LOGIN
أجلس مدير مركز الأبحاث راشد على رأس الطاولة، وقدمه للجميع أنه المستثمر الخيّر.حتى أدركت أن راشد استثمر ما يقارب من نصف ثروته في مشروعنا لأبحاث الأدوية.كل هذا، ليشارك في هذا المشروع السري للغاية.أجبرت نفسي على الهدوء، وحدقت في الشاشة الكبيرة بلا مبالاة."سيد راشد قد تبرع بالتبرع الأكبر في تاريخ مشروعنا البحثي!"دوى صوت التصفيق الحاد، كان زملائي في غاية الفرح بهذا التمويل الضخم."تبرعه سيساعدنا على تسريع وتيرة البحث في أدوية السرطان.""أهلًا بالجميع في مأدبة الاحتفال الليلة."تلك الليلة، لم يكن أمامي سوى المشاركة في المأدبة.كنت أرتدي قميصًا أبيضًا بسيطًا وبنطال جينز، وشعري مربوطًا بشكل بسيط على شكل ذيل حصان منخفض.بدوت متواضعة للغاية مقارنةً مع النساء الأخريات اللواتي ارتدين فساتين سهرة.وقف راشد في وسط القاعة، مرتديًا بدلة سوداء صُممت خصيصًا له.نحف كثيرًا عما كان، والهالات السوداء واضحة جدًا على وجهه، لكن نظراته كما هي حادة.تجاهلته عمدًا، وركزت على نقاش أمر تقدم الأبحاث مع زملائي.لكنني شعرت بنظراته تلاحقني أينما ذهبت، كانت ثقيلة وتحمل عزمًا.بعد انتهاء المأدبة، عدت إلى سكني بسرعة
لم تتخيل سندس قط أنه سيكون بهذه القسوة.ازدادت توسلاتها حدة، لكن راشد لم يلتفت إليها حتى.بعد التخلص منها، كرس كل جهده للبحث عني.لكن سواء استخدم مخبريه داخل الشرطة، أو فعل شبكة استخبارات عابرة للبحار، لم يعثر على أي أثر لي.حتى معارفه في حكومات البلاد الأخرى، أكدوا عدم وجود أي سجل لي.وكأنني اختفيت تمامًا من الوجود."مستحيل!"لكم راشد الطاولة فكسر الزجاج."كيف يمكن لإنسان حي أن يختفي هكذا فجأة؟"تذكر فجأة السؤال الذي طرحته عليه في ذكرى زواجهما السادسة.أقسم وقتها أنه إن خانني، لن يعثر عليّ أبدًا.عاد الكلام إليه كضربة مرتدة.لحظة! لقد تركت علبة هدايا قبل رحيلي، وأنه لن يتمكن من فتحها إلا لاحقًا.كان اختفائي صدمة كبيرة له، حتى تذكر هذا الأمر الآن.انبعث شعاع من الأمل في قلبه.ربما مخبأ في داخلها أي خيط يدله عليّ.أوربما أردت فقط تلقينه درسًا، وبعد أن يندم سأعود.أخذ علبة الهدايا وفتحها بحرص.كان بداخلها خاتم ألماس.كان خاتم زواجنا، الفريد من نوعه في العالم.وبجانبه أوراق الطلاق.كنت قد وقعت بالفعل.وفي النهاية، يوجد تقرير فحص حمل.حدق راشد في تقرير فحص الحمل بذهول."طفل... كان بإمكاني
أدركت لاحقًا، تلك الرسالة كانت بمثابة شرارة الانفجار، التي جعلت راشد يفهم كل شيء على الفور.أدرك أن استفزاز سندس هو ما أجبرني على الرحيل.في تلك اللحظة، انفجر غضب عارم في أعماق صدره.ندمي الوحيد هو أنني لم أشهد تلك الليلة بنفسي.بعد ذلك، من قصاصات حديث متفرقة، تمكنت من تجميع صورة كاملة لتلك المجزرة الدموية.يُقال أنه في تلك الليلة، كان راشد كالمجنون، قاد سيارته واندفع لشقة سندس السرية.عندما فتحت سندس الباب، لمعت عيناها بفرحٍ شديد.ظنت أنه تخلى عني نهائيًا أخيرًا."راشد، هل أتيت لتأخذني إلى المنزل؟ سأضب أغراضي الآن.""أعلم أنك لا تطيق فراقي أنا وابننا."بمجرد أن تفوهت بهذا، حتى تلقت صفعة مدوية على وجهها.أمسك راشد بياقتها، كان وجهه باردًا وقاتمًا وكأنه خرج لتوه من الجحيم."سندس، من اللعين الذي أعطاكِ تلك الجرأة لترسلي رسالة استفزازية لأماني؟"غطت سندس وجهها إثر الصفعة وتصبب العرق البارد على ظهرها.كانت تعلم مدى عمق مشاعر راشد لي، لذلك كونها عشيقة سرية كان كافيًا جدًا لها.لكن منذ أن حملت، زادت رغبتها الجامحة أكثر فأكثر.في النهاية، من التي لا ترغب أن تكون سيدة عائلة الوكيل؟كانت تعرفني
وفي اللحظة التالية، بدأ هاتفي يهتز بشدة.وظهرت كلمة واحدة على الشاشة... راشد.حدقت لعدة ثوانٍ، ثم ضغطت على زر التشغيل، وأغلقته تمامًا.لقد وقعت على اتفاقية سرية عالية المستوى، ولا بد أن أقطع صلتي بالماضي كله.مرت السيارة بشوارع مألوفة، شارعًا تلو الآخر.تبادلنا القبلات هنا، وتعانقنا هنا.لكن الآن لم يعد لي أي علاقة بكل هذا.أخرجت شريحة الهاتف وكسرتها إلى نصفين، ثم ألقيت بالهاتف من نافذة السيارة دون أدنى تردد...."تبًا!"في الوقت ذاته، تجاهل راشد صرخة سندس المندهشة، وانطلق خلفي على الفور تقريبًا.لكن السيارة اختفت وسط الزحام بالفعل، ولم يبقَ منها سوى أثر عوادمها."راشد، ماذا حدث؟" أمسكت سندس بكمه، ووجها يظهر قلقًا واضحًا."لا شيء، لنذهب."أخذ نفسًا عميقًا، أجبر نفسه على الهدوء.لكن ذلك الذعر بداخله ازداد أكثر.ماذا تفعل أماني هناك؟ ألم تكن في المنزل؟كانت نظرة عينيها... بدت كنظرة وداع.بعد وصول السيارة إلى الشقة، طلب راشد من سندس أن تصعد وتستريح."لؤلؤتي الصغيرة، لتبقي هنا الليلة، سنذهب غدًا لنجري فحصًا أكثر دقة غدًا."هزت ذراعه بدلال، "وماذا عنك؟""لدي أمر ما، ساعود بسرعة."في ذلك الو
اسود وجه راشد فجأة، ومسك بمعصم سندس، وسحبها إلى الفناء الخلفي."حذرتكِ من قبل، ألا تأتي إلى هنا! إن علمت أختكِ، سينتهي أمركِ!"بعد أن ذهبت خلف ستائر الطابق الثالث، رأيت كل شيء في الفناء بوضوح.كان كالوحش الهائج، دفعها بعيدًا بعنف."هل فقدت عقلك؟ أتريد القضاء عليّ؟!"كانت سندس ترتجف من خوفها، ثم أخرجت تقريرًا طبيًا من حقيبتها على عجلٍ.حتى من تلك المسافة البعيدة، اخترقت كلماتها أذني بوضوح."أعلم أنني لم يجب عليّ المجيء... لكنني حامل.""قال الطبيب إنني حامل في الأسبوع العاشر، وهو حمل عالي الخطورة الآن.""راشد، أنا حقًا خائفة جدًا. هل سيكون الطفل بخير؟ هذا أول طفل لك، ووريثك المستقبلي أيضًا..."في تلك اللحظة، انهار عالمي تمامًا.شعرت وكأن قطعة حية من قلبي انتُزعت، حتى صار التنفس صعبًا.سندس... حامل أيضًا بطفل عائلة الوكيل؟أتذكر عندما تزوجت أنا وراشد، وتحدثنا عن الأطفال.أمسك بيدي وقال أنه لا يريد أطفالًا مؤقتًا، "أتمنى أن يكون حبنا نقيًا، وألا تفسده أي مسؤوليات."صدقته. وبدأت بحماقة في استخدام وسائل منع الحمل.فهمت الآن، اتضح أن ما قصده بـ "الحب النقي" كان فقط حجز مكان لشخص آخر.بسماع را
لحقت بسيارة راشد، حتى توقفت أمام نادٍ خاص لمشاهير المجتمع.ولحسن حظي، تعرف حارس الباب على سيارتي، وأومأ برأسه لي باحترام ولم يمنعني من الدخول.لم أنزل من السيارة، راقبت فقط بهدوء من خلال زجاج السيارة الأمامي.ما إن فُتح باب سيارة راشد، حتى خرجت سندس ركضًا من النادي.كانت ترتدي تنورة قصيرة للغاية، ورمت بنفسها بين ذراعيه وهي تضحك، وكأنها قطة في موسم التزاوج."عزيزي، ذلك العرض بالفوانيس للتو جعلني أشعر بغيرة شديدة."ربت راشد على ظهرها، وقال لها بنبرة حنونة:"ألم أقم لكِ عرضًا رائعًا قبل عدة أيام بمناسبة عيد ميلادكِ؟ ألم يكن كافيًا يا لؤلؤتي الصغيرة؟""فقط إن كنتِ مطيعة، ولم تدعي أماني تكتشف سرنا الصغير، فستحصلين على كل ما تحصل عليه."بسماعي لهذا الكلام، شعرت وكأن قلبي انقبض بقسوة.تذكرت ذلك العرض الضوئي الضخم قبل أيام.تلك الليلة، قال أنه مضطر للتعامل مع موظفٍ ما سرب أسرار الشركة، ولم يعد للمنزل طوال الليل.لم أنم طوال الليل، قلقت عليه طوال الوقت.لكنني فهمت الآن أخيرًا، اتضح أن السر الحقيقي، هو أن أختي وزوجي ينامان معًا في نفس السرير.ضحكت سندس بدلال، وأخذت ترسم دوائر بأطراف أصابعها على







