Share

الفصل 6

Author: إيفلين إم. إم
رووان

هناك شيء حدث بداخلي عندما رأيت زوجتي السابقة، أم ابني، وهي مصابة بعيار ناري وتنزف على أرض المقبرة الباردة. شيء لم أظن أبدًا أنني سأشعر به تجاه آفا.

عندما رأيت الرجال المسلحين يوجهون أسلحتهم نحونا، لم أفكر لحظة. كنت أعلم أن نوح بأمان مع والديّ، فسيطرت عليّ غريزتي وقفزت نحو إيما. كنت مستعدًا للموت من أجلها، كنت بالفعل على استعداد لذلك.

شعرت بالارتياح عندما هرب المسلحون بعد رؤية الشرطة، لكن راحتي لم تدم طويلًا عندما صرخ أحد الضباط طالبًا سيارة إسعاف. استدرت متسائلًا من هو المصاب، ولم أتوقع أبدًا أن تكون آفا، ورؤيتها مصابة كادت تُفقدني توازني.

توالت الأحداث بسرعة بعدها. وصلت سيارة الإسعاف ورفض الضابط السماح لآفا بالذهاب حتى تأكد من تسليمها إلى الطبيب بأمان.

كنت غاضبًا من حرصه عليها ألّا تذهب، فقد كانت زوجتي، أعني زوجتي السابقة، لكن الأهم من ذلك أنني كنت غاضبًا من نفسي. كان يجب أن أحميها. لو حدث شيء أسوأ لآفا ، كيف كنت سأشرح ذلك لنوح؟ كيف كنت سأبرر فشلي في حماية والدته؟

وهنا كنت أمشي ذهابًا وإيابًا في غرفة الانتظار. كنت قلقًا جدًا لأننا لم نتلق أي كلمة منذ أن نُقلت آفا إلى غرفة الطوارئ. لم يخرج أحد حتى الآن ليخبرنا بوضعها وحالتها.

همست والدتها كيت، "أرجوكِ، طمئنينا عليها."

هذه أول مرة أسمع فيها أي شعور في صوتها عندما تحدثت عن آفا. أعتقد أن فقدان زوجها ثم اقترابها من فقدان ابنتها ليّن قلبها قليلًا.

كنا جميعًا هنا ما عدا نوح. كان ترافيس جالسًا بجانب كيت، وبجانب كيت كانت تجلس إيما.

جلست غير قادر على التحكم في القلق الذي يسري بداخلي. كنت أحتاجها أن تكون بخير من أجل نوح. كنت أكرر ذلك لنفسي.

لا أعرف كم انتظرنا، لكن عندما رفعت رأسي رأيت آفا. كانت عند مكتب الممرضة تسلم بعض الأوراق. كان ذراعها الأيسر في جبيرة بينما كانت تأخذ بطاقة ائتمانها وتضعها في حقيبتها.

ثم بصعوبة تمكنت من إخراج هاتفها وهي تمسك حقيبتها. كان واضحًا من عبوس وجهها أن الأمر لم يكن سهلًا.

ناديتها، "آفا"، بينما كانت على وشك المرور بجانبنا، وعيناها لا تزالان على الهاتف.

رفعت رأسها. لاحظت فورًا أن هناك شيئًا مختلفًا فيها، لم أستطع تحديده لكنني متأكد.

سألتني بصوت جامد وخالٍ من أي مشاعر، "ماذا تفعل هنا؟ هل أصيب أحد آخر؟"

وقبل أن أرد، سألتها والدتها، "كيف حالكِ؟"

قالت آفا، "لسوء حظكم، لم أمُت بعد."

اندهش الجميع من جوابها، أو بالتحديد، من برودها وهي تقوله.

قررت أن أتدخل، "إلى أين أنت ذاهبة؟"

كانت إجابتها الوحيدة: "إلى المنزل."

قلت لها، "يدك في جبيرة، لا يمكنك القيادة."

فردت قائلة، "لهذا طلبت أوبر."

"آفا، نحتاج أن نتحدث، الأمر يخص والدك" قالت كيت بصوت منخفض، فالتفتت آفا إلى والدتها.

كان هناك شيء مفقود في عينيّ آفا، أستطيع تمييزه.

حدّقت ببرود في وجه والدتها وقالت، "لا أدري ما علاقة ذلك بي، آخر مرة تأكدت فيها، قال أنه لم يعتبرني ابنته."

انفجر في تلك اللحظة صوت بكاء من حنجرة والدتها، لكن آفا لم تُعرها اهتمامًا. كأنها أغلقت أبواب قلبها، ولم تترك وراءها سوى ذلك البرود القاسي.

تحرّكت نحو الباب، لكنها توقفت وسألت، "أين ابني؟"

"عند والدتي"، أجاب ترافيس، وعيناه تركزان عليها.

فتنهدت وقالت، "في النهاية، يبدو أننا سنتحدث رغم كل شيء."

عرضت عليها، "سأوصلكِ."

أثار هذا الأمر العبوس على وجه إيما، لكنها يجب أن تفهم. بغض النظر عن خلافاتي مع آفا، فهي أم نوح ومصابة أيضًا. ولا ننسى أنها كانت زوجتي.

فوجئت بأن آفا رفضت، "لا داعي. سأستقل أوبر كما خططت، وسأقابلكم هناك."

ودون أن تضيف كلمة أخرى، استدارت وغادرت. بقينا نحدّق إلى المكان الذي كانت تقف فيه قبل لحظات. عادةً، كانت ستنتهز أي فرصة لتكون قريبة مني، لذا تفاجأنا جميعًا برفضها عرضي.

قالت كيت بخوف، وكان الحزن باديًا عليها، "لنذهب قبل أن تصل إلى البيت وتغادر قبل أن نتمكن من الحديث."

ركبنا جميعًا سيارة الكاديلاك إسكاليد وانطلقنا. وكسرنا كل حدود السرعة حتى وصلنا إلى منزل كيت تمامًا في اللحظة التي كانت فيها آفا تُغلق الباب خلفها.

أوقفنا السيارة ونزلنا منها. وعندما دخلنا المنزل، وجدنا والديّ وأخي غيب، وآفا التي كانت تتجاهلهم تمامًا. كان من الغريب رؤية هذا الجانب منها. فعادةً ما كانت تحاول فتح حديث بسيط معهم، حتى عندما كانوا يتعمدون تجاهلها.

"هل يمكن أن ننتهي من هذا بسرعة؟"، قالت بضيق وهي تجلس على الأريكة.

بدأت أتكلم، "جيمس جاءني باقتراح شراكة تجارية، وافقت لأنني اعتقدت أنه استثمار جيد."

"وقعنا الأوراق المطلوبة معتقدين أن هذه شركة موثوقة، لكننا اكتشفنا لاحقًا أن الشركة مملوكة لعصابة إجرامية. لا جيمس ولا أنا أردنا أي نشاط غير قانوني أن يلوث اسم شركاتنا، وكنا نعلم أنه من المستحيل تفادي ذلك إن واصلنا معهم، فوجدنا طريقة لفسخ العقد، وبلغنا الشرطة."

"حسنًا..."، مدّت آفا الكلمة، وجبينها معقود كأنها لا تفهم إلى أين يتجه هذا الحديث.

تنهدت، وقد بدأ الإرهاق يظهر علي من أحداث اليوم.

ثم واصلت الحديث، "اتضح أن أفراد العصابة كانوا من بين أكثر المطلوبين للعدالة، ولم يتقبلوا أننا كشفناهم، فاختفوا عن الأنظار. كنا نظن أن تدخل الشرطة سيُبعدهم عنا."

ثم تابعت كيت الحديث من حيث توقفت، "بدأوا في تهديد والدك. وعدوا أنه سيدفع الثمن، ثم استهدفوا زوجته وأبنائه. ألقوا اللوم عليه لأنه هو من بادر بالتواصل معهم، رغم أنه لم يكن يعرف أنهم متورطون في أعمال غير قانونية. ظننا أن تهديداتهم مجرد كلام، إلى أن أطلقوا النار على والدك وقتلوه."

كان ترافيس، وغيب، ووالداي يعرفون بالفعل. نظرت إلى إيما ووجدت ملامح الصدمة والخوف مرتسمة على وجهها. ثم نظرت إلى آفا ولا يزال التعبير البارد والخالي من الحياة ملازماً وجهها.

قالت بصوت بارد وهي تنظر إلينا، "لا أرى ما علاقة كل هذا بي."، قالت بهدوء قاتل وهي تنظر إلينا، وعيناها تلكع كحدّ السيف.

ثم وقفت وقالت، "سآخذ نوح وأرحل."

فقلت من بين أسناني غاضبًا، "اللعنة يا آفا، أنتِ لا تأخذين هذا على محمل الجد حتى."

ألم تكن تدرك ما يعنيه هذا؟ مدى الخطر الذي كانت فيه؟ كيف كان من الممكن أن ينتهي اليوم ونحن نخطط لجنازتها؟

أجابت، "أنا آخذه بجدية، ومثلما قلت، لا أدري ما علاقته بي."

زمجر ترافيس بغضب معبرًا عن الإحباط ذاته الذي أشعر به، "لقد أُصبتِ اليوم برصاصة... أليس هذا دليلًا على شيء؟"

نظرت إليه بغضب وقالت، "كل ما يدل عليه ذلك هو أنني كنت في المكان الصحيح في الوقت الخاطئ."

قالت كيت محاولة الحديث: "آفا."

لكن آفا قاطعتها، "لا. هم كانوا يستهدفونكم أنتم الثلاثة لا أنا. كل الناس في هذه المدينة اللعينة يعرفون أنكم لا تعتبرونني جزءًا من هذه العائلة، فلماذا سيُضيّع أحدهم وقته في مطاردة شخص لن يكترث أحدٌ له إن مات؟"

كلماتها كانت كالسكاكين، جعلت الصدمة تعمّ المكان. هذا ليس من طباعها... ما الذي يجري بحق الجحيم؟

نظرت إليّ، وعيناها خالية من أي مشاعر. وكأنها ميتة من الداخل. شيء ما في نظرتها إليّ أقلقني. أغاظني أنني لم أر أي عاطفة في عينيها.

قالت، "إذا كان هناك شخص يجب أن تقلقوا بشأنه، شخص يجب أن تكون سلامته هي أولويتكم، فهي المرأة التي بجانبك. كانت أميرته الصغيرة المثالية، لذا توقفوا عن جرّي إلى الفوضى التي صنعها هو."

توقفت لحظة ثم واجهت الجميع بنظرات باردة.

"توقفوا عن تظاهركم الزائف بالاهتمام. لا أحتاجه، وإذا تبين أنني في خطر فسأتدبر أمري بنفسي. أفضل أن أموت على أن أقبل بحمايتكم."

شهقت والدتها، وظللنا نحدّق بها بدهشة. لم نعد نعرف المرأة التي تقف أمامنا. بدا على كيت وكأن آفا قد صفعَتها لتوها.

نهضت إيما بسرعة وحدّقت بها محاولة ترهيبها. ففي السابق كانت آفا تتراجع، لكن ليس هذه المرة.

"توقفي عن التصرّف كالفتاة التافهة، كعادتك تريدين كل شيء أن يدور حولك!"، قالت إيما بغيظ.

فقابلتها آفا بضحكة خاوية، "لا أعرف في أي جحرٍ كنتِ مختبئة يا أختي العزيزة، لكنني لم أكن يومًا بهذه الأهمية لكم.

كان كل شيء يدور حولكِ أنتِ، لكن هذا ليس ما نناقشه الآن. لقد عشت طوال حياتي بدون حماية هؤلاء الأشخاص، ولا أعرف لماذا فجأة أصبحوا مهتمين بسلامتي. إنه أمر زائف، ولا أريد أناسًا زائفين حولي... والآن، إذا سمحتم لي، عليّ أن أذهب لمنزلي."

استدارت وتجاهلت إيما والبقية كما لو أننا لم نكن موجودين. لم أصدق الكلمات التي خرجت من فمها. تحدثت عنا وكأننا غرباء عنها تمامًا. وكأننا لا شيء بالنسبة لها.

"نوح!"، نادت بصوت مرتفع، وبعد ثوانٍ سمعنا خطوات سريعة، ثم جاء ابني إلى غرفة المعيشة.

شهق نوح من الصدمة عندما رأى والدته، فجعلني هذا أشعر وكأنني حثالة بشرية.

"أمي، ماذا حدث لذراعكِ؟"، سأل وهو يركض ويعانقها.

ضمّته بذراع واحدة وقالت، "لا شيء يا حبيبي، اصطدمت بالباب فقط، وكان على الطبيب أن يعيده إلى وضعه الصحيح."

مدّت يدها تربت على خده بحنان. واختفت تلك النظرة القاسية والباردة من عينيها وهي تنظر إلى نوح.

"هل تؤلمكِ؟"

"فقط قليلًا، لكن سأكون بخير. الآن هيا بنا، دعنا نذهب إلى المنزل ونأكل الآيس كريم ونتعانق."

انفرجت شفاه نوح بابتسامة جميلة أضاءت وجهه.

حاولت آفا حمل حقيبته المدرسية لكن نوح أوقفها.

"أنا سأحملها. أنا الآن ولد كبير. سترين، عندما نصل للبيت سأعتني بكِ وأقبّل ذراعكِ حتى يختفي الألم، كما تفعلين أنتِ دائمًا معي."

ابتسمت آفا. ابتسامتها غيّرت ملامح وجهها بالكامل، إذ أذابت الجليد الذي كان يغلفه. كنا جميعًا نحدق في تفاعل الأم والابن معًا، غير قادرين على تحويل أبصارنا عن الحب الظاهر بينهما.

"هل تلك المرأة أختك؟"، سأل نوح بنظرات فضولية تجاه إيما.

"لا. ليست لدي أخت." أجابت، ثم تمتمت بشيء آخر بصوت منخفض، "ولا عائلة أيضًا."

لا أظن أن الجملة الأخيرة كانت موجهة لنا لنسمعها، لكننا سمعناها، بحسب الأصوات الحادة التي أطلقناها. نظرت إلى نوح، متسائلًا إن كان قد سمع ما قالته آفا، لكنه بدا أنه لم يسمع، لأنه كان يلوح لي.

"وداعًا يا أبي."

"إلى اللقاء يا صغيري."، أجبته بصوت شبه مبحوح.

ودّع نوح الباقين، ثم غادروا.

تُركنا في صمت، كل واحد منا غارق في أفكاره. واصلت التحديق في الباب، مشوشًا مما حدث للتو. معاملتها الباردة حرّكت شيئًا بداخلي، شيئًا لا أفهمه، كأن أوتارًا خفية شدّت بداخلي.

هذا كان جانبًا من آفا لم أره من قبل. جانبٌ غريب تمامًا عني، ولم يعجبني البتّة.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • ندم الزوج السابق   الفصل 100

    آڤامرّ حوالي شهرين منذ أن احترق منزلي بالكامل، وخلال تلك الفترة لم يحدث لي شيء يُذكر.لم تكن هناك أي هجمات أخرى. الأمور كانت هادئة، وكنت أُمني نفسي بأن ذلك الحقير قد تراجع عن فكرة قتلي.لكن القائد نصحني بألّا أرفع سقف آمالي. طلب مني أن أظل على حذر وأن أبقى يقظة.برأيه، أشخاص كهؤلاء لا يتراجعون بسهولة. قال إن من حاول إيذائي على الأرجح ينتظر اللحظة المناسبة، يخطط في الظل، ويتحين الوقت المثالي ليهاجم.أنا أتفهم منطقه، لكن من الصعب ألّا أتفاءل وسط هذا الهدوء، من السهل أن يطمئن المرء ويُسقط حذره عندما يبدو أن التهديد قد زال.بصراحة، كانت هذه الأشهر القليلة من أجمل ما عشته في حياتي، لا تقارن طبعًا باللحظات التي أقضيها مع نوح، لكنها كانت جيدة بما يكفي لتمنحني بعض السلام.وما جعلها بهذه الروعة... كان إيثان، كل لحظة أمضيتها برفقته كانت كفيلة بأن تُعلّمني شيئًا جديدًا عن نفسي.أعشق البقاء بقربه، وإن كنتُ صادقة مع نفسي، فعليّ أن أُقرّ بأن مشاعري تجاهه بدأت تتجاوز حدود الإعجاب.إنه كل ما كنت أتمنى أن يكونه رووان، لطيف، حنون، ويولي اهتمامًا حقيقيًا. ناهيك عن العلاقة الحميمة الرائعة بيننا، كل مرة ي

  • ندم الزوج السابق   الفصل 99

    "لا شيء… فقط كنت بحاجة إلى سماع صوتك."، أجبت ببساطة، وصوتي يخونني في نهايته."هل أنت بخير يا عزيزي؟"، سألت أمي بقلق، وقلقها كان واضحًا في نبرتها.ابتسمت عند سماعي اسم التدليل الذي تناديني به منذ أن كنت طفلًا، "أنا بخير، فقط مرهق من ضغط الشغل… لا أكثر.""أنت تعمل كثيرًا، تحتاج لإجازة أو أي شيء يريحك. ليس وكأنك لا تستطيع تحمّل تكلفتها."، ضحكت برقة.سمعت صوت حركة، ثم صوت الأواني والمقالي المألوف، كانت تطبخ أو تخبز، ويمكنني أن أراهن بكل أموالي أنها كانت تخبز. كانت تعشق الخَبز أكثر من أي شيء آخر."سآخذ إجازة عندما تهدأ الأمور… هناك الكثير من الفوضى الآن."، كذبت جزئيًا.مع كل ما يخيّم فوق رأسي من كارثة وشيكة، أشك أنني سأحظى بتلك الإجازة. أنا لست شخصًا جيدًا، أعلم ذلك جيدًا، لكن هذا لا يمنعني من أن أدعو في سري أن تسير الأمور كما أريد."حسنًا"، استسلمت أخيرًا، "لكن على الأقل، خذ عطلة نهاية أسبوع، فقط للاسترخاء. سيكون ذلك مفيدًا لك، سينقي ذهنك، وربما ترى الأمور من منظور جديد،" قالتها بنبرة حكيمة.وهذا أحد الأسباب التي تجعلني أحب أمي بشدة. دائمًا ما تقدم أفضل النصائح، واحدة من أذكى النساء اللوات

  • ندم الزوج السابق   الفصل 98

    من وجهة نظر مجهولةأمشي ذهابًا وإيابًا في شقتي، أعصابي مشدودة، وقلبي ليس على ما يرام. حاولت الاتصال بذلك اللعين مرارًا، لكنه لا يجيب.صمته منذ أن أحرق منزل آفا هو أكثر ما يرعبني… لأنني لا أعلم ما الذي يُخطط له، وإن لم أعرف خطته، فلن أتمكن من صدّها… خصوصًا لو أخطأ كما فعل الأفعى السوداء من قبل.رفعت هاتفي واتصلت بأحد رجالي."سيدي؟" ردّ بليك في أول رنّة."هل تمكنت من العثور عليه؟"، سألت بقلق.أنا لست ممن يقلقون عادة. لا أتوتّر بسهولة، لكن هذه المرة مختلفة. لدي شعور سيئ للغاية… شعور لعين بأن شيئًا كبيرًا على وشك الحدوث."لا... كأنه تبخّر من الوجود."، قالها لتتفجّر الشتائم من فمي، "لا أحد تمكّن من العثور عليه."حين علمت أن الأفعى السوداء قد تم القبض عليه، عرفت أن عليّ التخلص منه فورًا. لم يكن سيستغرق الأمر وقتًا حتى تربطه الشرطة بي، لذا فجّرت دماغه قبل أن يفعل.كنت محقًا، لم يستغرقهم وقتًا طويلًا حتى اقتربوا منه، لكن لحسن الحظ، كنت قد تخلّصت منه مسبقًا.أعرف نوعية الرجال مثله، لأنه مصنوع من نفس العفن الذي خرجتُ منه. لو أمسكوا به حيًّا، لكان باعني في أول استجواب، لم يكن يكنّ لي ولاءًا، وكان

  • ندم الزوج السابق   الفصل 97

    لقد فقد صوابه تمامًا. من الطبيعي أن يظل الناس في زواج بلا حب. تسع سنوات لم تغيّر حقيقة أنني لم أكن يومًا من معجبي آفا، وخاصة بعد ما فعلته لتجبرني على النوم معها."إذا كنت لا تزال مصرًّا على أنك لا تكنّ لها أي مشاعر..."، قال غيب بجدية، "فلماذا تغضب بهذا الشكل من علاقتها بإيثان؟""قلت لك مليون مرة"، صارخًا، "لم يكن ليهمّني لو ارتبطت بأي رجل آخر، لكن ذلك الشرطي... هناك شيء مريب بشأنه"كنا ندور في حلقة مفرغة، وكلما طال الحديث، ازداد غضبي. توقعت أن يكون غيب الشخص الوحيد الذي سيفهمني، لكنه، على ما يبدو، لا يفعل. بدلًا من ذلك، راح يلوّح بتلك الفكرة السخيفة أنني أغار من إيثان لأنني ما زلت أحب آفا."أنا أول من يعترف أن ما فعلته آفا قبل تسع سنوات كان خاطئًا، وقد عاقبناها بما فيه الكفاية. لكن... ماذا لو لم تكن تكذب؟ ماذا لو كانت تقول الحقيقة عندما ادعت أنها كانت مخمورة؟""هذا مستحيل.""حقًا؟ فكر بها جيدًا. كلّنا أردناك مع إيما... باستثناء آفا، بعد تلك الليلة، كنا نبحث عن شخص نعلّق عليه الذنب، وكان من الأسهل أن نوجّه أصابع الاتهام إلى الفتاة التي كانت مهووسة بك لسنوات، بدلًا من أن نواجه حقيقة أنكم

  • ندم الزوج السابق   الفصل 96

    "رووان ما الذي حدث لوجهك؟"، سألني غيب وهو يحدّق في كمادة الثلج الموضوعة على وجهي."إيثان."، تمتمت دون رغبة في الخوض بأي تفاصيل. آخر ما أحتاجه الآن هو محادثة مع شقيقي.اللعنة... ما زلت لا أصدق أنني دخلت في عراك مع ذلك الأحمق، تركت كلماته تستفزني حتى فقدت أعصابي."الشرطي؟"، سأل بفضول، "حبيب آفا الجديد؟" انفجرت عند سماعه ذلك، أمسكت كمادة الثلج ورميتها بعنف نحو الحائط، ثم صرخت، "هو ليس رجلها اللعين"، نهضت من مكاني، والغضب ينهش صدري.ما زلت عاجزًا عن تصديق أنها لا ترى ما أراه، ذلك الرجل يخفي شيئًا، وكل خلية في جسدي تصرخ أن هناك خطبًا ما.لم أتمكّن من العثور على شيء يدينه حتى الآن. تقاريره نظيفة، سجله لا يشوبه شيء، لكن حدسي يصرخ عكس ذلك. هناك شيء ما فيه لا يُريحني... شيء يخفيه، وحدسي لا يخطئ أبدًا."حسب ما سمعت، هو كذلك… ما الذي حصل بينكما؟" أخذت نفسًا عميقًا، أحاول تهدئة النار المشتعلة داخلي."كنا نساعد آفا في نقل الأثاث، وفجأة قال لي أن أبتعد عنها. قال إنها أصبحت له، وإنه لن يسمح لي بإفساد الأمور بينهما."حدّق بي غيب وكأنه لا يصدق ما سمعه، وكأنني فقدت صوابي تمامًا."حقًا؟ هذا هو السبب ال

  • ندم الزوج السابق   الفصل 95

    فتحتُ باب المنزل، ثم استدرت لأواجههما، ستّ أيادٍ أفضل من أربع، خاصة أن بعض قطع الأثاث كانت ثقيلة، وسيكون من الأسهل عليهما حملها بدلًا من أن أتحمّل الأمر أنا وإيثان وحدنا."هلّا توقفتما عن التحديق ببعضكما وجئتما لتساعداني؟"، سألت بضيق حين لم يتحرك أحد منهما.تنهّد رووان ثم سار نحوي بخطى غاضبة، ولحقه إيثان بعد لحظات."ما أول قطعة ستنقلانها؟"، تمتمت حين لم يبادر أيّ منهما بشيء.كانا يثيران أعصابي حقًا، كنت واثقة أنهما لن يغادرا إن طلبتُ منهما البقاء، لكنهما أيضًا لا يساعدان، ولو علمت أن الأمر سيكون بهذا الشكل، لكنتُ استأجرت عمالًا وانتهى الأمر.أخيرًا، تحرك إيثان وأمسك طرف الأريكة، وبعد أن شدّ رووان فكه بوضوح، أمسك الطرف الآخر.نقلوها بصمت إلى غرفة المعيشة، بينما حملتُ الأشياء الخفيفة التي أستطيع حملها بنفسي.عملنا في صمت، حاولتُ فتح أي حديث، لكنهما بديا وكأنهما في مزاج سيئ جدًا.بعد نحو ثلاثين دقيقة، كنا قد نقلنا معظم القطع الثقيلة، وبينما كنت أُحضِر بعض الوسائد الصغيرة، سمعت صوت ارتطام عنيف. هرعتُ إلى الداخل، لأجدهما يتدحرجان على الأرض، ويتبادلان اللكمات."ابتعد عنها، أيها اللعين"، زمجر

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status