الفصل 3

بعد مرور نصف الشهر، عاد محمود طه إلى بيتنا.

دفع باب الغرفة بعنف وقال بصوت عال:" ليلى خالد، اخرجي."

هو دفع الأبواب الواحد تلو الآخر، لكن لم يجدني.

ازداد وجهه العابس سودا.

وجه محمود تعليماته للبحث عني، وقال بظلام:" ليلى خالد، بما أنك قررت الهروب، فمن الأفضل أن تهربي بعيدة، وإلا، عندما أمسك بك، سأكسر ساقيك."

لكن، المرأة التي كان يهدد بكسر ساقها كانت تقف أمامه الآن.

بعد قليل، وصل تحديد الموقع من مساعديه.

بدأت تعابير وجه محمود تصبح أكثر تهديدا، ونظرت إليه ارتياب، لأكتشف أنه منزل أسامة الناصر.

"سيدي، إن آخر مكالمة من السيدة كانت موجهة إلى السيد أسامة، لكنه قال إنه لم يرها. نحن نشك في أنه اختطفها."

قال محمود بصوت بارد:" انتظرني، سأكون إليك قريبا."

وصل محمود إلى منزل أسامة بسرعة.

ووجهه عابس، بدأ يركل الباب المغلق بشدة.

مرة، مرتين، وفي الركلة الثالثة فتح الباب.

ظهر أسامة هادئا، وعيناه مغطاة بكدمات.

"ماذا تريد؟"

ضحك محمود ساخرا وقال:" أنت خبأت زوجتي، تعتقد ماذا أريد؟"

ظل أسامة عابسا، كأنه قد فقد أي اهتمام بهذا العالم.

"لم أخفها، لقد ماتت، ألم تعلم أن تذهب لاستلام رمادها؟"

"هل هي طلبت منك مساعدتها في التمثيل؟ هه، يبدو أنها قررت الهروب مني."

لم يصدق محمود أنني فقدت الحياة ويظن أن هذا مجرد خدعة.

رفع نظره إلى داخل المنزل وصرخ بصوت مرتفع: "ليلى، لا تظني أن أسامة سيحميك، ولن تستطيعي الهروب من ذكرى وفاة أمي. سأعد حتى ثلاثة، وإذا لم تخرجي، فستتحملين المسؤولية."

ثلاثة، اثنان، واحد.

بمجرد انتهاء كلماته فإنه دفع أسامة بقدمه بقوة، وأمر مساعديه بالدخول للبحث عني.

سقط أسامة على الأرض، وازداد وجهه الهادئ علامات من الغضب.

"محمود، ليلى قد ماتت، وأنت بنفسك استلمت رمادها. هل نسيت؟"

"لقد ماتت، ماتت منذ عدة أيام."

أمسك أسامة بياقة ملابس محمود وهو يغضب، ودفعه نحو الجدار.

ظهرت ابتسامة ساخرة على وجه محمود وقال:" حتى هذا الوقت، لا تزال تريد إخفاءها، يا أسامة إنك تحبها حقا، لكن للأسف، لقد تلاعبت بها، وعندما أمل نها ربما أفكر في إعطائك إياها."

"لكن ليس الآن، عليها أن تذهب إلى قبر أمي لتطلب المغفرة أولا."

احمر وجه أسامة حتى عنقه، وشد على ياقة ملابس محمود بعنف، وقال بأسنان مشدودة: "محمود، أنت حقا حقير."

ثم وجه لكمة قوية إلى وجهه، وأصدر محمود صوت ألم مكتوم.

بعدها، تشابك الاثنان في قتال عنيف لكمة تلو الأخرى، وركلة تلو الأخرى.

لقد قال كبار السن أن الإنسان لن يشعر بأي شيء بعد وفاته.

لكن، لا أعلم لماذا أشعر بضيق في صدري، كأن صدري سينفجر.

رغم أن أسامة يقوم بالرياضة البدنية، لكن محمود كان قد تدرب جيدا.

بعد عدة جولات من القتال، قام محمود بإسقاط أسامة على الأرض، وازداد وجهه كدمات.

أنا عاجزة عن التدخل وأشاهد هذا كله.

"انظر يا أسامة، كم أنت بائس، تكاد تقتل من أجل ليلى خالد، وهي تستمتع بحمايتك."

"هل تستحق مثل هذه المرأة أن تحبها؟"

ثم ابتسم أسامة سخرية وقال: "يا محمود، أنت اليائس الحقيقي الذي يخطأ في وجود من قتل أمك، ويؤذي حبيبتك، أنت أقل من كلب أو قطة."

"ماذا تقول؟"

مد محمود قبضته إلى أسامة.

في تلك اللحظة، جاء صوت حاد.

"سيدي، وجدنا تسجيلات كاميرات المراقبة لحادث السيارة الذي وقع للسيدة، وأيضا... تقرير تشريح جثتها."