Share

الفصل 5

Author: أَلُوت
وبينما كان ماكسيموس، إيما، وكاترين ينتظرون معرفة تطورات حالة ماري في إحدى الغرف الخاصة، أخذت كاترين تتذكر كيف ظهرت هذه الفتاة في حياتهم منذ خمسة سنوات، والكثير من تلك المعلومات لم يكن ماكسيموس على دراية بها.

كانت ماري بالسابعة عشر من عمرها حين أجبرت فجأة على ترك بلادها. فجدها آلبرت اتصل بها وهي في مدرستها وطلب منها الحضور بعد انتهاء اليوم الدراسي، وحينها اتصلت به كاترين ونصحته بالمغادرة بدون أن يعرف أحد.

-فلاشباك-

اتصل ألبرت بالمدرسة وطلب من ماري انتظاره في المدخل بعد عشر دقائق. عندما فتح باب السيارة، رأى حفيدته بينما رأت هي ذلك الرجل الذي عهدته قويًا وقد بدا في قمة الوهن، ووجهه مليء بالحزن.

"ماري، أسرعي واركبي السيارة، نحتاج للمغادرة فورًا..."

"جدي، ما الخطب؟ أغراضي ما زالت بالداخل..."

"هذا لا يهم بعد الآن. هيا!"

لم يكن لديها خيارٌ سوى أن تركب، وفكرت بداخلها: "ستضبّ ريجينا أغراضي وتعيدهم للمنزل هذا المساء." توقفت السيارة عند حظيرة، وطلب منهم السائق إعطائه هواتفهم المحمولة.

"سيدي، آنستي، أحتاج منكم إعطائي هواتفكم، وأي ما يمكن تعقبه."

"هيا يا عزيزته، أعطيه إياه!"

أجابت ببعض الرهبة: "جدي؟"

"عزيزتي، ما زال هناك الكثير مما يحتاج إلى التفسير، ولكن لا وقت لدينا الآن. سأخبرك لاحقًا، ولكن أرجوك اعطيه أغراضك."

حين وجدت ماري أنها لا تملك الخيار، أعطته هاتفها، ولم يكن معها شيءٌ سواه، لم تملك ملابس إضافية ما عدا زي مدرستها الرسمي وقلادة بها صورة لأمها وجدتها.

أعطى السائق الهواتف إلى شخصٍ آخر، ثم أكمل في طريقه. لفت نظر ماري لكنة السائق، فكان واضحًا أن هذا السائق كان أجنبيًا، ولكنها لم تستطع تحديد البلد التي جاء منها. وأخيرًا، توقف السائق عند حظيرة، ورأوا طائرة خاصة.

"سيدي، يجب عليك الركوب فورًا. هذا آخر ما يمكنني إيصالك إليه، وسيقلك أحدهم حين تصل إلى وجهتك."

"أشكرك أيها الشاب! أعرف مدى مخاطرتك بما تفعل الآن، سأظل ممتنًا لك دائمًا."

"لا داعي لشكري، إنه عملي وواجبي."

وما إن أصبحوا على متن الطائرة حتى جلسوا في أماكنهم. كانت ساقا ماري ترتجفان بشدة، وكانت تتصبب عرقًا. لم تفهم ما الذي يحدث، وكل ما كانت تعرفه أن الأمر حتمًا جاد جدًا.

"عزيزتي، اجلسي وأحكمي حزامك. سنقلع قريبًا."

"جدي، إلى أين سنذهب؟ ولما نغادر بتلك الطريقة؟ نحن لا نملك أي شيءٍ معنا."

صدر صوت الكابتن من سماعات الطائرة.

"أرجوكم الزموا مقاعدكم وأحكموا أحزمة الأمان، سنقلع بعد خمسة دقائق."

وما إن أقلعوا، هدأ ألبرت قليلًا، وارتخت ملامحه ولم يعد فكه مطبقًا بإحكام.

"حسنًا، الآن يمكنني إخبارك بما يحدث يا عزيزتي."

"ما الخطب يا جدي؟"

"تعاون والدك مع صديق قديم للعائلة لتوسيع أعمال البناء، وقام هذا الصديق بتصرفاتٍ مشبوهة واحتال على عدد من رجال الأعمال، وبما أنني المالك والممثل القانوني، صدرت بحقي مذكرات توقيف، ولذا صادروا كل شيء. والدك والعمة كاميلا أيضًا غادرا البلاد وسنلتقي بهما قريبًا."

"ولكن... إلى أين نحن ذاهبان؟"

"لا أعرف يا عزيزتي، ولم أملك الخيار. أنت على وشك أن تصبحي بالثامنة عشر من عمرك، وهذه المشكلة قد تتضمنك أنت أيضًا، ولذا طلبت من أصدقاء قدامى للعائلة أن يساعدونا. أنت لا تعرفينهم، ولكنهم أناس يبقون على كلامهم، وها قد ساعدونا للتو في مغادرة البلاد."

"جدي، أنا لا أريد أن يصيبك مكروه، ولا أهتم بما سيأخذوه منا. كل ما أريده هو أن تظل معي."

"لا تقلقي يا عزيزتي، سنتخطى هذا الأمر شيئًا فشيئًا. محامي العائلة يساندنا في تبرئة أسمائنا، وسيجد هذا الفتى الذي أقحمنا في تلك المتاعب."

وبعد أكثر من اثنى عشر ساعة من الطيران، بدأت هضاب خضراء وجبال شاهقة تظهر في الأفق، وكذلك بعض البحيرات ذات اللون الأخضر اللامع.

قال الكابتن: "سيدي، آنستي، لقد وصلنا. أرجوكما أحكما حزام الأمان، فنحن على وشك الهبوط."

وما إن هبطوا؛ كانت هناك سيارة بانتظارهما. بدأ ألبرت يتحدث بلغة فالينتيا، وحينها أدركت ماري أن هذان الرجلا في هيسبيريا كانا يتحدثان بنفس تلك اللكنة. لقد وصلا إلى فالينتيا.

"هيا يا عزيزتي، اركبي السيارة، فهم بانتظارنا!"

"حسنًا يا جدي!"

وبينما هما يتجهان إلى جهة غير معلومة، أخذت ماري تحدق بالحقول الخضراء، الشوارع، والمنازل الجميلة ذات أصص الزهور. بدا وكأن الوقت توقف، وفجأة ظهر أمامها قصرٌ كبير. كانت مندهشة، فلم يسبق لها أن رأت أي شيءٍ كهذا من قبل. دخلت السيارة إلى القصر، وكانت هناك امرأة كبيرة بالسن تنتظرهم عند الباب الرئيسي، والفرح بادٍ على وجهها.

"مرحبًا يا ألبرت!"

تحدثت المرأة بلغة فالنتيا، ولم تفهم ماري مما قيل سوى التحية. كانت متفاجئة حينما سمعت جدها يتحدث بطلاقة.

"عزيزتي، رحبي بالسيدة كاترين بلمير!"

"ولكن..."

"يمكنك التحدث بلغة هيسبيريا، فهي ستفهمك."

"حسنًا، أهلًا يا سيدة كاترين!"

"يالها من فتاةٍ جميلة! أنت تمامًا نسخة من أمك!"

"هل عرفتها؟"

"رأيتها في الصور فقط يا عزيزتي، فأنا أكبر سنًا من أن أسافر، كما لم تتسن لي الفرصة أبدًا، لكن جدتك كانت ترسل لي صورها."

"لم أكن على علمٍ بذلك!"

"أوه! نحن أصدقاء منذ وقتٍ طويل! فصداقتنا تمتد حتى ثلاثينيات القرن الماضي."

"رائع!"

"نعم، كان أبواي مدينان للغاية لأجدادك، ومعظم ما تريه هنا تم تحقيقه بفضلهما. حسنًا إذًا! سيكون لدينا الكثير من الوقت لنتحدث لاحقًا، ولكن يجب عليكما الآن الراحة كي تستعدوا لتناول العشاء."

"شكرًا يا سيدتي! شكرًا جزيلًا!"

"غرفتيكما هنا وهناك. ألبرت، أعتقد أنني ما زلت أملك بعض ملابس زوجي الراحل في هذه الغرفة، استخدم أي ما شئت. ولكن المشكلة تكمن في ماري، فأنا ليس لدي أي ملابس تلائمها. أحفادي طوال القامة إلى حدٍ ما، ولذا فملابسهم لن تلائمها، ولكن يمكننا الذهاب للتسوق وشراء بعض الملابس غدًا صباحًا."

"دخلت ماري الغرفة التي خصصت لها، وكانت غرفة ضخمة ومظلمة، تبدو مخيفةً بالمساء. كانت النافذة تطل على الحديقة. "هذا هو الشيء الجيد الوحيد بالأمر. وغدًا صباحًا، سيبدو كل شيء مختلفًا." هكذا فكرت بداخلها.

"لنتناول العشاء، الطعام لذيذ جدًا!"

"شكرًا يا كاترين! شكرًا جدًا على استضافتنا!"

أكلت ماري في صمت. كانت السيدة كاترين تستطيع التحدث بلغة هيسبيريا ولكنها فضلت التحدث بلغة فالينتيا، وكان من الصعب للغاية على ماري أن تفهم الحوار الدائر بين جدها ورفيقته الجديدة.

بعد العشاء، قبلت ماري جدها على وجنته، وعادت لغرفتها للراحة.

"شكرًا يا سيدة بلمير! سأذهب لأنام الآن."

"العفو يا حبيبتي، اذهبي لترتاحي. غدً اسيكون يومًا جديدًا!"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 100

    اتجه بيتر وكاترين إلى المطار مباشرةً ما إن غادرا غرفة الاجتماع، وهناك كان رجال ماركوز بارتز بانتظارهما. لم تكن كاترين على ما يرام، ولكنها ارتدت قناع الشجاعة. بمجرد أن استقلا الطائرة الخاصة، وجدوا ماركوس جالسًا فيها يتفقد بريده الإلكتروني. قالت كاترين بنبرةٍ ضعيفة: "عزيزي ماركوس! شكرًا لأنك انتظرتنا."أجابها ماركوس محدقًا خارج النافذة: "لا داعي لشكري! بل هذا من دواعي سروري، كما أنني سأذهب لفلورنتيا كذلك."قالت كاترين واضعةً بطانية فوق كتفيها: "اعذراني، فأنا متعبة قليلًا. أعتقد أنني سأستريح حتى نصل."سرعان ما نامت كاترين بعمق، وبدأ ماركوس وبيتر في مناقشة أحداث اجتماع اليوم. "هل كنت تعلم بأي من هذا يا ماركوس؟"نظر ماركوس إلى عينيه مباشرةً وقال مغلقًا حاسوبه: "لا، ولكن هذا يفسر سبب اهتمام الجدة الكبير بشفائي."سأله بيتر: "هل أنت متأكد أنك لا تريد العودة؟""لا أريد العودة تمامًا. تعلم أن هناك فدية على رأسي، وإذا عدت، فسيقوم ذلك الحقير فرانك ليفيت بإرسال رجاله خلفي.""إنه لأمرٌ غير معقول أن يكون هذا الرجل لا يزال على قيد الحياة، وهو من القضاة الأعلى شأنًا في فاليريا.""لم يعد هناك ما يفاجئ

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 99

    سأله بيتر: "هل أنت ذاهب إلى فلورنتيا؟""نعم، سأتوقف بها قبل العودة إلى المنزل. إذا كنت في عجلة من أمرك، فبإمكاننا الذهاب معًا وإنهاء تفاصيل نقل الملكية."غادر ماركوس المكتب بعد ذلك مغلقًا الباب بعده، وحينها بدأ الشجار الحقيقي."ما الذي تفكرين به يا جدتي؟ تحضرين شخصًا ما إلى هنا وقد لا يكون حتى من عائلة بارتز!"سألته جدته بغضبٍ واضح: "هل تقصد أنني كاذبة يا ماكسيموس؟""لا تنكري يا أمي أن الظهور المفاجئ لهذا الرجل الغامض يعد أمرًا مثيرًا للشك!""هل أنت حقًا تصدق ما يقوله ابنك يا ليونارد؟"قال ليونارد بحيرة: "لم أعد أعرف ما الذي يجب عليّ تصديقه يا أمي.""بيتر أيها الأحمق اللعين! ألعن اليوم الذي أصبحت فيه أخي! أنت خائن لعين!""ماكسيموس!" سقطت كاترين بمجرد أن صرخت.صرخ بيتر وهرع لمساعدتها: "جدتي!"كان من الصادم أن ترى حفيدها الأكبر، المعروف عادةً باتزانه، يفقد السيطرة تمامًا ويثور غاضبًا على شقيقه الأصغر.قالت كاترين بضعف: "احضر لي بعض الماء يا بيتر."أجلسها بيتر على كرسي، وأسرع بسكب كوبٍ من الماء لها. رغب للحظةٍ بضرب ماكسيموس، ولكنه تمالك نفسه حين رأى جدته في تلك الحالة الضعيفة.وبخه ليونار

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 98

    بعد سماعهم ما قالته الجدة كاترين، كان ليوبارد غاضبًا، وماكسيموس لم يستطع تصديق ما سمعه، أما بيتر، فابتسم ببساطة.قال ماكسيموس بغضب: "ما الذي تضحك عليه يا بيتر؟""أضحك على حقيقة أن طليقتك المستقبلية سيصبح نفوذها أكبر مني ومنك."صاح ماكسيموس واقفًا ومشيرًا إليه بإصبعه: "أنت أحمق!"إذا لم تفصل بينهما طاولة الاجتماع، للكم ماكسيموس أخوه بيتر في وجهه."هل أنت مدركة للجهد الذي بذلته عائلة بلمير لبناء هذه الامبراطورية؟""أنا مدركة، ولكن هذا ليس إرثنا نحن فقط، بل يخص ماركوس وماري كذلك. كنت حمقاء إذ اعتقدت أنك ستتقبل الأمر. يمكنك تحدي قراري، ولكن الأمر قد تم قانونيًا.""سأقبل حصتي بنسبة 11% من الأسهم بامتنان. أشكرك يا جدتي! إذا انتهينا، فعلي المغادرة لألحق بطائرتي إلى فلورنتيا."قالت كاترين بهدوء: "كنت أعرف أنك ستتفهم الأمر يا بيتر."قال ماكسيموس وبالكاد يكبح غضبه: "لم يوافق بيتر إلا لأنه لم يعمل يومًا في حياته. كل ما يفعله هو إنفاق الأموال التي ترسلها له الشركة يوميًا.""أوه يا ماكسيموس! أنا لست بحاجة لتلك الشركة كي أعيش، فمنذ ذهبت إلى جاليا، تعلمت ألا أتوقع أي شيء من عائلة بلمير، ولذا فأنا حتى

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 97

    راقبت أورورا ماري وهي تدخل العيادة، وكان جسدها الصغير الضعيف يبدو ضئيلًا أمام المبنى الأبيض الكبير الذي يشع هدوءًا. كانت الحدائق المحيطة بالمكان تبعث على السكينة، لكن أورورا لم تستطع منع نفسها من القلق على صديقتها.تردّدت ماري عند المدخل، لكن يد أورورا الثابتة الممسكة بيدها منحتها الشجاعة للمضي قدمًا. في الداخل، تعجبت من همس الأصوات الهادئة ومشهد الناس يسيرون بسلام في الممرات. بدا الجميع طبيعيين، وكان أغلبهم مبتسمين. لم يكن هذا مكانًا لمعالجة الأجساد، بل ملاذاً للقلوب المنكسرة.استقبلتهما الطبيبة هيل بابتسامة دافئة ونبرة مطمئنة تعكس هالة من الحكمة والاحتواء، وقالت: "مرحبًا بك يا ماري. أنا سعيدة جدًا لأنك هنا. دعينا نقوم بتسجيل دخولك ونرتّب لك الأمور."ورغم تردد ماري، إلا أنها أومأت برأسها وتبعتها. رافقتها أورورا في الإجراءات الرسمية، ووقعت الأوراق وتأكدت من أن ماري تعلم أنها ليست وحدها. وعندما حان وقت رحيل أورورا، تعانقت الصديقتان بحرارة.وعدتها أورورا بصوتٍ واثق: "سأزورك بقدر ما أستطيع. تذكّري أنك أقوى مما تعتقدين، وأنك ستتجاوزين هذا."راقبت ماري صديقتها وهي تغادر، وشعرت بألم الهجران

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 96

    جلس ليونارد وماكسيموس مذهولين في صمتٍ بينما تعانق كاترين ماكسيموس بارتز بحرارة، ذلك الرجل الغامض الذي دخل الغرفة بسلطةٍ تحيط به، إلا أنهم ما زالوا لا يعلمون صلته بالعائلة.قال ماركوس بأريحية: "سأعترف يا بيتر، لقد شككت بحضورك الاجتماع حين أخبرتني جدتي."أجابه بيتر بنبرةٍ دافئةٍ ومماثلة: "ماركوس! يالها من مفاجأة رائعة أن أراك مجددًا يا أخي."قاطعتهما كاترين بفضول: "أخي؟ كيف تعرفان بعضكما البعض؟"قال ماركوس: "تقابلنا في مستشفى."قاطعه بيتر بسرعة: "أعتقد أن علينا الذهاب إلى غرفة الاجتماعات."وافقته كاترين قائلة: "نعم، أنت محق. والآن طالما جميعنا هنا، لنبدأ. عزيزي ماركوس، أحتاج أن نكون نحن الخمسة وفريدريك فقط في هذه الغرفة، أتمانع أن ينتظر رجال حراستك في الخارج؟""بالطبع لا!" استدار ماركوس إلى رجاله قائلًا: "انتظروني هناك رجاءً، وسأعلمكم إذا احتجت شيئًا."انتقلت المجموعة إلى غرفة اجتماعات واسعة حين تمركز حراس الأمن بالخارج. جلست كاترين عند رأس الطاولة، على جانبها ليونارد وماكسيموس في ناحية، وماركوس وبيتر في ناحيةٍ أخرى. تحدث ماركوس وبيتر كأصدقاء قدامى، مناقشين أمور العمل والاستثمار، وتذكر ب

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 95

    استيقظ بيتر مبكرًا ليُحضّر أغراض ماري استعدادًا لإقامتها في العيادة. انفطر قلبه حين رآها على هذه الحال، لكنه كان على علم أنه ليس بمقدوره تقديم المساعدة التي تحتاجها. فكان لا بدّ أن تأتي تلك المساعدة من خبراء، من خلال العلاج والوقت. أصرت أورورا -أقرب صديقة لماري- على أن تكون جزءًا من هذه المرحلة، وأن ترافقها.قالت أورورا وهي تطمئنه: "لا تقلق يا بيتر. سأصطحبها وأهتم بكل شيء. وقّع فقط على استمارة الدخول التي كتبها الطبيب، وسأتولى أنا الباقي."وقبل أن يهمّ بيتر بالمغادرة، تلقّى رسالة من كاترين، تحثّه فيها على القدوم إلى فاليريا بأسرع ما يمكن. حيّرته نبرة الاستعجال في طلبها، لكنه كان يعلم أن جدته لا تطلب شيئًا من فراغ، وإذا وضعت خطة، فهناك بالتأكيد سبب وجيه وراءها.دخلت أورورا غرفة ماري بخفة، فوجدتها جالسة على حافة السرير. كانت قد ارتدت بلوزة فضفاضة بلون البيج، وبنطالًا أبيض واسعًا، مع حذاء مسطح بلون مماثل. كانت ضفائرها مجدولة بإتقان. تألم قلب أورورا عندما رأت عيني صديقتها المتورمتين والحمراوين من كثرة البكاء، ووجهها المبلل بآثار الدموع، ومع ذلك، استقبلتها ماري بابتسامة باهتة دافئة."هل اضط

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status