سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها

سكرتيرة تغوي الرجل الخطأ، والعم وابن الأخ يتنافسان للظفر بها

By:  ضياء الجمالUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
30Chapters
14views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

لقد باعت أمل نفسها. بمليون دولار، لتقترب عمدًا من الوريث الوحيد لعائلة البدراوي في مدينة الركائز، الذي لا يرغب في الزواج، لضمان استمرار نسل عائلة البدراوي. بعد عملها سكرتيرة لهذا الرجل لمدة ستة أشهر، استغلت أمل سُّكره للسيطرة عليه. لكن بعد ليلة كاملة من المحاولات، اكتشفت أنها نامت مع الشخص الخطأ! الهدف الخطأ! الرجل أمامها لم يكن فارس الابن الوحيد من الجيل الشاب، بل كان عمه الأصغر عماد البدراوي. الآن لم يعد أمامها سوى خيارين... إما أن تدفع غرامة باهظة لعائلة البدراوي كما ينص العقد. أو... أن تحاول إغواء فارس البدراوي، تحت أنظار عماد البدراوي عمه. أخرجها رجلٌ بقوة ودفعها إلى الحائط، فلم تستطع الاحتمال قائلةً: "سيدي، اسمع شرحي، أنا حقًا اخترت الطريق الثاني لأنني لا أملك المال!"

View More

Chapter 1

الفصل 1

بعد الاندساس لمدة ستة أشهر، نجحت أمل الألفي أخيرًا في مسعاها!

فبعد ليلة تقربت فيها تقربًا وديًا وحميميًا مع مديرها المباشر، استلقت كما ولدتها أمها على فراش الفندق.

ورغم الألم الشديد الذي اعترى جسدها كله، وكأنما تفكك وأُعيد تجميعه مرة أخرى،

والذي جعلها تتأوه قاطبةً حاجبيها، فقد اتبعت تعليمات الطبيب، فصرت على أسنانها، وبقيت دون حراك لمدة ثلاثين دقيقة، لزيادة فرصة حدوث الحمل.

في تلك اللحظة، كان الرجل الذي أشبع رغبته قد غط في نومٍ عميقٍ.

كانت أنفاسه منتظمة، تفوح منها رائحة الخمر، ويداه الطويلتان تطوقان خصرها النحيل بقوة، حتى توحي بأنها لو تحركت حركة واحدة، سيستيقظ فورًا.

لكن أمل الألفي كانت تدرك أنه من المستحيل أن يستيقظ الآن،

لأن النبيذ الذي كان المفترض أن يشربه في هذه الليلة، قد استبدلته هي بخمر قوي، وإلا فكيف يمكن المضي في خطة حدوث الحمل على نحوٍ غير معلن؟

أمسكت بهاتفها، وتأكدت مرة أخرى أن اليوم هو يوم الإباضة، ثم تحررت من ذراعيه، والتقطت الملابس المتناثرة على الأرض، وفرت مذعورة.

بعد صعودها إلى المصعد، كان أول ما فعلته هو الاتصال برقمٍ.

لم تعبأ بأي خجل، وقالت باستعجال: "لقد حدثت علاقة بالفعل بيننا، فهل يمكن تحويل العربون ليَّ الآن؟"

إن عملية أخيها في أمس الحاجة إلى مبلغ مالي، وقد وقعت في ورطة لا مخرج لها منها، فبادرت ببيع شرفها إلى عائلة البدراوي، لكي تنجب وريثًا لابن العائلة الذي لا يرغب في الزواج، مقابل مكافأة قدرها مليون دولار.

فأجاب الطرف الآخر: "بالتأكيد، ولكن وفقًا للعقد، يجب أن تتأكدي من نسب الطفل، سأُجري فحص الحمض النووي، لذا لا تفكري في خداعي، وإلا فأنت تعلمين مقدار رسوم مخالفة الاتفاق."

ردت أمل بلا تردد: "أنا متأكدة."

اسمه عماد البدراوي، يشغل منصب مدير مجموعة البدراوي التجارية.

شاب، ويتمع بقوة بدنية مدهشة.

والأهم من ذلك، لم يبقَ في جيل عائلة البدراوي في مدينة الركائز سواه الوريث الذَكر الوحيد.

إذا لم يكن هو من قضت معه ليلتها، فهل من المستحيل أن يكون والده؟

الحمقى فقط هم الذين لا يستطيعون التمييز بين الابن والوالد.

جاءها الصوت: "حسنًا إذن."

بعد انتهاء المكالمة، حولت عائلة البدراوي المال مباشرةً إلى حساب أمل بسهولة.

همت أمل لتتنفس الصعداء، وعلى حين غرة، شعرت بأن فستانها ينزلق، فقد انقطع رباط حمالتي الكتف الرقيق.

لا داعي للتفكير، فمن المؤكد أن الرجل جذبها بقوة بالغة حين خلع ملابسها الليلة الماضية، فلم يتبقَ سوى جزء بسيط موصول.

لحسن الحظ، جاء رد فعلها سريعًا، فغطت القماش على صدرها بإحكامٍ.

لكن من سوء الحظ، تراخت الأربطة المتقاطعة عند الظهر أيضًا، كاشفةً مساحة كبيرة من بشرتها، وكانت عظمتا كتفيها واضحتين وضوح الشمس.

لا تأتي المصائب فرادى: فكان من المفترض أن ينزل المصعد إلى الطابق الأول، لكنه توقف فجأة عند الطابق الخامس.

انفتح باب المصعد، ودخل رجلٌ.

ولبرهة خطرت فكرة في ذهنها: إن ارتكاب الشر يجلب العقاب حقًا.

جاء صوت الشاب من فوق رأسها: "هل تحتاجين إلى مساعدة؟"

بدا أنه لاحظ حرج أمل، فلم يتقدم نحوها، بل وقف عند مدخل المصعد فحسب.

وتابع بصوت واضح نقي، دون أدنى نية للتعرض لها أو إهانتها: " تفضلي، استعيريه."

وفي اللحظة التالية، وُضعت بدلة سوداء واسعة على كاهلها.

عضت أمل شفتها السفلى بشدة، قائلةً: "شكرًا لكَ."

فأجاب: "غرفة الراحة الخاصة بي في الطابق الخامس، يمكنكِ استخدامها لترتيب ملابسك."

لم يكن لديها أي خيار في تلك اللحظة، سوى أن تهز رأسها بامتنان، وقالت: حسنًا."

بعد أن زررت الفستان وارتدته من جديد، خرجت أمل، ورفعت عينيها لأول مرة، لترى بوضوح منقذها للتو.

لم يبقَ عليه سوى قميص أبيض، بأكمامٍ مطوية قليلًا، كاشفةٍ عن معصمه النحيل، ذي البشرة البيضاء.

ملامحه عميقة ودقيقة وهادئة، وعلى شفتيه ابتسامة وديعة

وفيه ذلك التناقض العجيب: فهو من الواضح أنه ابن ذوات، وأيضًا لطيف المعشر سألها: "لقد لاحظت أن المصعد نزل من الطابق التاسع عشر، وهي المنطقة الخاصة بعمي، لذلك أنتِ سكرتيرته، أليس كذلك؟"

أومأت أمل لا إراديًا عندما سُئلت، وأجابت: "نعم، أنا سكرتيرة السيد عماد البدراوي."

فقال: "كونك سكرتيرة لعمي أمر ليس سهلًا، فإن طبعه قاسٍ حقًا."

فأجابت: "نعم، السيد عماد حقًا."

انتظر!

عمه!؟

"أدركت الأمر فجأة، فاتسعت على الفور حدقتا عينيها الكهرمانيتين، وسألت: كيف هذا؟ أليس المدير هو الوريث الوحيد لعائلة البدراوي؟ فكيف يمكن أن يكون لديه ابن أخ؟"

ابتسم الشاب بأسف: "إذا لم أكن مخطئًا، فالوريث الوحيد لعائلة البدراوي الذي تقصدينه يجب أن أكون أنا، أنا فارس البدراوي، مديرك هو عمي عماد البدراوي ، ويكبرني بثلاث سنوات."

لا تدرِ أمل كيف غادرت الفندق حين رن هاتفها، كانت المتصلة هي صديقتها المقربة ياسمين الدسوقي.

"أمل! مبارك عليكِ نجاحك في مسعاكِ! هل تحتاجين إلى أي مساعدة؟"

أجابت أمل: "نعم."

فسألت ياسمين: "ماذا أفعل؟"

أجابت أمل: "اشترِ لي علبة من حبوب منع الحمل."

لم يمنح الواقعُ أمل متسعًا من الوقت، فبعد انتهاء مكالمتها مع ياسمين، اتصل بها طبيب أخيها الشقيق لحثها!

حدثها الطبيب قائلًا: "لا يمكن تأجيل عملية زرع النخاع لأنس أكثر من هذا، العلاج الوقائي لم يعد فعالًا، هل وافق متبرع النخاع على التبرع؟"

أجابت أمل: "سيتبرع! سأتصل به حالًا!"

في الواقع، لو كانت مجرد عملية زرع نخاع، لما اضطرت أمل إلى بيع نفسها بهذا الشكل، ولكن بعد مطابقة نخاع العظم، كانت نتائجها غير متطابقة مع أخيها، بينما كان ابن خالها وشقيقها نتائجهم متطابقة.

عندما سمعت زوجة خالها بذلك، لم توافق بالطبع، لكنها في الوقت نفسه لم ترِد أن تظهر أنها بلا رحمة أو شفقة، وكأنها أسلمته إلى الهلاك، فطالبت بثمانمائة ألف دولار، لضمان راحة ابنها.

قالت إن عملية التبرع ستؤثر حتمًا على صحة ابنها، وهذا المبلغ يُعتبر ضمانًا له، ليكون مترفًا في العيش، دون الحاجة إلى عمل في المستقبل.

كانت على يقين من أن أمل لم تتمكن حتى من الحصول على مئة ألف، لذلك عندما تم استلام خمسمائة ألف في حسابها، أصابتها صدمة.

سألتها زوجة خالها: "ألا يمكن أن يكون هذا المال قد حصلتِ عليها بطريقة غير شرعية؟"

فأجابت أمل: "لا تهتمي بذلك، فلن يتعلق بك الأمرِ، فقط اطلبي من ابن خالي أن يتوجه إلى المستشفى على عجلٍ، لبدء التحضيرات قبل التبرع، وسأعطيكِ الثلاثمائة ألف المتبقية بعد العملية."

ترددت زوجة الخال قليلًا قبل أن تقول: "حسنًا، لكن دعيني أوضح لكِ مسبقًا، بمجرد أن آخذ هذا المال، ويتبرع ابني بنخاعه، فلن أُعيده لكِ، بغض النظر عما سيحدث لاحقًا!"

فقالت أمل: "حسنًا."

انتهت المكالمة.

أطرقت أمل رأسها، ناظرةً إلى العقد الذي وقعته مع عائلة البدراوي، ثم إلى رصيد بطاقتها المصرفية الذي أصبح صفرًا.

لم يتبقَ أمامها سوى خيارين.

إما دفع رسوم مخالفة الاتفاق الباهظة،

فإذا لم تمتلك المال، ستتهمها عائلة البدراوي بالاحتيال، وستُسجن، ويُترك شقيقها المريض دون رعاية في المستشفى،

أو مواصلة تنفيذ وعدها لعائلة البدراوي، ولكن تغير هدفها، وتحاول الإنجاب من فارس البدراوي.

نعم! ويكون ذلك تحت أنظار عماد البدراوي.

لكن لحسن الحظ، فإن عماد شخصية قاسية الطبع، ومنطوية على نفسها، فعلى الرغم من أنها استخدمت كل أساليبها على مدى ستة أشهر، إلا أنه ظل ملتزمًا بضبط نفسه، ولم يتجاوز الحدود أبدًا، ولولا ضيق الوقت الذي أجبرها على المغامرة، لما حدث ما حدث على الإطلاق!

مما يثبت أنه لا يكن لها أي مشاعر، لذلك فمن المحتمل أن عماد لن يهتم إذا استخدمت نفس الأساليب التي استخدمتها معه مع ابن أخيه، أليس كذلك؟

لم يمر إلا القليل من الوقت على مغادرة أمل، حتى استيقظ عماد.

تسبب السُّكر في صداع شديد في رأسه، فقبض حاجبيه الكثيفين، وعندما فتح عينيه العميقتين، وجد الفوضى في كل مكان حوله.

بدأت شظايا ذاكرته المتفرقة تتجمع في ذهنه.

تذكر صورة لامرأة كانت عيناها محمرتين، دافعة صدره بيديها، متوسلة إليه بصوت ناعم: "لم أعد أستطيع حقًا."

تذكر صورتها وهي تحيط خصره بإحكام، مما جعله يفقد السيطرة على نفسه، قائلةً بإصرارٍ: "لا تغادر، فأنا أريدك."

وكلما تذكرر أكثر، ازداد وجهه الوسيم شحوبًا، حتى تحول وجهه إلى اللون الداكن.

مد يده وسحب الروب ليرتديه، وكان على وشك النهوض من الفراش، حتى لاحظ فجأةً بقعة حمراء واضحة جدًا على الملاءة البيضاء.

طُرق باب غرفة الفندق.

صرف عماد نظره، ونهض واتجه نحو الباب، فحجبت هيئته الطويلة ما اعترى الغرفة من فوضى.

فجاء صوت فارس: "عمي! كنت أظن أنك ستكون مستيقظًا في هذا الوقت."

فأجاب عماد: "أجل."

كان قاسيًا بالفطرة، وعندما وقف وجهًا لوجهٍ أمام فارس المبتسم، كان التباين بينهما واضحًا جدًا.

فسأل عماد: "هل هناك شيء؟"

فأجاب فارس قائلًا: "بالفعل!"، ولكنه لم يتفوه بباقي كلامه، بل ظهر في عينيه القليل من الخجل الشبابي.

وتابع: "بعد عودتي من الخارج هذه المرة، أنوي البقاء والعمل في شركة البدراوي، وأريد أن أطلب منك شخصًا واحدًا."

لم يبدِ عماد أية تعابير أو مشاعر، ولكن تحركت تفاحة آدم بشكل بارز، وهو يسأل: "مَن؟"

فأجاب فارس : "سكرتيرتك أمل الألفي."
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters
No Comments
30 Chapters
الفصل 1
بعد الاندساس لمدة ستة أشهر، نجحت أمل الألفي أخيرًا في مسعاها!فبعد ليلة تقربت فيها تقربًا وديًا وحميميًا مع مديرها المباشر، استلقت كما ولدتها أمها على فراش الفندق.ورغم الألم الشديد الذي اعترى جسدها كله، وكأنما تفكك وأُعيد تجميعه مرة أخرى،والذي جعلها تتأوه قاطبةً حاجبيها، فقد اتبعت تعليمات الطبيب، فصرت على أسنانها، وبقيت دون حراك لمدة ثلاثين دقيقة، لزيادة فرصة حدوث الحمل.في تلك اللحظة، كان الرجل الذي أشبع رغبته قد غط في نومٍ عميقٍ.كانت أنفاسه منتظمة، تفوح منها رائحة الخمر، ويداه الطويلتان تطوقان خصرها النحيل بقوة، حتى توحي بأنها لو تحركت حركة واحدة، سيستيقظ فورًا.لكن أمل الألفي كانت تدرك أنه من المستحيل أن يستيقظ الآن،لأن النبيذ الذي كان المفترض أن يشربه في هذه الليلة، قد استبدلته هي بخمر قوي، وإلا فكيف يمكن المضي في خطة حدوث الحمل على نحوٍ غير معلن؟أمسكت بهاتفها، وتأكدت مرة أخرى أن اليوم هو يوم الإباضة، ثم تحررت من ذراعيه، والتقطت الملابس المتناثرة على الأرض، وفرت مذعورة.بعد صعودها إلى المصعد، كان أول ما فعلته هو الاتصال برقمٍ.لم تعبأ بأي خجل، وقالت باستعجال: "لقد حدثت علاق
Read more
الفصل 2
كان أنس الألفي في المستشفى يلفظ أنفاسه الأخيرة.وبسبب مشكلة في جهازه المناعي، أُصيب بحمى شديدة، وأصبحت فترات وعيه تقل أكثر فأكثر.ومع ذلك، كلما رأى ظِل أخته، كان يحاول أن يبتسم، غير راغب في أن يقلقها، قائلًا: "أختي!"فتجيبه أمل: "اصبر واحتمل، فسنُجري عملية زرع النخاع قريبًا! أنس! أختك تثق بأنك لها!"لم ترد أمل أن تذرف دموعها أمام أخيها، لذلك حين احمرت عيناها، أعرضت بوجهها، ومسحت طرفي عينيها.قال لها أنس: "لا تتوسلي إلى زوجة خالنا من أجلي، لقد طلبت ثمانمائة ألف دولار، وهذا دليل على أنها لا تريد التبرع أصلًا إياكِ أن تقعي في الحماقة من أجل المال."فحين طلبت زوجة الخال هذا المبلغ، فعلت ذلك عمدًا، ولم تُخفِ الأمر عن أنس، بل قالته صراحةً في غرفة المرضى.كان هدفها هو أن تجعل أمل وأنس يفقدان الأمل نهائيًا.أرادت أمل أن تشجع أخاها ببعض الكلمات، فقالت: "أنا خبيرة بهذه الأمور، كل ما عليكَ معرفته هو أن أختك لم يعد لها أحدٌ سواك، يجب أن تعيش، هل سمعت؟"لكن أنس فقد وعيه مجددًا.غادرت أمل المستشفى وقد شلها الرعب، وعادت إلى غرفتها البسيطة المؤجرة.استحمت، وبدلت ثيابها، وركبت متجهة إلى شركة البدراوي.
Read more
الفصل 3
بعد أن غادرت أمل، لم ترتخِ حواجب عماد الكثيفة المتجهمة.لكن بعد فترة، سمع طرقًا على الباب مجددًا.لم تكن أمل الطارقة، بل كان ياسين الرفاعي، صديق عماد البدراوي من الصغر حتى الكبر.لم يدخل بعد، لكن صوته العالي سبقه إلى الداخل: "اللعنة! لا أعرف أي جنون أصاب والدي، يصر على أن أذهب إلى موعد تعارف، عماد! ألا تعتقد أنهم جميعهم مجانين! يثرثرون طول الوقت عن إنجاب الوريث، إذا كان أبي لم يعد لديه الطاقة ليستمتع بالحياة، فلا يزال لديَّ أنا! ما زلت شابًّا، أريد أن أعيش حياة الملذات بضع سنين أخرى، لا أريد أن أعلق نفسي على شجرة واحدة!"ألقى بنفسه على الأريكة، وعيناه الضيقتان تعكسان امتعاضًا شديدًا من فكرة الزواج الإجباري.لاحظ ياسين الرفاعي أن عماد لم ينطق ببنت شفة، فاستاء.فزم شفتيه، وسار نحوه قائلًا: "أنت في حال أفضل! فبالنظر إلى السلم العائلي لعائلة البدراوي، ابن أخوك هو الوحيد المُلام على رفض إنجاب الوريث، وليس أنتَ."سأل ياسين: "ما الخطب؟"ما زال عماد فاترًا، دون أي انفعالات على وجهه الوسيم.صرخ ياسين، ونظر نظرة متعالية، وقال: "أنا أتحدث! ألا يمكنك أن تكف عن العمل لحظة؟ على مدار هذه السنوات، لم
Read more
الفصل 4
لم تتوقع أن تسير الأمور بهذه السلاسة، استمرت أمل في التفكير في أمر واحد حتى بعد عودتها إلى المكتب!كيف لشخص مثل فارس، الراقي واللطيف، أن يكون من المؤيدين لعدم الزواج؟بل كان موقفه حازمًا صارمًا، لدرجة أن عائلته اضطرت للبحث عن طريقة لضمان استمرار نسله.بالنسبة لها، الأجدر بذلك هو عماد، ذو الشخصية الصلبة والقاسية كالصخر!زمّت شفتيها، وانحنت مسرعةً لإنهاء عملها.لقد أضاعت الكثير من الوقت بذهابها شخصيًا إلى قسم المشاريع.وإذا لم تنجز العمل في موعده، سينزعج عماد مرة أخرى.رن جرس الخط الداخلي: " تعالي إلى مكتبي!"فأجابت: "حسنًا، سيد عماد."وضعت أمل آخر مستند في الأرشيف، تنفست الصعداء، وخرجت بخطى سريعة.قال لها: "لقد رفضت المستندات التي قدمها الفريق الثالث للمشروعات، لأن عقد نقل ملكية الأرض غير مؤكد الصلاحية، وتم توجيه جهة التمويل لإصدار مستند ملكية جديد للأرض على نحوٍ سريع."عندما رأته عابسًا، أوضحت له على الفور سبب اختفاء نسخة من عقد المشروع الجديد.فبعد العمل معه لمدة ستة أشهر، أصبحت تفهمه إلى حدٍ كبيرٍ.وبعدما سمع تفسيرها، لم ينطق ببنت شفة، وكان هذا أفضل رد!رجحت أمل أنه لا بد أن العمل ال
Read more
الفصل 5
غادرت أمل المستشفى، ووصلت إلى غرفتها المستأجرة.وبعد أن انتهت من غسل وجهها وتنظيف أسنانها، ارتدت ثياب النوم، واستلقت على السرير، ثم أخرجت هاتفها، وفتحت حساب فارس الشخصي على فيسبوك.لعلها تجد أي أخبار يمكن أن تفيدها، لتسايره في ميوله ورغباته.وفي هذا كان مشابهًا لعماد إلى حدٍ كبير، فهو يكاد لا ينشر شيئًا.ربما لأن الرجال ليسوا مثل النساء في هذا الجانب، فلا يحبون نشر مثل هذه الأشياء.لم يكن هناك سوى بعض روابط لموضوعات البحث العلمي، وإعادة نشر من الموقع الرسمي لمجموعة البدراوي بمناسبة ذكرى تأسيسها.وبينما كانت تتصفح، بغتةً رأت صورة.الخلفية كانت في مستشفى في الخارج، ويبدو أنه في قسم أمراض الجهاز الهضمي، وقد كتب: لم أنم طوال الليل.يبدو أنه أيضًا يعاني من مرض معدي.أتُرى هذا المرض وراثي في عائلة البدراوي؟تذكرت أنه بعد فترة قصيرة من توليها منصب السكرتيرة لعماد البدراوي، عانى عماد مرةً في المكتب من ألمٍ في معدته.كان الألم شديدًا حتى تصبب وجهه الوسيم عرقًا، وشحب للغاية، وكانت حالته طارئة للغاية.لحسن الحظ، كانت تحمل دائمًا في حقيبتها دواءً للمعدة صُنع خصيصًا بواسطة والد ياسمين، وفي ذلك الوق
Read more
الفصل 6
كان عقل أمل خاليًا تمامًا في تلك اللحظة، فكيف لها أن تخمن أن محتوى العمل الإضافي هو أن تأتي وتتظاهر بأنها حبيبة عماد البدراوي؟رأت فارس يستدير ليغادر، فلم تعد تبالي بأي شيء، وأخرجت هاتفها على عجلٍ، وأرسلت إليه رسالة على فيسبوك: "أنا لست حبيبة عماد!" "حقًا لست حبيبته!"ولكن يبدو أنه وضع هاتفه على الوضع الصامت، فلم يسمع صوت تنبيه، ولم ينظر إليه.أما عماد، فقد ألقى بهذه الجملة ثم أمسك معصم أمل بقوة وسحبها إلى السيارة.يا للمصيبة!بدأ يتملكها الارتباك والاضطراب.وما إن تذكرت الغرامة الباهظة المذكورة في العقد، حتى باتت نبرة صوتها أكثر حدة، وقالت: "سيد عماد! لماذا جعلتني أقوم بهذا الأمر، دون إخباري مسبقًا؟"للمرة الأولى، وجد عماد نفسه يتعرض لانتقاد من قبل سكرتيرته، فارتسم تجهم شديد ما بين حاجبيه، وقال: "لقد سألتكِ إن كان بإمكانكِ العمل لوقت إضافي أم لا."فأجابت: "لكن سيادتك لم تخبرني بأن هذا هو محتوى العمل! ماذا لو أساء أحد الظن بي؟"أثارت كلماتها فضوله، فقال: "كان التجمع عائليًا، جميعهم من عائلة البدراوي، مَن تخشين أن يسيء الظن بكِ؟"فردت: "بالطبع..."كادت تتفوه باسم فارس، ولكن تداركت خطور
Read more
الفصل 7
حتى دون أن تلتفت، فقد خمنت أمل مَن.فقال فارس: "عمي! أنا والآنسة أمل..."تتبعت أمل نظرة فارس، فرأت عماد وقد تجعدت جبهته بشدة، وكان الألم يجعل جسده يرتجف قليلًا.لكنه لم ينظر إلى أمل، بل ظلت عيناه تحدقان فقط في الدواء الذي في يد فارس.هذا الدواء يعرفه عماد جيدًا.هذا الدواء الذي أنكرت سكرتيرته قبل دقيقة واحدة إنها أحضرته معها.وكأن الزمن قد توقف فجأة.وبعد بضع ثوانٍ، استدار عماد ومشى، ورغم أن الألم في معدته بلغ ذروته، إلا أن ذلك لم يجعله يتوقف ولو للحظة.كان رد فعل فارس أنه ناداه من الخلف عدة مرات: "عمي! انتظر يا عمي!"أدركت أمل أنها قد تسببت في مشكلة، ولكنها تذكرت اتفاق عائلة البدراوي، وتذكرت أيضًا أخاها المريض، الذي ينتظرها على سريره، فلم يكن أمامها سوى أن تركز على هدفها أولًا.فقالت أمل: "سيد فارس! تناول الدواء أولًا، وأنا سأذهب لأطمئن على سيد عماد."فأجاب: "حسنًا! اذهبي بسرعة، فإن مرض معدة عمي أخطر مني، يجب أن تقنعيه بالذهاب إلى المستشفى!"فأومأت برأسها، وغادرت في اتجاه مغادرة عماد.في الواقع، كانت أمل تدرك جيدًا مدى ألم معدة عماد، وإلا لما كانت تحمل دواء المعدة معها دائمًا في أي وق
Read more
الفصل 8
كانت قبلته شديدة حارة، بقوة طاغية، وما إن اقتحم حصون أسنانها، حتى هجم بكل ما في وسعه وكأنه يعاقبها!على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها شفاههما، ولكن المرة السابقة كان عماد ثملًا!شعرت أمل بأن عقلها توقف، وتصلب جسدها بالكامل في مكانه!هذا ليس صحيحًا!هذا ليس المسار الصحيح للأحداث!أليس من المفترض بعد سماعه لحديثها أن يتنفس عماد الصعداء، شاعرًا بالارتياح لأنه لم يعد هناك أحد يلاحقه، أو يدبر له مكيدة؟ففي السابق كان مقاومًا بشدة لدعواتها أو محاولاتها للتقرب إليه!كادت هذه القبلة أن تفرغ كل الهواء في رئتيها، ولكن لحسن الحظ، كان ألم معدة عماد شديدًا، فمال برأسه، وأسند وجهه الوسيم على كتفها...وقال: "قلت لكِ، سأتكفل بكِ."وأيضًا بإمكانه أن يمنحها المكانة الاجتماعية.هزت رأسها على الفور معترضةً، وقالت بصوتٍ ممتليء بصغر النفس: "سيد عماد! لا أريد سيادتك أن تتكفل بي بسبب ما حدث في تلك الليلة، لا تضحي بنفسك، لا داعي حقًا! كان خطئي أنني حاولت التطلع إليك! كانت هذه أوهامًا باطلةً، فمن فضلك لا تتكفل بي!"قال عماد: "اصمتي!"لقد تسببت ثرثرتها في زيادة ألامه، فكاد رأسه أن ينفجر من الأل
Read more
الفصل 9
لدى مجموعة البدراوي جناحًا مميزًا للمرضى، تم إنشاؤه خصيصًا لهم في المستشفى.حتى بلغ الأمر إلى حد أنه يوجد طابق بأكمله مخصص لعائلة البدراوي، فلا يُسمح بدخول أي مريض آخر سوى الأطباء والممرضات الذين يقومون بدوريات.حتى أن أمل نفسها ظلت منتظرة عماد حتى استفاق، فلو لم يطلب مقابلتها تحديدًا، لما أُجيز لها أن تطأ بقدميها.نادت أمل: "سيد عماد!"فرد: "أجل!"نادرًا ما أبدى عماد هذا الجَلَد، بل حتى إنه رد عليها بكلمة واحدة، وهو أمرٌ نادر وغريب حقًا.تقدمت أمل ناحية السرير، وخفضت رأسها قائلةً: "أنا آسفة، سيادتك لن تطردني من العمل أليس كذلك؟ أعدك بأن أحمل دواء المعدة في حقيبتي في أي وقت وفي أي مكان، ولن يتكرر هذا الأمر مرة أخرى!"فإذا غادرت مجموعة البدراوي، فلن تسنح لها الفرصة لمقابلة فارس، فما بالك بالاقتراب منه! في الوقت الحاضر كانت لا تزال تتوق إلى أن تستفيد من أمور العمل الرسمية، لكي تتقرب إليه أكثر.قطب عماد حاجبيه قائلًا: "أقلتُ أنني سأطردك؟"فأجابت: "لا."فقال: "إذن لا تثرثري."فردت: "حسنًا!"ثم أخذ هاتفه، ناظرًا إلى الوقت.كانا في ساعات الصباح الأولى.استند بذراعيه ليجلس على السرير، وقال:
Read more
الفصل 10
"اتضح لي... أن ملاحقتي تتطلب فقط إلحاحًا متواصلًا."توقفت السيارة عند مدخل مجمع الشقق المستأجرة الذي تسكنه أمل.فتح عماد نافذة السيارة ملقيًا نظرة على المكان، فقطب حاجبيه مرة أخرى.أيمكن أن يكون مكان كهذا صالحًا للعيش؟وكان الأمر الأكثر حيرة بالنسبة له، هو أنه على الرغم من أن راتب سكرتيرته ليس مرتفعًا جدًا، إلا أنه كان سخيًا في هذا الجانب! بالإضافة إلى أن أمل تعيش بمفردها، وعادةً لا يراها تشتري الكثير من الملابس أو الحقائب، فلماذا تعيش في مجمع شقق قديم كهذا؟عليها أن تعلم أنه منذ تطور مدينة الركائز، أصبح العثور على مكان كهذا أمرًا صعبًا.استيقظت أمل في حالة ذهول، وفركت عينيها وهي يغالبها النعاس، وقالت: "لقد وصلنا إلى منزلي!"وفي اللحظة التالية، استيقظت تمامًا من الخوف! وقالت: "سيد عماد، أنا .. لقد نمت، لم أقصد حقًا أن ألمسك!"نظر إليها عماد وبدأ يتكلم: "أنا مَن سمحتُ لكِ بالاتكاء عليَّ."وتابع: "سأعطيكِ غدًا عطلة، جهزي أمتعتك، لتنتقلي وتسكني حيث أسكن."كادت أمل تعتقد أنها ما زالت نائمة، وأن هذا حلم، وسألته: "لماذا؟"فأجاب عماد: "لدي وسواس النظافة، ولا أريد أن آتي إلى هنا فيما بعد لأبحث
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status