LOGINبعد أن نهب المرتزقة كل ما في السفينة، غادروها بهدوء كأن شيئًا لم يكن.ومع اقتراب الفجر، استغلّ أحدهم الفرصة ونقل سارة بعيدًا وهي لا تزال نائمة.أما أحمد فقد خرج من غرفته بعد أن غسل وجهه وبدّل ملابسه، فاستقبله نسيم البحر العليل الذي بعثر ما تراكم في صدره من كآبة.باستثناء طابقهم، كانت بقية السفينة غارقة في الخراب.لقد غادر تسعون بالمئة من الناس، ولم يبقَ سوى رجاله المخلصين.أكثر من مئة من الأتباع تم تقييدهم بإحكام وجلسوا على الأرض لا حول لهم ولا قوة.أما رغدة فقد أطلق محمود سراحها، فسارعت بالركض مذعورة إلى الأسفل.في المطعم، وقاعة الرقص، والمتاجر الفاخرة، وأماكن الترفيه، كان المشهد أشبه بأرض خراب.انهارت رغدة وسط الركام، وانهمرت دموعها وهي تردد بصوت منكسر: "انتهى كل شيء، كل شيء ضاع".ترنحت حتى وصلت إلى البار، ذلك المكان الذي اعتادت أن تجلس فيه لتحتسي الخمر وتصنع بيديها كوكتيلاتها.بينما تراقب الآخرين من عليائها وكأنها سيدة القدر تتحكم في مصائرهم.لكن المشهد الآن كان قاسيًا، فالخمور النادرة سُرقت بالكامل، والزجاجات الأقل قيمة تحطمت على الأرض.تقدمت بخطوات ثقيلة وجلست على ركبتيها، ثم التق
كانت أشعة الشمس الدافئة تنساب بهدوء فوق سطح البحر، فتلمع أمواجه المتمايلة ببريق باهر.بعد ليلة صاخبة على متن السفينة، خيّم عليها الهدوء أخيرًا، بدت كأنها ورقة صغيرة تطفو على سطح المحيط.أما بالنسبة للضيوف، فقد كانت ليلة كارثية بكل معنى الكلمة، إذ جرى تدمير كل المرافق الأساسية على ظهر السفينة.حتى أجهزة الصراف الآلي جرى تحطيمها، كما نُهبت أموال صالة القمار كاملة.وكل ما لم يُمكن الاستيلاء عليه، إما حُطِّم أو أُتلف عمدًا.تعرّى بعض الأثرياء من ثيابهم، فيما جلس المقامرون الذين خسروا كل شيء منكسرين في زوايا الجدران، لا يجرؤون على فعل أي شيء.ففي مثل هذه الظروف، مجرد بقائهم أحياء يُعد ضربًا من الحظ، أما المال فمجرد متاع زائل.كانت رغدة قد سُحبت إلى مكان مرتفع على يد محمود، ومن هناك رأت الفوضى المروّعة التي عمّت الأسفل، فانهمرت دموعها وهي تصرخ بحرقة: "لا… أرجوكم، توقفوا!"لم يخطر ببالها أن نزوةً عابرة منها ستقود في النهاية إلى كارثة بهذا الحجم.طوال تلك السنوات، اعتادت أن تتحكم بالسفينة كيفما شاءت، وعندما يغيب "الرئيس" كانت تظن نفسها صاحبة الكلمة العليا، تفعل ما يحلو لها بتهوّر.لكنها اليوم
بعيدًا في مبنى شاهق يبعد آلاف الأميال، كان الرجل يراقب المشهد وهو يحدث أمامه مباشرة.حين اتصل به المدير فتحي بصوت مرتجف ليخبره بظهور طائرة مروحية، كان في البداية مسرورًا، معتقدًا أنه أمسك أخيرًا بموضع ضعف أحمد، وأن نهايته قد اقتربت.قال بابتسامة باردة: "دعهم يُثيرون الضوضاء، كلما تعاظمت الفوضى كان أفضل".شعر فتحي أن رئيسه قد ثمل، كيف له أن يقول مثل هذا الكلام؟فإن كانت مجرد سفينة قادرة على إسقاط أحمد، فذلك سيكون ثمنًا بخسًا للغاية.لكن ما إن رأى أن القادمين ليسوا سوى فرقة مرتزقة خاصة، حتى تغير لون وجه الرجل على الفور.فأحمد لم يأمر رجاله بالتحرك أصلًا!وبذلك لم يعد هناك أي دليل يمكنه أن يثبت أن أولئك الموجودين على السفينة يتبعون لأحمد.صرخ غاضبًا: "أسرعوا، أوقفوهم حالًا!"غير أن الصوت من الطرف الآخر جاء مذعورًا: "لقد فات الأوان يا سيدي، إنهم… آه!"وانقطع الاتصال.اندفع الرجل غاضبًا ليفتح شاشات المراقبة، فإذا بكل كاميرا، بدءًا من الأولى وحتى الأخيرة، تتعرض للتدمير.في كل موضع، كان يتم العثور على الكاميرات وتحطيمها، ولم يكن ذلك بمحض الصدفة، بل قد بدأ كل شيء منذ الأيام الماضية حين كان أحم
الشخص الذي ركل الباب لم يكن سوى مسعد.لم يعد يظهر بتلك الهيئة البسيطة الساذجة كما كان أمام سارة ومارية.حتى القناع الذي يرتديه على وجهه تبدّل، وأصبح يحمل ملامح جمجمة مرعبة، بينما يقف شامخًا في مواجهة الرياح البحرية.قال بابتسامة باردة: "صحيح! لقد أصبتِ، نحن فعلًا جئنا من أجلكم".صرخت رغدة بغضب: "من أنت؟! أتعلم أين أنت الآن؟ كيف تجرؤ على التصرّف بوقاحة فوق هذه السفينة؟"وأثناء حديثها كانت قد ضغطت على جهاز الإنذار، ليهرع جميع الحراس المدججين بالأسلحة خارج غرفهم.لم تكن رغدة قد استوعبت بعد خطورة الموقف، فقالت ساخرة: "هل تعرف ما كان مصير آخر شخص تجرأ على إثارة الفوضى فوق هذه السفينة؟ قُطّع إربًا وأُلقي طعامًا للأسماك".لكن في هذه اللحظة، بدأ رجالٌ يتدلون من الحبال التي أُسقطت من المروحيات، واحدًا تلو الآخر، وهم يهبطون بمهارة إلى سطح السفينة.كل واحد منهم يرتدي سترات مضادة للرصاص، وخوذًا واقية، ويحمل سلاحًا فتاكًا، وأحذيتهم العسكرية الثقيلة ترتطم بأرضية السطح محدثة وقعًا مرعبًا.الضغط النفسي كان خانقًا، صحيح أنّ معظم رجال رغدة كانوا قتلةً محترفين لا يبالون بالموت، ويستطيعون بسهولة سحق خصوم
"لا تعضي، سأشعر بالألم".في ذهن سارة لمعت صورة من الماضي، حين كانت في بداياتها مع أحمد، لم يكن لديها أي خبرة في مثل هذه الأمور.كانت ترى أن إصدار أي صوت أمر مخزٍ، لذلك كانت في كل مرة تعضّ على شفتيها لتكتم أنفاسها.حتى جاء ذلك اليوم، حين رفع الرجل ذقنها من الخلف وهو يحيطها بذراعه، ثم همس في أذنها بهذه الجملة.لا تزال سارة تذكر أن تلك الليلة كانت مجنونة بكل تفاصيلها.في هذه اللحظة لم تكن تدرك كم هي فاتنة، وعيناها مغطاتان بخيوط الحرير الفضي.رفع الرجل ذقنها وأجبرها على رفع رأسها، فكشف عن عنقها الممشوق مثل عنق البجعة.انزلقت ثيابها المبعثرة عن كتفيها، فكشفت عن ذراعيها الناصعتين وعظم ترقوتها الساحر، بينما حبات اللمعان الصغيرة على قماش الفستان راحت تتلألأ تحت الضوء الخافت في ظلمة الليل.تناثر ذيل الفستان فوق سطح الماء بخفة، كأنه زهرة على وشك التفتّح، تزيدها إغراء.اقترب أحمد ببطء، ثم طبع قبلة على شفتيها اللتين طالما حلم بهما.كانت ردة فعل سارة الأولى هي المقاومة، خصوصًا أنه هذه المرة في كامل وعيه، فكيف يمكنه أن...؟دفعت كفها إلى صدره، لتشعر بحرارة جسده المتدفقة من خلف قميصه، فانتقلت تلك الحر
كان أحمد يحتضنها في صمت، دون أن يُظهر أدنى نية لإجبارها.قال بصوت منخفض: "سيدتي، بما أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، يمكننا تأجيل الحديث عن أي شيء آخر، والأولوية الآن هي أن نُخرجكِ من هذا المأزق، أعلم أنكِ فتاة بريئة، ولا ترغبين في أن تُسلمي نفسكِ لأي شخص عشوائي، لكن ما يحدث الآن أمر لا مفر منه".أخذ أحمد نفسًا عميقًا وأردف: "أستطيع أن أضمن لكِ أن ما سيحدث الليلة لن يعرفه أحد، وبعد هذه الليلة، سيظل كل شيء كما كان، كما لو لم يتغير شيء، وإن كنتِ لا ترغبين بي، يمكنني... أن أبحث لكِ عن شخص آخر، كمسعد، أو ربما..."مدّت سارة يدها بسرعة لتُغلق فمه، وحدّقت به بنظرة متدللة فيها شيء من العتاب.قالت بصوت خافت: "إن لم يكن هناك خيار آخر، فأُفضّل أن تكون أنت".على الأقل هما يعرفان بعضهما، ويعرف كل منهما خفايا الآخر.لكنها في أعماقها لم تكن راغبة في أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة.رغم أن شفتيها ترددان كلمة "لا"، إلا أن جسدها بحكم غريزته كان يتصرّف كقطةٍ مدللة، لا تكف عن التماهي معه والاحتكاك به.لم يعد يكفيها أن تُطوّق خصره القوي بذراعيها، بل راحت مشاعرها الملتهبة تدفعها بلهفة إلى التطلع لما هو أبعد م





![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)

