All Chapters of زواج بارد لمدة ثماني سنوات… ثم الرحيل بلا رجوع: Chapter 1 - Chapter 10

10 Chapters

الفصل 1

‬‬‬"المديرة هدى، أشكرك على كل ما علمتني إياه طوال هذه السنوات، وسأبقى ممتنة لك دائمًا."قدمتُ استقالتي إلى المديرة هدى.أخذتها احذفيها، وحدقت بي بدهشة."أأنتِ تريدين الاستقالة؟"أومأت برأسي بهدوء وقلت: "أريد أن أغير عملي، لم أعد أرغب في أن أكون مساعدة المحامي، ثم إن والد ابنتي في الخارج، وعليّ أن أذهب للبحث عنه."تجمدت المديرة هدى لوهلة، ثم تفوهت دون تفكير: "كنت أظن أن والد الطفلة قد تُوفي..."ثم أدركت زلة لسانها، فابتسمت بخجل: "آسفة، أخطأت في التعبير."وبدت عليها علامات الأسف، محاولة أن تثنيني عن قراري."من المؤسف أن نخسرك، فأنتِ متميزة جدًا، ألا تفكرين في البقاء معنا؟"هززت رأسي بابتسامة خفيفة.في الحقيقة، والد طفلتي بالنسبة لي لا يختلف عن الميت، ومهما بلغت كفاءتي، ما زلت مجرد مساعدة.تبادلت بعض كلمات المجاملة مع المديرة هدى، وبعد أن وافقت على استقالتي، ذهبت لتسليم مهامي لزملائي.في غرفة الشاي، رأيت نايت مع حبيبة الطفولة سلينا يتحدثان بمود وحميمية.نايت هو مؤسس مكتب المحاماة، ليس فقط مديري، بل هو أيضًا والد ابنتي.قبل ثماني سنوات، عندما التحقت بالشركة، أصبحت مساعدته.وفي إحدى الحفلات
Read more

الفصل 2

في اليوم التالي، حضرتُ بمفردي إلى سباق ابنتي الرياضي.وحين رأت أن والدها لم يأتِ، انفجرت بالبكاء حزنًا.منذ ولادتها وحتى اليوم، لم يظهر نايت يومًا في مسيرة طفولتها، ولم يشاركها أي نشاط عائلي.حتى عندما رافقتها في المسابقة وفازت بالمركز الأول، لم تستطع أن تفرح.فبالنسبة لطفلة صغيرة، غياب الأب يعني غياب الحب.وفي طريق العودة إلى البيت، ظلت تسألني:"ماما، هل بابا لم يعد يحبني؟""ماما، في حفلة عيد ميلادي الليلة، هل سيأتي بابا؟"لم أستطع أن أنطق بكلمة واحدة.ولأني لم أتحمل خيبة أملها، أخذت أرسل له الرسائل بلا توقف.وبعد إلحاحي برسائل لا تُحصى، أخيرًا رد عليّ:"سأحضر عيد الميلاد."حين قرأتُ الرسالة، غمرتني سعادة مفاجئة، ونظرتُ إلى ابنتي مبتسمة:"طبعًا، بابا سيأتي."فصرخت فرحًا، وقفزت من شدة الحماس.تنفستُ الصعداء، فهذا أول مرة منذ زواجنا يوافق رئيس نايت أن يقوم بدور الأب ويشارك ابنته عيد ميلادها.في المساء، جلستُ مع ابنتي على المائدة ننتظر نايت.كانت الطاولة مليئة بالأطعمة التي يحبها، فقد كانت ابنتي منذ زمن تحفظ كل ما يعجبه، رغم أنها لا تعرفه كأب.انتظرته عند الباب، جلست ثم وقفت مرات ومرات،
Read more

الفصل 3

كان نايت على وشك أن يفتح الملف ليرى ما بداخله، فإذا بالهاتف يرن.جاءه من الطرف الآخر صوت سلينا مذعورًا خائفًا:"نايت، بطني يؤلمني كثيرًا... تعال بسرعة لتأخذني، أرجوك... أنا خائفة..."ما إن أجاب حتى سمع صوتها المرتجف.قال وهو يحاول تهدئتها بلهفة: "سآتي حالًا."ترك الأوراق جانبًا، وقع بسرعة دون أن يقرأ، ثم خرج على عجل.وقفت أنظر إلى ظهره وهو يبتعد، وابتسمت بسخرية باردة.هذا البيت انتهى أمره.في المساء، أرسل نايت رسالة يطلب أن يوصل ساعي البريد هدية عيد ميلاد ابنته.فتحت الطرد، فإذا بها دمية باربي. تجمدت من الصدمة.تذكرت العام الماضي حين اصطحبت ابنتي معي في نشاط الشركة.سلينا من وراء ظهري أخذتها إلى بيت الرعب، وهناك كانت دمية باربي مخيفة.ابنتي فزعت وبكت كثيرًا، لكن سلينا انزعجت منها وتركتها وحيدة في الداخل ساعة كاملة.بحثنا عنها بجنون حتى وجدناها مغمى عليها من الخوف.وعندما أفاقت، أشارت إلى سلينا مؤكدة أنها تركتها عمدًا، لكن سلينا أنكرت، ونايت دافع عنها قائلًا لابنتي: "لا تتوهمي."منذ ذلك اليوم، صارت ابنتي كلما رأت دمية باربي تصاب بالكوابيس.والآن، يرسل لها هذه اللعبة كهدية عيد ميلادها!ي
Read more

الفصل 4

"شكراً لك يا عم الرئيس نايت على اهتمامك بنا في هذه الفترة."نظرتُ إلى ابنتي بدهشة، رأيتها ترفع رأسها بفخر، رغم أن عينيها امتلأتا بالدموع، لكنها قاومت بشدة كي لا تنهمر.ثماني سنوات من الزواج السري، ونايت لم يعلن يوماً عن علاقتنا.ساعدته في كفاحه، وفي تأسيس عمله، وبنيتُ معه اسماً في مجال المحاماة، وأنجبت له ابنة.ومع ذلك، أصرّ على إخفاء زواجنا، بحجة أن ذلك من أجل مصلحة عمله.لكن الابنة ابنته من دمه ولحمه، ومع ذلك لم يسمح لها أن تناديه "أبي"، بل كان يُصرّ أن تناديه "عمي".واليوم، ها هي ابنتي تذعن لرغبته وتقول له "عمي"."أمي، لا نريد أن نزعج أحداً."قالت ابنتي وهي تشدّ على ذراعي، محاولةً سحبي للرحيل.أومأتُ برأسي موافقة، فمهما كان، عاجلاً أم آجلاً سأرحل، والآن لا فرق.فقد فقدتُ كل أمل به.أخذت ابنتي ورحلت.لكن نايت لحق بنا، ووقف في طريقنا."لم تأخذن معكما الأمتعة."لم أنظر إليه مباشرة، وأجبته ببرود: "لا حاجة لها."فالأمتعة تحمل الكثير من الذكريات، والتخلي عنها يعني التخلي عن كل الماضي.قال وهو ينظر إلى ابنتي:"لكن تحتاج شوشو على الأقل بعض مستلزماتها اليومية، أليس كذلك؟"أطرقت ابنتي رأسها ب
Read more

الفصل 5

بعد أن أنهيت إجراءات الاستقالة، غادرت مكتب المحاماة.لم أرغب في رؤية نايت، ولا حتى في توديعه، لذلك أرسلت له اتفاقية الطلاق عبر البريد السريع.حين يطّلع عليها ويوقع، ستنتهي علاقتنا الزوجية إلى الأبد.نايت، وداعًا!أتمنى لك حياة طويلة سعيدة مع من تحب.كنت على وشك مغادرة البلاد مع ابنتي، لكني خشيت أن تلومني على قراري، فسألتها بحذر:"حبيبتي، لقد انفصلتُ عن والدك، وسأصطحبكِ للإقامة في الخارج، هل سيحزنك ذلك؟"هزّت رأسها ونظرت إليّ ببراءة، ثم قبّلت وجهي."ماما، وجودك يكفيني. سأبقى معك طوال حياتي، وأتمنى أن تكوني سعيدة."انهرتُ باكية، لكن الألم الذي كان يثقل قلبي تلاشى في لحظة.مع ابنتي، أشعر أني أملك الدنيا بأسرها.أما الرجال، فمجرد سراب، لا حاجة لهم!كل ما مضى، تركته خلفي بسلام.استقرّيت مع ابنتي في مزرعة بالخارج، وبدأنا حياة جديدة مليئة بالسكينة والراحة.في الماضي، كنت مقربة من زميلة في المكتب، كنا نتناول الغداء معًا يوميًا ونتبادل الأحاديث والقصص.وبعد رحيلي، ما زالت ترسل لي تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو مليئة بالقصص.وفي أحد الأيام، أرسلت لي مقطعًا عن سلينا.فتحت الفيديو، فظهر وجه نايت العاب
Read more

الفصل 6

كان باب المكتب مفتوحًا، وعندما شاهد الجميع ما حدث، راودتهم أفكار كثيرة لكن لم يجرؤ أحد على التعليق، فعمّ الصمت المكان.كان وجه نايت متجهّمًا للغاية، ولم يخرج ليلحق بها، بل جلس بقوة على الأريكة وأسند رأسه إلى الوراء متعبًا، ثم رفع يده ليدلّك جبينه.فهو المسؤول عن مكتب المحاماة، بينما سلينا، بصفتها موظفة تحت إمرته، أظهرت له وجهاً عابسًا وجلبت مشاعرها الشخصية إلى العمل، ولهذا شعر بالاستياء.زملائي أرادوا أن أشاركهم التعليقات الساخرة، فبدأوا يتحدثون عن ضعف كفاءة سلينا، وأنها تعتمد فقط على علاقاتها لتتقدّم بسرعة.حتى إن بعضهم راهن على المدة التي يمكن أن يتحمّل فيها نايت سلينا.لكنني لم أوافقهم، واكتفيت بإرسال ملصق وجه مبتسم لأتجاوز الموقف.في الحقيقة، كنت في الماضي كثيرًا ما أتعرض لتوبيخ نايت، لكنني كنت أعلم أنه يريد مني أن أطور قدراتي المهنية، لذلك كنت أتعلم من أخطائي وأسعى للتحسن.حين كنت في الثانوية، توفي والداي.ولأجل البقاء، ومع أنني بلا شهادة جامعية، لم أجد سوى عمل عاملة نظافة.كنت مستعدة لتحمل المشقة، ومن أجل زيادة راتبي بدأت أدرس القانون بنفسي، وأصبحت كـ"الظل" ألاحق نايت لأتعلم منه.
Read more

الفصل 7

تنهد نايت بيأس وقال محاولًا تهدئتها: "المتابعون لم يشتموكِ، بل كانوا فقط يذكّرونك."فأجابته سلينا بانفعال: "وهل الذين قالوا عني إنني فارغة العقل، متهورة، سطحية وأنانية... لم يكونوا يشتمونني؟ هل ردي عليهم كان خطأ؟ وأنت حتى لم تدافع عني."ثم انفجرت سلينا بالبكاء، وأخذت تفرغ غضبها بدموعها.شعر نايت بالصداع، وامتلأ وجهه بالضيق والنفور.لكنه لم يجد حيلة، حتى مع غضبه لم يستطع أن ينفجر في البث المباشر، بل كتم غيظه بصعوبة.قال أخيرًا: "حسناً، الخطأ خطئي."لم يرغب في الإطالة، فأغلق البث مباشرة.لم أتمالك نفسي وانفجرت ضاحكة.فقد حوّلت سلينا البث المباشر إلى ساحة شتائم، وأحرجت نايت، المحامي المحترف.هذا البث الفاشل بالتأكيد سيجلب انتقادات كثيرة من المتابعين.وبالفعل، سرعان ما اجتاحت الشبكة موجة من الجدل.الجميع أخذ يهاجم سلينا ويصفها بأنها بلا ذوق، وهناك من تذكرني حين كنت أشارك في البث كمساعدة، ذكية وكفؤة، أطرح آراءً واضحة وأقدم شرحًا مميزًا.بل إن بعض المتابعين طالبوا نايت بإعادتي إلى الفريق.لكن مهما تصاعدت الانتقادات، اختار نايت التجاهل.لاحقًا، أرسل لي زميل مقطع فيديو من نهاية البث في ذلك الي
Read more

الفصل 8

تنهدت المديرة هدى ثم تابعت قائلة:"نعم، حاولت إقناعها بالبقاء، لكنها كانت مصممة جدًا، وقالت إنها ستذهب للبحث عن زوجها، فوافقت في النهاية."كان وجه نايت مظلمًا كسواد الحبر، وعيناه تشتعلان غضبًا، وعروق يده بارزة وهو يمسك بالهاتف بقوة.ثم أطلق ضحكة ساخرة وقال:"كيف لم أعلم أن له زوجًا آخر؟"صمتت المديرة هدى في حرج.فصرخ نايت غاضبًا:"كيف سمحتِ لها بالاستقالة؟ أنا المسؤول الأول هنا، والاستقالة يجب أن تمر عبر موافقتي..."وفجأة قاطعه صوت طفل رقيق من الهاتف قائلاً:"أبي، مع من تتحدث؟ لماذا لم تنم بعد؟"تجمد نايت مكانه، وتوقفت كلماته عند سماع الصوت.ردت المديرة هدى بصوت حنون:"بعد قليل يا بني، كن مطيعًا واذهب للنوم."وكان يمكن سماع صوتها وهي تربت على ظهر طفلها لتهدئته.تجمد نايت مذهولًا.وبعد ثوانٍ، أنهى المكالمة ببطء، ثم تمتم وكأنه استيقظ من غفلته:"في الحقيقة، كان لي بيت أيضًا... لكن يبدو أنني أضعته بيدي."قضى تلك الليلة جالسًا على الأرض يفكر بوجه متجهم، مشاعره متشابكة بين صراع داخلي وألم واضح.وحين بزغ الفجر، وقف أخيرًا.لكن عندما لمح الطرد الموضوع على خزانة الأحذية، توقف فجأة.فتحه بدافع ا
Read more

الفصل 9

كان وجه نايت جادًا، وعيناه باردتان كأنهما تريدان تجميدي، وردّ بكلمات واضحة وحاسمة:"لم أكذب عليك، لقد أحببتها، وسأذهب للبحث عنها."وبعد أن أنهى كلامه، دفعني بقوة ورحل.أغلقت جهاز المراقبة، وبقيت جالسة كالمصعوقة، ثم ابتسمت بمرارة.الحب حقًا يعرف كيف يسخر من الناس.لم أكن أتوقع أن الشخص الذي لم أستطع العيش من دونه، هو في الحقيقة هو نفسه.هو من يريد السفر إلى الخارج، وهو من يريد أن يجدني.حين يكون الإنسان حاضرًا لا يُقدَّر، وحين يرحل يُفتقد.لكن، هل ينفع الندم؟النرويج.في الصباح، أوصلت ابنتي إلى المدرسة كعادتي، ثم عدت إلى البيت أعتني بالزهور وأزرع الخضار.في الحقيقة، عليّ أن أشكر نايت لأنه لم يبخل عليّ ماديًا، فصار لدي ما يكفي من المال لأعيش مرتاحة بلا قلق.وبينما كنت أسقي الزهور، ظهر أمامي ظل طويل القامة.تصلّب جسدي، فقد أدركت من جاء."فوفو."هذا النداء الحميمي جعلني أرتجف.نايت جاء!التفتُّ إليه، فرأيته شاحبًا، وقد نبتت بعض الشعيرات البيضاء في رأسه، ولحيته طويلة.سمعت من زميلة فضولية في مكتب المحاماة أنه بعد رحيلي صار يبحث عني بجنون، لم يجدني في الداخل، فبدأ يبحث عني في الخارج، حتى كاد
Read more

الفصل 10

"إذن، في قلبك كنتُ دائمًا تلك المرأة التي تتصنّع وتخطط."لكنني لم أشعر بالخيبة، بل كنتُ أكثر وضوحًا في رؤيتي له.إنه رجل متكبّر إلى هذا الحد، فكيف سيُخفض رأسه حقًا من أجل امرأة؟"نايت، ألم يخطر ببالك يومًا أنّني كنتُ أنا الضحية في تلك الليلة؟"اقترب خطوة بعد خطوة، بينما كنتُ أتراجع خطوة بعد خطوة.حتى اصطدمتُ بالجدار ولم أجد مهربًا، عندها فقط توقّف، ونظر إليّ بحيرة."ماذا تعنين؟"لم أجب، لكن ذهني عاد إلى تلك الليلة.كان نايت ثملًا، فساعدته حتى وصل إلى غرفته.خلعتُ عنه ثيابه، غطّيته جيدًا، ثم هممتُ بالمغادرة.لكن عند وصولي إلى الباب، أمسك بذراعي فجأة، ورماني على السرير، ثم اندفع نحوي.رأيتُ عينيه غائمتين، وجهه محمّرًا، ونظراته مليئة بالرغبة، عندها أدركت أنّه كان تحت تأثير دواء.حاولتُ المقاومة بكل قوتي، لكن بلا جدوى.كيف لامرأة أن تقارن قوة رجل؟مزّق ثيابي بسرعة، وتحت تأثير الدواء أخذني بالقوة.كنتُ أحبه، لكنني لم أرغب أن يكون امتلاكي له بهذه الطريقة.ومع ذلك، وقع الأمر، ولم يكن بوسعي إلا أن أقبله بعد فوات الأوان.غير أنه، حين أفاق، لم يتذكر شيئًا، وحين رآني عارية بجانبه، ركلني من السرير
Read more
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status