وعيها، لم تتحمل وجهها المشوه،

وأخذت تسب أمها وتصفها بالجشع والقسوة، وأخذا يتشاجران،

فدفعت غادة أمها من شرفة الطابق الثالث عشر بالخطأ،

فسقطت الأخرى وم
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط   الفصل9

    أضاءت الإشارة باللون الأخضر، وانطلقت أبواق السيارات خلفي بصوتٍ عالٍ، مما ردني من شرود ذهني.مسحت آخر ما تبقي بي من مشاعر تجاه تيم، وانطلقت بسيارتي للأمام.كانت أمامي الشمس ساطعة، تمامًا كما سيكون مستقبلي.بعد مرور ثلاثة أعوام.شاركت في مسابقة الأفلام الوثائقية العالمية وحصلت على الميدالية الذهبية، وبعد انتهاء المسابقة، قمت بالتوقيع للمعجبين الذين جاؤوا لتهنئتي.خلال هذه السنوات الثلاث، تابعت العمل في مجالي الأعمال الخيرية والوثائقيات،وسافرت مع زملائي حول العالم، فقمت بتوثيق العديد من الكائنات المهددة بالانقراض.عندما انتهيت من العمل، كان الوقت قد تأخر جدًا بالفعل.عدت إلى فيلتي في الرحاب، وكنت متعبة لدرجة أنني بالكاد استطعت فتح عيني.حينها لاحظت رجلًا يقف أمام باب الحديقة، فأمسكت بعصا الصعق الكهربائي بسرعة، لقد جعلتني المغامرات الخطيرة التي خضتها بالخارج خلال السنوات الماضية أتخذ الحذر من أي شخصٍ غريبٍ بشكلٍ تلقائي.لكنني لم أعتقد أن أنوار الشارع ستضاء فجأة.شعر الرجل بحركتي فاستدار ليواجهني.هذه المرة رأيته بوضوح، وكان تيم الذي خرج لتوه من السجن.كان شعره ق

  • بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط   الفصل8

    لكنها لم تملك أدنى فكرة عن العمل بعد أن دللها أبي طوال تلك السنوات كعصفور في قفصٍ من ذهب، وكان علاج غادة يتطلب عشرات الآلاف،فما كان لها سوى اللجوء إلى عشاقها القدامى حين كانت شابة،لكنها قد خربت بيوتًا كثيرة باستغلالها لجمالها عندما كانت شابة، فوجدت نفسها اليوم بلا سند.فلم تكد تطلب المساعدة،حتى انهالت عليها الإهانات والانتقادات من كل صوب.وفي النهاية، لم تفشل فقط في اقتراض المال، بل كادت ايضًا تُختطف من قبل تجار البشر.وحين ضاقت بها السبل، حاولت إجبار تيم على تعويضها ماليًا، لكن تيم كان قد عقد العزم على تدميرها هي وعائلتها بالكامل.ففي يوم الحادث، قام بتحويل جميع ممتلكاته لي دون قيدٍ أم شرط، وعندما ألقت الشرطة القبض عليه، لم يكن يملك سنتًا واحدًا،وعندما وجهت ناهد نفسها بلا أمل، جن جنونها تمامًا.وبما أنها لم تحب ابنتها بصدق، فقررت تركها بدون علاج، وأخذت ابنتها المصابة بجروح بالغة إلى المنزل، وعندما استعادت غادة وعيها، لم تتحمل وجهها المشوه، وأخذت تسب أمها وتصفها بالجشع والقسوة، وأخذا يتشاجران،فدفعت غادة أمها من شرفة الطابق الثالث عشر بالخطأ، فسقطت الأخرى وم

  • بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط   الفصل7

    بمجرد أن قالت تلك الجملة، شحب وجهه،وأخذ جسده يرتجف، ثم هوى على الأرض، ولا يوجد في عيناه سوى اليأس والندم.وأخذ يعض على شفتيه المتشققتين بهستيرية حتى سال الدم منهما بلا توقف.لم أرغب في إطالة الجدال معه، فالتفت للمغادرة، لكنني سمعت صوته من خلفي وهو يقول بإصرار:"لا بأس يا أختي، فأنت آخر من تبقى من عائلتي، ولا بأس إن لم تسامحيني، فسأظل أحميكِ دائمًا حتى ولو كلفني ذلك حياتي"كانت نبرته حاسمة،تمامًا كالنبرة التي وعد بها غادة أنه سيحميها،لكنني لم أعد أبالي.عدت إلى شقتي التي استأجرتها، ووضبت أغراضي.وفي اليوم التالي، ذهبت لحضور زفاف صديقتي.إنها صديقتي المقربة منذ أيام المدرسة الثانوية.وحينما انقاد الجميع خلف أكاذيب غادة ونبذوني، كانت هي الوحيدة التي لم تتخل عني.خلال اليومين الماضيين ومنذ عودتي، سمعت من هنا وهناك عن المصير الذي آلت إليه غادة ووالديها، فأبي الذي تزوج من أمي وهي الإبنة الكبرى لعائلة ثرية، لم يكن يطمح سوى في الاستيلاء على ميراثها،وبعد وفاة جدي وجدتي، بدأ يمارس عليها شتى أنواع القمع والتعذيب.وعندما بلغ مروان الخامسة من عمره، كانت أمي قد أنهكها التعذيب ح

  • بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط   الفصل6

    ارتجف جسد تيم للحظة عند سماعه تلك الكلمات، ثم ابتسم بمرارةٍ قائلًا:"نعم، لطالما كنا نحن الوحشان اللذان قاما بأذية عليا""لكن حتى ولو كان الأمر هكذا......"وفجأة، علت وجهه تعبيرات قاسية ناظرًا لناهد قبل أن يكمل:"سنسحبكم معنا إلى الجحيم"في تلك اللحظة، عاد مروان وهو يلهث، ممسكًا بصندوق الطرد الذي كان قد ألقاه سابقًا.وبينما حاول ناهد وفهمي تبرئة نفسيهما، رفع مروان وحدة التخزين وابتسم ساخرًا، ثم قال بنبرةٍ من الألم:"لقد تذكرت كل شيءٍ الآن؛ كانت أختي تحميني طوال الوقت"لكن بمجرد أن وقعت أعين عائلة غادة على اسم المدرسة المحفور على وحدة التخزين، امتلأت أعينهم بالذعر.بعد ستة أشهر.كنت أقف على إحدى سهول القطب الجنوبي الجليدية، أرافق المصور وهو يوثق رحلة هجرة بطاريق الإمبراطور.وعدت للقاعدة بعد أن أنهيت عملي لليوم.وما إن وصلت، حتى تلقيت مكالمة فيديو من مديري الذي على الجانب الآخر من المحيط، وقال:"يا عليا، شارف مشروع القطب الجنوبي على الانتهاء، متى ستعودين؟"خلعت نظارات الوقاية من العواصف، وضحكت بخفةً حين سمعت ذلك وأجبته:"غدًا"اقتربت ذكرى وفاة أمي، فهي بالشهر القادم،لذا

  • بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط   الفصل5

    قاطع شرود تيم سماعه لاسم (غادة).ابتسم ابتسامةً مصطنعة، وأومأ برأسه، ثم أشاح بنظره بعيدًا عن صندوق الطرد،وتبع مروان إلى غرفة الفندق حيث تستريح غادة.قبل وصولهما، حرص مروان على أن يشتري تيم باقة من الزهور، ولم يخبر أحدًا بنيته، فقد أراد أن يفاجئ أخته.لكن عند اقترابهما من الغرفة، سمعا صوت قداحة.كان الباب مواربًا، مما سمح لتيم برؤية غادة التي عرفها دائمًا بملامح بريئة أوهنها سرطان الرئة ممسكةً بسيجارة بين أصابعها وتنفث دخانها.وكان أبويها جالسان على الأريكة أمامها ينظران لها بفخر.وخاصةً والدتها، التي كانت مشغولة بعدّ المهر الذي قدمه لها تيم." عزيزتنا غادة هي الأذكى، فمجرد ادعائها بإصابتها بسرطان الرئة جعل الأحمق تيم يدور حولها كالمجنون.""هاهاها! على الرغم من كونه أستاذًا جامعيًا، إلا أنه لا يستطيع التمييز بين تقرير طبي مزيف وحقيقي"تحدثت ناهد بنبرةٍ ساخرة، ثم نظرت لفهمي وأكملت بتهكم:"تيم هذا مثير للشفقة! لقد ترك عليا التي أحبته لخمسة عشر عامًا، وراح يركض خلف ابنتي كالمجنون! لكن لا عجب، فسحر ابنتي لا يقاوم"ارتشف فهمي من كأسه ثم قال بغطرسة:"تلك الشقية عليا، مصيرها بائس

  • بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط   الفصل4

    حتى بعد نتهاء عمليتي وعودتي للعاصمة، لم يكلف تيم نفسه عناء الاتصال بي.يبدو أنه يعتقد أنني كنت أعانده فقط.فقد نشر عدة منشورات متتابعة؛اصطحابه لغادة لاختيار فستان الزفاف، الصور الرسمية لزفافهما، وحتى صور ابتياعهم لخواتم الزفاف......لم ألق لهم بالًا، وعدت لمقر عملي في محطة التلفاز، وقدمت طلبًا للانضمام إلى فريق البعثة الجيولوجية المكلف بتصوير وثائقي في القطب الجنوبي.وفي الوقت نفسه، أرسلت إلى قسم الأخبار الملفات التي دسّها عمدة القرية سرًا في حقيبتي يوم الحادث.حين قرأت الحقيقة حول ما جرى يوم الزلزال، تلاشت آخر ذرة مشاعر تجاه تيم، ولم يبقى لي تجاهه سوى الكراهية المطلقة.وبعدما أنهيت كل شيء، عدت إلى شقتي الصغيرة التي كنت أسكنها منذ أن تخرجت.جمعت كل الهدايا الرخيصة التي أهداني إياها تيم طوال الخمسة عشر عامًا الماضية،وأرفقت معها وحدة تخزين تحتوي على كل ما تمكنت من جمعه فيما يتعلق بفضائح مدرسة علاج إدمان الإنترنت،ثم وضعت كل ذلك في طردٍ ومعه وثيقة الطلاق، وأرسلته مباشرةً إلى موقع حفل الزفاف.كان مروان طفلًا حين أرسل إلى تلك المدرسة، فعانى من اضطراب ما بعد الصدمة، ونسي كل شيء

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status