Share

الفصل 498

Author: إيفلين إم. إم
سألتُ مدبّرة منزلنا بمجرد أن خطوتُ إلى المطبخ، "هل الطعام جاهز؟"

ابتسمت لي بلطف وقالت، "ليس بعد، لكنه سيكون جاهزًا خلال دقائق."

أجبتها، "حسنًا، سأقوم بتجهيز المائدة إذن."

همّتْ بالاعتراض، لكنني أغلقت الباب أمام أي نقاش. أردت أن أساعدها. وبما أنها كانت تطهو، فأقل ما يمكنني فعله هو ترتيب المائدة معها.

"هل تحتاجين إلى مساعدة؟"

رفعت رأسي لأجد والدة غابرييل تقف في الجانب المقابل من الطاولة. وضعت الطبق الذي كنت أحمله وابتسمت لها.

قلتُ، "بالطبع، لكنني على وشك الانتهاء."

سارتْ نحوي وبدأت تساعدني في ترتيب الكؤوس والملاعق.

ثم سألتني فجأة، وكأن السؤال انبثق من قلبها مباشرة، "إذن يا هاربر، كيف يعاملك ابني؟"

لم أُجب على الفور، أمعنت التدقيق في نبرة صوتها، وأدركت أن السؤال ليس مجرّد محادثة عابرة، بل رغبة حقيقية في معرفة حقيقة معاملته لي.

لا بدّ أنني استغرقتُ وقتًا طويلًا في الإجابة، لأنها توقفتْ عمّا كانت تفعله وأضافتْ، "لا تأخذي الأمر على نحو خاطئ. أنا لا أتدخّلُ في شؤونكما، لكن بالنظر إلى الطريقة التي عاملك بها من قبل، أردت فقط أن أتأكد أنه يعاملك كما تستحقين."

كان القلق واضحًا في صوتها وعينيها،
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • ندم الزوج السابق   الفصل 546

    كلّما انتهيتُ من هذا الأمر بسرعة، كان أفضل.مواء بلاكي الخافت اخترق الصمت من الجهة الأخرى من الغرفة.قلتُ مبتسمة، "أعدكِ أنني لن أتأخّر"، ثم رفعتها بين ذراعيّ، أضمّها إلى صدري وكأنني أبحث في دفئها عن بعض القوة والشجاعة.هي بدورها أطلقت خرخرةً ناعمة، تردّ إليّ شيئًا من السكينة التي كنتُ أفتقدها. وضعتُها برفقٍ على الأرض، وتأكدتُ من وجود الطعام والماء أمامها، قبل أن ألتقط مفاتيحي وأغادر.بمجرّد أن خرجتُ، أسرعتُ إلى السيارة وأغلقتُ الأبواب بإحكام. صحيحٌ أنّ الحيّ آمن، لكن لا ضرر أبدًا من مزيدٍ من الحذر.لمّا أدرتُ المحرّك، أدركتُ فجأةً أنني لم أفكّر في الأمر مليًّا. جلستُ مكاني أستمع إلى هدير المحرّك يعلو تحت يدي، دون أن أتحرّك. ليس لديّ أي فكرة عمّا سأفعله، ولا أملك أي دليلٍ يرشدني.قد يكون نوح في أيّ مكان. ما الذي كنتُ أفكّر فيه حقًا؟عمّتي آفا تعتقد أنّني أفضل فرصها في العثور عليه، لكن ربما كانت مخطئة. صحيحٌ أنّني كنتُ مولعةً به في صغري، وما زلتُ أشعر بالحرج حين أتذكّر ذلك، لكن مرّت ستّ سنوات، وربما لم أعد أعرفه كما كنتُ أظنّ أنني أعرفه.حاولتُ أن أستحضر في ذهني مكانًا قد يذهب إليه، لكن

  • ندم الزوج السابق   الفصل 545

    جلستُ في سكون غرفتي بعد أن أنهيتُ المكالمة مع العمة آفا.تسلّلت تنهيدة مُجهَدة من بين شفتيَّ وأنا أسند ظهري على اللوح الأمامي للسرير، فيما بدأ ثقل طلبها يستقر على صدري كالجبال ما الذي ورّطتُ نفسي فيه بحقّ السماء؟كنتُ أعني كلمتي حين قلتُ إنني على استعداد لفعل أي شيءٍ من أجل عمتي آفا، وكنتُ صادقة في وعدي. لكن هذا الأمر مختلف… مختلف بطريقةٍ تخيفني.كأنني على وشك فتح صندوقٍ مليء بالمشكلات.تاريخي مع نوح ليس من ذلك النوع الذي يثير البهجة عند استعادته. لا، إنّه تاريخٌ حافل بالمشاعر المضطربة والجراح الصامتة.ولأسبابٍ لا يعلمها سواه، كان يكرهني دائمًا.منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها، بدا كأنّ شيئًا في داخله قرّر أنّني العدو.جربتُ كلّ شيءٍ لأجعله يحبّني، يا إلهي كم جاهدتُ!كنتُ أركض وراء رضاه كمن يبحث عن ضوءٍ في آخر نفقٍ مظلم، أتلهّف إلى لمحةِ لطف، فلا أجد سوى قسوةٍ تحطّمني وتتركني أبكي.مهما فعلت، ومهما حاولت أن أكون لطيفةً أو محبوبة، لم يُجْدِ ذلك نفعًا.كان دائمًا يجد ما يؤذيني به… كلمة جارحة، نظرة ازدراء، أو سخرية تُطفئ فيّ أي بريقٍ من أمل.وكنتُ دائمًا ينتهي بي الأمر باكيةً، ألوم ن

  • ندم الزوج السابق   الفصل 544

    تمتمتُ بارتباكٍ، "أظنّ أنني لم أفهمك جيدًا."خرج صوتي هشًّا بالكاد يُسمع، وكأن صوتي نسي كيف يُشكِّل الكلمات. لا بدّ أنّ هناك خطأ ما… ربما أسأتُ الفهم.تنهدت آفا بتعبٍ واضح، وقالت بهدوءٍ كئيب، "لم تُخطئي السمع."سكنت الغرفة، لكن الصمت كان أثقل من أي ضجيج.قلبي يخفق بعنف، ويداَي ترتجفان. كلّ الدفء الذي أحاط بي قبل لحظاتٍ تلاشى، وحلّ محلَّه بَردٌ يزحف إلى نُخاعي.تمتمتُ بذهولٍ، "نوح؟ تريدين أن أبحث عن نوح؟"أجابتْ بتنهيدةٍ مرهقةٍ، "نعم."ابتلعتُ الغصّة التي تجمّعت في حلقي، وقلتُ بصوتٍ مرتجفٍ، "عمّتي آفا، أنا آخرُ شخصٍ في العالم قد تطلبين منه هذا."كنتُ عاجزةً عن فهم السبب الذي جعلها تلجأ إليّ أنا بالذات.أخذتُ نفسًا عميقًا في محاولةٍ لتهدئة نفسي.ما طلبتْهُ يفوق قدرتي… أعلم أنّني قلتُ إنني مستعدةٌ لفعل أيّ شيءٍ من أجلها، إلا هذا.نوحُ آخرُ شخصٍ أريدُ التعاملَ معه.قالتْ متوسّلةً، وصوتُها يتهدّجُ بالحزن، "أرجوكِ يا سيرا… عمّكِ وأنا لم نتمكّن من العثور عليه."مرّت سنوات، لكنَّه في نظرها ما يزالُ نوحٌ طفلَها الصغير، ذاك الفتى الذي واجه عائلتَها حين ظلموها.تردّدتُ، ثم قلتُ ببطءٍ، "عمّتي… ماذ

  • ندم الزوج السابق   الفصل 543

    سيرا.أيقظني رنين الهاتف من نومي. تنهّدتُ محاوِلةً تجاهله، ثم غصتُ أعمق في دفء أغطية فراشي. كنتُ مرهقة، وآخر ما أرغب فيه في هذه الساعة المتأخرة مكالمةٌ تُفسد عليّ راحتي.أيًّا كان المتصل، يمكنه الانتظار.توقّف الرنين أخيرًا، فزفرتُ بارتياح. سحبتُ قطّتي نحوي واحتضنتُها، أدفئ وجهي بفرائها الناعم. كنتُ على وشك أن أغفو من جديد، حين دوّى ذلك الرنين اللعين مرّةً أخرى.تحسّستُ الهاتف على الطاولة الجانبية بلا تركيز، فأطحتُ بزجاجة الماء بدون قصد. كان عليّ أن أُغلق الهاتف كما أفعل دائمًا.أنا عالمةُ أحياءٍ؛ لذا يمكنك أن تتخيّل عدد الساعات الطويلة التي أقضيها في المختبر والأبحاث. وحين أجد فرصةً للراحة، أتشبّث بها كما لو كانت كنزًا ثمينًا.ظننتُ أن المتصل أحد زملائي، فمرّرت إصبعي على الشاشة وأجبتُ متذمّرة، "أتمنّى أن يكون الأمر مهمًّا.""سي؟ هل أنتِ مستيقظة؟" جاءني صوتها الحنون المألوف يخترق ضباب النعاس.تجمّد جسدي. ذلك الصوت… أعرفه كما أعرف لحن أغنيتي المفضّلة. زال النعاس عني على الفور، وجلستُ منتصبة."مرحبًا، يا عمّتي آفا"، أجبتُ بخجلٍ، والحرارة تصعد إلى وجهي لشعوري بالذنب من نبرتي الجافة.مواء

  • ندم الزوج السابق   الفصل 542

    أحببتُ نوح منذ أن وعيتُ على الدنيا. كنتُ أؤمن أنّه إن تمسّكتُ به كفايةً، وإن أحببتُه بإخلاصٍ حقيقي، فسيراني يومًا ما، وسيدرك أنّني أنا من تناسبه، وأنه سيختارني، وسيقع في حبي في نهاية المطاف. لكنني كنت مخطئة… مخطئة إلى حدٍّ موجع، واليوم هو الدليل القاطع على خطئي.هل يمكنه أن يرى انكسار قلبي في عينيّ؟ يمكنه أن يلاحظ أن فؤادي ينزف؟ من أُخادع؟ غالبًا لا يهتمّ على الإطلاق. بالنسبة إليه، كنتُ دائمًا تلك الفتاة المزعجة التي تطارده منذ كانت في الثامنة. والآن، وهو يقف إلى جوار عروسه، لستُ شيئًا يُذكر. لو سقطتُ ومِتّ الآن، لما رمش له جفن.وقفتُ هناك وروحي كمخلّفاتٍ منهارةٍ لا تُصلَح، بينما بدأ بإلقاء عهوده. كانت ليلي قد أخبرتني أنه كتبها بنفسه، وكانت بالفعل جميلة، صادقة، نابعة من القلب. تمنّيتُ لو كانت موجّهة إليّ، وليست إلى امرأةٍ أخرى."كُفّي عن الأنانية"، صاح بي ذلك الصوت المزعج في داخلي، "تقبّلي أنه لا يحبكِ ولن يحبك أبدًا."أردتُ تجاهل تلك الكلمات، لكنني كنت أعلم أنها الحقيقة. لقد خسرتُ، وإن كنتُ صادقةً مع نفسي، فقد خسرتُ قبل أن أبدأ السباق أصلًا. لا أعتقد أنني كنتُ في السباق على الإطلاق.ق

  • ندم الزوج السابق   الفصل 541

    الجزء الأول– سيرا.كنتُ أسير في الممر بخطواتٍ بطيئةٍ وثقيلة، وقلبي يخفق بعنف. كنتُ أقبض بقوةٍ على باقةٍ من الورد الأبيض والزهري حتى أخذت ترتجف بين يديّ، بينما كان فستاني ينساب خلفي بخفةٍ وأنا أتقدّم. بدا كلّ شيءٍ جميلًا ومثاليًا، كما خططنا له تمامًا.تسمّرتْ عيناي في وجهه المبتسم. كم بدا وسيمًا وآسرًا! لقد كان بريق ابتسامته يخطف الأنفاس، حتى تلاشى كل شيء للحظة، ونسيت متابعة السير وكدتُ أتعثّر. كانت السعادة المشعّة من وجهه تكاد تبكيني. تابعت السير نحوه، وكل خطوةٍ تقرّبني منه أكثر فأكثر. بدا مختلفًا عمّا اعتدت عليه؛ فهذه هي المرة الأولى التي لا ينظر إليّ فيها نوح وودز بازدراء وكراهية.كان يفترض أن أكون سعيدة، بل في غاية السعادة، لأنني أسير نحو الرجل الذي أحبّه… لكنني لم أكن كذلك. كان قلبي ينفطر في صدري، وأكاد أسمع صدى تحطّمه وهو يتفتت إلى شظايا صغيرة في داخلي. شعرتُ بالاختناق، ومع ذلك أجبرت نفسي على الابتسام. كان عليّ أن أبدو متماسكة، أن أُخفي أنّني أتمزّق من الداخل، أن أُقنع الجميع بأنني بخير بينما أنا أموت ببطء، لأن الرجل الذي أحبّه يتزوّج من غيري.تحوّل عالمي الذي كان مشرقًا يومًا ما

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status