Share

الفصل 8 أغراضي بحوزة المدير حازم

Author: أميرة الثلوج البيضاء
شعرت لارا بالرغبة في الرفض، إذ أنها قد استقالت بالفعل ولم تعد مضطرة للقيام بمثل هذه المهام.

ورغم أن ميار طلبت منها ذلك على هيئة سؤال، إلا أنها استخدمت نبرة أمر، مما جعل لارا تشعر بعدم الارتياح.

لكن سرعان ما تذكرت أن أغراضها ما زالت بحوزة المدير حازم، وهذه ربما تكون آخر مرةٍ تقوم فيها بمثل تلك المهام التافهة، فقد تسأله عن أغراضها أثناء تقديم القهوة له.

فتنفست بعمقٍ وقالت: "حسنًا، فهمت"

"حسنًا، شكرًا!" قالت ميار وغادرت.

رغم أن الحمل أضفى عليها شيئًا من هالة الأمومة، إلا أنها احتفظت ببريق وثقة الفتاة الثرية، مما أبرز الفرق بينها وبين لارا.

في السابق حين كانت تحت حماية عائلتها الثرية، كانت لا تقل شيئًا عن ميار، بل قد تتجاوزها.

ولكنها بعد مرور بضعة أعوامٍ، أصبحت كالطائر المتهالك.

جعلها ذلك الاختلاف شاردةً، لكن سرعان ما استعادت رباطة جأشها بعد لحظات، وغادرت الحمام متجهةً إلى غرفة المشروبات لتحضير القهوة.

يحب حازم قهوة الأمريكانو، بثلاث مكعبات من السكر، والقليل من الحليب.

أثناء ذلك، كان الاجتماع قد انتهى بالفعل وهمّ الناس بالخروج واحدًا تلو الآخر، لكنها لم تلمح حازم، ففهمت أنه قد دخل إلى مكتبه بالفعل.

أمسكت لارا بالقهوة، وطرقت على باب مكتب المدير التنفيذي.

"تفضل"، سمعت صوتًا من الداخل، لكنه لم يكن صوت حازم الأجش، بل صوت ميار الناعم الرقيق.

كاد فنجان القهوة في يد يارا يهتز ويفيض بما فيه.

وبعد أن ترددت لوهلة، استجمعت شجاعتها أخيرًا، ودفعت باب مكتب المدير التنفيذي.

وما إن فُتح الباب، حتى رأت ميار تطوّق رقبة حازم بذراعيها، وتجلس على قدميه.

ورغم أنها كانت قد أعدت نفسها مسبقًا، إلا أن رؤية هذا المشهد جعلت قلبها يعتصر ألمًا حتى كاد يتوقف عن النبض.

بدا على ميار بعض الخجل حين رأتها لارا.

"ضعي القهوة هنا، ثم يمكنك الانصراف"

قاطعت نبرة ميار اللطيفة شرود لارا.

رفعت رأسها ببطءٍ لتقابل عينا حازم المحدقة بها بثباتٍ وبدون أن يرمش.

وبدت نظراته القاسية كأنها قد تبتلعها في لحظة.

حينها أخبرها حدسها أن ذلك الرجل تعمد فعل ذلك.

فقد كان على علمٍ بسبب وجودها هنا، ومع ذلك تعمد أن يجعلها ترى هذا المشهد ليحطم كبريائها.

خاطبتها ميار حين رأت أنها لم تتحرك قائلةً: "يا سكرتيرة لارا!"

"آه!" تمتمت لارا، وأومأت برأسها، ثم وضعت القهوة على المكتب، واستدارت وكأنها تتهرب، لكن سرعان ما توقفت بعد خطوتين.

وامتلأ عقلها بمشاهد تبادل الغزل بين حازم وميار، بينما كانت تسمع أصواتهما الحميمة خلفها.

شعرت بضعفٍ شديدٍ في ساقيها، إلا أنها تماسكت كي لا تنهار.

لكن يبدو أن وجودها قد أزعج ميار، كما لو أنها كانت تفسد عليها (أمرًا مهمًا) مع حازم.

"يا سكرتيرة لارا! هل لديك شيءٌ آخر تودين قوله؟"

"أنا..."

استجمعت شجاعتها أخيرًا، وقالت: "تركت شيئًا مهمًا لدى السيد حازم، وأرجو أن يعيده لي"

أصبح الجو باردًا فجأة في مكتب المدير التنفيذي البالغة مساحته مائتي متر مربع.

رغم أكوام الملفات المكدسة على المكتب، إلا أنها تحجب المشهد الذي كان على الكرسي الجلدي: رجل يرتدي قميصًا أبيض ياقته مفتوحة، وعليها آثار قبلات حمراء كالفراولة، مما جعل عينيه تبدو أكثر احمرارًا ورهبة.

"هه؟ وما هو هذا الشيء؟"

أثارت فضول ميار حين قالت ذلك، فتشبثت بذراع حازم، وقالت: "حازم، لم تملك شيئًا يخص سكرتيرة صغيرة؟"

"إنه شيء لا يستحق الذكر"

أمسك حازم بذراعي ميار واحتضنها، ومن زاوية رؤية لارا، كانت أجسادهما متلاصقة.

أطبقت شفتيها ولم تنطق بكلمة، وبينما كان قلبها يعتصر من الألم، التفت لها حازم كما لو كانت غريبةً عنه، وقال: "يمكنك المغادرة الآن"

كانت كلماته قاسية وحاسمة.

وبدا جليًا من تصرفاته أنه لا ينوي إعادة بطاقتها الشخصية ببساطة.

"إنها بطاقتي الشخصية"

استغلت وجود ميار للتحدث بشكلٍ مباشر، آملةً أن تحل هذه المسألة سريعًا وتغادر، فما عادت تستطيع البقاء هنا لدقيقة إضافية.

"في الواقع، قدمت استقالتي من مجموعة شركات العلي، ولكن المدير يحتجز بطاقتي الشخصية، وهذا التصرف يجعلني أتسائل ما إن كان المدير حازم لديه نوايا أخرى تجاهي، فمجموعة شركات العلي مليئة بالموهوبين، ولا داعي للتعامل مع سكرتيرة مثلي بتلك الأساليب الرخيصة"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 100 فلنمهلها وقتها لتتعرف علي جيدًا

    كان الجد وائل الفقي جالسًا في غرفة المعيشة مع أبنائه الثلاثة ينتظرون منذ وقت طويل.وجميعهم قد قرأوا ذلك الخبر، ففي البداية شعروا بالارتياح لأن لؤلؤة العائلة بخير، لكن ما إن فكروا مجددًا، حتى شعروا أن هناك أمرًا غير صحيح، فكيف أصبح الاثنان حديث الإنترنت كثنائي؟كان رائد نادمًا أشد الندم، فما كان يجب عليه أن يسافر على رحلة مختلفة عن لارا لرؤية أصدقائه، ويترك شقيقته وحدها في مطار مدينة البرج.أما العم شاكر، فحين رأى ابنه وزوجته يخرجان لتلطيف الأجواء، شعر وكأنه أُنقِذ للتو."فؤاد، قم بتحية جدك وائل بسرعة!"تقدّم فؤاد، وانحنى بأدب قائلًا: "مرحبًا يا جدي وائل.""أهلًا."كان الجد وائل يرتدي زيًّا تقليديًا بلون أزرق، ورغم أن شعره شاب، إلا أن روحه كانت نابضة بالحياة.تبادل ليث وفؤاد نظرة سريعة كتحية، فهما بالأصل زميلا دراسة تجمعهما علاقة طيبة.أما قاسم، فكان يحدق في فؤاد بعين محلل بيانات، ويفكر في أنه عليه اختراق حاسوبه لاحقًا ليتحقق من شخصيته.وقف رائد عاقدًا ذراعيه بعدائية، فكان يشعر وكأن أحدهم يريد انتزاع صغيرته لارا منه، وإن أراد ذلك فعليه تجاوزه أولًا.قال رائد بهدوء: "لارا الصغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 99 لقد وصلت

    في حادثة الطائرة الأولى، كانت لارا قد أدركت حقيقة حازم، واكتشفت كذلك حقيقة زواجهما، واستيقظت من ذاك الحلم الذي ظنت فيه أن عطائها سيكافأ بالحب.ولكن ماذا عن هذه الحادثة؟وبعد كل هذا الدوران والتقلب؟ما زالت وحيدة لا رفيق لها.أخفضت لارا عينيها للنظر إلى شاشة هاتفها المهشم، وقد غمرها شعور بخيبة الأمل، واغرورقت عينيها بالدموع.في تلك اللحظة، كانت الرياح العاتية تهب في الخارج، فهبط طائرة مروحية ببطء، ثم ترجل منها رجل طويل القامة يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق، وله هيبة طاغية. كان وجهه حاد القسمات، وما إن وقعت عيناه الحادتان على الجموع حتى بدا وكأنه قد تعرّف على من جاء من أجلها، فاتخذ طريقه نحوها بخطى واسعة.كان الضجيج الذي أحدثته المروحية قد جذب أنظار جميع من تم إنقاذهم، فراحوا يرمقونه بفضول، فمن هي تلك المحظوظة التي جاء هذا الرجل لأجلها؟"إنه وسيم جدًا، من هي تلك الأميرة المصابة التي جاء ليأخذها؟"لم تكن لارا في مزاج يسمح لها بالنظر لما يتحدثون عنه، لكنها حين سمعت هذه الجملة، انهمرت الدموع من عينيها ولم تستطع كبحها.كل شخص بالعالم لديه من يأتي لأجله، أما هي، فليس لها أحد.وأصبح ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 98 وقوع حادث طائرة مرةً أخرى

    قال رائد بهدوء لجون عبر الهاتف: "ليحافظوا على مستواهم، ولن تقل المكافآت عن ذلك."ثم أنهى الاتصال."متى استثمرت في فريق ألعاب إلكترونية، يا رائد؟" سألت بفضول وهي ترتشف من مشروبها."حينما كنتُ لاعبًا فاشلًا، كنت دائمًا أُهزم ويشكو زملائي مني، فغضبت ودفعت مائتي مليون لتأسيس فريق، وأثبت لنفسي أن المال يصنع النجوم!"ثم مال على كرسي الألعاب ضاحكًا: "من الآن فصاعدًا، الفريق كله بين يديكِ، أقدّمه لك كهدية!"غمزت لارا قائلةً: "شكرًا جزيلًا."رنّ هاتفها وكان المتصل رقم غريب، فرفضت المكالمة دون تردد، إلا أن الرقم نفسه اتصل مجددًا."مرحبًا.""لارا، الآن وقد عرفتِ مدى قوتي، فلتعيدي خاتم اليشم لي، واعتذري لميار الهاشمي." قال شناوي بغطرسة، أضاف: "ما شعورك والجميع يسبونك على الإنترنت؟"رفعت لارا حاجبيها بسخرية، وقالت بلا مبالاة: "هل هذا أقصى ما يمكنك فعله؟"وأكملت ببطء: "ظننتُك عملاقًا تجاريًا بفضل سنوات خبرتك في مجال الأعمال، لكن حيلك كلها مجرد حيل رخيصة.""أنت مجرد بلطجي ببدلة رسمية لا يعرف سوى الغش، التهديد، ونشر الشائعات… فأي شرف بقي لك لتتفاخر به؟"زمجر شناوي بغضبٍ قائلًا: "قد لا ت

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 97 سأقتل التنين الكبير

    أجرى رائد مكالمة دولية."أيقظوا الجميع فورًا، كل الفريق يجب أن يتصل بالإنترنت الآن من أجل أختي الصغيرة."ثم قدّم للارا مشروبًا أعدّه خبير مختص، وقال: "انتظري لبضع دقائق، وسينضمون للّعبة."كانت لارا متكئة تضُمّ ساقيها على كرسي الألعاب، فأومأت برأسها بتكاسل.كان الوقت فجرًا بالفعل في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية في ألمانيا.استيقظ جون رئيس نادي EDF للرياضات الإلكترونية فور تلقيه الاتصال، وركض إلى غرف اللاعبين مرتديًا خفه المنزلي وأخذ يقرع الأبواب بجنون.وبعد ثلاث دقائق، خرج أعضاء الفريق واحدًا تلو الآخر يتثاءبون وهم ملفوفون بالبطانيات."جون، إنها الرابعة صباحًا! لسنا معتادين على تدريبات في هذا الوقت!"وكانت عينا جون محمرتان من السهر كذلك، لكنه أجبر نفسه على التماسك."استمعوا جيدًا! لقد تلقينا الآن اتصالًا من رئيسنا الذي خلف الكواليس!"استعاد الجميع نشاطهم فور أن سمعوا ذلك.وكان الرئيس الغامض الذي لم يره أحد قط معروف بكونه ثري قليل الكلام، لكنه سخي، وكان يمنح الفريق كل ربع سنة مكافأة قدرها 30 مليون، وفي حالة الفوز ببطولات كبيرة، ترتفع القيمة.مؤخرًا، فاز فريق EDF بلقب بطولة ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 96 لماذا ازداد اهتمامه بها؟

    ابتسمت لارا بهدوء، وقالت: "نعم، أنا من يهاجمه الجميع."كان حسام أول من نفدَ صبره، فصرخ: "كيف يجرؤون على قول ذلك عنك؟ سأذهب وأردّ عليهم!""وأنا أيضًا!""وكذلك أنا!""لا حاجة لذلك، فالبريء سيظل بريئًا مهما قالوا." ابتسمت لارا حين رأت دفاعهم عنها، وقالت: "لا يهم ما دام من يهمني أمرهم لا يرونني بتلك الطريقة."ثم سألتهم عن احتياجاتهم الدراسية بعد القبول، وطمأنتهم بأنها قد أودعت المال في حساباتهم لتغطية نفقاتهم، طالبةً منهم ألا يرهقوا أنفسهم بالقلق.كما أوصتهم بألا يكشفوا عن هويتها كالقطة المرقطة، ثم رتّبت لهم مرافقة أمنية لمغادرة المبنى عبر المرآب.ما إن غادر الأطفال، حتى رنّ هاتفها، وكان المتصل مروان السالمي.كان يكثر من السفر في الآونة الأخيرة بناءً على تعليماتها، وكان راضيًا تمامًا بذلك بدافع تأنيب الضمير.في المكالمة، بدأ أولًا بشتم الإعلام الظالم، ثم طمأن لارا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأعرب عن رغبته في العودة إلى الوطن.ضحكت "لارا" بخفة، ثم وافقته على عودته.فليعد بعد إنهاء عمله في أمريكا ليحضر عيد ميلاد جدّهم بعد أيام.أنهى مروان المكالمة بسعادة غامرة.دخل "ليث" الغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 95 أختنا القطة المرقطة

    "أختي القطة المرقطة، هل يمكننا أن نلتقي عند بوابة جامعة الساحل؟"عندها فقط تذكّرت لارا أن الوقت ليس مناسبًا لخروجها هذه الأيام."أين أنتم الآن؟ سأرسل من يصطحبكم."بعد ساعة.كان الصحفيون لا يزالون متجمهرين أسفل مبنى الإمبراطور، وقد ترددوا في المغادرة، فكانوا بانتظار ظهور لارا لالتقاط مجموعة صور جديدة.في تلك اللحظة، توقفت سيارة فاخرة، ونزل منها ثلاثة أطفال بملامح نقية وعيون مشرقة.سرعان ما تعرف أحد الصحفيين على الفتاة التي تتقدمهم، وهي جوهرة، الحاصلة على المركز الأول في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام في مدينة الساحة.أما الفتيان اللذان كانا خلفها، فهما عمر صاحب أعلى درجة في المواد العلمية، وحسام الفائز بجائزة التأليف الإبداعي.كان لدى الثلاثة ندوب خفيفة أعلى شفاههم، وهي آثار جراحة أُجريت لهم لعلاج الشفة الأرنبية.ونظرًا لأن يونيو هو وقت إعلان نتائج القبول الجامعي، فقد أصبح هذا الموضوع محط اهتمام كبير على الإنترنت، ولا يقل أهمية عن أخبار المشاهير وفضائحهم.تقدّم الصحفيون نحوهم بالمذياع والكاميرات."بدايةً، نبارك لكم يا جوهرة وعمر وحسام على نجاحكم اللافت في الالتحاق بجام

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status