Share

الفصل 443

Author: سيد أحمد
كانت الكلمات بسيطة، لكنها كانت كافية لتهوي فاتن على ركبتيها فجأة، ثم قالت بصوت مرتجف: "سيد أحمد، سأعترف لك، سأقول كل شيء!"

عقد أحمد حاجبيه، هل اعترفت بهذه السرعة؟ هو حتى لم يمارس أي ضغط بعد.

قال بهدوء: "تكلمي".

أجابت بسرعة: "الورود التي قُصّت من الحديقة، شعرت أنه من المؤسف رميها، فكنت آخذها في المساء وأبيعها بعشرة عملات للزهرة الواحدة، لم يكن ذلك طمعًا، فقط لأن وضعي المالي صعب، وجدتي مريضة، أعتذر منك يا رئيس أحمد، لن أكرر ذلك مرة أخرى".

ازدادت خطوط التجاعيد بين حاجبيه، وقال: "هذا فقط ما أردتِ قوله؟"

مسحت فاتن دموعها وقالت: "و… وشيء آخر، سأعترف به أيضًا، في إحدى المرات حين كنت أُقلم الزهور، ارتجفت يدي دون قصد، فقصصت قلبًا يشبه تفاحة، سيد أحمد، أرجوك لا تشكك في مهاراتي، كنت مصابة بحمى في ذلك اليوم".

رفع أحمد يده إلى جبينه، وبدت عليه علامات الضيق الواضحة، وقال ببرود: "ما هذه الترهات التي تقولينها؟ أنا طلبت منكِ أن تخبريني عن سارة، هل لاحظتِ أي شيء غير طبيعي أثناء رعايتكِ لها؟"

مسحت فاتن عرق جبينها وقالت: "السيدة سارة؟ مؤخرًا شهيتها ضعيفة للغاية".

قال بحدة: "وماذا أيضًا؟"

أجابت: "لا شيء آخ
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 460

    كانت سارة قد اعتادت على برودة أحمد، وظنّت أن أكثر ما يُرعب فيه هو قسوته القديمة.لكنها أدركت الآن أنّ الهجوم المباشر لا يُقارن رعبًا بابتسامته الحالية ونظرته الحنونة وهو يتحدث.وما كانت سوى تخمينات لا أكثر، إذ لم تجرؤ على كشف حقيقة حملها.قالت بصوت ثابت: "أحمد، لن أحبك أبدًا، ولن يحدث ذلك مهما طال الزمن".لكن أحمد لم يُعر لكلماتها أي اهتمام، بل قال بهدوء: "حبيبتي سارة، المستقبل لا يزال طويلًا".لم تجادله سارة، بل انكمشت بهدوء في مكانها، لا تجرؤ على استفزازه أكثر.من يحاول التفاهم مع مجنون، إما أنه ملّ من الحياة، أو ظنّ أن المجنون قد ملّ منها.ما تستطيع فعله الآن هو أن تختبئ وتنمو بصمت، تنتظر تعافي رشيد، وتنتظر نمو طفلها حتى موعد الولادة، وتتمسك بالحياة لأطول فترة ممكنة.قبل ذلك، لا مجال لإثارة أي مشكلة جديدة.حين رآها قد أغمضت عينيها، مدّ أحمد يده بلطف ورتّب الغطاء فوق جسدها بعناية، ثم انحنى وطبع قبلة خفيفة على جبينها.قال بنبرة دافئة تخفي تهديدًا: "سارة، لا تحاولي الهرب مني، هذه فكرة غبية، هل تفهمين؟"كان الجو في شهر يونيو، ومع ذلك شعرت سارة وكأن البرودة تسري في جسدها من الرأس حتى الق

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 459

    سارة فتحت فمها وكأنها تهم بالاعتراض، لكنها ما لبثت أن سكتت حين تذكرت أن الطفل لا يفهم هذه الأمور أصلًا، فلماذا تُرهقه بعبارات لا تعنيه؟ثم إنها تعرف، بالنسبة للطفل، ما دام ينمو بأمان وسعادة، فهذا يكفي.سرعان ما أغمض فارس عينيه، وأراح رأسه في حضن سارة، وراح يغطّ في نوم هانئ تصحبه أنفاس ناعمة منتظمة، بل إنّ عند زاوية شفتيه ظهرت خيوط رقيقة من اللعاب اللامع.مدّت سارة يدها تمسحه برفق، وعيناها تتابعانه بنظرات دافئة حنونة.ترى، هل سيكون الطفل الذي في أحشائها شبيهًا بفارس؟ أليس هو أيضًا ابن أحمد؟"حبيبتي سارة."في هذا الجو الهادئ من الليل، انبعث صوت أحمد خافتًا مبحوحًا، ممزوجًا ببعض الحزن، فشق سكون الليل.تجمدت ملامح سارة، وازداد وجهها برودة، لم ترد عليه، بل بقيت صامتة تنتظر ما سيقوله تاليًا.تنحنح أحمد قليلًا، وكأنّه كان يبحث عن صياغة مناسبة، وبعد تفكير طويل قال: "فارس يحبك كثيرًا، وأنا أعلم أنكِ تحبينه أيضًا، يمكنكِ أن تعتبريه ابنكِ، فتعامليه كما لو كان طفلكِ حقًا."ضحكت سارة بسخرية، ثم قالت بنبرة باردة: "صفاء كسرت ساقها ولم تعد قادرة على رعاية الطفل، فخطر لك أن تخدعني وأتكفّل أنا بتربيته؟

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 458

    ما إن سمع هذا الكلام حتى انفجر فارس بالبكاء، وهو يصرخ بصوت متهدّج: "أمّي، أريد… أريد أمّي!"كان فارس طفلًا مطيعًا، نادرًا ما يبكي، لكنه حين يتعلّق الأمر بسارة، يبكي بحرقةٍ لا تُحتمل.تنهد أحمد بمرارة، ثم قال بصوت منخفض: "هذه المرة الأخيرة، بعد أن نرى أمكِ علينا أن نرحل، حسنًا؟"لم يفهم الصغير ما قصده، لكنه كان سعيدًا لمجرد أن يتمكّن من رؤية والدته، ودموعه لا تزال على وجنتيه، هزّ رأسه بطاعة.مدّ أحمد يده ليمسح دموعه، ثم مسح فمه الصغير من آثار اللعاب، وقال بهدوء: "هيا، سنذهب الآن لرؤية أمكِ."كان داخل الخيمة الهوائية نورٌ خافت بلونٍ أصفر باهت، يتلألأ مثل نجمٍ صغير.في العادة، يكون فارس قد نام في مثل هذا الوقت، لكنه الآن كان متيقظًا تمامًا، عيناه الكبيرتان تشعّان بالبريق، ولم ينتظر حتى الوصول، بل قفز من حضن أحمد وركض بخطواته القصيرة نحو الخيمة.كانت سارة جالسة على السجادة، تتأمّل النجوم في السماء، ولم يكن بها رغبةٌ في النوم.لكنها تفاجأت فجأة، حينما اصطدمت عيناها بجسدٍ صغير يركض نحوها، فتسمرت في مكانها، وكأنها تحلم.في الماضي، ما إن تستدعي صفاء أحمد، لا يعود أبدًا، لكنه هذه المرة لم يَعُد

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 457

    ما إن سمع فارس كلمة "أمي" حتى أضاءت عيناه الصغيرتان، وشدّ بيديه الصغيرتين حزام الأمان، وهو يردد بحماس لا ينضب: "ماما، ماما".في هذه اللحظة، لم يعد أحمد راغبًا في إخفاء حقيقة ولادة سارة لابنهما في الماضي، فلو علمت أن الطفل لم يمت، بل عاش سالمًا وبصحة جيدة، فهل ستشعر ببعض السعادة؟ هل سيخفّ احتقارها له بعض الشيء؟بينما كانت السيارة تمضي في طريقها، رنّ هاتف أحمد، فبادر بالرد، وانبعث من سماعة البلوتوث صوت محمود الجاد: "سيد أحمد، هناك خبر غير سار"."ما الأمر؟""تمكّنا من استعادة لقطات المراقبة التي تعرّضت للاختراق، وتبيّن لنا أن الحادث الذي تعرّض له الطفل لم يكن محض صدفة، بل دفعه أحدهم عمدًا، ولولا أنّ الطفل كان سريع البديهة وتمكّن من إيقاف نفسه، لكان الأمر تجاوز الإغماء بكثير".ضاق صدر أحمد بقوة، كان يعلم أن المستشفى الخاص الذي نُقلت إليه صفاء قد أنشأ درجًا لولبيًّا ضخمًا لأغراض جمالية.ولو كان فارس قد تدحرج من أوله حتى آخره، لكانت العواقب وخيمة.تابع محمود قائلًا: "تزامن سقوط الطفل مع مرور الأطباء والممرضين في جولة تفقدية، فاندفعوا بسرعة لإنقاذه، بينما استغل الجاني الفرصة للفرار، ولولا وجو

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 456

    نيزك؟سارة، منذ طفولتها وحتى كبرت، انتظرت مرات لا تُعدّ ولا تُحصى، وسهرت ليالٍ طويلة أملًا برؤية نيزك، لكنها لم تره قط، أما اليوم، فقد جاء هذا النيزك فجأة، دون أي إنذار، حتى إنها لم تكن مستعدة على الإطلاق.وحين أدركت ما يحدث، كانت قد شبكت كفيها معًا، وارتسم في ذهنها أمنية واحدة، وهي أن يكن فارس بخير وسلام.فتحت عينيها، فرأت أمامها مشهدًا مبهِرًا يغمره بياض فضي ساطع، كانت النيازك البيضاء تمرق عبر السماء الواسعة، كل واحدة تجرّ ذيلًا طويلًا خلفها، تخترق السماء بتألق يقطع الأنفاس.شعرت سارة وكأنها في حلم، وكأنها فعلًا واقفة وسط وابل من الشهب.أيّ حديث عن الفراق الأبدي لا معنى له الآن، فكل ما يدور في رأسها هو جنينها الذي ينمو داخل أحشائها.تمنت أمنيتين لا ثالث لهما، أن يخرج فارس سالمًا، وأن يُولد طفلها بسلام.وفي طريق عودته إلى المدينة، كان أحمد هو الآخر قد رأى تلك النجوم المتساقطة تملأ السماء.أيها النيزك، إن كنتَ فعلًا قادِرًا على تحقيق الأمنيات، فأمنيتي الوحيدة أن أشيخ مع سارة، ونكمل حياتنا سويًا حتى النهاية.كان يعلم جيدًا أن سارة، لو سمعت ما يدور في قلبه الآن، لضحكت ساخرة، لكنها لم تكن

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 455

    ساد صمت كثيف بين الاثنين، وكأن الهواء تجمّد في المسافة بينهما، ثم قال أحمد بصوت مبحوح: "حبيبتي سارة، ماذا لو أخبرتكِ أنني لم أخنكِ قط؟"سارة ضحكت بسخرية: "ألم تخُنِّي؟ إذًا أخبرني، من والد فارس؟ وجهه يكاد يكون نسخة عنك، هل تجرؤ على القول بأن صفاء شكّلته من الطين على هيئتك؟"قال أحمد بصوت جاد: "هذا بالضبط ما أريد التحدّث عنه، فارس هو..."لكن قبل أن يتمّ كلامه، انطلق لحن خاص يعرفانه جيدًا، نغمة خصصها لصفاء.كان ذاك اللحن الذي أرعب سارة يومًا، اللحن الذي ما إن يُسمع، بغضّ النظر عمّا كانت تفعله مع أحمد، فإنه ينهض ويهرع إليها كمن يركض إلى مصيره.نظرت سارة إليه، على وجهها سخرية حادة: "لماذا لا ترد؟ ممّ تخاف؟ لم أعد زوجتك، لم أعد أكترث بك أصلًا..."لكن أحمد لم يردّ، بل ضغط مباشرة على زر إنهاء المكالمة، ثم أمسك بيدها من جديد، وعيناه جادتان: "سارة، اسمعيني، الأمر بالغ الأهمية، لم أخبركِ من قبل لأن..."رن الهاتف مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تكن صفاء، بل كانت صفية.اتصال منها في هذا الوقت لا يعني إلا أمرًا يتعلق بالأطفال.اضطر أحمد للإجابة: "ما الأمر؟"جاء صوت صفية القلقة، على غير عادتها: "سيدي، ال

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status