Share

الفصل 10

Author: زهرة الورداني
اتصلت بحمدي.

وسرعان ما تم الرد على المكالمة، جاء صوت حمدي ناعمًا ودودًا يقول: "يا رورو، هل أعجبتكِ تلك الفساتين الثلاثة؟"

"نعم." ردّت روان، "أي فستان هو الأجمل برأيك؟"

ضحك حمدي على الطرف الآخر من الهاتف بصوت خافت، وقال بنبرة مليئة بالحنان: "ألم أقل إنكِ إذا أحببتها جميعًا فسنأخذها كلها؟ لقد طلبت من مساعدي أن يحجز الثلاثة بالفعل."

"بهذه السرعة؟ لقد أرسلتها منذ لحظات فقط."

قال حمدي: "خشيت ألا نجدها إن تأخرنا، فهي من التصميمات المحدودة."

"حسنًا، أتعبتك معي يا أخ حمدي."

"رورو، أنتِ الآن خطيبتي، نحن عائلة، لا تتحدثي معي بهذه الرسمية."

رغم صدق كلامه، لكنها لم تستطع أن تتقمَّص دور الخطيبة بعد، ففي قلبها، لا يزال حمدي ذلك الأخ الجار الذي كان يُعطيها دروسًا خصوصية بصبر.

"بالمناسبة، رورو، أعلم أن التنقل في مدينة المرسى وطلب سيارات الأجرة صعب قليلًا، لذا اشتريت لكِ سيارة، أنهيت إجراءاتها للتو، أعطني عنوانك، وسأجعل أحدًا يرسلها لكِ."

شعرت روان بالإحراج لدى سماعها كلامه.

ففي الماضي، هربت من المنزل من أجل تجنب الزواج المدبر من حمدي، ونتيجة لذلك، أوقف والدها بطاقتها البنكية، من المستحيل أن حمدي يجهل
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (1)
goodnovel comment avatar
فاطمه الهاجري
لقد أعجبني تصرف حمدي لخطيبته بصراحه القصه تشوق
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل486

    اعترف أخيرًا بأنها قد هزمته.في تلك اللحظة، سقطت كل مبادئه وانمحَت بالكامل؛ لقد خسر… خسر تمامًا.طرق حمدي بخفة على حاجز العزل.فأدرك السائق قصده، فانعطف بالسيارة إلى طريق جانبي ضيق، وبعد دقائق قليلة توقفت الـ"كولينان" على حافة مساحة خضراء مهجورة لا أحد فيها.وبمجرد أن توقفت السيارة، فتح السائق الباب ونزل مبتعدًا بسرعة، وكأن الأمر إجراء معتاد.تحوّل صمت المقصورة إلى مساحة لا تضمّ إلا شخصين فقط… هما.وهذه المرّة، كان حمدي هو من بادر.قبّلها بعنف، قبلة عميقة ومشبعة بالرغبة، وارتفعت حرارة السيارة بسرعة جنونية.تمدّدت اللذة في الهواء، واشتعلت الأنفاس بحرارة متصاعدة.فتحت روان ساقيها وجثت على فخذَي حمدي، واندمج جسداهما حتى تلامسا بالكامل، كلاهما حارّ كالجمر.أحاط حمدي خصرها بإحدى يديه، فيما امتدت يده الأخرى تصعد بنعومة على جانب فخذها الناعم الدقيق.كانت في كفه حرارة تحرق الجلد.ارتفع صدر روان مع أنفاسها المضطربة، وخرج من شفتيها لهاث خافت لا تستطيع كتمه.أمالت عنقها الأبيض الرفيع إلى الخلف، فطبع حمدي قبلاته على بشرتها الرقيقة، متنقّلًا على مواضع ضعفها عند حنجرتها.شهقت روان وهي تشدّ بقوة على

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل485

    خفض حمدي جفنيه، وقال بصوت منخفض يحمل نبرة إغواء: "هل ترغبين في قبلة؟"أدارت روان رأسها لتنظر إلى السائق، وضمّت شفتيها قليلًا قبل أن تقول: "لا أرغب."مدّ حمدي يده بلطف، ومسح بأنامله طرف أنفها، وما زال صوته المغناطيسي يلاطفها: "قولي إنكِ تريدين… كوني مطيعة."رفعت روان عينيها نحوه، وكانت عيناها الواسعتان تلمعان بضوء صافٍ.ظلت تحدق فيه دون أن ترمش، ثم ضحكت بخفة وقالت: "يا حمدي… أنت جميل جداً."سألها الرجل وهو يحدق مباشرة في عينيها، وصوته ينخفض أكثر: "إذًا… هل ترغبين بالقبلة؟"عيناها الضبابيتان، والممتلئتان ببريق السُكر، كانتا تشبهان دوّامة تغرقُ فيها.ضحكت روان ضحكة طفولية صغيرة، ثم أومأت: "أرغب."قال حمدي بصوت أجش وقد ارتخى على المقعد واتكأ للخلف قليلًا، رافعًا وجهه في انتظارها: "إذن… تعالي وقبّليني."لم تتردد روان، فمالت نحوه وقدمت شفتيها مباشرة.التصقت الشفتان.كانت قبلاتها فوضوية، بلا أي نظام.مهارتها في التقبيل لم تتحسن على الإطلاق.أجابها حمدي ببطء، وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة، وقلبه يغمره حلاوة كأنه غارق في العسل.بعد قليل، بقيت روان تمنحه قبلاً سطحية… نقية جدًا، لا تحمل أي شهوة، فقط ح

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل484

    كانت روان قد فقدت وعيها تمامًا من شدّة السكر، لكنها مع ذلك حرّكت رأسها غريزيًا داخل حضن حمدي، تتمتم بصوت واهن: "مم… مريح."رفعها حمدي بين ذراعيه، فأسندت رأسها إلى صدره دون بكاء أو ضجيج، وتوقّفت تَمْتَمَتُها، وباتت هادئة تمامًا.وكانت نظرات حمدي رقيقة كشلال ماء في الربيع، وصوته منخفضًا يحمل تلك البحة المغناطيسية: "مطيعة جدًا."حملها كما يُحمَل الطفل، بيد واحدة تقريبًا، وخرج بها من الحانة، بينما تبعهم الحراس بصمتٍ من خلفه.اقترب لمعي وسأل سلافة: "هل تعرفين أين تقيم صديقتا الآنسة روان؟"هزّت سلافة رأسها نفيًا.قال لمعي: "يجب إيصال صديقتي الآنسة روان بسلام إلى منزليهما، لكن بما أننا لا نعرف عنوانهما، فسنأخذهما إلى أحد فنادق مجموعة درويش الليلة. آنسة سلافة، أحتاج مساعدتك."كان من غير الملائم لرجل مثل لمعي أن يصطحب امرأتين مخمورتين ويفتح لهما غرفًا في فندق.نظرت سلافة إلى الاتجاه الذي غادر منه حمدي وهو يحمل روان، وظهر الامتعاض الخفيف على تقاسيم وجهها.قال لمعي بلطف: "لا تقلقي يا آنسة سلافة. وجود رئيسنا يكفي لضمان سلامة الآنسة روان، ثم إن معه عددًا كبيرًا من الحرس."كانت سلافة ترغب في اللحاق

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل483

    لاحقًا، وبعد صدور نتائج التحقيقات من الشرطة، سردت روان لجود وشمس الخطوط العريضة لما حدث.ولهذا كانت لديهما فكرة عامّة عن قضية الابن غير الشرعي لعائلة درويش، وإن لم تَعرفا التفاصيل الدقيقة.وعندما سألتها جود ذلك السؤال، أومأت روان وقالت: "نعم، ذلك الابن غير الشرعي لعائلة درويش كان يحظى بدعم رئيس وزراء في دولة ألف، وكانت له قوة ونفوذ كبيران. وعندما كنت مع حمدي، تعرّضتُ أنا وعائلتي كلّها للمتاعب بسببه، ولذلك كان لأبي اعتراض شديد."قالت جود: "هذا أمر يمكن تفهّمه."شربت روان جرعتين أخريين من الكأس، وقد احمرّ وجهها قليلًا.وأضافت بصوت منخفض:"لكن الآن، ذلك الابن غير الشرعي قد سُجن، وبعد انتهاء الإجراءات القضائية سيتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه. وتلك الابنة بالتبنّي حُكم عليها بالسجن المؤبّد. لم يعد هناك أي عائق بيني وبين حمدي. ثم إن لدي الآن حارسة شخصية لصيقة بي، ولن يستطيع أحد إيذائي بسببه بعد اليوم. فلماذا لا يمكنني العودة إليه؟"شربت شمس رشفة من كأسها وقالت: "من الناحية الموضوعية، كلامك صحيح. لكن من ناحية المشاعر… ما مرّ به العمّ محمود صعب، ومن الطبيعي ألّا يتقبّل الأمر بسهولة. هذا من طبائع ا

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل482

    حتى بعد مرور كل هذه السنوات، ما زال محمود يشعر بالألم كلما ذُكرت عبير.خفض عينيه، وتحول التعبير على وجهه من الغضب إلى الحزن.لم تقل روان شيئًا آخر، واستدارت لتغادر.وقف محمود في مكانه صامتًا لوقتٍ قصير، ثم استدار وصعد إلى الطابق العلوي.كانت روان ستعود الليلة لتناول العشاء في بيت عائلة الشمري، وقد أعدّت حبيبة بنفسها مائدة مليئة بالأطباق التي تحبها روان.لكن بسبب ما حدث بين الأب وابنته، انتهى الأمر بأن كليهما لم يأكل شيئًا.خرجت حبيبة من المطبخ، ونظرت إلى المائدة المليئة بالطعام، ثم أطلقت تنهيدة طويلة.……خرجت روان من بيت عائلة الشمري وهي مكتئبة، وتوجهت مباشرة إلى الحانة.واتصلت بنيرمين."نيرمين، أين أنتِ؟ اخرجي واشربي معي قليلًا، مزاجي سيئ اليوم."وعلى الهاتف، لم تستطع نيرمين إخفاء أنفاسها المتسارعة.وفهمت روان فورًا.نيرمين كانت… مشغولة.كانت روان ستغلق الخط مباشرة، لكن ما إن سمعت نيرمين أن روان ليست بخير، حتى كتمت أنفاسها سريعًا وسألت بقلق: "روان، ماذا حدث؟""تشاجرت مع أبي." عضّت روان على شفتيها وقالت، "لا بأس، تابعي ما تفعلينه، سأجلس وحدي قليلًا."أبعدت نيرمين يد عباس العابثة عنها ب

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل481

    تنهدت حبيبة وقالت: "حسنًا، بعد قليل اجلسي مع والدك وتحدثي معه جيدًا. هو يحبك، وإذا حدثتِه بهدوء سيلين لك.""نعم." أطلقت روان نفسًا طويلًا، ورفعت قدمها تسير نحو البيت، "أعرف، شكرًا يا خالتي حبيبة."دخلت البيت، إلى صالة الدور الأول.وكما قالت حبيبة، كان محمود جالسًا على الأريكة بوجه متجهم.ما إن دخلت روان حتى نادت: "أبي."رفع محمود نظره إليها بوجه بارد، وقال بنبرة غير لطيفة: "هل ما زلتِ تعترفين أني أبوك؟"لم يظهر على وجه روان أي تعبير، "طبعًا، لماذا لا أعترف؟"اقتربت وجلست على كرسي منفرد.قال محمود ببرود: "متى تصالحتِ مع حمدي؟ ولماذا لم تخبريني؟"رفعت روان فنجان الشاي بهدوء وشربت رشفة: "ألست هكذا أخبرك الآن؟"ضحك محمود بغيظ: "ولو أني لم أسأل، هل كنت ستقولين؟"ابتسمت روان قليلًا: "لو لم تسأل، فبمَ سأبدأ؟"قال محمود غاضبًا: "لا تلعبي بالألفاظ معي! بنتي تتحدث مع أحد في علاقة حب، وأنا أبوك، ومع ذلك أسمع الخبر من أفواه الناس!"ردت روان بنبرة لا تتأثر: "هذا شيء طبيعي. الناس في الخارج كثر، ولو رآنا أحد، ليس لدي الحق أن أمنعه من النظر، أليس كذلك؟"أطلق محمود همهمة غاضبة من أنفه، وبدت ملامحه سيئة

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status