Share

الفصل 7

Author: البرتقالي والذهبي

عندما رأت الاسم، انقبضت أطراف أصابعها قليلاً.

تسللت نظراتها ببطء إلى صورة حسابه في تطبيق واتساب، فإذا بها صورة لفتاة صغيرة في نحو الخامسة من عمرها، تجلس بجانب دمية وتأكل قطعة بطيخ وهي تضحك بفرح طفولي صافٍ.

وحين أدركت ابتسام من تكون تلك الطفلة في الصورة، تغيّر تنفسها قليلاً. وبعد لحظات من التردد، لم تستطع منع نفسها من تكبير الصورة.

كانت الطفلة تربط شعرها على شكل كعكة صغيرة، ووجنتاها مستديرتين ناعمتين، وملامحها تكاد تكون نسخة مصغرة من إسماعيل. وعندما تبتسم تنحني عيناها بشكل هلال خفيف، وتظهر غمازتان صغيرتان على خديها.

ومن مجرد النظر إلى الصورة، كان واضحًا أن الطفلة محبوبة.

وفي تلك اللحظة، اجتاح قلب ابتسام دفء غريب جعل أنفاسها تلين دون وعي، وظلت عيناها معلقتين بالصورة، غير قادرة على صرف نظرها عنها.

وربما لأنّها لم ترد على رسائله منذ مدة، أرسل إسماعيل رسالة تحقق جديدة:

【بخصوص أمر أروى، أريد أن أتحدث معك.】

استعادت ابتسام وعيها، حدقت قليلًا في طلب الإضافة، ثم رفضته دون أي تردد.

لم تصل أي رسالة أخرى بعد ذلك، ولم تتفاجأ ابتسام، فهي تعرف كم هو متكبّر إسماعيل.

كان صوت المطر المنهمر برفق خلف النافذة يزيد من انكماشها على الكرسي، لتعود ذاكرتها إلى تلك الليلة المؤلمة والمخيفة في آنٍ واحد.

منذ تلك الحادثة، أصبحت تخاف من الأيام الممطرة، وتكره صوت المطر؛ فكلما سمعت صوته، عادت صورتها لتلك الليلة التي تركها فيها إسماعيل بلا تردد ليحمي امرأة أخرى.

كانت تلك الليلة موعد فحصها الأخير قبل الولادة. وكان المطر يهطل بلا توقف في الخارج، فشعرت بقلق غامض يملأ صدرها.

وعندما سمعت تلك المرأة تتصل بإسماعيل مرة أخرى، وسمعت صوته الهادئ يحاول طمأنتها، حاولت كبح غضبها، ولم ترد أن تتشاجر معه.

لكن عندما رأته يرتدي معطفه ويستعد للمغادرة، لم تستطع السيطرة على نفسها، وقفت أمام الباب ببطنها المنتفخ، تمنعه من المغادرة مهما حاول.

قالت له بعناد:

"إسماعيل، إن أصريتَ على الخروج الليلة، فسينتهي كل شيء بيننا!"

كانت تعلم أن هذا التهديد لن يؤثر فيه، فقد سبق وسمعت حديثه مع تلك المرأة بالصدفة.

قال حينها بصوت بارد: "وجودي مع ابتسام بدافع المسؤولية فقط، أنا لا أحبها."

في تلك اللحظة فقط أدركت أن علاقتهما بالنسبة له لم تكن سوى عبء ثقيل.

ومع ذلك، ورغم سماعها تلك الكلمات بأذنيها، لم تستطع قتل الأمل في قلبها، كانت تتمنى أن يولد الطفل، لعل قلبه يلين معها بمرور الوقت.

لكن الأمور لم تسر كما تمنت. فحين واجهته بتهديدها، بقي هادئًا وقال:

"ابتسام، هي الآن في خطر، وتشعر بالخوف، ومن واجبي كصديق أن أطمئنها."

ربما بسبب اضطراب الهرمونات، انفجرت ابتسام باكية:

"إنها تخدعك! وأنت تعرف ذلك جيدًا، إنها فقط تريدك أن تبقى بجانبها!"

كانت تلك المواقف قد تكررت كثيرًا، وتشاجرا بسببها مرات عديدة، لكن في كل مرة يتصل فيها بتلك المرأة، كان إسماعيل يترك كل شيء ويرحل دون تردد.

وهذه المرة لم تكن استثناءً، فقد نظر إليها ببرود وقال بنبرة خافتة:

"ابتسام، لا تثيري المشاكل بلا سبب."

عند سماعها تلك الجملة، فقدت ابتسام كل قوتها، ولم تستطع قول كلمة أخرى، واكتفت بالنظر إليه وهو يغاد، بينما عمّ الصمت البيت الواسع.

جلست تبكي بعينين دامعتين، تحدق في المطر المتواصل، وبعد وقت طويل مسحت دموعها بنفسها. وبرغم يقينها أنه لن يعود تلك الليلة، تركت له كالعادة ضوء الليل مضاءً، وجلست تنتظره على الأريكة.

وفي أثناء ذلك، رأت منشورًا في الإنستغرام لتلك المرأة،

صورة لرجل يطبخ المعكرونة...

ومكتوب تحتها: 【ما دمتَ معي، لا شيء أخافه.】

عرفت ابتسام فورًا أن ذلك الرجل هو إسماعيل.

حدقت في الصورة طويلاً، ثم ابتسمت بسخرية وهي تكتم ألمها.

استمعت إلى صوت المطر في الخارج حتى غلبها النعاس دون أن تدري كيف نامت.

لكنها استيقظت فجأة على صوت رعد قوي، تبعه طرق عنيف على الباب.

حاولت السيطرة على خوفها، وتوجهت نحو الباب لترى من خلال الكاميرا، لكنها وجدت أن أحدهم يغطي العدسة من الخارج.

شعرت بخطر داهم، فاندفعت نحو غرفة النوم واتصلت بإسماعيل قائلة بصوت مرتجف:

"إسماعيل، أرجوك عد بسرعة. هناك من يطرق الباب بلا توقف، أنا خائفة..."

كانت تبكي وهي تتحدث. لكن صوته جاء سريعًا، باهتًا، بلا أي اهتمام:

"لا تقلقي، سأعود قريبًا."

سمعت في صوته اللامبالاة، وعرفت أنه يظنها تبالغ، فحاولت أن تقول شيئًا، لكن فجأة سمعت صوت امرأة تصرخ:

"إسماعيل!"

ثم انقطع الاتصال.

عندما حاولت الاتصال مجددًا، كان الهاتف مغلقًا.

تجمدت في مكانها، ثم اتصلت بحمزة، تخبره بما يحدث بصوت مرتعش.

كان في اجتماع، لكن عندما سمع بكاءها، ترك كل شيء وقال لها بصوت حازم دافئ:

"ابتسام، لا تخافي، أنا قادم الآن."

أغلقت الخط، وشعرت ببعض الارتياح، لكن الطرق على الباب لم يتوقف، بل صار أشبه بضرب مع أدوات ثقيلة على القفل.

انكمشت في زاوية غرفة النوم، لا تجرؤ على إصدار أي صوت.

وعندما بدأت الأصوات تخفت، وظنت أن الشخص غادر، همّت لتتحقق بخطوات خفيفة،

لكنها سمعت فجأة خطوات سريعة خارج الغرفة وصوت رجل يصرخ بغضب:

"أين أنتِ؟ اخرجي الآن!"

ارتجف قلبها، وهرعت لتغلق الباب، لكنها تأخرت، إذ فُتح الباب بعنف.

استدارت محاولة الهرب، لكن الرجل أمسك بشعرها بقوة وطرحها أرضًا، ثم رفع سكينًا حادّة وبدأ يطعنها بجنون دون توقف، وكأن هدفه قتلها لا غير!

لم تستطع المقاومة...

وكان الرجل يصرخ وهو يطعنها:

"سرق إسماعيل حبيبتي، سأقتل امرأته وطفله! موتك ذنبه، هو السبب!"

لم تعرف كم طُعنة تلقتها، لكنها رأت في آخر لحظة حمزة أمامها، قبل أن تغيب عن الوعي.

تلك الليلة… لم يعد إسماعيل.

وعلى طاولة العمليات الباردة، لم تسمع سوى صوت بكاء حمزة وهو يتوسلها ألا ترحل.

كانت تلك المرة الأولى التي تراه فيها يبكي بحرقة.

أرادت أن تواسيه، أن تقول له لا تبكِ، لكن الدماء كانت قد أنهكتها، فلم تستطع النطق.

وفي لحظة اقتراب الموت، اجتاحها ندم عميق.

وأقسمت في سرّها: إن كُتب لها أن تعيش، فلن تقترب من إسماعيل إلى الأبد، ولن يكون بينهما أي علاقة بعد الآن...

تلك الليلة، حلمت ابتسام مجددًا بذلك الكابوس، اجتاحها الخوف، لكنها لم تستطع الاستيقاظ، وظلت تصارع في يأس.

حتى سمعت صوت حمزة يناديها مرارًا، فاستيقظت فجأة. وألقت بنفسها في ذراعيه باكية:

"أخي، راودني ذلك الكابوس مجددًا..."‬
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 30

    لم ترفض ابتسام، وذهبت معه إلى منزل عائلة مروان القديم.كانت قد عادت إلى هنا عدة مرات مع إسماعيل عندما كانت حاملًا بأروى.كل شيء بقي كما كان، لم يتغير أي شيء.حين ترجّلت ابتسام من السيارة، فكرت لثانية ثم التفتت نحو حمزة الذي كان وجهه غامضًا تحت الظلال وقالت بصوت خافت: "أخي، سأعود حالًا."ابتسم حمزة ابتسامة خفيفة: "هيا، سأنتظركِ في السيارة."أومأت ابتسام برأسها، ونظرت إلى أعلى لترى إسماعيل ينتظر عند الباب.أغلقت باب السيارة، وكتمت مشاعرها، ودخلت الفيلا معه.أما حمزة فتابع خطواتهما بنظرة غامقة، ازدادت عمقًا كلما ابتعدا.تبعت ابتسام إسماعيل إلى الطابق العلوي، وبمجرد وصولهما إلى غرفة الصغيرة، سمعت أروى ما زالت تبكي بصوت خافت.عندما رأت الفتاة الصغيرة اقترابها، فتحت ذراعيها، راغبة في معانقتها، وكان صوتها مليئًا بالحزن: "أمي...""أروى حبيبتي."تقدمت ابتسام نحوها وداعبت الفتاة الصغيرة بلطف: "هل حلمتِ بكابوس؟""حلمت أنكِ تركتِني مرة أخرى..."امتلأت عينا الفتاة الصغيرة المستديرتان بالدموع، ثم عانقتها بقوة وقالت بهدوء: "أمي، سأكون مطيعة، لا تتركيني."شعرت ابتسام بنوبة حزن، وربتت على ظهر الفتاة ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 29

    "غدًا؟" كان صوت ابتسام يحمل شيئًا من الحرج: "أروى، غدًا قد لا يكون مناسبًا، فأنا لدي موعد مع خالكِ. ما رأيكِ أن نجعلها في يوم آخر؟"نظرت الفتاة الصغيرة إلى إسماعيل بحزن، لكنها أومأت برأسها مطيعة: "حسنًا، سأنتظركِ."طمأنتها ابتسام بكلمات قليلة، وما إن سمعت صوت حمزة يناديها من بعيد حتى أنهت المكالمة.نظر إسماعيل إلى تعبير الفتاة الصغيرة الكئيب، فضمّها إليه مواسيًا وقال بهدوء: "أنا إجازة غدًا. ما رأيكِ أن أرافقكِ؟""أبي..." عانقت الفتاة الصغيرة عنقه، واحتضنته بقوة، وعيناها محمرتان قليلًا. وأخيرًا سألت السؤال الذي كان يدور في ذهنها: "لماذا جميع آباء الأطفال الآخرين معًا، بينما أنت وأمي منفصلين؟"أرادت أن يكون والداها معًا أيضًا، وترغب في رؤية والدتها حالما تعود إلى المنزل...عندما سمع إسماعيل سؤال الفتاة الصغيرة، انتابه حزن عميق ولم يعرف كيف يجيب.سألت الفتاة الصغيرة بحذر: "أبي، هل يمكنكما أن تعودا معًا؟"نظر إسماعيل إلى وجه الفتاة الصغيرة المنتظر بتعبيرٍ مُعقد، ثم بعد صمت طويل قال بهدوء: "أروى، كوني مطيعة. لا تفكري في هذا كثيرًا، هذه أمور تخصني أنا ووالدتكِ فقط."على الرغم من خيبة أمل ال

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 28

    "أخي إسماعيل، الدكتورة ابتسام وحبيبها هنا." قال بلال وهو يمسك جانب وجهه متوترًا.رأى إسماعيل ابتسام منذ اللحظة التي دخلت فيها المطعم.كانت وقتها تمسك بذراع حمزة بحميمية، تتحدث معه وتضحك دون أن تنتبه لمن حولها.عندما رأى إسماعيل حركتها الغريزية للاقتراب من حمزة، ضاقت عيناه قليلًا.لم تلاحظ ابتسام إسماعيل، لكن حمزة رآه لحظة دخوله المطعم.لم يقل شيئًا، ولكن بعد أن جلس، رتّب خصلة من شعرها خلف أذنها برفق.رفعت ابتسام حاجبها مبتسمة: "ما الذي تفعله؟" "كان شعركِ مبعثرًا قليلًا." قالها حمزة وهو يلمس خدّها بخفة، ثم استند على الكرسي ووضع ذراعه خلفها بطبيعية مفرطة في القرب.لم تفكر ابتسام كثيرًا، وأثناء انتظار حذيفة تبادلت معه حديثًا خفيفًا عن العمل."مشرفي صارم جدًا، وهذا يجعلني قلقة قليلًا."ضمّت شفتيها قليلًا: "لكن العمل مع الطبيبة بشرى يجعلني أتعلم الكثير بالفعل."ضحك حمزة بخفة: "وما الذي يقلقكِ؟ ألستُ جالسًا هنا بجانبكِ؟"أسندت ابتسام ذقنها على يدها، ناظرةً إليه: "سيد حمزة، أنا أعتمد على قدراتي، لن أستعمل أي وساطة."نظر حمزة إليها، وارتسمت ابتسامةٌ على شفتيه: "أجل، فأنتِ هي الأفضل." لم تتم

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 27

    انتظرت المضيفة جوابَه بقلق، لكن إسماعيل صمت لثوانٍ، ثم سأل فقط: "أنتِ وهو فقط؟""لا، هناك أيضًا الدكتورة ابتسام، التي أنقذتني في الدرجة السياحية المرة الماضية، وحبيبها."أجابت المضيفة بصدق، ثم سألت بتفكير: "كابتن إسماعيل، هل تلمح إلى أن حذيفة غير موثوق به؟"قبل أن يتمكن إسماعيل من قول أي شيء، وضع بلال ذراعه حول كتف المضيفة وسخر منها: "انظري إلى سؤالكِ! ألا تُصعّبين الأمور على أخي إسماعيل؟ ستعرفين إن كان موثوقًا به أم لا بعد العشاء الليلة!"أدركت المضيفة خطأها وابتسمت بارتباك: "لكنه كريم جدًا. بالكاد تعرفنا، وأهداني حقيبة من إصدار محدود.""قيمتها ستة أرقام!" قالت بحماسة وهي تشارك بلال التفاصيل.رفع بلال إصبعه لها إعجابًا، واستمرّا في الحديث بحماسة وهما يتقدمان. وبينما كانا يصعدان، سأل إسماعيل فجأة من الخلف: "في أي مطعم ستلتقون الليلة؟"أجابت المضيفة بصدق، رغم حيرتها من سؤاله: "إنه مطعم فرنسي، رومانسي جدًا."أومأ إسماعيل، ودخل قمرة القيادة بهدوء.سحبت المضيفة بلال جانبًا وسألته: "ما الأمر؟ لماذا يهتم الكابتن فجأة؟ هل هو مُعجب بي؟"كان سؤالها مازحًا بعض الشيء، فضحك بلال قائلًا: "مريم، أيه

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 26

    عبس إسماعيل، رافضًا الخوض في الموضوع أكثر، ونظر إلى الصغيرة التي كانت تُثير المشاكل، فخفّت نبرته قليلًا: "في المرة القادمة التي تقابلين فيها أروى، تذكري أن تُخبريني مُسبقًا."كانت ابتسام تعلم أنها قصّرت في هذا الأمر، فأومأت: "سأخبرك في المرة القادمة. أما الليلة، فأود أن آخذ أروى لتناول العشاء.""أنتِ وأروى فقط؟" سأل إسماعيل بهدوء."لا، أخي حمزة سيكون معنا أيضًا...""ليس الليلة، أروى تُعاني من صعوبة في التركيز مؤخرًا؛ عليّ أن أجعلها تدرس اليوم."قاطعها إسماعيل، وأخذ أروى من بين ذراعيها، ونبرته ثابتة: "إلى أين أنتِ ذاهبة؟ سأوصلكِ.""لا داعي."لم تُصرّ ابتسام، وجاء اتصال حمزة في تلك اللحظة، فعدّلت نبرة صوتها وأجابت: "سآتي إليك بعد قليل، أروى لن تأتي، سآتي وحدي."بعد أن سمعت ما قيل على الجانب الآخر، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "لا بأس. أكمل اجتماعك؛ سأستقل سيارة أجرة."بعد أن قالت ذلك، نظرت إلى ساعتها، وفكرت لبضع ثوانٍ، ثم أجابت: "سيستغرق الأمر حوالي نصف ساعة.""حسنًا، سأطلب من مساعدي انتظارك في الأسفل." قالها حمزة وأنهى المكالمة.رفعت ابتسام رأسها وابتسمت للفتاة الصغيرة قائلة: "أروى، أنا

  • حين توقفت عن حبه، القبطان المتحفظ فقد صبره   الفصل 25

    ارتسمت ابتسامة لا إرادية على وجه ابتسام، ولم تُجب فورًا، بل سألتها: "وأين والدكِ؟"وعندما سمع حمزة هذا اللقب، اشتدّت قبضته على عجلة القيادة قليلًا، وسقطت عيناه عليها بلا إرادة.لاحظت ابتسام نظراته، فحوّلت هاتفها إلى وضعية مكبر الصوت في صمت.صدح صوت الفتاة الصغيرة الخافت: "لا أريد أن يأتي أبي ليأخذني."تبادلت ابتسام وحمزة النظرات، ثم سألتها: "لماذا؟""لأنني... غاضبة من أبي!"أصدرت الفتاة الصغيرة همهمةً عاليةً في هذه اللحظة، بلهفةٍ مُحببة: "اتصلت الخالة ميسان بأبي هذا الصباح، وقال إنه سيذهب إليها لاحقًا، لا أحب أن يذهب أبي لرؤية الخالة ميسان، لذا أنا غاضبة من أبي!"عندما سمعت ابتسام صوت الفتاة الصغيرة العاقل والفصيح، ضحكت ضحكة مكتومة: "حسنًا، سآتي لأخذكِ من الروضة اليوم.""حسنًا! سأنتظركِ." ابتسمت الفتاة الصغيرة على الفور، ولم تنسَ أن تقول لها: "أمي، روضتنا تنتهي في الخامسة مساءً!" "حسنًا." أجابت ابتسام مبتسمة: "أنا لن أتأخر بالتأكيد."وحين أنهت المكالمة، علّق حمزة ببطء: "يبدو أنه يحب ميسان كثيرًا حقًا."أومأت ابتسام قائلة: "في الواقع، إنهما مناسبان تمامًا."لكنها لا تعرف لماذا لم يصبحا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status