Share

الفصل 151

Penulis: سيد أحمد
قادها جلال بسرعةٍ إلى داخل الغابة، حيث يقع بيت الشجرة الذي سبق أن اصطحابها إليه حمدي قبل يومين.

غير أن جلال لم يتوقف عنده، بل أزاح الأوراق المتساقطة عن الأرض، واقتادها إلى مدخل قاعدة سرّية تحت الأرض.

كان المكان غارقًا في الظلمة، لكنه أشعل مصباحًا زيتيًّا، فانسكب نورٌ دافئ أضاء القاعدة بأكملها، وحين رأت سارة ما كان مخزَّنًا في الداخل، أصابها الذهول.

"كل هذه الأشياء... لك؟" سألت وهي تشير إلى الأسلحة والمسدسات المعلَّقة على الجدار.

أومأ الرجل برأسه بصوت خافت، من دون أن يقدِّم أي شرح، ثم تناول مسدسًا صغيرًا ووضعه في يد سارة.

قال بصوت بارد: "الحقيقة لا تكون إلا في يد من يملك القوة، لا أحد يعلم ما الذي قد يحدث لاحقًا، ولكنك بحاجة إلى سلاح تدافعين به عن نفسكِ".

تأملت سارة المسدس الثقيل في يدها، فإشتدت أعصابها، ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وسألت: "أتعطيني إياه حقًّا؟"

تألقت عينا جلال من خلف قناع وجهه، وكان صوته هذه المرة مزيجًا من الصلابة والجدية: "إن لم تستطيعي الفرار، فأرجو أن يكون هذا هو خياركِ الأخير".

ثم رفع المسدس وأشار إلى صدره، وقال: "تذكّري هذا الموضع، اضغطي على الزناد، طلقة واحدة فقط، وسي
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 200

    ظلّ أحمد واقفًا عند باب الغرفة، حاجباه الممشوقان معقودان بقلق، فهو لم يمضِ وقتٌ طويل منذ أن طلب من الأطباء إجراء فحص شامل لسارة، ولم يكن من المفترض أن يكون بها شيء.لكن كمية الدم التي نزفتها فاقت بمراحل ما يحدث في نزيف الأنف العادي، كانت دموية غزيرة، منظَرها وحده كفيلٌ بأن يبعث في النفس الرعب والهلع.ولما رأت نور قسمات وجهه القلقة، استعادت رباطة جأشها، ثم قالت: "لا تقلق، هذه الفتاة اعتادت التظاهر بالمرض منذ صغرها".سارعت صفاء بمساندتها، متناغمة معها في الأداء: "ماما، لم أكن أتصوّر أن أختي الصغيرة تمتلك هذا القدر من الدهاء، تحاول جذب الأنظار بهذه الطريقة؟"قالت نور: "هذه الفتاة ذو طبيعية سيئة النية منذ أن كانت صغيرة، وما كان ذلك ليحدث لولا أن والدها دلّلها كثيرًا، فصارت مدللة إلى هذا الحد!"ثم التفتت نور نحو أحمد، وتابعت: "أحمد، إياك أن تنخدع بها، صحتها كانت دومًا جيدة، كيف يُعقل أن مجرد لمسة خفيفة على وجهها تتسبب في نزيف؟ لم ألمس أنفها من الأساس".تدخّل العم يوسف بجدية: "كفى، لا تتابعي، كيف يمكن لنزيف الأنف أن يكون مزيّفًا؟"لكن نور لم تتراجع، وقالت متحدّية: "وهل هناك ما لا يمكن تزويره

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 199

    أغمضت سارة عينيها، وتدفّقت إلى ذهنها صورُ طفولتها وهي تركض خلف نور، متعلقةً بها من دون كلل.في تلك الأيام، كانت صغيرةً لا تدرك لماذا تبدو والدتُها حزينةً دائمًا، وكانت تعتقد دومًا أنه لو أنها أحسنت التصرف أكثر، ولو أنها كانت أكثر طاعةً وهدوءً، فقد تجعل أمها تبتسم ذات يوم.وبعد أن افترقتا لسنواتٍ طوال، كانت سارة كلما تذكّرت نور، كانت تحاول تبرير غيابها، وتقول في نفسها إن أمها غادرت لأنها لم تحب والدها، وليس لأنها لم تُرِدها هي.فهي ابنتُها، ولابد أن تكون هناك أسبابٌ موجعة وراء رحيلها.لقد بقيت صورة الأم في خيالها ثابتةً لم تتغيّر، صورة امرأةٍ دافئة، لطيفة، رقيقة المشاعر، وكانت تظن أنّ نور، مثلها، لا بدّ أنها اشتاقت إليها كثيرًا على مرّ السنوات.لكن، يبدو أنّ البشر لا يتشاركون نفس الألم، ولا يحملون ذات الحنين.تنفّست سارة بعمق، وابتلعت الدم الذي فاض من حلقها بغتة.ثم فتحت عينيها من جديد، وقد أشرقت في عينيها نظرةٌ صافية، واضحة، لا غشاوة فيها، ثم قالت كلمةً: "السيدة نور، حرم العم يوسف، من هذه اللحظة، نحن غرباء لا يجمعنا شيء، اعتبري أنكِ لم تُنجبي هذه الابنة، وسأعتبر أنني لم تكن لي أم".دوى

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 198

    لكن النتيجة كانت أنها خرجت منذ الصباح الباكر، ذهبت لتجري جلسة تجميل، ثم تناولت الشاي في فترة ما بعد الظهيرة، وأعقبت ذلك بحضور حفل موسيقي.حين اتصل بها سعيد، ردّت ببرود قائلة: "لماذا تخبرني بذلك؟ لستُ طبيبة، إن كانت مريضة فلتذهب إلى طبيب".كانت سارة تهذي بالحمّى، وفي أحلامها تواصل ترديد كلمة كعكة.ظلّت تنادي على الكعكة طوال اليوم، حتى انخفضت حرارتها، وعندما فتحت عينيها رأت الثلج يتساقط بغزارة خلف النافذة، بينما كان سعيد يحمل بين يديه كعكة على شكل دب صغير، عندها أشرقت ابتسامتها.قالت سارة: "لا بدّ أن أمي هي من صنعتها، أليس كذلك؟"أجابها سعيد: "نعم".لكن سارة عرفت الحقيقة لاحقًا، فقد كانت الكعكة من صنع الطاهي، أما والدتها فلم ترعها، بل لم تسأل عنها حتى.مرّت السنوات، وفي اللحظة التي كانت تُحدّق فيها إلى الوجه الجالس أمامها. شعرت أن ملامحه تتقاطع تمامًا مع ما خُزن في ذاكرتها، وجه بارد، بل وحتى قاسٍ.من أجل أن ترى ابتسامة على شفتيها، سمعت سارة من زميلاتها أن الآباء يحبون الأطفال المتفوقين.لهذا كانت تبذل جهدًا يفوق الجميع، ومنذ الصغر وهي الأولى دائمًا في صفها.كانت تؤمن دومًا أنه إن اجتهدت

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 197

    لم تتردد نور لحظة واحدة قبل أن تجيب قائلة: "أليست كذلك فعلًا؟ سمعت أنكِ لا تزالين تعيشين معه، يا سارة، هل تعلمين حقًا ما معنى الطلاق؟ أنتِ لا زلتِ صغيرة، وإن استمررتِ بهذا الشكل فلن تجلبي المتاعب لنفسكِ فحسب، بل ستجعلين أحمد وصفاء مادةً لألسنة الناس، هل ترين أن يتقاسما زوجان حياتهم مع شخصًا ثالت؟ لا سعادة تكمن إلا لزوجين فقط".لم تعد سارة تدري أي جزء من جسدها يتألم، هل هو قلبها أم معدتها، كل ما شعرت به أن أعضاءها الداخلية تُنهش كما لو أن نملًا صغيرًا يغرس أنيابه فيها بلا رحمة، يلتهمها حتى التمزق، حتى العجز عن التنفس.حبست أنفاسها، وقاومت الألم المرير، كل ما أرادت قوله تحول في النهاية إلى ابتسامة هادئة شاحبة: "هكذا إذًا ترينني".قالت صفاء: "أمي، لا تقولي هذا عن أختي، فهي لا تزال صغيرة، وإن أخطأت فذاك من قلة التجربة، طالما أننا عائلة، فعلينا أن نتفهم بعضنا، لا بأس بالنسبة لي".بدت صفاء في تلك اللحظة وكأنها الملاك الرحيم، فازدادت سارة في نظرهم تعنتًا وصغرَ نفس.نظرت نور إلى صفاء بوجه يفيض بالجدية وقالت: "لا تقلقي يا صفاء، سارة ابنتي، أنا من أنجبتها، وسأعطيكِ حقًّا كاملًا، لن أدعها تُفسد ع

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 196

    رغم أن أمر العلاقة بين أحمد وصفاء قد بات مؤكدًا لا جدال فيه، غير أن المعرفة شيء، ورؤية الأمر بأمّ العين شيء آخر تمامًا.حدّقت سارة في الرجل الخارج من الغرفة بنظرة ثابتة، التقت عيناها بعينيه في الهواء، فارتبك الجو من حولهما.مرت في عيني أحمد نظرة دهشة واضحة، فتح فمه وكأنه يهمّ بشرح شيء، لكنه في النهاية لم ينطق بكلمة.بادرت نور قائلة: "أحمد، هل نمت جيدًا في الأمس؟ إن لم يكن الفراش مريحًا، فسأطلب من أحدهم أن يُعدّ لكما فراشًا مناسبًا، أنتما ستعيشان هنا كثيرًا بعد الزواج، فاعتبرا هذا المكان بيتكما، إن احتجتما إلى أي شيء فلا تترددا".وفي هذه اللحظة بالذات، مثلت صفاء مشهد الأم الرحيمة والابنة البارّة على نحو بارع، ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة وهي تقول: "أنتِ دائمًا تفكرين في كل شيء يا أمي، فعلاً لم ننم جيدًا ليلة أمس".وفي أثناء حديثها، مرّ على وجه صفاء شيء من الخجل المموّه، وكانت نبرتها تحمل إيحاءات غير بريئة.في تلك اللحظة، أدركت سارة المعنى الحقيقي من دعوة الإفطار.لم يكن الأمر شوقًا من نور لابنتها، بل كل ما في الأمر أنها أرادت أن توجّه رسالة مباشرة وتحذيرية.أرادت أن تُرهبها، أن تُجبره

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 195

    كانت تظن أنها قد أصبحت لا تُبالي، غير أنها حين وصلت إلى هذه اللحظة، أدركت أنها ما زالت غير قادرة على استئصال هذا الرجل من عالمها تمامًا.سنوات طويلة من الحب، لم تكن لتُمحى في شهرين أو ثلاثة.كانت تضم ركبتيها إلى صدرها، وتسند رأسها عليهما، وهي غارقة في تخيّلات مؤلمة، لم تفارق ذهنها صورة أحمد مع صفاء في السرير، وقلبها يتلوى من الألم كأن سكينًا تنغرس فيه.ظلّت على هذه الحال حتى أشرقت الشمس، قضت الليل بأكمله صامدةً حتى غادرت البومة الكبيرة.نظرت سارة إلى السرير البارد الخالي إلى جوارها، وابتسمت بسخرية من نفسها.رنّ هاتفها الموضوع على طاولة السرير، فأسرعت بالإجابة، وجاءها صوت نور، تلحّ عليها أن تذهب إليها، قائلة إنها أعدّت لها فطورًا مما تحب، وإن العم يوسف كذلك يرغب في لقائها.أنهت سارة المكالمة ببرود، غير أنّ ساقيها حملتاها نحو الباب رغمًا عنها.فطور من يد أمها، كم مضى من الزمن منذ تذوّقت طعامها آخر مرة؟في ذاكرتها، كانت نور دومًا امرأة حنونة ، تجيد الطبخ جيدًا، ورغم أنها نادرًا ما كانت تطهو، فإن كل مرة كانت كفيلة بأن تُدهش سارة بطعم أطباقها.لمّا أفاقت من شرودها، كانت قد وصلت بالفعل إلى م

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status