Share

الفصل 4

Auteur: إيفلين إم. إم
هل شعرت يومًا وكأن قلبك وُضع داخل مفرمة لحم؟

هذا بالضبط ما شعرت به وقتها وأنا أنظر إليهما. شعرت وكأن قلبي قد تمزق إلى قطع صغيرة.

لو كان بإمكاني أن أقتلع هذا العضو عديم الفائدة وأرميه بعيدًا، لفعلت. لأن الألم الذي يعصف بي لا يمكن تخيله.

كنت أرغب في الهرب. أن أشيح بنظري عنهما، لكنني لم أستطع. عيناي كانتا مثبتتين عليهما، ومهما حاولت أن أصرفها عن النظر إليهما، كان الأمر كما لو أنها قد التصقت بتلك اللحظة، وبذلك المشهد الحميميّ الذي يتكرر أمامي.

جلست أراقبهما وهما ينفصلان عن العناق. كانت عينا رووان وديعتان وهو يحدّق في حب حياته. ثم ضع يديه على وجهها، وأخذ يُقرّبها إليه أكثر. لم يُقبّلها، لكنه أسند جبهته إلى جبهتها فقط.

كان يبدو في غاية السكينة. كما لو أنه عاد أخيرًا إلى منزله بعد غياب طويل. وكأنه أصبح كاملًا أخيرًا.

"لقد اشتقت إليكِ"، قرأت الكلمات على شفتيه دون أن ينطق بها.

لا أريد أن أتخيل ما كان سيحدث بينهما لو التقيا في ظروف مختلفة. لو التقيا ونحن لا نزال متزوجين. تُرى، هل كان سيخونني معها؟

جزء مني رفض التفكير بذلك حتى، لكنني أعرف الحقيقة. ففي النهاية هذه إيما. وإن لزم الأمر لمشى رووان على الجمر حافيًا من أجلها.

لم أعد أحتمل. نهضت واتجهت للخارج بسرعة.

وبمجرد أن خرجت، بدأت دموعي في الانهمار. كان الألم لا يُحتمل، ولم أكن أعرف كيف أوقفه أو أخففه. لكن من ألوم؟ أنا المخطئة لأنني أحببت رجلًا لم يكن لي.

"أرجوك، اجعل الأمر يتوقف. واجعل الألم يتوقف"، أتوسل إليك يا رب أن تُجيب دعائي.

لكن حتى الآن، لم يتغير شيء، ولم أشعر بأي راحة.

وضعت يداي على صدري. وشعرت بقلبي ينقبض بشدّة. لم أكن قادرة على إدخال ما يكفي من الهواء إلى رئتي مهما حاولت.

شعرت وكأنني أموت ببطء. وكأنني أتلاشى.

"هذه هي نتيجة رغبتكِ في رجل لا يخصّكِ"، شق ذلك الصوت الساخر حالة التشوش التي كنت فيها.

"ما الذي تريده يا ترافيس؟ إن كنت هنا لتسخر مني أو لتحذرني من الاقتراب من أختك الصغيرة الغالية، فارجع من حيث أتيت إلى المستشفى، وإلى عائلتك. لا يوجد لك شيء هنا"، مسحت دموعي وتظاهرت بالكبرياء لإخفاء ألمي.

لن أسمح له أن يراني أبكي. لن أمنحهم فرصة لرؤية انكساري.

بدا عليه الذهول من كلماتي. الصدمة كانت واضحة على وجهه. أظن أنه لم يتوقع أبدًا أن أرد عليه بهذه الطريقة.

"كنت فقط أريد التأكد من أنك تدركين أن رووان كان دائمًا لإيما. أنانيتك هي التي أبعدته عنها، لكن الآن يمكنهما أن يكونا معًا. آمل فقط ألا تعترضي طريق سعادتهما. لقد تأخرت كثيرًا عليهما."

أطلقت ضحكة ساخرة.

"أوه لا تقلقوا، لن أقف في طريق أي أحد منكم مرة أخرى أبدًا. بعد هذا، لن يضطر أي منكم لرؤيتي أو تحمّلي بعد الآن"، تمتمت بمرارة.

حدّق بي، وجبهته معقودة من الحيرة. "ماذا تقصدين؟"

كنت مرهقة. وكل ما أردته هو أن أنام وأنسى أن هذا اليوم قد حدث من الأساس. سأبكي حتى أنام، ثم أستيقظ بشيء من الانتعاش، مستعدة لمواجهة الأيام القادمة.

"أخبر والدتي أنني سآتي لأساعد في ترتيبات العزاء، هذا إن كانت تريد مساعدتي أصلًا. وبلغ أختك سلامي."

ثم استدرت وغادرت. كنت أمشي نحو سيارتي. سمعت ترافيس يناديني باسمي، لكنني لم أكلف نفسي حتى عناء الالتفات. كنت فقط أريد العودة إلى المنزل والانهيار بسلام.

ركبت سيارتي وقُدت في طريق العودة. رووان أخبرني أن نوح مع والدته. لم أكن مستعدة لمواجهة شخص آخر يكرهني. هو في أمان، لذا سأذهب لآخذه غدًا.

وصلت إلى البيت بسرعة قياسية. التواجد وحدي هناك لم يكن سوى تذكير واضح بمدى وحدتي الحقيقية. لا أحد يواسيني، ولا أحد يعتني بي، ولا أحد يحبني. لا يوجد في حياتي أحد... سوى نوح.

بدأت دموع جديدة تنساب على وجهي.

لقد تعبت من البكاء، ومع ذلك لا أستطيع التوقف. لو كان بوسعي فقط أن أعود بالزمن إلى الوراء وأغير الأمور.

ربما الآن كنت سأكون متزوجة من رجل يحبني حقًا.

لكن هذه هي طبيعة الماضي. بمجرد أن يقع، لا يمكن تغييره أبدًا.

مرّت ثلاثة أيام على وفاة والدي، وكان الجميع يعيش في حالة اضطراب.

لقد كانت صدمة للجميع. كان رجلًا معروفًا ومحبوبًا، ولذلك شعر الكل بخسارته.

لم أرَ رووان منذ ذلك اليوم. لكنه اتصل عدة مرات، وتجاهلت جميع مكالماته. من المحتمل أنه غارق في الحب بين ذراعي إيما الآن. ربما تكون قد انتقلت للعيش معه بالفعل. لم أكن بحاجة لأن يستعرض كل ذلك أمامي.

طردت تلك الأفكار المسمومة من رأسي، وركّزت على إغلاق سحّاب فستاني الأسود.

أمي؟"، جاء صوت نوح من خلفي.

استدرت لأجده والدموع تلمع في عينيه. فجثوت على ركبتيّ لأكون بمستوى نظره.

"ما بك يا حبيبي؟"، سألتُه بلطف.

"أفتقده كثيرًا. كنا من المفترض أن نذهب لصيد السمك هذا السبت"، تلعثمت كلماته، وانكسر قلبي على ألمه.

جيمس شارب ربما كان أبًا سيئًا لي، لكنه كان جدًا رائعًا لابني.

ضممت نوح إلى صدري وهمست له بكلمات مواساة بينما دموعه تتساقط على فستاني.

"أعلم أنك تشتاق إليه، لكنه الآن مع الملائكة، وسيراقبك من السماء دومًا. تذكر، هو لن يغيب أبدًا طالما أنه حيٌ هنا."

وأشرت إلى صدره. "وهنا"، ثم أشرت إلى رأسه.

"كما أنه لا يريدك أن تبكي. هل تريد أن تحزنه؟"، سألته برفق، وهز رأسه نافيًا.

"جيد، إذن سنفعل الآتي، بدلًا من أن نحزن، سنتذكر كل الذكريات الجميلة التي جمعتنا به، اتفقنا؟"

أنا لدي القليل جدًا من الذكريات الجيدة معه، لكن نوح لديه الكثير. وسأساعده على التمسك بها.

"حسنًا."

مسحت دموعه، ثم وقفت. التقطت حقيبتي، ومددت له يدي. أمسك بها ونظر إليّ.

"والآن، لنذهب ونودّع جدك كما يليق به."

ابتسم لي ابتسامة صغيرة، وخرجنا بعدها من المنزل. لقد حان وقت الوداع.
Continuez à lire ce livre gratuitement
Scanner le code pour télécharger l'application

Latest chapter

  • ندم الزوج السابق   الفصل 140

    لم نتحدث بعد ذلك. كان الغداء محرجًا للغاية، إذ تناول كل منا طعامه في صمت. كان عقلي يدور من أثر اعتذاره. لا أعلم ما الذي كان يتوقعه مني، لكني بالتأكيد آمل ألا يكون المغفرة. على الأقل ليس الآن.بعد أن أنهينا الغداء، أوصلني إلى المنزل. وكانت الرحلة هادئة أيضًا، كل منا غارق في أفكاره الخاصة. لم أكن أعرف كيف أتعامل معه، ولا ماذا أفعل بهذه النسخة الجديدة منه. كل شيء بدا جديدًا وغريبًا، على أقل تقدير."شكرًا لك"، قلت له بمجرد وصولنا إلى منزلي، "لأنك كنت معي في الموعد وللغداء.""لا مشكلة"، حاول أن يبتسم، لكن الابتسامة لم تصل إلى عينيه.هززت رأسي وبدأت في النزول، لكنه أوقفني بإمساك يدي."أريدك أن تخبريني بأي وقت يكون لديك فيه مواعيد"، قال، وعيناه تحدقان فيّ بعمق.حدّقت فيه مرة أخرى، عاجزة عن فهم ما الذي كان يجول في عقله اللعين."لماذا سأفعل ذلك بحق الجحيم؟"، سألت مرتبكة، وسحبت يدي من بين يديه.أصبح لمسه فجأة أكثر من اللازم. شعرت وكأنها تحرقني."لأنني أريد أن أكون هناك من أجلك"، قالها ببساطة."وأكرر سؤالي، لماذا؟ لم تكن موجودًا عندما كنت حاملًا بنوح، لكن الآن تريد حضور مواعيد لطفل ليس لك؟ هل تعل

  • ندم الزوج السابق   الفصل 139

    "أريد أن أصطحبك لتناول الغداء"، يفاجئني رووان مرة أخرى.أنظر إليه بريبة، "لماذا؟""أريد أن نتحدث."أمسح الشوارع بنظري، أبحث عن سيارة أجرة. جئت اليوم بإحداها لأنني لم أشعر برغبة في القيادة."لا أظن أن هذه فكرة جيدة. ليس لدينا شيء لنتحدث عنه حقًا."، أعود لأركز نظري عليه.يمرر يديه عبر شعره الأسود، يبدو عليه بعض الإحباط."رووان…"، كنت على وشك أن أخبره أنني سأغادر، لكنه يقاطعني، ووجهه يتجمد كالحجر."لن أقبل كلمة لا. إما أن تصعدي بمفردك أو أن أحملك بنفسي"، يقول مشيرًا إلى سيارته."لن تجرؤ.""جربي فقط، آفا."يبدأ بالتقدم نحوي، وأدرك فورًا أنه على وشك تنفيذ تهديده. مع تنهيدة، أستدير وأتجه نحو سيارته بخطوات حازمة.يفتح السيارة وأصعد فيها. أرمقه بغضب عندما يدخل ويشغل المحرك.أبقى صامتة، غير راغبة في الحديث. كنت غاضبة وحائرة من تغير سلوكه المفاجئ. كنت أريد عودة رووان القديم، ذلك الذي كنت معتادة على جانب معين منه، أما هذا الإصدار الجديد فكان غريبًا عليّ ومفاجئًا بالكامل. لم أحب ذلك.وصلنا إلى مطعم لم أزرّه من قبل. يقودني إلى الداخل، يقدّم اسمه، ويتم إرشادنا فورًا إلى طاولتنا."ما الذي يحدث معك يا

  • ندم الزوج السابق   الفصل 138

    كنتُ أطرق الأرض بقدميّ في توتر، منتظرة أن يُنادى اسمي. كنت جالسةً في صالة انتظار العيادة بانتظار موعدي.ولن يكون من المبالغة القول إنني كنت متوترة؛ فقد كنت أعيش حالة ذعر داخلي حقيقية.كل هذا بدا لي وكأنه شعور مألوف. حملي الثاني، وها أنا أذهب إلى مواعيدي بمفردي. الفارق الوحيد أن إيثان هذه المرة غير قادر على الحضور، بينما مع رووان سابقًا لم يكلّف نفسه حتى عناء المجيء.حاولتُ جاهدًة أن أتجاهل حقيقة حملي حتى قبل بضعة أيام فقط، حين لاحظت أن خصري بدأ يتسع. لقد بدأ بطني بالظهور، وسرعان ما سيعرف الجميع أنني حامل.تنهدتُ بإرهاق، وأدركت في ذهني ضرورة إخبار والديّ. لم يكن لدي جرأة لإفصاح الأمر، خاصة وأن الطفل من إيثان. والسبب الأهم أن إيثان لا يزال في نظرهم ابنهم، وسيكون غريبًا جدًا أن يعرفا أن ابنتهما البيولوجية حامل من ابنهما بالتبنّي.كان الأمر برمّته معقدًا، على أقل تقدير، لكن لا حيلة لي فيه. ما حدث قد حدث. هذا الطفل موجود، سواء رغبت في ذلك أم لا، ولا سبيل لتجاوز هذه الحقيقة الصغيرة."أستطيع أن أشعر بتوترك حتى النخاع، آفا"، جاء صوته العميق ليعيدني إلى الحاضر.أدرتُ رأسي بسرعةٍ حتى شعرتُ بشدٍّ

  • ندم الزوج السابق   الفصل 137

    "لن أستسلم يا أمي. قلت لكِ، أريدك أنتِ وأبي معًا، ودائمًا أحصل على ما أريد."كان الإصرار محفورًا في نبرته وهو ينطق تلك الكلمات.تنهدت قائلة، "ليس هذه المرة يا حبيبي."حلّ الصمت بيننا ونحن نتابع القيادة. وما هي إلا لحظات حتى وصلنا إلى الحيّ الراقي الذي يقطن فيه والداي حاليًا.توقفت أمام البوابة الإلكترونية، وأدخلت رمز المرور على شاشة لمس صغيرة مثبتة على الجانب، فانفتحت البوابة. كان ثيو قد أعطاني الرمز في حال رغبت بزيارتهم يومًا ما.سرنا بالسيارة في طريق ضيق تحفّه الأشجار من الجانبين، واستغرق الأمر نحو خمس دقائق حتى بدا أمامنا المنزل الضخم الجميل."واو، هذا مذهل! إنه حتى أروع من منزل جدّي وجدّتي."، قال نوح مشيرًا إلى بيت والدي رووان.ابتسمتُ، مدركة أنه سيفاجأ حين أخبره أن هذا أيضًا منزل جدّيه.أوقفت السيارة أمام الحديقة المهذبة والمرتبة بعناية، وبعد أن أطفأت المحرك نزلنا. أمسكت بيده وبدأنا نسير ببطء نحو المنزل.كانت عينا نوح تتنقلان في كل اتجاه، تمسحان المكان بنهم، والحماسة والانبهار مرتسمان على ملامحه.وقبل أن أمد يدي لقرع الجرس، فُتح الباب، واستقبلنا كبير الخدم بابتسامة مهذبة."مرحبًا

  • ندم الزوج السابق   الفصل 136

    "أمي، إلى أين نحن ذاهبان؟"، سألني نوح بينما كنت أُقفل باب منزلنا.لم أكن قد خططت لهذه الرحلة الصغيرة، لكنني كنت أعلم أنّها أمر لا بدّ لي من فعله. نورا وثيو ظلّا يتّصلان بي منذ أيام، يرغبان في توطيد علاقتهم بي، لكنني كنت دائمًا أبقيهما على مسافة.قررت أنّني سأمنحهما فرصة. فكيف لي أن أعرف ما إذا كانا يحبّانني حقًا إن ظللتُ أدفعهما بعيدًا؟ ثمّ إنني بحاجة إلى مزيد من الأشخاص الطيبين في حياتي.قلت له وأنا آخذ يده بيدي وأقوده نحو سيارتي، "أريدك أن تلتقي بأشخاصٍ ما."وأثناء سيرنا باتجاه السيارة، وقعت عيناي على شاحنة نقل تتحرك أمام منزلٍ يبعد بضعة أمتار عن بيتي.قلت لنوح، "يبدو أنّ أحدهم ينتقل للعيش هنا. سيكون لدينا جار جديد."لقد ظلّ ذلك المنزل فارغًا لأشهر، وكان شبيهًا بمنزلي من حيث التصميم، لكن الفارق الوحيد أنّه بدا أكبر قليلًا.قال نوح بحماس، "أتمنى أن يكون لديهم طفل في مثل عمري. لا تفهميني خطأ يا أمي، أنا أحب هذا المكان، لكنه مليء بالعجائز."ضحكتُ عندها. فعندما اخترتُ هذا المكان لم أُدرك أننا سنكون محاطين بكبار السن الذين يتدخلون في كل شؤونك، لقد اخترت هذا اخترت هذا المكان بسبب هدوئه وال

  • ندم الزوج السابق   الفصل 135

    لا أستطيع أن أسمح لنفسي بالضعف الآن، فالثمن سيكون أكبر مما أطيق دفعه. كنت قد بلغت بالفعل نقطة الانكسار، ولن أخاطر بالعودة إلى الظلام الذي كاد أن يبتلع روحي.أستلقي على سريري، رافضة أن أسمح للدموع بالانهمار. لقد بكيت بما يكفي من أجل هؤلاء الناس، ولن أبدّد دموعي على أشخاص لا يستحقون مني شيئًا.سرعان ما يدركني التعب، ذاك الإرهاق الجسدي والعاطفي الذي يثقل كياني، فأغفو في نومٍ بلا أحلام.حين أستيقظ، تكون الساعة قد قاربت الحادية عشرة."اللعنة!"، أتمتم وأنا أهبّ من السرير متعثّرة، وأسقط على الأرض في فوضى. كنت قد وعدت بأن أُقلّ نوح في التاسعة صباحًا، إذ كان على رووان أن يسافر لحضور اجتماع عمل.أهرع إلى الحمام لأستحمّ وأرتدي ملابسي، منجزة الأمر في أقل من عشر دقائق. وحين أنتهي، أسرع إلى أسفل الدرج، متمنّية ألا أتعثر وأكسر عنقي في الطريق.أتوقف فجأة حين أرى رووان ونوح في المطبخ يتناولان الفطور. كان رووان يرتدي بذلة رسمية ويعدّ فطائر المحلاة. منظر غريب، إذ لم يسبق لي أن رأيته يطبخ."أمي، أخيرًا استيقظتِ!"، صرخ نوح وفمه ممتلئ. "كنت أريد إيقاظكِ، لكن أبي قال لي أن أترككِ تنامين."سألتهما بحيرة، "ما

Plus de chapitres
Découvrez et lisez de bons romans gratuitement
Accédez gratuitement à un grand nombre de bons romans sur GoodNovel. Téléchargez les livres que vous aimez et lisez où et quand vous voulez.
Lisez des livres gratuitement sur l'APP
Scanner le code pour lire sur l'application
DMCA.com Protection Status