Share

الفصل 6

Author: البرتقالي والذهبي
نظرت بشرى إليها بنظرة تحمل معنى خفيًا وسألتها: "هل تعرفين السيدة رويدا؟"

تبدّل تعبير ابتسام قليلًا، وهزّت رأسها نافية: "لا، لا أعرفها."

قالت بشرى باستغراب: "حقًا؟ هذا غريب إذًا."

ثم تمتمت بحيرة قبل أن تشرح لها الأمر بوضوح: "المدير مراد هادي استدعاني قبل قليل، وذكر اسمك تحديدًا، وقال إنكِ من الغد ستكونين المسؤولة عن جولات التفقد الخاصة بالسيدة رويدا، وأكد أن عليكِ الحضور بنفسك."

وبينما كانت ابتسام تستمع، بدأت حاجباها ينقبضان تدريجيًا. نظرت إلى بشرى نظرة متفحصة، ثم أومأت برفق، وتذرّعت بأن لديها عملًا آخر وغادرت المكتب.

استندت إلى الجدار في الممر، وبعد تردد طويل، تخلّت عن فكرة مواجهة إسماعيل؛ فهي حقًا لم تعد ترغب في أي مساحة تجمعهما على انفراد.

عند نهاية الدوام، جاء حمزة ليقلّها.

حاولت أن تهدئ مشاعرها وألا تسمح لشخص غير مهم بأن يؤثر على مزاجها، فبدأت تشارك حمزة بعض المواقف السعيدة التي حدثت معها في العمل.

نظر إليها حمزة وهي تبتسم بابتسامة خفيفة، ولم يستطع مقاومة نفسه، فقرص خدها بلطف وسألها: "ما رأيك ألا نتناول العشاء في البيت الليلة؟"

لم تمانع ابتسام لمسته، وأدارت نظرتها إليه قائلة: "إلى أين سنذهب إذًا؟"

ضمّها حمزة إلى صدره مبتسمًا وقال: "حجزت طاولة في المطعم الذي كنتِ تحبينه من قبل، لنرى إن كان طعمه ما زال كما تتذكرين."

بدت ابتسام سعيدة بهذه المفاجأة، فاتكأت في حضنه مبتسمة: "بعد كل هذه السنوات، ما زلت تتذكر المطعم الذي أحببته؟"

رفع حمزة حاجبيه بابتسامة خفيفة وقال بنبرة مليئة بالدلال: "وهل هذا أمر صعب؟ كل ما تحبينه يحتل دائمًا المرتبة الأولى عندي يا ابتسام."

ذلك الشعور بأن هناك من يتذكرك دائمًا كان يمنحها سعادة حقيقية، ومنذ أن جاءت إلى عائلة خليل، كانت تشعر بوضوح بتلك المودة المميزة التي يكنّها لها حمزة.

ففي كل المواقف، كان يقف إلى جانبها دون تردد، ويُدللها دائمًا.

نظرت إلى ملامحه الوسيمة والمفعمة بالثقة، وضحكت ضحكة خفيفة فجأة.

نظر إليها حمزة بعينين تحملان ابتسامة خفيفة وسألها بلطف: "ممّ تضحكين؟"

أجابت وهي تهزّ رأسها: "لا شيء"، ثم أضافت وهي تمسك بيده وتتابع السير: "فقط خطر ببالي للحظة كم كنت ساذجة وغبية في الماضي."

كانت تفكر في نفسها: كيف لم أقدّر وجود شخص جيد أمامي، وظللتُ أحاول بسذاجة أن أدفئ قلبًا باردًا لا يستحق؟

فهم حمزة تمامًا ما تعنيه، وترك يدَه في يدها مطيعًا، وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يقول بهدوء متزن: "العودة عن الخطأ ليست متأخرة أبدًا."

أومأت ابتسام بجدية: "أعتقد أنك محق تمامًا..."

تابعا طريقهما متقاربين، وفي قرب واضح بينهما، دون أن يلحظا إسماعيل الواقف عند نافذة الدفع غير البعيدة.

قالت له الممرضة: "سيدي، يمكنك تمرير البطاقة الآن."

عندها فقط عاد إلى وعيه وسحب نظره، ثم سلّم بطاقته بهدوء.

تمت عملية الدفع بسهولة، ولما عاد إسماعيل إلى غرفة المريض، وجد المدير مراد هادي بانتظاره.

اقترب المدير منه مبتسمًا وقال: "السيد إسماعيل، لا تقلق. لقد أوصيتُ المشرفة المكلّفة بتدريبها بأن تحضر غدًا ومعها الدكتورة ابتسام أثناء جولة السيدة رويدا."

وكان المدير يراقب تعابير وجهه، وحين لم يلحظ تغييرًا، تابع وهو يبتسم ابتسامة واسعة: " وبشأن الأجهزة الطبية المقدَّمة كدعم..."

قاطعه إسماعيل بنبرة هادئة: "الأمور المتعلقة بدعم المستشفى تتولاها والدتي. يمكنك سؤالها مباشرة."

أدرك المدير أن الأمر محسوم، ثم خطرت له فكرة، فقال بحماس: "أعلم أن العمل في الأقسام العامة مرهق، فما رأيك أن أنقل الدكتورة ابتسام لتكون مسؤولة فقط عن السيدة رويدا؟ هكذا ستراها كل يوم أيضًا."

كان المدير يعلم أن عائلة مروان تدعم المستشفى بمبالغ كبيرة، ويدرك مكانتها الكبيرة، لذا كان حريصًا على كسب رضاهم والحفاظ على هذه العلاقة المهمة.

لكن هذه المرة أخطأ في التقدير، فجاءت محاولته بنتيجة عكسية تمامًا، وخسر ما كان يأمله.

تجهم إسماعيل وقال ببرود: "المدير مراد، يبدو أنك أسأت الفهم. اخترت الدكتورة ابتسام لأنها طبيبة متميزة لا أكثر."

نظر إسماعيل إلى الابتسامة المرتبكة على وجه المدير دون أن تتغيّر ملامحه، ثم أضاف بنبرة هادئة: "لا توجد بيني وبينها أي معرفة خارج نطاق العمل."

مسح المدير العرق عن جبينه بتوتر وهو يبتسم ابتسامة محرجة قائلًا: "لقد أسأت الفهم، أرجوك لا تأخذ الأمر عليّ، أعتذر بشدة."

سحب إسماعيل نظره ثم وجهه نحو النافذة الملبدة بالغيوم قائلاً بصوت بارد: "أتمنى أن تكون واضحًا فيما تقول، ولا تثير أي سوء فهم لا داعي له."

وكان المدير مراد رجلاً خبيرًا يفهم الإشارات بسرعة، ففهم على الفور ما يقصده إسماعيل بين السطور، أدرك أنه يطلب منه الصمت حيال الأمر، فسارع إلى الإيماء موافقًا: "بالفعل، الدكتورة ابتسام تملك سجلًا مهنيًا مميزًا، ومن الطبيعي أن تختارها بناءً على كفاءتها يا سيد إسماعيل."

بعد أن أنهى كلامه، ورأى أن إسماعيل لم يعلّق بشيء، غادر المكان من تلقاء نفسه: "لن أزعجك أكثر، اتصل بي إن احتجت أي شيء."

وما إن أُغلق باب الغرفة، حتى خفّض إسماعيل نظره، وغرق في أفكاره.

ساد الصمت الغرفة، فنظرت إليه رويدا بنظرة مترددة، كأنها تريد الكلام ثم تتراجع، وقالت بحذر: "إسماعيل، لقد مرّت سنوات طويلة على ما حدث، لماذا لا تتحدث معها؟ ربما إن تحدثتما ستتجاوز هي ما حدث، وقد تتمكنان من البدء من جديد..."

قاطَعها قائلًا بنبرة هادئة: "أمي، ما بيننا انتهى. لن يكون هناك أي احتمال لعودته. وكل ما أريده الآن هو أن ترى أروى والدتها فقط."

رأت رويدا أنه لا يريد الخوض في الموضوع، فتنهدت قائلة: "غدًا عطلة روضة أروى، وبما أنك ستعمل، سأطلب من الخالة أمينة صالح أن تحضرها إلى المستشفى، فلتلتقِ ابتسام بالطفلة أيضًا."

توقفت لحظة وهي تتذكر برود ابتسام، ثم قالت بصوت هادئ: "من يدري، ربما إذا رأت الطفلة سيلين قلبها."

لم يُبدِ أي ردّ فعل، واكتفى بأن يهمهم بصوت خافت: " همم."

كانت السماء ملبدة بالغيوم، ولم يمر وقت طويل حتى بدأ مطر خفيف متواصل بالهطول.

خرجت ابتسام مع حمزة من المطعم، وصادفا في تلك اللحظة مع بداية المطر.

أخذ حمزة المظلة من العامل عند الباب، وفتحها مائلًا إياها نحوها وكأنه يفعل ذلك بشكل تلقائي، كي لا تبتل بقطرة واحدة.

هذا التفصيل الصغير تكرر منذ أول مرة أمسك فيها المظلة من أجلها وحتى الآن.

تذكّرت ابتسام كيف كان إسماعيل يتصرف في الأيام الممطرة؛ لم يكن يفعل سوى أن يسألها بصوت دافئ إن كانت تشعر بالبرد، دون أن يميل المظلة نحوها ولو مرة واحدة.

ذلك الفرق بين من يمنحك محبة خاصة بلا شروط، ومن يقدّم لك اهتمامًا بدافع اللباقة، كان واضحًا بعمق في شعورها.

فدلال حمزة لها جعلها تعتمد عليه تمامًا دون أن تشعر.

ولمّا لاحظ نظرتها المبتسمة وعينيها الضاحكتين، ضحك قليلًا وقال ممازحًا: " ما الذي يجعلك تضحكين هكذا؟"

أجابت بابتسامة أوسع: "خمن بنفسك."

ضمّها إلى حضنه برفق، ومسح خدّها بخفة، وارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة وهو يقول ممازحًا: "هل سحرتكِ أنا؟ همم؟ "

وبنبرة تحمل بعض المزاح، انحنت شفاه ابتسام بابتسامة خفيفة، وهمست قائلة: "هل يجب أن تكون مغرورًا إلى هذا الحد؟"

ومع ذلك، لم تستطع إنكار أنه يملك ما يبرر غروره، فهو وسيم، ثري، ومخلص في مشاعره، حقًا هو رجل يتهافت عليه الكثيرون.

وكانت تدرك أنها أمامه دائمًا تكشف جانبها الطفولي دون قصد.

عندما عادا إلى المنزل، كان المطر لا يزال يتساقط بخفة متواصلة.

وما إن دخلت ابتسام غرفتها وخلعت معطفها، حتى وصلها إشعار على هاتفها.

كانت طلب صداقة جديدة على تطبيق واتساب، والملاحظة تحمل اسمه فقط: إسماعيل.‬
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 30

    لم ترفض ابتسام، وذهبت معه إلى منزل عائلة مروان القديم.كانت قد عادت إلى هنا عدة مرات مع إسماعيل عندما كانت حاملًا بأروى.كل شيء بقي كما كان، لم يتغير أي شيء.حين ترجّلت ابتسام من السيارة، فكرت لثانية ثم التفتت نحو حمزة الذي كان وجهه غامضًا تحت الظلال وقالت بصوت خافت: "أخي، سأعود حالًا."ابتسم حمزة ابتسامة خفيفة: "هيا، سأنتظركِ في السيارة."أومأت ابتسام برأسها، ونظرت إلى أعلى لترى إسماعيل ينتظر عند الباب.أغلقت باب السيارة، وكتمت مشاعرها، ودخلت الفيلا معه.أما حمزة فتابع خطواتهما بنظرة غامقة، ازدادت عمقًا كلما ابتعدا.تبعت ابتسام إسماعيل إلى الطابق العلوي، وبمجرد وصولهما إلى غرفة الصغيرة، سمعت أروى ما زالت تبكي بصوت خافت.عندما رأت الفتاة الصغيرة اقترابها، فتحت ذراعيها، راغبة في معانقتها، وكان صوتها مليئًا بالحزن: "أمي...""أروى حبيبتي."تقدمت ابتسام نحوها وداعبت الفتاة الصغيرة بلطف: "هل حلمتِ بكابوس؟""حلمت أنكِ تركتِني مرة أخرى..."امتلأت عينا الفتاة الصغيرة المستديرتان بالدموع، ثم عانقتها بقوة وقالت بهدوء: "أمي، سأكون مطيعة، لا تتركيني."شعرت ابتسام بنوبة حزن، وربتت على ظهر الفتاة ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 29

    "غدًا؟" كان صوت ابتسام يحمل شيئًا من الحرج: "أروى، غدًا قد لا يكون مناسبًا، فأنا لدي موعد مع خالكِ. ما رأيكِ أن نجعلها في يوم آخر؟"نظرت الفتاة الصغيرة إلى إسماعيل بحزن، لكنها أومأت برأسها مطيعة: "حسنًا، سأنتظركِ."طمأنتها ابتسام بكلمات قليلة، وما إن سمعت صوت حمزة يناديها من بعيد حتى أنهت المكالمة.نظر إسماعيل إلى تعبير الفتاة الصغيرة الكئيب، فضمّها إليه مواسيًا وقال بهدوء: "أنا إجازة غدًا. ما رأيكِ أن أرافقكِ؟""أبي..." عانقت الفتاة الصغيرة عنقه، واحتضنته بقوة، وعيناها محمرتان قليلًا. وأخيرًا سألت السؤال الذي كان يدور في ذهنها: "لماذا جميع آباء الأطفال الآخرين معًا، بينما أنت وأمي منفصلين؟"أرادت أن يكون والداها معًا أيضًا، وترغب في رؤية والدتها حالما تعود إلى المنزل...عندما سمع إسماعيل سؤال الفتاة الصغيرة، انتابه حزن عميق ولم يعرف كيف يجيب.سألت الفتاة الصغيرة بحذر: "أبي، هل يمكنكما أن تعودا معًا؟"نظر إسماعيل إلى وجه الفتاة الصغيرة المنتظر بتعبيرٍ مُعقد، ثم بعد صمت طويل قال بهدوء: "أروى، كوني مطيعة. لا تفكري في هذا كثيرًا، هذه أمور تخصني أنا ووالدتكِ فقط."على الرغم من خيبة أمل ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 28

    "أخي إسماعيل، الدكتورة ابتسام وحبيبها هنا." قال بلال وهو يمسك جانب وجهه متوترًا.رأى إسماعيل ابتسام منذ اللحظة التي دخلت فيها المطعم.كانت وقتها تمسك بذراع حمزة بحميمية، تتحدث معه وتضحك دون أن تنتبه لمن حولها.عندما رأى إسماعيل حركتها الغريزية للاقتراب من حمزة، ضاقت عيناه قليلًا.لم تلاحظ ابتسام إسماعيل، لكن حمزة رآه لحظة دخوله المطعم.لم يقل شيئًا، ولكن بعد أن جلس، رتّب خصلة من شعرها خلف أذنها برفق.رفعت ابتسام حاجبها مبتسمة: "ما الذي تفعله؟" "كان شعركِ مبعثرًا قليلًا." قالها حمزة وهو يلمس خدّها بخفة، ثم استند على الكرسي ووضع ذراعه خلفها بطبيعية مفرطة في القرب.لم تفكر ابتسام كثيرًا، وأثناء انتظار حذيفة تبادلت معه حديثًا خفيفًا عن العمل."مشرفي صارم جدًا، وهذا يجعلني قلقة قليلًا."ضمّت شفتيها قليلًا: "لكن العمل مع الطبيبة بشرى يجعلني أتعلم الكثير بالفعل."ضحك حمزة بخفة: "وما الذي يقلقكِ؟ ألستُ جالسًا هنا بجانبكِ؟"أسندت ابتسام ذقنها على يدها، ناظرةً إليه: "سيد حمزة، أنا أعتمد على قدراتي، لن أستعمل أي وساطة."نظر حمزة إليها، وارتسمت ابتسامةٌ على شفتيه: "أجل، فأنتِ هي الأفضل." لم تتم

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 27

    انتظرت المضيفة جوابَه بقلق، لكن إسماعيل صمت لثوانٍ، ثم سأل فقط: "أنتِ وهو فقط؟""لا، هناك أيضًا الدكتورة ابتسام، التي أنقذتني في الدرجة السياحية المرة الماضية، وحبيبها."أجابت المضيفة بصدق، ثم سألت بتفكير: "كابتن إسماعيل، هل تلمح إلى أن حذيفة غير موثوق به؟"قبل أن يتمكن إسماعيل من قول أي شيء، وضع بلال ذراعه حول كتف المضيفة وسخر منها: "انظري إلى سؤالكِ! ألا تُصعّبين الأمور على أخي إسماعيل؟ ستعرفين إن كان موثوقًا به أم لا بعد العشاء الليلة!"أدركت المضيفة خطأها وابتسمت بارتباك: "لكنه كريم جدًا. بالكاد تعرفنا، وأهداني حقيبة من إصدار محدود.""قيمتها ستة أرقام!" قالت بحماسة وهي تشارك بلال التفاصيل.رفع بلال إصبعه لها إعجابًا، واستمرّا في الحديث بحماسة وهما يتقدمان. وبينما كانا يصعدان، سأل إسماعيل فجأة من الخلف: "في أي مطعم ستلتقون الليلة؟"أجابت المضيفة بصدق، رغم حيرتها من سؤاله: "إنه مطعم فرنسي، رومانسي جدًا."أومأ إسماعيل، ودخل قمرة القيادة بهدوء.سحبت المضيفة بلال جانبًا وسألته: "ما الأمر؟ لماذا يهتم الكابتن فجأة؟ هل هو مُعجب بي؟"كان سؤالها مازحًا بعض الشيء، فضحك بلال قائلًا: "مريم، أيه

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 26

    عبس إسماعيل، رافضًا الخوض في الموضوع أكثر، ونظر إلى الصغيرة التي كانت تُثير المشاكل، فخفّت نبرته قليلًا: "في المرة القادمة التي تقابلين فيها أروى، تذكري أن تُخبريني مُسبقًا."كانت ابتسام تعلم أنها قصّرت في هذا الأمر، فأومأت: "سأخبرك في المرة القادمة. أما الليلة، فأود أن آخذ أروى لتناول العشاء.""أنتِ وأروى فقط؟" سأل إسماعيل بهدوء."لا، أخي حمزة سيكون معنا أيضًا...""ليس الليلة، أروى تُعاني من صعوبة في التركيز مؤخرًا؛ عليّ أن أجعلها تدرس اليوم."قاطعها إسماعيل، وأخذ أروى من بين ذراعيها، ونبرته ثابتة: "إلى أين أنتِ ذاهبة؟ سأوصلكِ.""لا داعي."لم تُصرّ ابتسام، وجاء اتصال حمزة في تلك اللحظة، فعدّلت نبرة صوتها وأجابت: "سآتي إليك بعد قليل، أروى لن تأتي، سآتي وحدي."بعد أن سمعت ما قيل على الجانب الآخر، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "لا بأس. أكمل اجتماعك؛ سأستقل سيارة أجرة."بعد أن قالت ذلك، نظرت إلى ساعتها، وفكرت لبضع ثوانٍ، ثم أجابت: "سيستغرق الأمر حوالي نصف ساعة.""حسنًا، سأطلب من مساعدي انتظارك في الأسفل." قالها حمزة وأنهى المكالمة.رفعت ابتسام رأسها وابتسمت للفتاة الصغيرة قائلة: "أروى، أنا

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 25

    ارتسمت ابتسامة لا إرادية على وجه ابتسام، ولم تُجب فورًا، بل سألتها: "وأين والدكِ؟"وعندما سمع حمزة هذا اللقب، اشتدّت قبضته على عجلة القيادة قليلًا، وسقطت عيناه عليها بلا إرادة.لاحظت ابتسام نظراته، فحوّلت هاتفها إلى وضعية مكبر الصوت في صمت.صدح صوت الفتاة الصغيرة الخافت: "لا أريد أن يأتي أبي ليأخذني."تبادلت ابتسام وحمزة النظرات، ثم سألتها: "لماذا؟""لأنني... غاضبة من أبي!"أصدرت الفتاة الصغيرة همهمةً عاليةً في هذه اللحظة، بلهفةٍ مُحببة: "اتصلت الخالة ميسان بأبي هذا الصباح، وقال إنه سيذهب إليها لاحقًا، لا أحب أن يذهب أبي لرؤية الخالة ميسان، لذا أنا غاضبة من أبي!"عندما سمعت ابتسام صوت الفتاة الصغيرة العاقل والفصيح، ضحكت ضحكة مكتومة: "حسنًا، سآتي لأخذكِ من الروضة اليوم.""حسنًا! سأنتظركِ." ابتسمت الفتاة الصغيرة على الفور، ولم تنسَ أن تقول لها: "أمي، روضتنا تنتهي في الخامسة مساءً!" "حسنًا." أجابت ابتسام مبتسمة: "أنا لن أتأخر بالتأكيد."وحين أنهت المكالمة، علّق حمزة ببطء: "يبدو أنه يحب ميسان كثيرًا حقًا."أومأت ابتسام قائلة: "في الواقع، إنهما مناسبان تمامًا."لكنها لا تعرف لماذا لم يصبحا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status