Share

الفصل 13

Author: أماني الفرخ
قطّبت مريم حاجبيها ونظرت باتجاه آدم، وفور أن وقعت عيناها عليه طأطأت رأسها على الفور، وقالت ببرود: "لم أتوقع أن يأتي هذا الفلاح لمكانٍ كهذا! لقد أسأتُ تقديره"

قال مروان بتردد: "هل أدعوه للمجيء؟"

أجابته مريم بدون النظر إليه: "لا! مجرد رؤيته تجلب النحس"

لم يطل مروان الحديث، فقد كان قصده أن يمنح آدم فرصة للتقرب من مريم، ولم يكن يعلم أنها تكن له كل هذا الكره.

نظرت مريم لآدم، فوجدته قد جلس بالفعل ويلعب بهاتفه، فتهكمت عليه بداخلها، وتعجبت من كونه جاء لهذا المكان ليلعب بهاتفه، يا له من أحمق!

بدأ المكان يكتظ بالناس شيئًا فشيئًا، فقال مروان: "أختي مريم، المكان يزداد ازدحامًا، ألا نعود أدراجنا؟"

أومأت مريم برأسها وقالت: "حسنًا"

بينما كانا على وشك المغادرة، دخل ستة أو سبعة رجال ذوي مظهرٍ مقلقٍ المكان.

شحب وجه مروان ما إن رآهم، وطأطأ رأسه على الفور متجنبًا مقابلة أعينهم.

لكن مريم كانت جذابة جدًا لدرجة أن لاحظها فورًا أحدهم، وكان طويل القامة حيث يبلغ طوله قرابة المتر وتسعين.

تقدم باتجاههم مباشرةً وتبعه البقية.

"ما هذا؟" قال طويل القامة فجأةً فور أن رأى مروان منكس الرأس، ثم أكمل: "أنت! ارفع رأسك"

رفع مروان رأسه على مضضٍ وقال بابتسامةٍ خافتة: "أخي يوسف..."

ضحك يوسف بسخريةٍ وقال: "أنت حقًا هذا الفتى الغبي! كان السيد عزت يبحث عنك منذ فترةٍ طويلة، ولم أتوقع أبدًا أن أصادفك هنا اليوم"

"حسنًا، سآخذك اليوم للسيد عزت ليتولى أمرك بنفسه"

شحب وجه مروان، وعُقد لسانه، فالداعي عزت هذا هو ابن السيد وائل.

لقد أساء للسيد عزت فيما مضى، ومنذ ذلك الحين أصبح قلّما يتسكع خارجًا.

انقبض قلب مريم، وقالت بهدوء: "يوسف، هل أساء إليك مروان؟ إنه أخي الصغير، أعتذر منك نيابةً عنه، وأتمنى أن تسامحه فأنت أكبر وأعقل منه"

بينما كانت تتحدث، ألقت نظرةً لحيث كان آدم، إلا أنها لم تجده جالسًا.

استشاطت غضبًا بداخلها، وقالت قرارة نفسها: "هذا الوغد الجبان قد هرب خلسةً!"

ضحك يوسف بخبثٍ وقال: "حسنًا، دعينا نشرب سويًا، وسأتظاهر بأنني لم أر هذا الفتى الليلة"

وبعد هذا، طلب كوبين من المشروب المركز، وجلس بجوار مريم.

"هذا المشروب على حسابي أيتها الجميلة، إذا كنت لطيفة معي، فستمر الليلة على ما يرام"

كانت عينا يوسف تلمعان بشغف، فمن الصعب إيجاد مثل تلك الجميلة بالأرجاء!

لم تجد مريم مشكلةً بالشرب، فرفعت الكوب وشربته، وضحك يوسف مرضيًا، وطلب من النادل أن يحضر لها كوبًا آخر، على الرغم من أنه بالكاد ارتشف من كوبه.

"ما اسمك أيتها الجميلة؟"

"اسمي مريم"

"مريم، اسم جميل وصاحبته أجمل. هل أنت مرتبطة؟"

شعر يوسف أن اسم مريم كان مألوفًا، لكنه تجاهل الأمر، وحاول التقرب منها.

تغيرت ملامح مريم، وابتعدت عنه قليلًا، ولاحظ يوسف هذا فقال عابسًا: "ما الخطب؟ أتريدين أن أبرح هذا الفتى ضربًا؟"

أشار بيده، فأمسك اثنان من أتباعه بمروان على الفور.

امتعض وجه مريم، وقالت: "أنا المديرة التنفيذية لشركة عائلة فاروق، اطلب السعر الذي تريده وسأعطيك إياه كي ننهي هذا الأمر"

علت الابتسامة محيا يوسف، وتذكر أن السيد هاني كان قد أعطاهم حرية التصرف ما إن قابلوا تلك المرأة.

"واو! جميلة وغنية؟ هذا ذوقي المفضل، أمسكوا بها وخذوها للطابق العلوي!"

كان يوسف في قمة الحماس، وظن أن الحظ يبتسم له، فكل ما يريده كان يتحقق.

وعلى أية حال، سيكون هاني ورائهم لتولي الأمر.

صرخ مروان بعينين حمراوين كالدم: "لا تلمس أختي!"

طاخ!

قام أحد أتباع يوسف بصفع مروان مرتين على وجهه، مما أصابه بالدوار.

اصفر وجه مريم، فلم تكن تتوقع أن حتى المال لن يسعه حل المشكلة.

أخرجت هاتفها للاتصال بالشرطة، لكن يوسف سحبه منها وألقاه على الطاولة، ثم صفعها على وجهها.

"أيتها المديرة، لا تكوني صعبة المراس، إذا قدمت لي ما أريد فسأضمن لك سلامتك"

ارتعدت فرائص مريم، وبدأت تشعر بالدوار، وظنت أن الأمر قد انتهى.

وازداد غضبها حين تذكرت آدم، فهذا التافه أضعف حتى من مروان!

"هاهاها! هيا تعالي معي للأعلى، سنحظى ببعض المرح الليلة"

أحكم يوسف قبضته على مريم وسحبها معه للطابق العلوي.

وفجأة، تحدث صوتٌ من بعيد:

"أنت! إياك والعبث مع المديرة مريم!"

تجمد يوسف بمكانه، ثم أدار رأسه وقال: "من هذا الاحمق الذي..."

طاخ!

ضرب أحدهم يوسف ضربةً قوية أطاحت بهذا الرجل قوي البنية طويل القامة بعيدًا.

قالت مريم باندهاشٍ وهي تطالع آدم الذي كان يعيد قدمه بجواره مرةً أخرى، وهي لا تصدق ما ترى: "آدم؟"

"من الأفضل أن تقللي زيارتك لمثل تلك الأماكن في المستقبل أيتها المديرة"

كان آدم خارجًا لتوه من الحمام حين رآى تلك الفوضى، فهرع إلى هنا.

لم يتسنى لمريم الرد قبل أن يملأ صراخ يوسف الأرجاء.

"ما الذي تنتظرونه أيها الأوغاد؟ ابرحوه ضربًا!"

اندفع جميع أتباع يوسف باتجاه آدم على الفور.

تقدم آدم للأمام، ووجه لهم اللكمات بسلاسةٍ وكأنه يواجه أطفالًا صغار، فسرعان ما سقطوا جميعًا.

نظر له يوسف شزرًا، وقال بغضب: "أتعتقد أنك قوي للغاية أيها الوغد؟ أتعرف من يدير هذا المكان؟ إنه تحت إدارة صبري"

قال آدم ببرود: "لا أكترث بمن يديره حتى وإن كان أبوك شخصيًا"

أجاب يوسف بغضب: "حسنًا، إنك جريء جدًا... سأتصل بصبري على الفور"

وفجأة، علت صيحات من خلف الحشد.

"أخي صبري!"

"جاء أخي صبري!"

أفسح الجمع الطريق تلقائيًا، وجاء شاب بوجهٍ عابسٍ ونظارات، وتقدر باتجاههم.

التفت آدم لينظر خلفه، وما إن تفقد الأمر حتى قال: "أوه!"

أليس هذا هو صبري الذي أخافه آدم لدرجة أن بلل سرواله؟

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • مديرتي الرائعة   الفصل 30

    عندما استيقظت مريم، كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحًا بالفعل.جلست في حالة رعب، ونظرت حولها، لقد كانت في منزلها. ما الذي يحدث؟ ألستُ في فندق ماريوت؟ كيف عُدت؟دخلت والدة مريم، أزهار، ورأت أنها مستيقظة، وسألت بقلق: "مريم، بماذا تشعرين؟""أمي ..." هدأت مريم قليلًا، وهزت رأسها وقالت: "أنا بخير... كيف وصلتُ إلى المنزل؟""لقد كان الأمر خطيرًا جدًا، لدرجة أن حراسك الشخصيين الأربعة هم من أعادوكِ. لقد كدتِ أن تقعين في فخ شخص ما. لولا وجود هؤلاء الحراس الشخصيون الأربعة... لكانت العواقب وخيمة."ظلت أم مريم تفكر في ذلك الوقت الذي أعاد فيه الحراس الشخصيون الأربعة مريم الفاقدة للوعي، ومازالت لديها مخاوف !تنفست مريم الصعداء: "أنا ممتنة جدًا لهم. لو لم يكونوا موجودين، لكنت خائفة ..."لقد كانت خائفة جدًا، صالح، ذلك الوغد!لا تقلقي، لقد كافأ والدِك بالفعل هؤلاء الحراس الشخصيين الأربعة. عندما تذهبين إلى الشركة غدًا، تذكري أن تشكريهم".""سأفعل." أومأت مريم.اتضح أن هؤلاء الحراس الشخصيين الأربعة أقوياء جدًا، حقًا، يستحقون المال الكثير الذي أنفقته لتوظيفهم خصيصًا!قبل أن تفقد الوعي، رأت ا

  • مديرتي الرائعة   الفصل 29

    قف"!"حل مجدي يديه على عجل، ثم ركض دون توقف إلى آدم.لقد اتخذ قراره بتوطيد علاقته مع آدم مهما كلفه الأمر!ومع ذلك، عندما عاد، حدث أنه رأى صالح يأمر أشخاصًا من حوله بمهاجمة آدم.أخافه هذا المشهد كثيرًا لدرجة أن كادت روحه تفارق جسده.صالح! أيها الأحمق! ماذا تريد أن تفعل بالسيد آدم"!"ارتجف صالح، واستدار ورأى مجدي، وتلعثم: "مجدي، قائد المجموعة مجدي..."توقف أيضًا كل من حوله من رجال.كان وجه مجدي عابسًا وغاضبًا ونظر إلى صالح، وكان غضبه يتصاعد.صوت ضربة!رفع يده وصفع صالح بقوة على وجهه.وكانت الصفعة على وجهه، الذي كان مصابا بالفعل، مؤلمة أكثر وجعلت جسده يرتجف بشدة.قائد المجموعة صالح! أنت مهيب جدًا! حتى أكثر هيبة مني، قائد المجموعة"!"ارتجف صالح: "لا، لا..."نظر مجدي إلى رجال العصابات الأوغاد وقال بتعبير صارم: "لا يمكنك الهروب من هنا، أليس كذلك؟"عرف هؤلاء الأشخاص أنهم لا يستطيعون تحمل الإهانة من شخص كان خائفًا جدًا مثل صالح، لذلك غادر أكثر من عشر أشخاص في حالة من اليأس.أخذ مجدي نفسًا عميقًا، وبعد ذلك بقليل، لقد كان خائفًا حقًا مما حدث.عندما يحين الوقت الذي يعود فيه السي

  • مديرتي الرائعة   الفصل 28

    "همسة--"أيقظ العديد من رجاله صالح، وعالجوه رجاله من إصاباته ببساطة."ابتعدوا! أيها الفاشلون!"ركل صالح رجاله الذين بجانبه بعيدًا، بالتفكير فيما حدث له، أصبح ساخطًا أكثر.يمكنك القتال، أليس كذلك؟ دعني أرى كم يمكنك القتال"!"بدا صالح عنيفًا، ثم أخرج هاتفه الخلوي واتصل برقم."أحضر ثلاثين شخصًا إلى هنا! انتظرني في ساحة انتظار السيارات تحت الأرض في فندق ماريوت!"ثم أغلق الهاتف وشعر بالألم في ظهره ووجهه، وكان غاضبًا جدًا لدرجة أنه حطم شيئًا للتنفيس عن غضبه.الرجل اللعين، الشي الجيد في الرجل الكبير ! أنه لن يغفر!وكلما فكر في الأمر أكثر، ازداد غضبه، لذا يقوم بالاتصال بزملائه الآخرين.عماد، أتذكر أنك قمت بفحص مشاريع مجموعة فاروق من قبل؟ ساعدني في العثور على شيء خاطئ"!"سليم، ألم تكن مسؤولاً عن مشروع مجموعة فاروق العام الماضي؟ ساعدني في الحصول على بعض المعلومات السيئة"!""..."بعد عدة مكالمات هاتفية، أصبح وجه صالح قاتمًا مثل الحبر.أيها الفاسق، عاجلاً أم آجلاً سأجعلك تركع أمامي"!"أيها اللقيط، أريد أن أرى عدد أزمات الجودة التي يمكن لمجموعة فاروق تحملها"!"...غرفة خاصة 2101.

  • مديرتي الرائعة   الفصل 27

    هذا هو بالضبط الشخص الذي أراد هشام تقديمه إلى آدم ليعرفه.ابتسم مجدي بملء فاه: "هذا رائع. أحتاج إلى التواصل أكثر مع مثل هؤلاء الأشخاص الموهوبين!"بالنسبة لمجدي، فإن إمكانية تناول العشاء مع السيد هشام وولده كريم هي ببساطة كأنما فُتحت له طاقة القدر.ناهيك عن أنه طالما تم نشر خبر تناوله العشاء مع السيد هشام وولده الليلة، فإن هويته ومكانته سترتفع على الفور عدة درجات.وهذا كله بسبب هذا الشاب الذي يُدعى آدم في مجموعة فاروق.لقد رأى بطبيعة الحال أن هشام يعلق أهمية كبيرة على هذا الشخص المسمى آدم.الشاب الذي يستطيع أن يجعل السيد هشام مهتمًا جدًا لابد أن يكون لديه خلفية ليست بالبسيطة، وعليه أن يغتنم الفرصة!يجب أن يكون لدى هذا الأخ الصغير المسمى آدم علاقة جيدة معه.ابتسم هشام ونظر على الفور إلى كريم: "اتصل واسأل آدم لمعرفة ما إذا كان قد أتى. إذا لم يأتِ، قم بالقيادة واصطحبه."أومأ كريم برأسه: "حسنًا."على الفور، اتصل برقم آدم.اندهش مجدي عندما رأى أن السيد هشام طلب من كريم اصطحابه شخصيًا.آدم ...ما هذا الشخص بحق الجحيم؟...هنا، تلقى آدم مكالمة هاتفية من هشام.لذلك، أخذ المصعد إلى

  • مديرتي الرائعة   الفصل 26

    صالح لا يخشى شيئًا، بغض النظر عما يحدث اليوم، فإن مجموعة النمر ستكون هناك للاعتناء به."من أين أتيت بحق الجحيم؟ كيف تجرؤ على التدخل!"صدق أو لا تصدق، لن أدعك تخرج من هذا الفندق"!"قال آدم بهدوء: "لا أعتقد ذلك.""اللعنة! تريد أن تموت، أليس كذلك؟!"أخذ صالح زجاجة النبيذ من على الطاولة وألقى بها على آدم.نجا آدم بسهولة وفي نفس الوقت تقدم للأمام وركل صالح."آه--"طار صالح في الهواء ثم قرع طاولة الطعام بصوتٍ عالٍ.أنت... أيها الأحمق! من أنت بحق الجحيم! إذا كانت لديك الشجاعة، أخبرني باسمك"!"لقد أصيب بالجنون، ونجح تقريبًا، مخلوق لا يعرف ما إذا كان سيعيش أو يموت خرج في منتصف الطريق.مجرد موظف في مجموعة فاروق"."بعد قول ذلك، تقدم آدم إلى الأمام مرة أخرى، كيف يمكن للدنيء الذي استنزف جسده الكحول والجنس أن يقاوم آدم؟صوت ضربة!ضغط آدم على رأسه وضربه بقوة على الطاولة، وكان وجه صالح مدمرًا تقريبًا ومغطى بالدم."آه..."صرخ صالح عدة مرات."مجموعة فاروق... لن أدعك تذهب!"من الآن فصاعدا، لا تتوقع أن ينجح أي من مشروعاتك في الفحص"!"أنت ميت أيضًا، سأحرص على موتك دون أن تُدفن"!"ضاقت ع

  • مديرتي الرائعة   الفصل 25

    هذه المرأة..."عبس جبين آدم، هل كنت مزعجًا جدًا؟"يجب أن أسأل السيد فاروق عن مقدار الجميل الذي كان السيد مدينًا له به في ذلك الوقت... لأنه من الصعب جدًا الاعتناء بهذه السيدة الشابة".من يتزوج هذه الفتاة فهو سيء الحظ!تنهد آدم في قلبه، فيمكنه مواكبة ذلك سريعًا.... فندق ماريوت.أوقفت مريم السيارة، وخرج أربعة من الحراس الشخصيين الأقوياء من سيارة كاديلاك بجانبها."السيدة مريم!"انحنى الحراس الشخصيون الأربعة قليلاً."دعونا نذهب." قالت مريم بهدوء.من المؤكد أنها لم تكن لتذهب إلى المأدبة بمفردها، فقد طلبت بالفعل من حارسها الشخصي أن ينتظرها في ساحة انتظار السيارات بالفندق مسبقًا.هؤلاء الحراس الشخصيون الأربعة هم النخب التي اختارتهم بعناية، وجميعهم ماهرون للغاية.إذا تجرأ صالح على القيام بأي خطوة، فسوف يقوم هؤلاء الأشخاص الأربعة بإخضاع صالح على الفور.أما بالنسبة لتذكير آدم... فقد تمتمت في قلبها، هل تعتقد حقًا أنها لا يمكن أن تفكر في ذلك ؟ هل تحتاج له أن يأتي؟في غرفة خاصة في فندق ماريوت كان شاب ذو هالات سوداء واضحة تحت عينيه يتحدث على الهاتف."كن مطمئنًا يا سيد وائل، سأعتن

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status