Share

زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع
زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع
Author: العابر عكس التيار

الفصل 1

Author: العابر عكس التيار
‬‬‬"المديرة هدى، أشكرك على كل ما علمتني إياه طوال هذه السنوات، وسأبقى ممتنة لك دائمًا."

قدمتُ استقالتي إلى المديرة هدى.

أخذتها احذفيها، وحدقت بي بدهشة.

"أأنتِ تريدين الاستقالة؟"

أومأت برأسي بهدوء وقلت: "أريد أن أغير عملي، لم أعد أرغب في أن أكون مساعدة المحامي، ثم إن والد ابنتي في الخارج، وعليّ أن أذهب للبحث عنه."

تجمدت المديرة هدى لوهلة، ثم تفوهت دون تفكير: "كنت أظن أن والد الطفلة قد تُوفي..."

ثم أدركت زلة لسانها، فابتسمت بخجل: "آسفة، أخطأت في التعبير."

وبدت عليها علامات الأسف، محاولة أن تثنيني عن قراري.

"من المؤسف أن نخسرك، فأنتِ متميزة جدًا، ألا تفكرين في البقاء معنا؟"

هززت رأسي بابتسامة خفيفة.

في الحقيقة، والد طفلتي بالنسبة لي لا يختلف عن الميت، ومهما بلغت كفاءتي، ما زلت مجرد مساعدة.

تبادلت بعض كلمات المجاملة مع المديرة هدى، وبعد أن وافقت على استقالتي، ذهبت لتسليم مهامي لزملائي.

في غرفة الشاي، رأيت نايت مع حبيبة الطفولة سلينا يتحدثان بمود وحميمية.

نايت هو مؤسس مكتب المحاماة، ليس فقط مديري، بل هو أيضًا والد ابنتي.

قبل ثماني سنوات، عندما التحقت بالشركة، أصبحت مساعدته.

وفي إحدى الحفلات، شربنا كثيرًا وحدث ما لم يكن في الحسبان، فأنجبت منه طفلة.

تزوجني بعد ذلك، لكن زواجنا ظل سرًا.

لم يكن يحبني، وبالمثل لم يكن يحب ابنتنا، ولم يسمح لها أن تناديه "أبي".

أما سلينا فهي رفيقة طفولته، تجمعهما علاقة عميقة.

كانا يجلسان متقاربين جدًا، وقد تشابكت ذراع سلينا مع ذراعه، واستند جسدها كله عليه.

ابتسم لها برقة وهو ينظر إليها، ومن زاويتي بدا وكأنه يطبع يقبل جبهتها.

في المكتب، بهذا الشكل العلني! كم هما متجاسران!

لم أتمالك نفسي، فتقدمت وناديته باسمه :

"نايت..."

رفع رأسه ونظر إليّ بعيون باردة مليئة بالاستفهام.

"هل هناك شيء أو ما الأمر، مساعدة فادية؟"

كانت نبرته رسمية، تذكرني بمكانتي كمجرد مساعدة، وملامحه الجادة تنطق بالبعد والجفاء.

أخفيت مشاعري، وأطرقت قليلًا قائلة:

"لا شيء، سيدي. جئت فقط لآخذ كوب ماء ورأيتك، فألقيت التحية."

أجاب باقتضاب.

ثم تذكر شيئًا، وحدق بي بجدية:

"بالمناسبة، سلّمي ملف قضية القانون المالي التي تتابعينها إلى سلينا لتتولاها."

تجمدت في مكاني، وخرج صوتي معترضًا دون قصد:

"لكنني أوشكت على إنهائها، والعقد على وشك أن يُوقع."

رفع حاجبيه مستاء.

"قلتُ سلّميها، لا داعي لكثرة الكلام."

ثم نهض وغادر، دون أن يمنحني فرصة للاعتراض أو الدفاع عن جهدي.

قالت سلينا بابتسامة متعالية:

"سأنجزها على أكمل وجه، شكرًا لكِ مساعدة فادية."

ثم لحقت به مسرعة.

ابتسمت ببرود، يا لها من غنيمة سهلة!

هذه القضية كانت ستمنحني مكافأة كبيرة بعد توقيع العقد، ونايت حين سلمها لسلينا قصد أن يمنحها المكافأة.

وكم مرة فعل ذلك من قبل؟

لا تُحصى!

مهما بذلت من جهد ونجاح، كان يتجاهلني، بل يسلب جهدي ليقدمه لغيري، فقط ليُرضي امرأة أخرى.

يا للسخرية!

كم هو مؤلم!

في الأيام الأخيرة، كانت ابنتي تلاحقني وتسألني بخجل:

"أمي، هل سيأتي أبي في الرياضة وغدا عيد ميلادي؟"

لم أعرف كيف أجيبها.

اتصلت بنايت وأرسلت له رسائل، لكنه لم يرد.

لكني رأيته في إنستغرام سلينا، جالسًا معها يشاهد فيلمًا.

امتلأت التعليقات بإعجاب الزملاء ومدحهم لمدى انسجامهما.

بل إن بعضهم طالبهما بالزواج هذا العام.

"أنتما رائعان معًا!"

"تزوجا هذا العام وانتهى الأمر!"

كتمت غصتي، وانتظرت رده.

لكن طوال الليل لم يرد، ولم يعد إلى البيت.

شربت وحدي حتى الثمالة، وأنا أعلم جيدًا أن قلبه لم يعد لي ولا لابنتنا، ومع ذلك لا أزال أتمسك بالأوهام. يا لغبائي!

من لا يحب، لماذا نتمسك به؟

نايت، سأمنحك حريتك.‬
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع   الفصل 10

    "إذن، في قلبك كنتُ دائمًا تلك المرأة التي تتصنّع وتخطط."لكنني لم أشعر بالخيبة، بل كنتُ أكثر وضوحًا في رؤيتي له.إنه رجل متكبّر إلى هذا الحد، فكيف سيُخفض رأسه حقًا من أجل امرأة؟"نايت، ألم يخطر ببالك يومًا أنّني كنتُ أنا الضحية في تلك الليلة؟"اقترب خطوة بعد خطوة، بينما كنتُ أتراجع خطوة بعد خطوة.حتى اصطدمتُ بالجدار ولم أجد مهربًا، عندها فقط توقّف، ونظر إليّ بحيرة."ماذا تعنين؟"لم أجب، لكن ذهني عاد إلى تلك الليلة.كان نايت ثملًا، فساعدته حتى وصل إلى غرفته.خلعتُ عنه ثيابه، غطّيته جيدًا، ثم هممتُ بالمغادرة.لكن عند وصولي إلى الباب، أمسك بذراعي فجأة، ورماني على السرير، ثم اندفع نحوي.رأيتُ عينيه غائمتين، وجهه محمّرًا، ونظراته مليئة بالرغبة، عندها أدركت أنّه كان تحت تأثير دواء.حاولتُ المقاومة بكل قوتي، لكن بلا جدوى.كيف لامرأة أن تقارن قوة رجل؟مزّق ثيابي بسرعة، وتحت تأثير الدواء أخذني بالقوة.كنتُ أحبه، لكنني لم أرغب أن يكون امتلاكي له بهذه الطريقة.ومع ذلك، وقع الأمر، ولم يكن بوسعي إلا أن أقبله بعد فوات الأوان.غير أنه، حين أفاق، لم يتذكر شيئًا، وحين رآني عارية بجانبه، ركلني من السرير

  • زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع   الفصل 9

    كان وجه نايت جادًا، وعيناه باردتان كأنهما تريدان تجميدي، وردّ بكلمات واضحة وحاسمة:"لم أكذب عليك، لقد أحببتها، وسأذهب للبحث عنها."وبعد أن أنهى كلامه، دفعني بقوة ورحل.أغلقت جهاز المراقبة، وبقيت جالسة كالمصعوقة، ثم ابتسمت بمرارة.الحب حقًا يعرف كيف يسخر من الناس.لم أكن أتوقع أن الشخص الذي لم أستطع العيش من دونه، هو في الحقيقة هو نفسه.هو من يريد السفر إلى الخارج، وهو من يريد أن يجدني.حين يكون الإنسان حاضرًا لا يُقدَّر، وحين يرحل يُفتقد.لكن، هل ينفع الندم؟النرويج.في الصباح، أوصلت ابنتي إلى المدرسة كعادتي، ثم عدت إلى البيت أعتني بالزهور وأزرع الخضار.في الحقيقة، عليّ أن أشكر نايت لأنه لم يبخل عليّ ماديًا، فصار لدي ما يكفي من المال لأعيش مرتاحة بلا قلق.وبينما كنت أسقي الزهور، ظهر أمامي ظل طويل القامة.تصلّب جسدي، فقد أدركت من جاء."فوفو."هذا النداء الحميمي جعلني أرتجف.نايت جاء!التفتُّ إليه، فرأيته شاحبًا، وقد نبتت بعض الشعيرات البيضاء في رأسه، ولحيته طويلة.سمعت من زميلة فضولية في مكتب المحاماة أنه بعد رحيلي صار يبحث عني بجنون، لم يجدني في الداخل، فبدأ يبحث عني في الخارج، حتى كاد

  • زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع   الفصل 8

    تنهدت المديرة هدى ثم تابعت قائلة:"نعم، حاولت إقناعها بالبقاء، لكنها كانت مصممة جدًا، وقالت إنها ستذهب للبحث عن زوجها، فوافقت في النهاية."كان وجه نايت مظلمًا كسواد الحبر، وعيناه تشتعلان غضبًا، وعروق يده بارزة وهو يمسك بالهاتف بقوة.ثم أطلق ضحكة ساخرة وقال:"كيف لم أعلم أن له زوجًا آخر؟"صمتت المديرة هدى في حرج.فصرخ نايت غاضبًا:"كيف سمحتِ لها بالاستقالة؟ أنا المسؤول الأول هنا، والاستقالة يجب أن تمر عبر موافقتي..."وفجأة قاطعه صوت طفل رقيق من الهاتف قائلاً:"أبي، مع من تتحدث؟ لماذا لم تنم بعد؟"تجمد نايت مكانه، وتوقفت كلماته عند سماع الصوت.ردت المديرة هدى بصوت حنون:"بعد قليل يا بني، كن مطيعًا واذهب للنوم."وكان يمكن سماع صوتها وهي تربت على ظهر طفلها لتهدئته.تجمد نايت مذهولًا.وبعد ثوانٍ، أنهى المكالمة ببطء، ثم تمتم وكأنه استيقظ من غفلته:"في الحقيقة، كان لي بيت أيضًا... لكن يبدو أنني أضعته بيدي."قضى تلك الليلة جالسًا على الأرض يفكر بوجه متجهم، مشاعره متشابكة بين صراع داخلي وألم واضح.وحين بزغ الفجر، وقف أخيرًا.لكن عندما لمح الطرد الموضوع على خزانة الأحذية، توقف فجأة.فتحه بدافع ا

  • زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع   الفصل 7

    تنهد نايت بيأس وقال محاولًا تهدئتها: "المتابعون لم يشتموكِ، بل كانوا فقط يذكّرونك."فأجابته سلينا بانفعال: "وهل الذين قالوا عني إنني فارغة العقل، متهورة، سطحية وأنانية... لم يكونوا يشتمونني؟ هل ردي عليهم كان خطأ؟ وأنت حتى لم تدافع عني."ثم انفجرت سلينا بالبكاء، وأخذت تفرغ غضبها بدموعها.شعر نايت بالصداع، وامتلأ وجهه بالضيق والنفور.لكنه لم يجد حيلة، حتى مع غضبه لم يستطع أن ينفجر في البث المباشر، بل كتم غيظه بصعوبة.قال أخيرًا: "حسناً، الخطأ خطئي."لم يرغب في الإطالة، فأغلق البث مباشرة.لم أتمالك نفسي وانفجرت ضاحكة.فقد حوّلت سلينا البث المباشر إلى ساحة شتائم، وأحرجت نايت، المحامي المحترف.هذا البث الفاشل بالتأكيد سيجلب انتقادات كثيرة من المتابعين.وبالفعل، سرعان ما اجتاحت الشبكة موجة من الجدل.الجميع أخذ يهاجم سلينا ويصفها بأنها بلا ذوق، وهناك من تذكرني حين كنت أشارك في البث كمساعدة، ذكية وكفؤة، أطرح آراءً واضحة وأقدم شرحًا مميزًا.بل إن بعض المتابعين طالبوا نايت بإعادتي إلى الفريق.لكن مهما تصاعدت الانتقادات، اختار نايت التجاهل.لاحقًا، أرسل لي زميل مقطع فيديو من نهاية البث في ذلك الي

  • زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع   الفصل 6

    كان باب المكتب مفتوحًا، وعندما شاهد الجميع ما حدث، راودتهم أفكار كثيرة لكن لم يجرؤ أحد على التعليق، فعمّ الصمت المكان.كان وجه نايت متجهّمًا للغاية، ولم يخرج ليلحق بها، بل جلس بقوة على الأريكة وأسند رأسه إلى الوراء متعبًا، ثم رفع يده ليدلّك جبينه.فهو المسؤول عن مكتب المحاماة، بينما سلينا، بصفتها موظفة تحت إمرته، أظهرت له وجهاً عابسًا وجلبت مشاعرها الشخصية إلى العمل، ولهذا شعر بالاستياء.زملائي أرادوا أن أشاركهم التعليقات الساخرة، فبدأوا يتحدثون عن ضعف كفاءة سلينا، وأنها تعتمد فقط على علاقاتها لتتقدّم بسرعة.حتى إن بعضهم راهن على المدة التي يمكن أن يتحمّل فيها نايت سلينا.لكنني لم أوافقهم، واكتفيت بإرسال ملصق وجه مبتسم لأتجاوز الموقف.في الحقيقة، كنت في الماضي كثيرًا ما أتعرض لتوبيخ نايت، لكنني كنت أعلم أنه يريد مني أن أطور قدراتي المهنية، لذلك كنت أتعلم من أخطائي وأسعى للتحسن.حين كنت في الثانوية، توفي والداي.ولأجل البقاء، ومع أنني بلا شهادة جامعية، لم أجد سوى عمل عاملة نظافة.كنت مستعدة لتحمل المشقة، ومن أجل زيادة راتبي بدأت أدرس القانون بنفسي، وأصبحت كـ"الظل" ألاحق نايت لأتعلم منه.

  • زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع   الفصل 5

    بعد أن أنهيت إجراءات الاستقالة، غادرت مكتب المحاماة.لم أرغب في رؤية نايت، ولا حتى في توديعه، لذلك أرسلت له اتفاقية الطلاق عبر البريد السريع.حين يطّلع عليها ويوقع، ستنتهي علاقتنا الزوجية إلى الأبد.نايت، وداعًا!أتمنى لك حياة طويلة سعيدة مع من تحب.كنت على وشك مغادرة البلاد مع ابنتي، لكني خشيت أن تلومني على قراري، فسألتها بحذر:"حبيبتي، لقد انفصلتُ عن والدك، وسأصطحبكِ للإقامة في الخارج، هل سيحزنك ذلك؟"هزّت رأسها ونظرت إليّ ببراءة، ثم قبّلت وجهي."ماما، وجودك يكفيني. سأبقى معك طوال حياتي، وأتمنى أن تكوني سعيدة."انهرتُ باكية، لكن الألم الذي كان يثقل قلبي تلاشى في لحظة.مع ابنتي، أشعر أني أملك الدنيا بأسرها.أما الرجال، فمجرد سراب، لا حاجة لهم!كل ما مضى، تركته خلفي بسلام.استقرّيت مع ابنتي في مزرعة بالخارج، وبدأنا حياة جديدة مليئة بالسكينة والراحة.في الماضي، كنت مقربة من زميلة في المكتب، كنا نتناول الغداء معًا يوميًا ونتبادل الأحاديث والقصص.وبعد رحيلي، ما زالت ترسل لي تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو مليئة بالقصص.وفي أحد الأيام، أرسلت لي مقطعًا عن سلينا.فتحت الفيديو، فظهر وجه نايت العاب

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status