Share

الفصل 4

Author: بهاء الربيع

ابتسم لها بدر، وعيناه تفيضان إعجابًا: "إنه جميل، ويناسبكِ تمامًا."

تبادلا النظرات عبر المسافة، والنظرات بينهما كانت مشبعة بحبٍ لا محاولة لإخفائه.

كان من المفترض أن تكون هي من تجرّب فستان الزفاف مع بدر، لكن بحضور ريم الآن، بدت وكأنها الطرف الثالث.

أمسكت نور بطرف فستانها بإحكام، وشعرت بأنها فقدت آخر ذرة من عقلها.

رفعت فستانها بخفة، وسارت ببطء نحو ريم.

ازدادت ابتسامة ريم اتساعًا عندما رأت نور تقترب، وقالت بسخرية: "سيدة نور، فستان زفافكِ جميل حقًا، وعندما رأيته، أردت تجربة أحد الفساتين أيضًا، آمل ألا تمانعين!"

"طاخ!"

رفعت نور يدها وصفعتها صفعة مدوية، وقالت بوضوح، تنطق كل كلمة على حدة: "الآن عرفتِ إن كنتُ أمانع أم لا."

اكتسى وجه بدر بالحرج وصرخ: "نور، هل جننتِ؟!"

تقدم بسرعة، ودفع نور جانبًا، ثم رفع ذقن ريم ليفحص وجهها باهتمام.

كانت تنورة فستان الزفاف ضخمة، وكانت نور ترتدي كعبًا عاليًا بطول ثمانية أو تسعة سنتيمترات، ومع دفعته تلك، التوت قدمها وسقطت أرضًا.

ألم الكاحل النافذ لم يكن ليقارن بألم قلبها، ولا حتى واحدًا من عشرة آلاف.

في الماضي، كان بدر ليشعر بالحزن الشديد لرؤيتها تذرف دمعة، لكنه الآن يستطيع أن يؤذيها من أجل امرأة أخرى.

لم يلتفت إليها حتى، بل قطّب جبينه وهو يحدق في تورم وجه ريم، وقال بجدية: "سآخذكِ إلى المستشفى."

هزت ريم رأسها، تقاوم الألم الحارق، وقالت: "سيد بدر، أنا بخير. سأضع بعض الثلج لاحقًا. لدينا اجتماع مع الشركاء الساعة الحادية عشر، ولا يمكن أن نتأخر."

رأى بدر الصبر والعناد في عينيها، فشعر بموجة غضب عارمة، ولكن ليس عليها، بل على نور.

استدار نحوها، ونظر ببرود إلى نور الجالسة على الأرض بوضع مزرٍ، وقال: "اعتذري!"

نظرت إليه نور، وقالت بهدوء: "ولمَ أعتذر؟"

"لقد صفعتِها بلا سبب، أليس من الطبيعي أن تعتذري؟ نور، متى أصبحتِ هكذا؟ لا تحترمين الموقف، وتتصرفين بلا حياء."

كان تعبيره مضطربًا، وعيناه تشتعلان غضبًا، وفيهما لمحة من خيبة الأمل.

تحملت نور الألم في كاحلها، ووقفت بصعوبة وهي تنظر إليه بثبات.

"بدر، تقول إنني تغيّرت؟ إذًا ألم تتغيّر أنت أيضًا؟"

صُدم بدر للحظة ولم ينطق، حينها أمسكت ريم بذراعه، وملامح الندم على وجهها.

"سيد بدر، من فضلك لا تتشاجر مع السيدة نور، إنه خطئي... ما كان يجب أن أذهب لتجربة فستان الزفاف الآن... أنا آسفة..."

مد بدر يده ومسح دموعها، وقال بهدوء: "لا علاقة لكِ بالأمر، ولا داعي للاعتذار. من يجب أن يعتذر هو شخص آخر."

أردات نور الضحك، لكن عينيها احمرتا.

لقد كانا معًا لثماني سنوات، وسيتزوجان بعد شهر، ومع ذلك يُشير إليها ببرودٍ قائلًا "شخص آخر".

نظرًا لملامحه الباردة، بدأت نور تشك في أنه أحبها حقًا.

إن كان قد أحبها، فكيف يمكن أن يكون قاسيًا إلى هذا الحد؟

وإن لم يحبها، فماذا كانت تعني كل تلك العناية والتفاصيل الصغيرة سابقًا؟

بعد مواساة ريم، التفت بدر إلى نور، ورمقها بنظرة باردة ومشمئزة.

"إن لم تعتذري لريم، فلا داعي لتجربة فستان الزفاف اليوم، وسيؤجل الزفاف."

بهت وجه نور بسرعة، ونظرت إليه بعينين تغمرهما الخيبة، وابتسامة تشبه البكاء.

كم كان حريصًا على حماية ريم، لدرجة أنه يهددها بتأجيل الزفاف لمجرد صفعة!

هكذا يكون الشعور حين تخترقك آلاف السهام دفعة واحدة.

تخيلت بالفعل كم ستعاني في المستقبل إذا رضخت اليوم.

لكنها... لم ترغب في أن تتعرض للظلم بعد الآن.

"حسنًا، بما أنك تريد تأجيله، فليكن."

كان صوتها هادئًا، لكن مرتفعًا بما يكفي ليسمعه بدر وريم.

ثم رفعت تنورتها واستدارت مرفوعة الرأس، تمشي بعرج خفيف نحو غرفة تبديل الملابس.

نظر إليها بدر من الخلف، ثم عقد حاجبيه، وامتلأت عيناه بغيوم قاتمة.

تردد صدى صوت ريم الحذر في أذنه: "سيد... سيد بدر، هل تسببت في مشكلة؟"

لا يُعلم إن كان لم يسمعها أم تجاهلها، لكنه لم يجب.

عندما كانت تُغير فستان زفافها، رأت الموظفة كاحلها منتفخًا بشدة، فشهقت قائلة: "سيدة نور، كاحلكِ متورم، سأحضر لكِ بعض الثلج حالًا."

خفضت نور عينيها، وشعرت فجأة بوخز مالح في عينيها.

لم تكن تتخيل أن موظفة في متجر فساتين الزفاف، لم ترَها سوى مرات قليلة، قد تكون أكثر اهتمامًا بها من خطيبها.

هل يستحق الأمر حقًا أن تُحرج نفسها هكذا من أجل رجل؟

ضمّت شفتيها وأجبرت نفسها على الابتسام للموظفة: "حسنًا، شكرًا لكِ."

"على الرحب والسعة، هذا أقل ما يمكنني فعله."

كانت الموظفة على وشك إعادة تعليق فستان الزفاف وإحضار بعض الثلج عندما رأت شيئًا يلمع على الأرض.

جلست القرفصاء لالتقاطه، فاكتشفت أنه سوار النجمة السداسية الذي كانت ترتديه نور، فقالت بسرعة: "سيدة نور، لقد سقط سواركِ على الأرض."

كانت نور تبدل ملابسها ثم استدارت.

وما إن رأت السوار حتى لمعت عيناها.

"لقد انقطع، ولم أعد أستطيع ارتداءه، أرجوكِ ساعديني في التخلص منه."

ذلك السوار كان هدية بدر في عيد ميلادها الثالث معه، وكان منقوشًا عليه أول حرف من اسميهما، تليه كلمة "إلى الأبد" بالإنجليزية.

لطالما اهتمت نور به، لكنها لم تتوقع أن ينقطع بهذه السرعة اليوم.

لو حدث ذلك من قبل، لكانت حزنت بشدة، وربما ظنته نذير شؤم.

أما الآن... انقطع، فلا يهم...

كادت الموظفة أن تقول إن السوار غالٍ ويمكن إصلاحه، لكنها حين رأت وجه نور الشاحب، ترددت قليلاً، ثم فضّلت الصمت، علّقت الفستان وغادرت والسوار بيدها.

وعندما وصلت بجانب سلة المهملات وهمّت برمي السوار، فإذا بصوتٍ باردٍ يوقفها.

"ما هذا الذي في يدكِ؟"

ارتعبت الموظفة، واستدارت لترى وجه بدر البارد، فسارعت بالقول: "سيد بدر، هذا سوار السيدة نور، انقطع أثناء تجربة فستان الزفاف، وطلبت مني أن أرميه لأنها لم تعد قادرة على ارتدائه."

لمعت عيناه ببرودٍ قاتم، فقد تعرف فورًا إلى السوار، إنه هديته السابقة لنور.

كان قد أهدى ريم سوارًا مماثلًا، فهل كانت ترميه عمدًا لتجبره على الاعتذار؟

ضيّق عينيه، فأظلمت الهالة المحيطة به فجأة: "أعطيني إياه..."

وقبل أن يُنهي كلامه، دوّى صوت ريم العذب من خلفه: "سيد بدر، لقد انتهيت من التبديل."

توقفت يده الممدودة في الهواء، ثم سحبها وكأن شيئًا لم يكن، واستدار نحوها بنظرة تحوّلت إلى حنان.

"بما أنكِ انتهيتِ، فلنغادر إذًا."

"أليس من الأفضل أن نودع السيدة نور قبل المغادرة؟ وبالمناسبة، ماذا كنت تقول للموظفة قبل قليل؟"

"لا شيء، لا داعي لانتظارها."

نظرت ريم إلى الموظفة بريبة، لكنها لم تسألها أكثر، فقد كانت تعرف شخصية بدر جيدًا، وإذا لم يرد التحدث، فإن الإلحاح لن يجلب إلا ضيقه.

وخلال السنوات الماضية، استغلت هذه النقطة لتزرع الكثير من الخلافات بين بدر ونور.

خرجت نور من الغرفة، وقد ارتدت ملابسها، فرأت بدر وريم على وشك المغادرة.

لمحت من طرف عينها ظلال الاثنين يسيران جنبًا إلى جنب، فقبضت يدها ببطء، ووجهها خالٍ من أي تعبير.

لا تتذكر أين قرأت ذلك من قبل، لكن هناك حكمة تقول إنه حين يتراكم خذلانك من شخص ما بما يكفي، سترحل عنه في النهاية.

وهي الآن تشعر أن خيبات أملها في بدر، قد بلغت حدّها.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 30

    أومأت نور برأسها: "أنتِ مُحقة يا شروق، لديّ جلسة استماع في المحكمة بعد ظهر اليوم، لذا عليّ تحضير المستندات أولًا.""بالتوفيق.""شكرًا."طوال الصباح، استمرّ تداول خبر علاقة بدر بريم، ولم يقتصر الأمر على أخلاقهما فحسب، بل بدأت تمتدّ إلى شائعاتٍ تقول إن بدر هو الابن غير الشرعي لرئيس مجموعة الكمالي.رغم كثرة النقاش، إلا أنه لم يتم تقديم دليلًا قاطعًا على ذلك، وكانت كلها مجرد تخميناتٍ مبنية على إشاراتٍ مبهمة وصورٍ متفرقة.في مكتب المحاماة، لم تستطع إحدى الزميلات كبح فضولها، فسألت نور إن كان صحيحًا أن بدر ابن غير شرعي لعائلة الكمالي. أجابت نور بأنها لا تعرف، وإن كانت لديها فضول حقًا، فيمكنها سؤال بدر شخصيًا.منذ ذلك الحين لم يجرؤ أحد في المكتب على التطرّق إلى اسم بدر أمام نور.وقبيل الظهيرة، اختفت فجأةً جميع المنشورات على الإنترنت التي تتحدث عن الابن غير الشرعي لعائلة الكمالي.حتى عند البحث المباشر، لم يظهر شيء، وكأنها لم تكن موجودة قط.في الوقت نفسه، ظهرت تفاصيل جديدة حول علاقة بدر بريم.فعاد الناس يهاجمونهما بشراسة، وتصدرا قائمة البحث الرائج مرة أخرى.في مكتب الرئيس التنفيذي لمجموعة الكما

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 29

    في طريقه إلى هناك، امتلأ غضبًا ممزوجًا بشعور غامض بالذعر والحيرة.لقد نشرت نور الدليل على الإنترنت، عازمة بوضوح على قطع علاقتها به تمامًا، دون ترك أي مجال للتراجع.هل هي... مصممة حقًا على الانفصال عنه؟ أم أنها تتظاهر بدور صعبة المنال؟لطالما ظنّ أنه مهما أذى نور، فلن تتركه.لكن في هذه اللحظة، شعر بنوع من عدم اليقين. وحين توقفت السيارة أسفل منزلها، تردد بدر في النزول.لم يعرف كيف يصف ما يعتمل في صدره؛ غضب؟ حيرة؟ عاصفة من المشاعر تتشابك في داخله.كان قبل قليل عازمًا على مواجهتها وسؤالها عن سبب ما فعلت، لكنه الآن شعر ببعض التردد في الصعود إليها.وفجأة، رنّ الهاتف الموضوع إلى جواره في المقعد الأمامي.لمّا رأى اسم ريم على الشاشة، عبس وأجاب. "سيد بدر، ماذا أفعل؟ الإنترنت كله يهاجمني... وهناك من يهدد بنشر عنوان بيتي، بل قالوا إنهم سيرسلون لي فئرانًا ميتة بالبريد، أنا خائفة جدًا... هل يمكنك المجيء الآن؟"ارتجف صوت ريم من الدموع، وكان واضحًا عليها الخوف الحقيقي.في الظروف العادية، كان بدر ليواسيها ويهرع إليها فورًا.لكنه الآن، كان منزعجًا ولم يرغب في الاهتمام بها على الإطلاق."أنا مشغول الآن.

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 28

    وضعت نور هاتفها جانبًا، وأدارت محرك السيارة عائدة إلى المنزل.وما إن بدّلت حذاءها وجلست على الأريكة، حتى رنّ هاتفها بمكالمة من سهر."نور، لقد نشرت شركة العصر بيانًا تافهًا للتو، يقول إنكِ وبدر انفصلتما منذ زمن، وإن تلك العاهرة ريم ليست عشيقة. لم أستطع إلا أن أنتقدها على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهى بي الأمر أن هاجمني معجبوهما المتحمسين."شعرت نور بدفءٍ يسري في صدرها، امتزج بوخزٍ من التأنيب. فلولاها، ما كانت سهر لتدخل في جدالٍ إلكتروني من هذا النوع يومًا في حياتها."سهر، شكرًا لكِ، لكن لا تُضيعي وقتكِ في الجدال معهم، دعي هذا الأمر لي.""ألا تحتاجين مساعدتي حقًا؟ أخشى أن يتنمر عليكِ ريم وبدر."في الحقيقة، كانت سهر تخاف أن تلين نور مجددًا أمام بدر.فبرغم مظهرها الهادئ، إلا أن ثماني سنوات من الحب لا تُنسى بهذه السهولة. "لا.""حسنًا، إذا احتجتِ إليّ بأي شكل من الأشكال، فلا تترددي في إخباري."ابتسمت نور: "لا تقلقي، أنا لن أنحرج منكِ."بعد أن أغلقت الهاتف، أخرجت نور حاسوبها المحمول من حقيبتها وبدأت في تنظيم جدول زمني لعلاقتها مع بدر التي استمرت ثماني سنوات، بما في ذلك الأوقات التي بدأت ف

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 27

    قطّب بدر حاجبيه، وانخفض صوته بحدة: "هل هذا رد فعلكِ؟""وماذا كنت تتوقع إذًا؟ بدر، هل اتصلت بي فقط لتسأل هذا السؤال السخيف؟"ولما سمع نبرتها المليئة بالضيق، ازداد انقباض حاجبيه، ولمع في عينيه بريق جليدي.كتم غضبه، وقال: "ألستِ أنتِ من كنتِ تشتكين دائمًا أنني لا أُعطيكِ مكانتكِ علنًا؟ تعالي إلى الشركة، لنستغل هذه الفرصة ونُعلن خطوبتنا رسميًا."في نظره، أن يُعلن علاقته بها أمام الجميع كان تنازلًا كبيرًا منه، ولا مبرّر لديها للاستمرار في عنادها. ما إن أنهى كلامه حتى ساد الصمت.انتظر قليلًا، لكنها لم تتكلم. وقبل أن ينفد صبره، تكلمت أخيرًا: "بدر، لقد انفصلنا بالفعل، ألا تفهم معنى كلمة انفصال؟" اسودّ وجه بدر، وصوته صار باردًا كالثلج: "ألم يكن طلبك للانفصال مجرد وسيلة لجذب انتباهي ودَفعي لقطع علاقتي بريم؟""لقد وافقتُ على الإعلان عن زواجنا رسميًا، ووجود ريم لن يمسّ مكانتكِ كزوجتي المستقبلية، فماذا تريدين أكثر؟""أنا أمنحكِ الآن مخرجًا مشرّفًا، فلا تتمادي، وإلا ستكونين أنتِ الخاسرة في النهاية."صدح صوت نور باردًا: "احتفظ بهذا المخرج لنفسك، وسأكررها مجددًا؛ لقد انفصلنا، ولا داعي لأن تتصل بي ب

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 26

    "صحيح، لا أفهم حقًا كيف يُدير السيد بدر أموره مع النساء! عشيقته أصبحت في الواجهة، وتتباهى كل يوم وكأنها تخشى ألا يعرف الناس بوجودها!""كفي، ما الفائدة من الكلام الآن؟ ما حدث قد حدث، والأهم هو التفكير في كيفية تقليل تأثير هذه الفضيحة على الشركة."نظر بدر إلى المساهمين بنظرة باردة، وقال بصوت عميق: "اطمئنوا جميعًا، لن أسمح أبدًا أن تؤثر هذه المسألة على إدراج الشركة في البورصة.""يبدو هذا جيدًا، ولكن ماذا لو حدث؟" نظر بدر إلى المساهم الذي تحدث، ونطق ببطءٍ حازم: "إن أثّرت الفضيحة فعلًا، فسأتحمل المسؤولية وأستقيل."ساد الصمت المكتب للحظة.فالجميع يعلم أن شركة العصر أسسها بدر بجهده الشخصي، وأنه يدير أقسامها المحورية شخصيًا، ولو استقال الآن فلن يجرؤ أحد على شغل مكانه. وحين رأى أنهم تبادلوا النظرات بصمت دون اعتراض، قال ببرود: "إن لم يكن هناك اعتراض، فلتعودوا إلى أعمالكم، لديّ ما أتابعه."بعد أن صرف المساهمين، أمسك بدر بهاتفه ليطلب نور، لكن تذكّر فجأة أنها حظرته، فتصلب وجهه قليلًا.في السابق، كانت تغضب وتجادله بمجرد أن ترى رسالة بينه وبين ريم، أمّا الآن، وهي ترى صور ريم ومنشوراتها اليومية معه،

  • كنتَ حلمي... وصار هو واقعي   الفصل 25

    في الأيام التالية، بدأت ريم تنشر تفاصيل حياتها اليومية مع بدر بشكل متزايد.ولم يكتفِ بدر بعدم منعها، بل بدا وكأنه يشجعها ضمنيًا على ذلك.وبعد أن التقطت هذه الإشارة، أصبحت صورها وكلماتها أكثر جرأة، فبدأت تستعرض المجوهرات والهدايا الفاخرة التي اشتراها لها بدر.ومع ازدياد هذا الظهور، ازدادت شهرة علاقتهما على مواقع التواصل يومًا بعد يوم.كل يوم بعد العمل، كانت ريم تتوق لإخراج هاتفها وفتح حساب تويتر لقراءة التعليقات.وفي كل مرة تنشر شيئًا عن حياتها مع بدر، تمتلئ التعليقات بالإعجاب والغيرة، وكثيرون يقولون إنهما ثنائي مثالي وينتظرون منشوراتها الجديدة بشغف.كانت تستمتع تمامًا بهذا الإعجاب الذي يحيط بها.وفي مساء الجمعة، فتحت ريم حساب تويتر بابتسامة كعادتها، ودخلت إلى قسم التعليقات.لكن ما إن قرأت أول تعليق حتى تجمدت الابتسامة على وجهها. [يا للعجب! في هذا الزمن أصبحت العشيقة تتفاخر علنًا بعلاقتها مع رجلٍ خائن! كانت تعرف أن بدر لم ينفصل عن خطيبته السابقة، ومع ذلك قبلت أن تكون الطرف الثالث بينهما، قضت معه ليالي لا تُحصى، والآن بعدما أصبحت العلاقة رسمية، جاءت لتؤدي دور العاشقة البريئة! لا يناسبكِ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status