Share

الفصل 444

Penulis: سيد أحمد
نظرت فاتن إلى أحمد بدهشة، فبرغم كل ما جرى، إلا أنه كان واضحًا للجميع في قصر الورود كم كان يعتني بسارة هذه الأيام، رعايته لها كانت دقيقة، لا تغفل أدق التفاصيل.

حتى لو كان يعتزم الزواج من صفاء، فمشاعره تجاه سارة لم تكن زائفة، كل من في القصر قد رأى ذلك بأمّ عينه.

لكن... كيف لرجلٍ كان زوجها أن يجهل حتى أبسط ردود الفعل الطبيعية لفترة الحمل؟

قالت فاتن بنبرة مستغربة: "سمعتُ السيدة سارة تقول إنها لم تكن تملك أي خبرة في ذلك الوقت، عانت من القيء طيلة ثلاثة أشهر، وكان وضع الجنين غير مستقر، كانت تضطر للذهاب إلى المستشفى يوميًا لأخذ إبر التثبيت، والدتي جرّبتها من قبل... كانت مؤلمة جدًا."

ثم أضافت بنبرة خافتة: "لكن السيدة سارة كانت متعلقة بذلك الطفل بشدة، رغم أنه في أول أربعين يومًا لم يظهر له نبض، نصحها الطبيب بالإجهاض، لكنها توسلت إليه أن يمنحها أسبوعًا آخر فقط، كانت خائفة جدًا، ومع ذلك تمسكت بالأمل، لحسن الحظ، وبعد بضعة أيام فقط، ظهر نبض الجنين."

تنهدت فاتن وقالت بأسى: "لكنها لم تكن محظوظة، ففي الشهر الثاني تقريبًا، نزل منها الدم فجأة، ارتعبت كثيرًا، واضطرت إلى البقاء في المستشفى أسبوعًا كاملًا ح
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 466

    كانت سارة تشعر بتوتر بالغ، وهاجمتها من جديد تلك الذكرى القاسية التي فقدت فيها جنينها ذات يوم بسبب النزيف الحاد، فتغيرت ملامح وجهها بشدة، وحتى صوتها بدا مرتجفًا للغاية."ماذا... ماذا هناك؟"شدّت طرف قميصها بأناملها المرتعشة، وقد أعدّت نفسها لتلقي أسوأ خبر ممكن.لكن ملامح الطبيب كانت تحمل ابتسامة خفيفة وهو يقول: "مبارك لكِ يا سيدة سارة، أنتِ حامل بتوأم، لقد رصدت قلبين نابضين."حين سمعت تلك الكلمات، امتلأت عينا سارة بالدموع، وارتجفت شفتيها وهي تسأل بحذر: "و... هل ينموان بشكل طبيعي؟"أومأ الطبيب مطمئنًا: "نعم، بحسب ما نراه الآن، نموّهما ممتاز، لا داعي للقلق يا سيدة سارة."وضعت سارة كفّيها على بطنها، وانفجرت باكية من الفرح في لحظتها.لم تكن تحمل جنينًا واحدًا فقط... بل اثنين!دخلت فاتن إلى الغرفة وقد ظنّت أن مكروهًا قد وقع.فهرعت بسؤالها القلق: "ما الأمر؟ هل هناك مشكلة في نمو الجنين؟ لا تخافي، الطب تطوّر كثيرًا، ستحلّ كل الأمور بإذن الله."لكن سارة كانت منفعلة لدرجة أنها لم تستطع النطق، واكتفت بهزّ رأسها بقوة، "لا، ليس هذا... الأمر أنني حامل... حامل بـ..."قاطعتها فاتن بنفاد صبر: "آه يا سيد

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 465

    أما عن الهاتف، فالأمر لم يقتصر على سارة فقط، حتى أحمد كان يرفض مرارًا وتكرارًا، مما جعل رشيد يبدأ يفهم الوضع تدريجيًا.فهو رجل في الخمسين من عمره، وليس طفلًا في الثالثة، فسارعت سارة لتقول بلطف: "أبي، خلال فترة غيبوبتك حدثت بعض الأمور، كنت أُخطط لإخبارك بها تدريجيًا حين تتحسن حالتك."ما إن سمع رشيد هذا، حتى بدأت يداه ترتجف من شدة الانفعال، وقال بانفعال: "كنت أعلم أن شيئًا سيئًا قد حدث! استيقظت لأجد يدك لم تعد تعمل، وعلاقتكِ بأحمد متوترة هكذا... ماذا حدث بالضبط؟"رؤية حالته تلك دفعت سارة لتدعمه بسرعة حتى يجلس، وقالت برقة: "أبي، انظر، هذا بالضبط هو السبب الذي جعلني لا أُخبرك بشيء، في الحقيقة ليس بالأمر الكبير، فقط شجار بيني وبينه بسبب بعض الخلافات، ألم ترَ كيف ظل يطلب مسامحتي طوال الوقت؟ لو كان أمرًا خطيرًا حقًا، لكنا قد افترقنا منذ زمن."بدأت ملامح رشيد تهدأ تدريجيًا مع كلماتها، وقال: "كلامك صحيح، أحمد أكّد لي مرارًا وتكرارًا أنه لن يخذلكِ أبدًا، إذًا ما الذي حدث بينكما بالضبط؟""أبي، دعنا نؤجل الحديث لبضعة أيام، أنت بدأت تتعافى للتو، ألم يقل الطبيب أنك لا يجب أن تتعرض لأي صدمة؟"ثم ناول

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 464

    حين تلقّى أحمد اتصال من فاتن، كان يعلم جيدًا بكل ما يتعلق بسارة، رغم أنه لم يزرها خلال هذه الفترة، إلا أن حركاتها وسكناتها لم تغب عن عينيه.لم تكن فاتن تدرك ما يدور في ذهنه، بل ظنت أن اهتمامه الصامت هو صورة نادرة للرجل العظيم الذي لا يزال يحرس محبوبته السابقة.قالت له فاتن: "سيد أحمد، السيدة سارة ترغب بإجراء فحص الحمل."على مكتبه، كانت علبة صغيرة تضم خاتمي زواج، أنامله تمرّ على الألماسة الكبيرة بإمعان، وتعابير وجهه صعبة القراءة، بلا فرح أو غضب ظاهر.قال بهدوء: "حسنًا، سأرتّب الأمر."تنفست فاتن الصعداء وقالت: "كنت أعلم أنكَ أكثر من يهتم السيدة سارة، لا أفهم لماذا حتى حملها تُخفيه عنك."ابتسم أحمد بسخرية مظلمة، وأغلق الخط، ثم أعاد الخاتمين إلى علبتهما المخملية.نهض واقفًا واتجه نحو النافذة الزجاجية الكبيرة، كان الجو غائمًا رماديًا، وكأن المطر على وشك الهطول.في الأسفل في هذا الوقت بعد انتهاء وقت الدوام، كان الناس يملؤون الطرقات، والسيارات تتقاطع في كل اتجاه.من بعيد، أضواء المباني بدأت تُضيء تباعًا، في حين كان ظل جسده الطويل ممتدًا على الأرض خلفه.وبينما تتساقط قطرات المطر المنحرفة على ا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 463

    لم يكن الفجر قد بزغ بعد، حين تم إرسال سارة ووالدها رشيد بعيدًا، حتى سارة نفسها لم تكن تعرف إلى أين سيأخذونهما.وعندما وصلا، اكتشفت أنّه منزل صيني الطراز، فخطرت لها فكرة أن هذه الدار لا تبدو من ضمن الممتلكات المسجلة باسم أحمد.ويبدو أنه، ومن باب الحيطة، تعمّد اختيار مكان آمن لا يخطر ببال أحد، حتى لا يتمكن أيٌّ من العثور عليها.رشيد بدا سعيدًا بهذا المكان، إذ إنه يُشبه كثيرًا منزل العائلة القديم لعائلتهم.وما إن ترجّلا من السيارة، حتى فوجئت سارة بأن والدها تحرّك دون الحاجة إلى عصاه، بل سار خطوات قليلة مستندًا على نفسه.فأسرعت نحوه لتدعمه، وقالت بقلق: "أبي، تمهّل، احذر قليلًا."أشرق وجه رشيد بابتسامة هادئة وقال: "سارة، أستطيع السير وحدي الآن."فردّت بحنان: "نعم، أبي، لا داعي للعجلة، خذ وقتك، فقط إياك أن تتعثر."حين رأت سارة تحسّن حالة والدها يومًا بعد يوم، امتلأ قلبها بالسكينة، فحين يثبت استقراره تمامًا، ستكون قادرةً على سؤاله عن الحقيقة التي لطالما حيّرتها.لقد اعتادت أن تنام وهي تحرس تلك الأسرار، وكانت تتمنى في أحلامها أن تعرف يومًا ما الذي حدث بالضبط في الماضي.سارع خالد بالتقدُّم ليسن

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 462

    ارتجف جسد سارة قليلًا، وحدّقت في أحمد بدهشةٍ لم تفهم سببها."ما الذي تعنيه؟"تنهد أحمد ببطء، وقال: "ما حدث الليلة الماضية لم يكن مجرد حادث عرضي، هناك من تعمّد إيذاء فارس، لقد دُفع من على درجٍ عالٍ للغاية."تغيّر وجه سارة على الفور، وقالت بقلق: "من الذي فعل ذلك؟""حتى الآن لا نملك أدلة كافية لتحديد هوية الجاني، لكن من بُنيته الجسدية وتحركاته، لا يبدو أنه شخصٌ عادي، على الأرجح قاتل محترف، لذا أريد إرسال فارس وفريدة إلى مكانٍ آمن."سألت سارة بحذر: "هل للأمر علاقة بمنظمة الحشرات السامة؟"أجاب أحمد: "لا أعتقد ذلك، تلك المنظمة بارعة في الطب، وإن أرادت قتل أحدهم فإنها تستخدم السموم أو الأدوية، تمامًا كما فعلت مع السيدة نور، أما من استهدف فارس، فقد تعمّد قتله بوضوح، طفل صغير يُدفع من على درجٍ حلزوني، ولولا أنه تمكّن من التمسك بالحافة في اللحظة الأخيرة، لكانت العواقب وخيمة."أحست سارة بقشعريرة تسري في جسدها وهي تستمع لما يقوله، وشدّت بيديها لا إراديًا على جسد فارس.رؤية هذا الطفل واقفًا أمامها وهو يبتسم رغم ما حدث، جعلتها تشعر أنه نجا من الموت بأعجوبة.انخفضت على ركبتيها، ولم تعد قادرة على توجي

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 461

    في أحلامها، كثيرًا ما كانت ترى أطفالًا، ولفترة طويلة، كانت ترى كل ليلة نفس المشهد، وسط حقل من الزهور الجميلة، يقترب منها طفل صغير، يحمل في يديه إكليلًا من الزهور، يبتسم لها ثم يضع الإكليل فوق رأسها.تفتح سارة عينيها وتبتسم برقة، "شكرًا لكَ يا صغيري."يضحك فارس بسعادة حتى كادت زاويتا فمه تلامسان السماء، ويقول بفرح: "أمي، جميلة جدًا."تشعر سارة أن هذا الطفل سيغدو رجلًا دافئ القلب حين يكبر، فهو منذ صغره يحمل قلبًا لطيفًا.تمسك وجه فارس بكلتا يديها وتطبع قبلة خفيفة عليه، ثم تهمس في قلبها، لو أنّه كان طفلي حقًّا، كم كان ذلك ليكون جميلًا...نفضت بيدها بعض الأعشاب الجافة والوحل عن ركبتيه.وبينما تفعل ذلك، رأت بطرف عينها أحمد واقفًا بعيدًا على التل المقابل، لم يقترب، ربّما حتى لا يُعكّر عليها صفو لحظتها، فاكتفى بالمراقبة عن بعد.جلس فارس إلى جانبها، يتأمل خرير النهر وهو يجري.كان الطقس لا يزال باردًا، لذا لم يتمكنا من اللعب في المياه، لكنهما كانا يلتقطان الحصى من على ضفة النهر.رغم أنّ الطفل معتاد على اللعب بألعاب فاخرة في المنزل، إلا أنّ جمع الحصى عند النهر كان كافيًا ليمنحه سعادة لا توصف.ير

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status