Share

الفصل 607

Author: سيد أحمد
قالت المربية هالة: "سيدتي، ألا ترين الأمر غريبًا؟ لقد مضت سنوات على زواجكِ ودخولكِ هذا البيت، ومع ذلك لم تري يومًا السيد والد أحمد مع زوجته، والسبب في النهاية يعود إلى أن السيدة لم تكن يومًا المرأة التي يحبها، فقلبه كان وما يزال مع أخرى، بينما لجأت السيدة إلى أساليب خفية لا تليق، وحملت بطفلٍ منه، وكانت تظن أن ذلك سيدفعه إلى العودة إليها، لكن النتيجة جاءت عكس ما أرادت، فقد ازداد السيد والد أحمد نفورًا منها، وانصرف لرعاية حبيبته القديمة التي كانت هي الأخرى حاملًا."

شعرت سارة عند سماع هذا السرد بأن قلبها قد انقبض فجأة، وكأن يدًا خفية غرست إبرة بطيئة في أعماق صدرها، تخترق طبقةً تلو الأخرى حتى تصل إلى الجرح الخفي.

سألتها سارة: "وماذا حدث بعد ذلك؟"

قالت المربية: "السيدة كانت تكره تلك الحبيبة القديمة، ومع ما لاقته من برود والد السيد أحمد المستمر، ومع تقلب هرمونات الحمل، ازدادت حالتها النفسية سوءًا حتى أصيبت بالاكتئاب، لكنها حاولت الصمود من أجل الطفل، إلى أن جاء يوم الولادة، حيث وضعت هي وحبيبته القديمة في اليوم نفسه، وكلاهما أنجبا طفلًا مبكرًا، لكن والد السيد أحمد لم يتردد لحظة في التوجه إلى ج
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 610

    قال أحمد ببرود واضح: "لدي الآن أمر بالغ الأهمية عليّ معالجته، إن كان لديكم أي شأن فنسقوا مع مساعدي".ولمّا همّ بالمغادرة، تقدّم الضابط طلال ليعترض طريقه قائلًا: "المعذرة يا سيد أحمد، إلى جانب قضية القتل، هناك بلاغ يفيد بأن شركتكم متورطة في التهرب الضريبي ومخالفات أخرى، لذا يجب أن ترافقنا للتحقيق".كان واضحًا أنّ هناك من يحاول استغلال هذه اللحظة لعرقلته، فانعكس في ملامحه بعض الضيق وهو يقول: "أي أمر لديكم يمكنكم مناقشته مع محاميّ أو مساعدي، أفسحوا الطريق".لكن الضابط طلال أخرج الأصفاد قائلًا: "سيد أحمد، إن لم تتعاون، فسنضطر لاتخاذ إجراءات صارمة، وكما ترى فإن كاميرات توثيق القانون تعمل، فالرجاء الالتزام بالإجراءات".زأر أحمد بغضب: "قلت ابتعد!"ورفع يده ليهاجم الضابط طلال، إلا أنّ الأخير لم يتحرّك، وكأنّه يتعمّد استفزازه.تدخّل محمود بسرعة ليوقف أحمد، ثم ألقى عليه نظرة حازمة: "سيد أحمد، هم أيضًا يقومون بعملهم وفق القانون، اترك الأمر لي وتعامل أنت مع شؤونك، وسأتكفّل بالبقية".في هذه الأيام العاصفة، لا يمكن أن تأتي كل هذه القضايا من قبيل المصادفة، من الواضح أنّ هناك من يحرّك الخيوط من وراء ا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 609

    قال أحدهم: "لقد تحققتُ من تلك المنشورات المجهولة التي كانت تستفز الناس، فوجدت أن عناوين الإنترنت تأتي من أماكن مختلفة حول العالم، لكنها أُطلقت في الوقت نفسه تقريبًا، وهذا لا يفعله إلا فريق محترف من القراصنة."ردّ آخر: "أن يتمكّن شخص ما من ترتيب هذا كله في وقت قصير جدًا بعد انتشار الحادثة، فهذا يعني أنه ليس شخصًا عاديًا."تجمّد وجه محمود قليلًا وهو يسأل: "هل تظن يا سيد أحمد، أن من يقف وراء الأمر هو نفسه من دبّر جريمة القتل؟"أجابه أحمد بثبات: "نعم، فالشخص الذي يستطيع إنفاق مئات الملايين ليستعين بتنظيمٍ منظمة أكس السوداء ويُجنّد منه المئات، ثم يُحرك القراصنة فور وقوع الحادثة لقيادة الرأي العام، لا بد أن يكون صاحب سلطة ومال، وأيضًا منحرف الفكر، يسلك طرقًا غير شرعية."ظلّت ملامح أحمد متجهّمة، فبعد بحث طويل لم يحصلوا على أي خيطٍ حقيقي.كان الخصم شديد الحذر، يُخطط مسبقًا لطرق التراجع، وحتى إن وصلوا إلى النهاية، فلا يجدون سوى جثة لشخص لا علاقة له بالقضية.قال بحدة: "زوجتي لا بد وأنها أساءت إلى شخص قوي، فهو واضح أنه يريد القضاء عليها تمامًا."أردف محمود بقلق: "يبدو أن الطرف الآخر يُحضّر لخطوة

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 608

    شعرت سارة بشيءٍ من التعاطف يملأ قلبها، فلم تكن تتصور أن أحمد ينتمي إلى عائلة ذات ماضٍ معقّد بهذا الشكل.فقالت بهدوء: "وما حال عائلة أحمد الآن؟"أجابتها السيدة هالة قائلة: "بعد وفاة الجدة الكبيرة، أصيب الجدّ بصدمةٍ شديدة، ومع تقدّمه في السنّ أصيب بالخرف، فظلّ في الخارج يتلقى العلاج وفترة النقاهة، ولم يعد يتدخّل في شؤون العائلة."سألتها سارة: "وماذا عن والد أحمد؟"تنهدت قائلة: "في ذلك الوقت، دبّ الخلاف بينه وبين والده حتى بلغ حدّ القطيعة، فغضب الجدّ غضبًا شديدًا وقطع علاقته به رسميًّا، وطرده من عائلة أحمد، فأنشأ لنفسه حياة جديدة بعيدًا، وعاش مع فتاته المفضّلة وأهلها حياةً سعيدة مستقرة."سألتها سارة بدهشة: "ألم يكن يحب زوجته، لكن حتى ابنه قد أهملة أيضًا؟""بلى، رجال هذه العائلة جميعهم إذا أحبوا شخصًا فإنهم يظلون أوفياء له ما عاشوا، من الجدّ وصولًا إلى أحمد وحتى والده، لا يتخلّون عمن اختاره قلبهم مهما حدث، لكن للأسف، هذا الإخلاص كان قاسيًا جدًا على زوجاتهم وأبنائهم."بدأت المربية تسرد لسارة تفاصيل من طفولة أحمد، فكانت كل كلمة تصيبها بالدهشة والمرارة.إذ لم تكن تعرف شيئًا من هذا من قبل، بل

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 607

    قالت المربية هالة: "سيدتي، ألا ترين الأمر غريبًا؟ لقد مضت سنوات على زواجكِ ودخولكِ هذا البيت، ومع ذلك لم تري يومًا السيد والد أحمد مع زوجته، والسبب في النهاية يعود إلى أن السيدة لم تكن يومًا المرأة التي يحبها، فقلبه كان وما يزال مع أخرى، بينما لجأت السيدة إلى أساليب خفية لا تليق، وحملت بطفلٍ منه، وكانت تظن أن ذلك سيدفعه إلى العودة إليها، لكن النتيجة جاءت عكس ما أرادت، فقد ازداد السيد والد أحمد نفورًا منها، وانصرف لرعاية حبيبته القديمة التي كانت هي الأخرى حاملًا."شعرت سارة عند سماع هذا السرد بأن قلبها قد انقبض فجأة، وكأن يدًا خفية غرست إبرة بطيئة في أعماق صدرها، تخترق طبقةً تلو الأخرى حتى تصل إلى الجرح الخفي.سألتها سارة: "وماذا حدث بعد ذلك؟"قالت المربية: "السيدة كانت تكره تلك الحبيبة القديمة، ومع ما لاقته من برود والد السيد أحمد المستمر، ومع تقلب هرمونات الحمل، ازدادت حالتها النفسية سوءًا حتى أصيبت بالاكتئاب، لكنها حاولت الصمود من أجل الطفل، إلى أن جاء يوم الولادة، حيث وضعت هي وحبيبته القديمة في اليوم نفسه، وكلاهما أنجبا طفلًا مبكرًا، لكن والد السيد أحمد لم يتردد لحظة في التوجه إلى ج

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 606

    فكّر أحمد في أحداث ليلة الأمس، فرأى أنه من الأفضل ألّا تتعرض سارة لأي صدمة في الوقت الحالي، لكنه في الوقت نفسه لم يُرِد أن تظن أنه يُخفي عنها الحقيقة، فاختار أن يخفّف الأمر قائلًا: "هناك مشكلة صغيرة فقط، ما زالت تتعلق بقضية خالد، وقد تصاعدت الضجة حولها على الإنترنت، وأنا لا أريد لتلك الأمور التافهة أن تعكّر صفوكِ."سألته بقلق: "هل الأمر معقد جدًا؟"أجابها: "ليس معقدًا إلى ذلك الحد، ولم أطلب من قسم العلاقات العامة التدخل بعد لأنني ما زلت أجمع الأدلة، فهناك بعض من يستغلون الفوضى لإثارة المشاكل."ثم انحنى أحمد قليلًا، يمد يده ليلمس وجنتها برفق، وقال بنبرة مفعمة بالمحبة: "لا تفكّري في أي شيء، بعد أن أنهي هذه القضية سنسافر إلى الخارج، وخلال اليومين القادمين عليكِ أن ترتاحي في المنزل، ولا تنظري إلى أي من تلك الأخبار السلبية حتى لا يتأثر مزاجكِ."أدركت سارة أنه يفعل ذلك لمصلحتها، فلم تُصرّ أكثر وقالت: "حسنًا، لكن عليك أن تُخرج خالد من السجن بأسرع وقت ممكن."أومأ برأسه: "سأفعل، واليوم سأخرج لأنهي بعض الأمور، فكوني فتاة مطيعة وانتظريني في المنزل.""حسنًا."طبع أحمد قبلة دافئة على جبينها، ثم است

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 605

    استغرقت سارة وقتًا طويلًا حتى غلبها النعاس، بينما كان أحمد يلاطفها ويهدئها كما يُهدَّأ الطفل، ظلّ يربّت عليها بحنان.ورغم أنّها في الآونة الأخيرة كانت تبدو على ما يرام، ولم تظهر عليها أي أعراض جانبية، إلا أنّ القلق كان لا يفارق أحمد.فوفقًا لتقارير تجارب متطوعي الدواء، فإن جميع المشاركين تقريبًا عانوا بدرجات متفاوتة من ردود الفعل العكسية.لكن سارة لم تُظهر أيًّا منها!ولم يكن ذلك بالضرورة أمرًا جيدًا، بل كان معناه أنّ الوقت لم يحن بعد.فإذا وقع الأمر فجأة، فقد تكون المضاعفات لديها هي الأعنف.كانت بالنسبة له أشبه بقنبلة موقوتة، مستقرة على قلبه لا يغادرها هاجسها، ولم يعرف يومًا شعور الراحة منذ ذلك الحين.لم يكد يمضي وقتٌ طويل على نومها حتى صرخت فجأة."آه!"فتح أحمد عينيه بحدة، وضمّها إلى صدره بقوة، قائلًا بقلق: "يا حبيبتي، ما بكِ؟"كان جسدها غارقًا في العرق البارد، ويرتجف بلا سيطرة، وهي تلهث قائلة: "دم… رأيت دمًا كثيرًا!""وماذا أيضًا؟"أجابت بصوت مضطرب: "سمعت أحدهم يصرخ بي أن أهرب".مدّت يدها لا إراديًا تتحسس وجهها، وكأن قطرات الدم قد تناثرت عليه، لا يزال يحتفظ بحرارة خفيفة.لم يَفُت أح

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status